أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....32















المزيد.....

المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....32


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7254 - 2022 / 5 / 20 - 13:59
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الوضوح في الممارسة يستلزم الوضوح في الفكر:.....3

ويمكن أن نعتبر الفكر موجها للممارسة، بصفة عامة؛ لأن الفكر، عندما لا يكون موجها للممارسة، التي تنتظم في إطار المجتمع، فإننا، سنجد أنفسنا ،غير قادرين على إعطاء الفكر قيمة معينة، مع أن ممارسة الإنسان، أي إنسان، كيفما كان نوعه، لا بد لها من فكر يوجهها؛ لأن الإنسان، لا يمكن أن يمارس بدون توجيه الفكر، ولا يمكن لأي فكر أن ينمو، وأن يزدهر، بدون الاحتكاك بأي فكر، كيفما كان نوع هذا الفكر، من خلال الممارسة. فاصطدام الممارسة، هو اصطدام للأفكار، وتقاطع الممارسة، هو تقاطع للأفكار، وانسجام الممارسة، هو انسجام للأفكار.

لذلك، ذهبنا إلى أن الاحتكاك بالأفكار، من خلال الاحتكاك بالممارسات، يجعل الأفكار تتقدم، وتتطور، وتنمو في اتجاه التأثير المتزايد على الممارسة الإنسانية في الواقع. وبقدر ما يرتقي الفكر، ترتقي الممارسة، وبقدر ما ترتقي الممارسة، يرتقي الفكر، نظرا للعلاقة الجدلية القائمة بين الفكر، وبين الممارسة.

فماذا نعني بتوجيه الفكر للممارسة؟

وما المراد بكون الممارسة، التي تقف وراء تقدم الفكر، وتطوره؟

ألا يقف الفكر المتقدم، والمتطور، وراء تقدم، وتطور الممارسة؟

لماذا اعتبرنا أن العلاقة بين الفكر، والممارسة، علاقة جدلية؟

لماذا، لا نعتبر، أن العلاقة بين الفكر، والممارسة، علاقة تبعية الممارسة للفكر، وعلاقة تبعية الفكر للممارسة؟

أليست العلاقة بين الفكر، والممارسة، علاقة عضوية؟

ما الذي يجعل الممارسة مطورة للفكر، ويجعل الفكر مطورا للممارسة؟

أليس الفكر، والممارسة، متناقضان، أو متقاطعان، أو منسجمان؟

إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، لا نطرحها من أجل الإنسان، وإنما من أجل إيجاد الوسائل، التي تمكن من العمل، على تمكن الإنسان في المجتمع، من التمتع بحقوقه الإنسانية، التي التي تمكنه من الاتقاء بقيمه الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأنه بدون الارتقاء بحقوق الإنسان، لا يرتقي الإنسان، وبدون الارتقاء بالإنسان، لا ترتقي حقوق الإنسان، ذات الطابع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، التي ترتقي بالإنسان، ويرتقي بها الإنسان.

وانطلاقا من هذا التأطير، الذي وقف وراء طرح الأسئلة أعلاه، فإن الشروع في الأجوبة، يقتضي منا، أن نعمل على أن تكون الأجوبة معالجة لمنحى السؤال / الأسئلة. وفي نفس الوقت، أن تكون الأجوبة منسجمة مع السياق، الذي فرض طرح الأسئلة، حرصا منا على التكامل بين الجواب على السؤال، وانسجام الجواب مع السياق العام، الذي فرض طرح الأسئلة، حتى يحصل التكامل في بناء الموضوع، الذي نحن بصدد بنائه.

فماذا نعني بتوجيه الفكر للممارسة؟

إن أي عمل نقوم به، في حياتنا، سواء كنا متعلمين، أو غير متعلمين، لا بد وأن يكون مسبوقا بفكر يحدد:

ما ذا نعمل؟

وكيف يجب أن نعمل؟

حتى يتم تحويل الفكر، إلى ممارسة، ومن أجل أن تقوم الممارسة، بتحويل الفكر، إلى إنتاج مادي، يصير في خدمة الناس، على المستوى المادي.

