أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - غياب وحدة الموضوع في الجنس الإبداعي














المزيد.....

غياب وحدة الموضوع في الجنس الإبداعي


أياد أحمد هاشم السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7250 - 2022 / 5 / 16 - 21:46
المحور: الادب والفن
    


الشاعر نجم عذّوف آخِرُ القدّيسين النبلاء .
عندما يتناول الباحثون شأنَ الأعمال الأدبية على الوجهِ الأعَمِّ تجدهم لا يتنبهون لأهم خصائص العمل الفني والتي تكاد أَنْ تحدِّدَ ملاحَ ذلك العمل وهي ( خاصية وحدة الموضوع ) ،،
إذْ نرى غالبية تلك الأعمال تفتقر أو تكاد أَنْ تنعدم فيها تلك الخاصية ،، فالقارئ يجد نفسه أمام تشتيتٍ فكري تغلب عليه الرتابة اللفظية والمحددات العروضية والتي تجعل من ذلك العمل مُمَوْسَقاً تملؤه الصورُ الشعرية في مجال الشعر وتحشوه هزّات اللحظة المرتقبة في مجال السرد ،، في حين نرى ذلك العمل خالياً من وحدة الموضوع التي تحددُ زمنَ وهدفَ ووجدان ذلك الجنس الإبداعي الوليد تحت رحمةِ ( قيصرية الكاتب ) الذي لا يتورع أَنْ يُجْهِضَهُ قبل أوانه مكللاً بالتشوهات مِنْ عَجزٍ حيناً أو لقُصرِ خبرة أحياناً .
وكذلك نجد بعدها ذلك الكاتب يبرِّرُ لوليده بالشرح تارة عن مضمون يقوله عن ذلك الوليد مِنْ جمال لم نجدهُ مسطوراً على ملامح ذلك النص المكتوب أصلاً وهنا يتضَّحُ ما يُرادُ لَهُ أن يكونَ لا كما نراه نَحْنُ !!
ولو جِئنا إلى منطقة ( النص النثري ) نجد الظليمة الكبرى والتي تبدأ من التسمية المشوَّهة لذلك الجنس الإبداعي الجميل المُتَفَرِّد والذي أَلْحَقَتْهُ الإرادة العشوائية بخانة الشعر قَسْراً ،
فالنص النثري عالَمٌ مكتنزٌ مكتظٌ بالجمال لو أحسنَ ال ( النَّثارون ) الخوض في غماره حيث نجد من ( هَربَ ) من سطوة الشعر وتراكيبه الفنية ليجد نفسه أمام ( تسطير ) كلامي فقط وقد يظنَّهُ سهلاً عندما وجدَ كذلك طوابير من ال ( المصفقين ) والمطبلين المجّانيّين الذين شهدوا زوراً على وليدٍ مشوهٍ آخر وقد أضافته الذائقة البائسة إلى مواليدنا المشوهة .
وكذلك هناك مَنْ يُبرر لذلك ( التَّسطير ) على إنّه لحظة هذيان جميل وبوح تذروه زفرات النفس متناسينَ أنَّ الهذيان هو أرقى حالات الوجد الإنساني التي يمكن للكاتب المحترف أن يصطادَ من خلاله أجمل النفائس لينقشها على خوالدِ الكتب ،،
لكنْ الذي تشهده الساحة لَيْسَ هذياناً بل صراخ خارج السرب واستثني من ذلك النزر اليسير طبعاً ..
وعندما ينبري للساحة من يجد نفسه أمام فضاء شاسع من اللغة التي لا تحدِّدُها القوالبُ تَتَجلى من تحت قلمه النُّقوشُ والرُّقُمُ المُعَلّاة الكعب والمُحَلّاة من عسل النَّظم ليجدَ القارئُ والمتلقي إناءً مُكتنزاً بالجمال زاخراً بالفن ووحدة الموضوع وبهذا يكون الإبتعاد عن النظم العمودي للشعر ليس هروباً ، بل للبحث عن فضاء لغوي واسع المراس يبحث عنه الكاتب لإنجاز عملية ناجحة لوليده الإبداعي وأقصد هنا ( القصة أو القصيدة أو النص النثري ) .
وهنا لو أخذنا مثالاً على ما نقول رجلاً أكادُ أزعمُ أنه آخرُ القدّيسين النبلاء والذي بقي وحيداً يرمم معبد النثر بغرائبية مجنونة وهو يحافظ على أركانه التي نخرتها ( التشققات الأدبية ) ممسكاً بتلابيب الجُدُرِ المُسَنَّدَةِ خشية الإنهيار ،
القدّيس الشيروكي نجم عذوف بقي يؤرّخ وهو يكتب النص النثري بهذيان وعاطفة تشد القارئ إلى ترادف موجي من المزامير والأحاجي وكأنك تقرأ أو تسمع أسفارًا من العهود .
هذا النسج أو النوع من الكتابة يكاد أن يكون معدوم الحضور لو وضعناه على طاولة التشريح البالية التي جعلت من أسماء ( رنّانة ) تتصَدَّر الساحة مقارنةً بما يكتبه الشاعر القدّيس نجم عذوف .
ولابد من القول وأنا الذي لا أجامل على حساب النص ولكي أكون منصفاً وكما أعرف نفسي وليذهب الآخرون !!
مبتعداً عن التخادم الذي تموج به الساحة الأدبية والفنية أجد من الأخلاق أن أتناول تجربةً غنيةً بالمزامير التي تفوق فناً وإيقاعاً وخيلاء ما هو ( متوافر متاح ) على الساحة التي زخرت بتلكم التجارب والتي أُحيطت بالشرح كما أحيطت بالفن النقدي التخادمي المبتذل دون إظهار المعنى الفني الذي لا وجود له أصلاً على قارعة تلكم النصوص والتجارب .
ولابد من القول هنا وبعد أن قرأتُ هذا النص النثري الذي جعلني أقف أمام لوحةٍ نثرية تستحق أن تكون منقوشةً على الماء ،
إنَّ النص النثري هو جنسٌ إبداعي قائمٌ بذاته له أبوابٌ عدّة فشل كثيرٌ من الوالجين إليه ونجحَ القليل منهم والشاعر نجم عذوف واحد مِنْ كِبار الخَزَنَةِ لو حافظ على تلك المفاتيح وهو يقول ،،،

