أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - ازدهار وسقوط المسرح المصري














المزيد.....

ازدهار وسقوط المسرح المصري


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 7266 - 2022 / 6 / 1 - 10:04
المحور: الادب والفن
    


صدر كتاب المسرح المصري في أبريل 1979 ، وللتاريخ دلالةٌ قوية حيث أصبحت ملامح المسرح المصري واضحة، بعد أن سقطت الأقنعة وولت سنوات الازدهار المزعومة ؛ إذ بدأ قطار المسرح يضل طريقه بقوة في منتصف السبعينيات، وكأن سنوات الازدهار الماضية لم تكن سوي حلمٌ أو قل وهمًا.
وفاروق عبد القادر أحد شهود العيان المخلصين علي تلك الفترة، ولها التي ظن البعض أنها نهضةٌ مسرحية، ولكن سرعان ما اكتشف الجميع أن نهضة الستينيات لم تكن سوي طاقة بقيت من وهج جيل الرواد،وما إن نفدت هذه الطاقة حتي بدأ الانطفاء والذبول في حقبة السبعينيات بعد أن أدي تدخل المؤسسة وإحكام قبضتها علي المسرح إلي ضعف سلطان التقاليد المسرحية،وسادت روح البيروقراطية.
وأصبحت الأولوية لسلطة الاجهزة الإدارية علي حساب العملية الإبداعية، فضلًا عن مُصادرة عدد كبير من العروض المسرحية قبل الافتتاح ؛ لأنها لا تتوافق ومصالح المؤسسة السياسية في تلك الفترة، ولا تخدم اهدافها، بل تقف موقفًا مُناهضًا لها، واستيقظ الجميع علي الحقيقة القاسية ؛إذ جاءت نتائج الممارسات السابقة نهضة مزيفة جعلت من المسرح التجاري بكل أساليبه الرخيصة صاحب الكلمة العليا.
وهنا أطلق فاروق عبد القادر صرخةَ احتجاجٍ مدوية من خلال كتاب (ازدهار وسقوط المسرح المصري) ، جوهرها الألم الذي يعتصر قلبه حزنًا علي الحلم المزعوم، ليجلس ويُعيد قراءة أوراقه،ويراجع السنوات الماضية،ويكتب هذا الكتاب دفعة واحدة كما حكي فيما بعد،.
ويُخيَّل لمن يقرأ هذا الكتاب سيشعر بأنه دفقةٌ شعورية أنتجت قصيدة مأساوية كتبها ضمير حي مستيقظ دائمًا ؛ ليبدأ بالماضي والآباء في الفصل الأول، ثم المولد والازدهار، ويختم هذه الصرخة بالتعثر والسقوط، ثلاثة فصول هي قراءة بانورامية وتحليلية في أن يُطلق جملته الشهيرة في نهاية الكتاب- كما تكونون يكون مسرحكم-
وحين أصدر بعد عشرين عامًا كتابه ( رؤي الواقع وهموم الثورة المُحاصرة) لم يكن سعيدًا وهو يري نبوءته تتحقق، ولا نظنه أنه كان يتمني أن يكون تيريزياس العراف الإغريقي الذي قاسي كل شيء قبل أن يحدث حين وقف عند جدران طيبه يتحسس الجثث ويشاهد الخراب ويجني ثمرة نبوءاته، ليتألم من أجلها.
لقد كان يتمني أن تخطيء نبوءته وتضل طريقها،ولكن ماحدث أنها تأكدت في صورة مؤلمة حين تناول ماحدث في كواليس المسرح الذي دخلوا حلبة المنافسة بعد جيل الستينيات الأكثر شهرة وضع لها عنوانًا يحمل دلالة مؤلمة (الفرسان الصاعدون إلي خشبة المسرح المنهارة).
وقد عاني هذا الكتاب كثيرًا لجرأة صاحبه في تناول واقع المسرح المصري بصدق وموضوعية بعيدًا عن الحسابات والمصالح ؛ ليغسل يديه أمام الجميع في إعلان صريح لتبرئة نفسه مما يحدث من جرائم في حق المغفور له المسرح المصري.
وما بين ازدهار وسقوط المسرح المصري ورؤي الواقع هناك عدة كتب هي مساحة للظلال، بالإضافة إلي أوراق بين الرماد والجمر والتناقض هو القاسم المشترك في هذه العناوين وله دلالةٌ واضحة تعبر عن موقف الكاتب وتؤكده ؛ فالازدهار يعقبه السقوط، ومساحة الضوء تجاورها أخري للظلال والجمر لا يخلو من الرماد.
فالكاتب حذَّر والعناوين تحمل في كلماتها القليلة المضمون والرؤية،وكان كتابه الأخير (المسرح المصري تجريب وتخريب) ، ثم توقف عن كتابة المسرح بشكل نهائي ،وظل بالنسبة له مجرد ذكريات ،وراحت خُطاه تتباعد عن المسرح قدر تباعد المسافة عن تلك القضايا الجادة التي جذبته هو وغيره في فترة الازدهار.
اعتزل المسرح رغم أنه مارس الكتابة عن النقد الادبي في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثالثة إلا أن المسرح كان ولا يزال غُصًّة مريرة يحملها أينما ذهب؛ فاعتزل وعاش بين الكتب يقرأها ويكتب عنها،ولكن هل يمكن أن تعوضه عن الحياة التي يجسِّدها المسرح بكل مفرداتها؟!



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجاهات الإنتاج السينمائي من ثورة يوليو حتي ثورة يناير
- فن الفرجة علي الأفلام
- أزياء الاستعراض في السينما المصرية للدكتورة مها فاروق عبد ال ...
- التاريخ الثقافي لمصر الحديثة الدكتور وائل إبراهيم الدسوقي
- ظاهرة الدعاة الجدد
- اختلاق الحرب الباردة- دور الولايات المتحدة في تقسيم العالم
- فن الموسيقي السينمائية
- أنغام فلكلورية مصرية
- صورة المرأة في الرواية العربية
- الفن القصصي بين جيلي طه حسين ونجيب محفوظ
- المسرح الهندي : التراث والتواصل والتغير
- حكايات مصرية من القنال
- تراث الغناء العربي بين الموصلي وزرياب..وأم كلثوم وعبد الوهاب
- الفيلم السياسي في مصر
- الضمة البورسعيدية
- الشرطة في عيون السينما المصرية
- الفودفيل في تاريخ المسرح المصري
- الدراما التلفزيونية: تحضير التاريخ..تأريخ الحاضر
- الأراجوز مسرح خيال الظل التركي
- اتجاهات الرواية المصرية منذ الحرب العالمية الثانية إلي سنة 1 ...


المزيد.....




- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - ازدهار وسقوط المسرح المصري