فالفكر، هو تصور لسلوك، وتصور للإنتاج، وتصور لطريقة الإنتاج ،وتصور للكيان المادي، والمعنوي، لمنتوج الممارسة، التي هي بمثابة عملية تحويل الفكر، إلى ممارسة من جهة، وإلى كيان مادي معنوي من جهة أخرى، حتى يدخل في إطار الأشياء، التي يحتاج إليها الناس، في حياتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سواء كانت مادية، أو معنوية؛ لأنه لا وجود لشيء قائم في الحياة، ويتداوله الناس فيما بينهم، دون أن يكون مسبوقا بفكر معين، وينتمي إلى فكر معين، قامت ممارسة معينة، بتحويله إلى إنتاج مادي، ومعنوي. وإلا، فإن الحياة تتوقف، والعمل على تطوير الفكر، وتقدمه، الذي لا يمكن أن يقود إلا إلى تطوير الممارسة، مهما كانت هذه الممارسة، وتطوير ما تنتجه الممارسة، مهما كان هذا المنتج، لنصل إلى أنه لا ممارسة بدون فكر، ولا فكر بدون ممارسة.

والعلاقة القائمة بين الفكر، والممارسة، هي علاقة جدلية، تقود إلى جعل الفكر يتقدم، ويتطور بالممارسة، وإلى جعل الممارسة، تتقدم، وتتطور بالفكر. وما تنتجه الممارسة، يعكس تطور الفكر ،وتطور الممارسة فيما بينهما.

والفكر، عمل ذهني، غير مباشر، والممارسة هي عملية تحويل العمل الذهني، إلى عمل مباشر، تتم في ترجمة الفكر إلى واقع مادي. وما يصير في تحوله إلى واقع مادي، لا يمكن أن يكون إلا ماديا، في أصله، وفصله، حتى لا نقول: إن البعد الفكري، هو بعد مادي، خاصة وأن المثالية، تبقى مثالية، لا يمكن تحويلها إلى ما هو مادي ملموس.

وفي أي عمل، نقوم به، نهدف إلى إنتاج شيء ما. وإنتاج شيء ما، معناه: أن الإنسان الذي ينتج، يمتلك تصورا للإنتاج. والعمل على تحول ذلك التصور، إلى واقع مادي ملموس. والملموس: مادي، ومعنوي، يمكن أن يؤدي إلى أن تصير للإنسان مكانة في الواقع المادي، من أجل أن تجعل كل فرد، يعمل على اكتساب مكانة معينة، سعيا إلى التحرر من اللا مكانة في الواقع، وحرصا على جعل الإنسان يكتسب مكانته، بالعمل المنتج المادي، والمعنوي، ودونما حاجة إلى ما هو صالح، لتمرير الوقت، وقتله.

أما كيف يجب أن نعمل، فإن المنهجية التي نتبعها في حياتنا، يمكن أن تساعدنا على كيفية العمل، فإنه يقتضي من كل فرد، العمل على امتلاك منهجية العمل، والتمرس عليها، ثم بعد ذلك، ينصرف إلى العمل على امتلاك التصور ،بنفس منهجية العمل، حتى يصير التصور جاهزا. وجاهزية تصور ما يجب عمله، يقتضي الانتقال، مباشرة، إلى تحويل التصور الفكري لموضوع العمل، إلى واقع مادي، بعد الحصول على العناصر، التي يجب أن يتكون منها، سواء كبر شأنه، أو صغر، ليصير التصور واقعا ماديا، يعمل على اللجوء إليه، من أجل توظيفه في المجال المناسب، في المكان المناسب، توظيفا، أو استهلاكا.

وانطلاقا مما سبق، فإن توجيه الفكر للممارسة، هو السائد: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، إلى درجة أننا لا نجد: أن أية ممارسة غير موجهة بفكر معين، وأي فكر معين/ لا يمكن أن يبقى حبيس الأفكار الذهنية، بل لا بد أن يتحول إلى ممارسة مادية، أو معنوية.

أما الفكر المثالي، فإنه يبقى فكرا مثاليا، لا يمكن أن يتحول، بعدها، إلى ممارسة مادية؛ لأن الممارسة المادية، تبقى بمرجعية مادية، أما الممارسة المثالية، فإنها ترتبط بشخصية الإنسان، كما هو الشأن بالنسبة لمؤدلجي الدين الإسلامي، الذي تكونت عنه تصورات مثالية. فكلما عملوا على تحويها إلى واقع مادي، تشوهت شخصياتهم، التي أرادوها شخصيات مثالية، في واقع مادي، وتشويه شخصيات مؤدلجي الدين الإسلامي، قادت إلى تشويه الشخصية الاجتماعية، برمتها، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وتشويه الشخصية الاجتماعية، لا يعني إلا جعل الشخصيات القائمة في الواقع الاجتماعي، مشوهة برمتها. وهو ما يعني: جعل الأجيال الصاعدة، تنشأ على الجشع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وهو ما يعني: استمرار التشوه في الشخصية الفردية، والجماعية، إلى ما لا نهاية، ما لم يتخلص المجتمع من أدلجة الدين الإسلامي، وما لم يتخلص من مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين شوهوا الدين الإسلامي، ولم يتركوا المومنين بالدين الإسلامي، مع شأنهم الديني.

