أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الشيطان والثالوث الروسي














المزيد.....

الشيطان والثالوث الروسي


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 00:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتتبع لسير الأحداث التاريخية من وقت انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحتى يوم الناس هذا يلحظ عدم تسجيل استخدام للمفردات العسكرية المرتبطة بالسلاح النّووي على المستوى الرسمي، إلا في هذه الآونة التي تشهد معركة نفوذ كبرى أميركية روسية حلبتها الساخنة أوكرانيا، فالعودة لاستخدام المفردات النّووية، والتلويح الصريح بإمكانية استخدامها من طرفي المعركة القائمة الآن لم يكن عبثيًا إنَّما جاء بعد تغيير جوانب ثابتة في السياسة الدولية، وفي مقدمتها التغيرات التي طرأت على النظام المالي العالمي، حيث كان يعتمد على صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والدولار، ولكنَّ الغطرسة الأميركية لجأت لاستخدام العقوبات الاقتصادية الخارجة بكل أشكالها ومضامينها على القوانين الدولية والمنظمات المالية ذات الصلة، مما جعل العديد من الدول تشعر بالقلق والخوف على مستقبلها، وعلى وجه الخصوص الدول ذات القدرات الاقتصادية القوية، حيث لا زالت تعاني أسوةً ببقية دول العالم من حالة الركود الاقتصادي، وزيادة الأعباء الاقتصادية العالمية بسبب تداعيات جائحة كورونا، لقد رفع اللجوء إلى العقوبات الاقتصادية من وتيرة الخوف والقلق عند تلك الدول، وأرسى حقيقة ضعف النظام المالي العالمي وهشاشته، وزاد من خشية وقوعها تحت طائل التهديد المباشر الذي لا ضابط له، حيث أكدت الأزمة الأوكرانية أنَّ المنظومة الغربية الرسمية وغير الرسمية لا تتمتع بالاستقلال الحقيقي في إدارة أعمالها، فقد ظهر هذا جليًا مع بدء العمليات القتالية الروسية في أوكرانيا، حيث فرضت أوروبا وأميركا عقوبات اقتصادية هستيرية على روسيا آخذةً بالازدياد والتوسع، وقد صاحبها اصطفافًا دوليًا رسميًا وغير رسميّ، هذا السلوك الاستبدادي واللا شرعي واللا أخلاقي اعتبرته روسيا حربًا من دول الناتو عليها، فاستدعى هذا من روسيا التلويح باللجوء إلى استخدام السلاح النّووي، حيث أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين جهوزية السلاح النّووي برًا وبحرًا وجوًا فيما يُعرف بالثالوث النّووي والذي تطور كثيرًا حيث تفاخرت روسيا بصاروخ آر إس28 "سارمات"، والذي أطلقت عليه صاروخ يوم القيامة لما يملك من مميزات، فهو صاروخٌ مجنّح، مما يعني أن إيقافه يُعد أمرًا صعبًا إنْ لم يكن مستحيلاً، وهو مؤهَّل ليحمل عشرة أطنان رأسًا نوويًّا، أي ما يعادل تقريبًا ألفين قنبلة من التي أُلقيت على هورشيما، وفي سياق الاستعداد لاستخدام السلاح النّووي فقد عزمت دولة بيلاروس على تعديل دستورها ليسمح لها باستضافة أسلحة نوويّة وهي دولة متحالفة مع روسيا، وتحدّ كلًّا من أوكرانيا وبولندا، وفي مقابل التهديد النّووي الروسي، قابلته أميركا بذات التهديد، حيث قامت أميركا خلال العام 2021 بتطوير أربعة مائة وخمسين رأسًا نوويًّا تكتيكيًا، وستنشر معظمها في أوروبا، هذا بجانب ما هو موجود سابقًا في ألمانيا، وتركيا، وإيطاليا، إضافة إلى امتلاك أميركا صاروخ آر 36 الذي أطلق عليه حلف الناتو صاروخ الشيطان وهو أقلّ قدرة من صاروخ يوم القيامة الروسي، و عوْدٌ على بدء، فإنَّ التلويح باستخدام السلاح النّووي يعني أنّ الملف النّووي بات حاضرًا بقوة في مرحلة المخاض الجديد للنظام العالمي، والذي تسعى روسيا لأن تكون قطبًا رئيسًا فيه يضمن لها الحفاظ على نفوذها، ومصالحها وعلى وجهه الخصوص في قارة أرتك "القطب الشمالي" لما يحمل في باطنه من مخزون ضخم من النفط والغاز، وفي المقابل تسعى أميركا لتعزيز النظام الأحادي بحلّته الجديدة، حيث ترمي إلى السيطرة على التكتّلات السياسية، والاقتصادية المتبلورة في غير فضائها، وعدم السماح لها بالعمل بمعزلٍ عنها، ويَعتبر النظام الأميركي المأمول البشريّةَ جمعاء عبيدًا تحت سطوتها، وتسعى أيضًا إلى بسط وترسيخ المرجعية الروحية لأميركا من خلال نشرها الدين الإبراهيمي الجديد، والذي يستند إلى الرؤى الفكرية للحركة الصهيونية وأهدافها، بحيث يعمل الدين الجديد على إلغاء كل ما له علاقة بالرسالات السماوية، واعتماد القواسم المشتركة بين الرسالات، ويدعو إلى شرعنة الإباحيّة والمثليّة الجنسية، وكذلك يدعو إلى سيطرة الطغيان المادي على مناحي الحياة المختلفة، ليمحق المثل والأخلاق، وتسود شريعة الغاب، إنَّ مصلحة البشرية جمعاء تستدعي استجماع كل القوى الحيّة في العالم لصد تلك الهجمة الشيطانيّة الأميركية الصهيونية الشرسة، وتعمل على ألّا يسودها نظام واحد كالذي تطمح إليه المنظومة الصهيوأميركية، ولأنّ العالم اليوم بحاجة إلى نظام قائم على التوازن حتى يُمْكِن تقويم المعوج فيه، في ظل غياب القيّم والمفاهيم الإلهية السمحاء.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوكرانيا تُسقط الأقنعة
- الحرب العالمية الثالثة في مشهدها الأخير
- المقاومة الشَّعبيّة وموقف الشَّعبيّة
- تنهيدة البجعة الأخيرة
- منظمةُ التحريِر الفلسطينيّة على حافّةِ الهاوية
- خربوووشة
- المُعادلة الصّفرية في الشّرق الأوسط
- المجلس المركزي بين فكيّ الفصائل ونڤتالي بينيت
- هل خرجت غزة من البئر
- الحوثي مسار إرهاب
- حِوارُ الطُرشانِ حديثُ الجزائر
- تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق
- شكرًا للشعب الجزائري
- الجزائر على خط النَّار
- ماذا لو امتلكت إيران السلاح النَّووي
- فازورة... حزورة... فصائلية
- يوم الاستقلال والثورة الصادقة
- محاكمة بريطانيا ضرورة إنسانية
- المُقاومةُ القداسةُ ودِلالةُ التطبيق
- بيروت في مرمى النيران


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - الشيطان والثالوث الروسي