محمد محضار
كاتب وأديب
(Mhammed Mahdar)
الحوار المتمدن-العدد: 7253 - 2022 / 5 / 19 - 23:07
المحور:
الادب والفن
رسم على وجهه ابتسامة صفراء، ومسح دمعة نافرة سالت على خده الذابل . ظل يحملق في وجوه الأشخاص الحاضرين ، كانت الموسيقى تصدح هادرة , وصوت المغني الشعبي الناشز يحطم السكون ..وكانت الفتيات وكذا بعض النساء يرقصن باِنتشاء ظاهر أحيانا يتسلل إلى جانبهن بعض الشبان وحتى بعض الرجال ليشاركوا في الرقص. بَدَا له كل شيء أشبه بالحلم ..حاول اِسترجاع شذرات من الماضي الآفل ..قالت له زوجته وقد أحست بشروده:
-ألست سعيدا بحق السماء ،ها قد عشتَ حتى زوَّجْت أصغر بناتك
رد عليها وهو يبتسم:
-بقدر ما أنا سعيد ..بقدر ما أنا حزين ..لأنها ستفارقنا كأختيها ونبقى وحيدين .
قاطعته ضاحكة :
-هذا شيء جميل سيُصبح لنا بيت جَديد نَأوي إليه متى شئنا
إنها تحاول التّخفيف عنه بكلماتها هذه ..الأمر بالنسبة له يُعلن عن اكتمال مهمته في الحياة ..لقد أدى واجبه ,وأصبح عليه الأن أن يقف مع صف المنتظرين، وتلك قصة أخرى.
سمع رجلا من الحاضرين يقول لزميله:
"هذا حال الدنيا ..شي طالع شي نازل.."
أحس بأن قوله يُعَبّر عن حاله
كانت النَّكافة قد بدأت تُرَدّدُ لَازِمتها المُعتادة في كل الأعراس , اِنطلقت الزّغاريد وصلى الجميع على النّبي. قال لنفسه." ليفعل الزمن ما يشاء ..الله موجود ..المهم أن تكون الصّغيرة سعيدة ومرتاحة. الديون لا تَهُم والاقتطاعات المنتظرة من الراتب الهزيل محتملة، فقد اصبحت له حصانة ضد الفقر وضيق ذات اليد يُساعده في ذلك تدبير زوجته و حسن تصريفها لأمور البيت
هما يشتغلان معا ..ويكافحان معا ..الحياة بالنسبة لهما شغل ولاشيء غير ذلك. لحظات المُتعة والحب و كل تلك الاشياء الجميلة التي يمكن ان يعيشها زوجان ظلت غائبة بالنسبة لهما
لحظاتهما الحميمية كانت نُسخا كربونية متشابهة ..أحاديثهما هي دوما عن المشاكل المادية، ومتاعبهما في العمل ، ومصاريف البنات ولا شيء غير ذلك. الحياة بالنسبة لهما حساب وميزانية شهرية وتخطيط يجب احترام بنوده." .
تاب الى نفسه عندما عادت زوجته لتقطع عليه لحظات استرجاعه لفصول حياته, وهي تهتف به:
-هيّا ..هيَّا بنا لنَأْخُد صورّاً مَع اِبنتك وعريسها
رد بصوت خافت :
-هيا هيا الله يَكَمّل عليها هي وزوجها
محمد محضار2004
#محمد_محضار (هاشتاغ)
Mhammed_Mahdar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