وما المراد بالممارسة، التي تقف وراء تقدم الفكر، وتطوره؟

إن الممارسة، أي ممارسة، هي في عمقها، ترجمة للفكر، على مستوى الواقع. فإذا كانت الممارسة متقدمة، ومتطورة، كان الفكر الذي تجسده، متقدما، ومتطورا. وإذا كانت الممارسة متخلفة، كان الفكر الذي تجسده متخلفا، وإذا كانت الممارسة إقطاعية، كان الفكر إقطاعيا، وإذا كانت الممارسة بورجوازية، كان الفكر بورجوازيا، وإذا كانت الممارسة توحي بالتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، كان الفكر بورجوازيا إقطاعيا متخلفا. وإذا كانت الممارسة بورجوازية صغرى، كان الفكر بورجوازيا صغيرا، وإذا كانت الممارسة عمالية، فإن الفكر يصير فكرا عماليا بامتياز، وإذا كانت يسارية فوضوية، كان الفكر يساريا فوضويا، وإذا كانت الممارسة مؤدلجة للدين الإسلامي، كان الفكر مؤدلجا للدين الإسلامي.

فالعلاقة بين النظرية (الفكر)، والممارسة، هي علاقة جدلية، تؤدي إما إلى تقدم، وتطور الفكر، والممارسة، أو إلى تخلفهما، وتراجعهما. والذي يهمنا هنا، هو تحديد مفهوم الممارسة، التي ليست إلا ترجمة للفكر، على أرض الواقع.

وحتى نعتبر: أن أي فرد في المجتمع، محكوم بممارسة معينة، يوجهها فكر معين، يختلف باختلاف الأفراد، وباختلاف انتماءاتهم الطبقية، وباختلاف فكر التنشئة، التي ينشأ فيها كل فرد، ذكرا كان، أو أنثى، وباختلاف مستواه الفكري، والأدبي، وباختلاف الإنسان، في كل فرد، وباختلاف فكر، ووجدان كل فرد، كذلك، مما يكرس اختلاف الأفراد، نظرا لاختلاف الشخصيات الفردية، والجماعية، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

إن طبيعة الفكر، تتحكم في طبيعة الممارسة، وطبيعة الممارسة، تتفاعل مع طبيعة الفكر، فتؤدي إلى تقدمهما، وتطورهما، أو إلى تراجعهما، وتخلفهما، خاصة، وأن الفكر، لا يمكن أن يتطور إلا بالتفاعل مع الممارسة، وأن الممارسة لا يمكن أن تتطور، إلا بتطور الفكر. وتطور الفكر، وتطور الممارسة معا، تعبير عن تطور الإنسان المنتج للفكر، والممارسة معا. ولأنه كذلك، لا تطور بدون تفاعل، ولا تفاعل بدون الكشف عن جوانب القصور في الفكر، ولا تطور للفكر بدون معالجة جوانب القصور في الفكر.

وإن طبيعة الممارسة، ترجمة لطبيعة الفكر، الذي قد تتخلله جوانب من القصور، التي قد تكشف عنها الممارسة، التي تدفع في اتجاه معالجة جوانب القصور في الفكر، التي تصير ملزمة لمنتج الفكر، حتى تصير الممارسة خالية من الاضطراب، الناتج عن القصور الفكري، ومن أجل أن تصير الممارسة معبرة عن الفكر. والفكر الموجه للممارسة، يصير مطورا لها، حتى يستقيم الفكر، بصيرورته خاليا من الاضطراب، الذي يجعل الممارسة خالية من الاضطراب كذلك.