( أَنْثُرُ ظَهيرَةً مِنْ غُبَارٍ
وَشُعَاعًا مِنْ شُبُهاتِ الْمَكَانِ
أُحصي أشباحَ الْمَوْتى ،
وَأُدَوِّنُ سُطُورَ الْمَمَرَّاتِ الْمُمْتَدَّةِ مِنَ الْحُروبِ
لأجْمَعَ الشَّهْقَاتِ الْمَذْعُورَةَ وَأدُسَّها خِلْسَةً فِي رِئَتيكِ الخائفَتَيْنِ
أُمْسِكُ بِالْمَجَرَّاتِ الْمُنْزَلِقَةِ وَأَرْمِيهَا فِي حَضِيرَةٍ زَانِيَةٍ ،،
لَا تَأْبَهُ لليالي الشَّبَحِيَّة وَالشَّرَفَاتِ الْوَثَنِيَّةِ
هِي حُطَامُ الرَّمَادِ الَّذِي بَدَّدَتْهُ المراثي
أيُّ قَلْبٍ هذا الذي يُذَرِّفُ اللُهاثَ إِلَى مَكِيدَةِ الرّيحِ
تِلْكَ إذاً رَسَائِلُ الْعُزْلَةِ الْمُعَلِّقَةُ فَوْقَ الضَّبَابِ
أَيَّهَا النَّهْرُ الْمُتَّكِئُ عَلَى الْقُرَى
دَعْنَا نُغْلِقُ فُوهَةَ الْيَأْسِ ،
وَنُطَيِّرُ الوَهْمَ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ دُخَانٍ ،
تَعَالَ نُصْغِي إِلَى قُدَّاسِ النَّخْلِ الْمُثْخَنِ بِالطَّعَنات
تَعَالَ لنُطَهِّرَ الْمَمَرَّاتِ الشّائِخَةَ وَالْأَقْدَارَ الْبَائِسَةَ
مِنْ عُهْرِ الأقْدام … )
إنتهى .
إياد أحمد هاشم / النمسا في 16/5/2022



#أياد_أحمد_هاشم_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنٌ مسافر
- المربد ! من يطلق رصاصة الرحمة
- قيلَ أنْ نذبَحَ النهر
- دمعة من شفاه قال
- نافذة الفتح
- حين يشكو العسل
- الخوف ضمير المتكلم
- بائعة الخراف
- بقايا رماد
- رأس الرمح
- حقيقَةُ مَلِكة
- ليس كالأمس
- للقلم مهمة أخرى
- ارحل
- الراحلونَ هُمُ
- ألزمن المقطوع
- أصابع نادمة
- بين غائلتين
- وشاية الغروب
- مقبرة من زجاج


المزيد.....




- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...
- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أياد أحمد هاشم السماوي - غياب وحدة الموضوع في الجنس الإبداعي