وانطلاقا مما سبق، فإن الفكر الحزبي، يصير موجها للممارسة الحزبية، سواء كان هذا الحزب إقطاعيا، أو بورجوازيا، أو حزبا للتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو حزبا للبورجوازية الصغرى، أو حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو حزبا لليسار الفوضوي، أو حزبا لمؤدلجي الدين الإسلامي؛ لأن الأيديولوجية، أنى كانت هذه الأيديولوجية، كأفكار معبرة عن مصالح الطبقات الاجتماعية، فإن على جميع الحزبيين، أن يلتزموا بالأيديولوجية الحزبية، وإلا فقدوا قيمتهم الحزبية؛ لأن ما يجمع الحزبيين، هو الاقتناع بنفس الأيديولوجية.

فالحزبيون الإقطاعيون، يجمعهم في حزبهم الإقطاعي، الاقتناع بنفس أيديولوجية الإقطاع.

والحزبيون البورجوازيون، يجمعهم في حزبهم، الاقتناع بنفس أيديولوجية البورجوازية، التي يجب ممارستها، على المستوى الحزبي، وعلى المستوى العام، من أجل اعتبار الحزب قوة ذاتية، وفي نفس الوقت، إعطائه بعدا جماهيريا.

وحزب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، يجمعهم في حزبهم الاقتناع بأيديولوجية التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مما يجعلهم يعملون على تقدم الحزب، وتطوره، دون إغفال الإشعاع الحزبي.

والحزب البورجوازي الصغير، تجمع بين أفراده: أيديولوجية لقيطة، تعكس مصالح البورجوازية الصغرى، حتى وإن كانت أيديولوجيته لقيطة، من مختلف الأيديولوجيات: الإقطاعية، والبورجوازية، والتحالف البورجوازوي الإقطاعي المتخلف، وأيديولوجية حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما يجعل البورجوازية الصغرى، مرتبطة بالجميع، وتجعل حزبها صالحا للجميع، حتى يتأتى للبورجوازية الصغرى أن تحتضن الجميع، ويحتضنها الجميع، خاصة، وأن حزبها يسعى، بأذرعه المختلفة، وخاصة الأذرع النقابية، إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى لها الاختيار: بين أن تبقى في حزبها، الذي عرفت به، وبين أن تختار الالتحاق: إما بالحزب الإقطاعي، أو بالحزب البورجوازي، أو بحزب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، أو بحزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وبالنسبة لحزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإن ما يجمعهم في الحزب اليساري، باعتباره حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو اقتناعهم جميعا، بالاشتراكية العلمية، كأساس لأيديولوجية الكادحين، هو اقتناعهم جميعا، بالاشتراكية العلمية، كأساس لأيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارها، تعبيرا عن مصالحها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

والمنتمون إلى حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المقتنعون بالاشتراكية العلمية، كأساس لأيديولوجية الكادحين، كما سماها الشهيد عمر بنجلون، لا يعرفون تغيير انتمائهم الحزبي، لأنهم يلتزمون به، حتى تحقيق الأهداف.

وإذا كانت أيديولوجية حزب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تتطور، تبعا لتفاعلها مع الممارسة الحزبية، فإنها، كذلك، تتطور، تبعا لتطور قوانين الاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وانطلاقا من تطور الفكر الماركسي، بصفة عامة، وتطور العلوم، والتقنيات الحديثة، والتقنيات الدقيقة، بصفة خاصة، مما يجعل حزب الطبقة العاملة، أكثر حركة، وأكثر تحولا في الاتجاه الإيجابي، وأكثر عملا، من أجل التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وصولا إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى، تجسدها على أرض الواقع، سلطة الشعب.

ويقف الفكر المتقدم، والمتطور، وراء تقدم، وتطور الممارسة، التي تتفاعل مع التقدم، والتطور، من أجل الوقوف على جوانب القصور فيه، التي يجب العمل على تقدمها، وتطورها، التي تعالج، من أجل ان يزداد الفكر تقدما، وتطورا، ومن أجل أن تصير الممارسة، كذلك، أكثر تقدما، وأكثر تطورا. فالتقدم، والتطور، عندما يستهدف الفكر، يتقدم، ويتطور المجتمع، ويتقدم، ويتطور الشعب، ويصير الإنسان في حاجة إلى المزيد من التقدم، والتطور، بالعمل على تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بانتفاء الاستبداد، والعمل على تحقيق الاشتراكية.

والعلاقة بين الفكر، والممارسة، لا يمكن أن تكون إلا علاقة جدلية. والعلاقة الجدلية، ليست إلا تفاعلا متبادلا، بين الفكر، والممارسة، لهدف جعل الممارسة، تؤثر في الفكر، وجعل الفكر، يؤثر في الممارسة، حتى يصير التقدم، والتطور متبادلا بينهما؛ لأنه، بدون تلك العلاقة الجدلية، لا يكون هناك لا تقدم، ولا تطور، لا في الفكر، ولا في الممارسة. وبدون تقدم الفكر، وتطوره، وبدون تقدم الممارسة، وتطورها، لا يكون، هناك، لا تقدم المجتمع، الذي نعيش فيه، ولا تطوره. ونحن، نراهن على تقدم الفكر، وتطوره، وتقدم الممارسة، وتطورها، من أجل أن يتقدم المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، أملا في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كعناوين كبرى، لتقدم المجتمع، وتطوره.

ويمكن أن نعتبر: أن العلاقة بين الفكر، والممارسة، علاقة تبعية الممارسة للفكر، في مرحلة التوجيه، وتبعية الفكر للممارسة، في مرحلة اكتشاف القصور، والعمل على معالجته، وسواء كانت الممارسة تابعة للفكر، في مرحلة معينة، أو كان الفكر تابعا للممارسة، في مرحلة أخرى، فإن التبعية، تعطل التفاعل بين الفكر، والممارسة، ولا يكون هناك، لا تقدم، ولا تطور. فالتقدم، والتطور، يصيران، بمثابة نتيجة، للتفاعل بين الفكر، والممارسة. مما يؤثر على الحياة الفردية، والجماعية، وعلى المجتمع برمته، حتى يتأتى للإنسان، أن يعيش مطمئنا على المستقبل، الذي يصير مزدهرا، بفعل التقدم، والتطور، اللذين يصيران مستمرين.

وإذا كانت التبعية المتبادلة، بين الفكر، والممارسة، تضاعف التقدم، والتطور. فكأن الفكر هو الممارسة، وكأن الممارسة هي الفكر، ليصير التفاعل علاقة عضوية، غير مرئية، وليصير التأثير، والتأثر، غير مرئيين، فإن عملية التقدم، والتطور، في كل منهما، تصير غير مرئية. وبالتالي، فإن العمل من أجل تقدم الفكر، أو من أجل تقدم الممارسة، تصير مقتفية أثر الفكر، وأثر الممارسة، ولكن اقتفاءها، لا ينفي كون الفكر يتقدم، ويتطور، وكون الممارسة، تتقدم، وتتطور، وكون المجتمع، يتقدم، ويتطور.

والذي يجعل الممارسة مطورة للفكر، ويجعل الفكر مطورا للممارسة، هو قيام التفاعل بينهما، عندما يشرع الفكر في توجيه الممارسة، التي تكشف أثناء التفاعل، جوانب القصور في الفكر، مما يقتضي: العمل على جعل الفكر، بدون قصور، وهوما يقف وراء تطور الممارسة، التي تعمل، انطلاقا من الفكر الخالي من القصور، على تقدم المجتمع برمته. وعندما يتقدم المجتمع، ويتطور، يتقدم الشعب، ويتقدم الاقتصاد، ويتقدم الاجتماع، وتتقدم الثقافة، وتتقدم السياسة، لتوصف الدولة المغربية، بالدولة المتقدمة.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيرين يا أبو عاقلة...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....31
- (العيد) والتمايز بين الناس...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....30
- شيخة رمضان وأصحاب اللحى...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....29
- عجب من هذي الحياة...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....28
- هل للحياة معنى للوجود...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....27
- عندما نتعلم ما معنى الحياة؟...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....26
- حينما يحين موعد الأمل...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....25
- لا يسألون عنا...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....24
- المال والبنون في مهب الريح...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح...23
- ما مضى من زماني لي...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح... محمد الحنفي


المزيد.....




- الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج ...
- العدد 555 من جريدة النهج الديمقراطي
- الجيش التركي -يحيد- 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى الاستنف ...
- اتحاد النقابات العالمي (WFTU – FSM)”، يُدين استمرار المحاكما ...
- شاهد ما قاله السيناتور ساندرز لـCNN عن تعليق أمريكا شحنات أس ...
- م.م.ن.ص// يوم 9 ماي عيد النصر على النازية.. يوم الانتصار الع ...
- آلاف المتظاهرين احتجاجا على مشاركة إسرائيل في -يوروفيجن-
- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....32