أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - أوقفوا القطار لإقامة الصلاة













المزيد.....

أوقفوا القطار لإقامة الصلاة


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7241 - 2022 / 5 / 7 - 18:54
المحور: كتابات ساخرة
    


نتيجة نشر جرعات الهلوسة الدينية بواسطة علماء جهلة بالتاريخ والعلوم والجغرافيا والفلك وبتفاصيل دينهم أحيانا. غير مؤمنين بشرعة حقوق الإنسان ولا بالأوطان ولا بالعقل النقدي، تظهر علينا من وقت لآخر أخبار، لا تمت بأية صلة حتى لأيام أطلقوا عليها تزويراً اسم الجاهلية، مثل التحرش الجماعي بنساء سائحات لأنهن سافرات غير محجبات بالقرب من الأهرام، في مشهد ينتمي إلى الكوميديا السوداء، ولا يستطيع تخيله حتى فيديريكو فيلليني مخرج وكاتب سيناريو "الحياة الحلوة"، لأن مشهد التحرش بالسافرات جمع قمة علم حضارة عصر بحضيض جهل مهووسين مستفيدين من التكنولوجيا أصبحوا علة البشرية، لأنهم توسعوا بفرض أجندتهم من كهوفهم إلى باقي دول العالم.
في الاسبوع نفسه، ظهر مقطع فيديو في مصر لعدد عدد من المصلين وهم يؤدون صلاة عيد الفطر على تقاطع خط السكك الحديدية ما كاد يؤدي لكارثة، لولا حنكة سائق القطار.
يُقال، وأنا لا أصدق، أن الفيديو تسبب في غضب شديد على مواقع التواصل الاجتماعي، لتعريض حياة الآخرين للخطر، وتعطيل حركة القطارات على خط القاهرة/طلخا لأكثر من ساعة، لحين انتهاء الصلاة ومغادرة آخر مهووس دينياً من على التقاطع.
أكرر أنني لا أصدق حالة الغضب التي يقولون عنها، لأن المحاكم المصرية والشرق أوسطية في كل جرائم الهوس الديني عاقبت المجرمين على أفعالهم، أو برأتهم النيابة لأنهم مختلين عقلياً، ولم يعاقب المجتمع المسلم فكرهم الاجرامي، فكان ما كان في مصر والشرق الأوسط، ثم امتد إلى كل دول العالم بما فيها دول لا يعرف عنها معظم الناس أي معلومة أو حتى اسمها.
أكرر بأنني لا أصدق لأن شيخ الأزهر يحضر كل المناسبات التي يلقي فيها الرئيس السيسي كلمة، أو يفتتح أي مشروع كبير، وكأن الشيخ هو القيّم عليه أو نائبه أو ممثل حكومة دينية ترشد رئيس وحكومة مصر إلى ما يجب عمله وقولهم، وتراقبهم عن كثب.
أكرر بأنني لا أصدق لأن الرئيس السيسي نفسه يبدأ أي خطاب بفاتحة الكتاب "بسم الله الرحمن الرحيم"، ثم يقول منذ أيام "مصر تخطو نحو الجمهورية الجديدة بترسيخ حقوق المواطنة".
أي مواطنة أيها الرئيس وأنت تبدأ خطابك وكأنك ستبدأ موعظة دينية؟! وما علاقة الله بألاعيب السياسة وخطبها ومناوراتها، أو بضرب الجماعات المتشددة ثم محاولة استيعابها؟!
كل ما تراه مصر وما ستراه من كوميديا سوداء وفواجع دينية، نتيجة حتمية وضمن مسلسل غير رمضاني لن ينتهي. من مشاهده على سبيل المثال، رفع المحامي ممدوح إسماعيل أذان العصر داخل جلسة مجلس الشعب المصري أثناء حكم الاخوان المسلمين. إسماعيل معروف بانتمائه للتيار السلفي ورتل الأذان داخل قاعة البرلمان أثناء انعقاد الجلسة.
رد الدكتور الكتاتني رئيس المجلس على إسماعيل بعد رفع الأذان، ذراً للرماد في العيون لأنه هو شخصيا من نفس فصيلة إسماعيل، وقال: لن أسمح لك بذلك، أنت تساوم ولست أكثر منا إسلاماً، قاعة مجلس الشعب ليست للصلاة، هي مخصصة للحديث فقط، وأنت لست فقيهاً أكثر من النواب.
لكن إسماعيل أكد لوسائل الاعلام أنه سبق وطلب من رئيس مجلس الشعب، أن ينظم أوقات الجلسات لكي تتناسب مع أوقات الصلاة، ووصف ردة فعل رئيس المجلس على أذانه بـالديكتاتورية، فالكتاتني أخطأ ولم يف بما وعده به، وختم إسماعيل نحن لسنا في الفاتيكان، نحن بلد مسلم.
ما علاقة الآذان بمجلس الشعب بالديكتاتورية بالفاتيكان؟ مجرد عبارات حماسية مقولبة تلهي الناس عن جهلهم وتخلفهم ونقص فرص العمل والبطالة.
هل يقبل إسماعيل أن يعرف بعد افاقته من التخدير أنه فقد الرؤية في إحدى عينيه لأن الجرّاح تركه في منتصف العملية وذهب لأداء الصلاة؟
هل يقبل إسماعيل أن يفقد حفيده أو حفيدته جنينها، لأن طاقم توليدها بالمستشفى ذهبوا جميعاً للصلاة، وتركوها في حالة ولادة لرحمة الله وعنايته؟!
هل يقبل إسماعيل تعطّل حركة الملاحة الجوية في مطار القاهرة ومطارات دول الإسلام خمس مرات يومياً حتى يؤدي الطيارون والموظفون الصلوات؟
العدمية مجموعة من الآراء، ترفض الجوانب الأساسية للحياة وللوجود البشري، مثل الحقيقة الموضوعية و المعرفة والأخلاق والقيم أو المعنى. وتؤمن افتراضات العدمية أن القيم الإنسانية لا أساس لها من الصحة، والحياة لا معنى لها، وأن المعرفة مستحيلة، وأن مجموعة من الكيانات لا وجود لها، أو لا معنى لها أو لا هدف لها.
ومن أخطر عدميات العدمية رفض جميع المؤسسات الاجتماعية والسياسية.
هل ينطبق هذا الأمر على جماعة من الناس بين البشر تحاول فرض أستاذيتها على العالم؟



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لمارين لوبان في رئة كاهن
- رئيس نائم وزلق اللسان أيضاً
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو (2)
- نبوءة الأسقف ديزموند توتو
- دور فاتيكاني سياسي مرفوض
- القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني (2)
- فشل أميركا في قيادة العالم
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني
- صحوة الموت الاسلامية
- حقوق الإنسان الجديدة
- إرهابي؟ إذن قدِّم طلب هجرة للغرب
- بايدن رئيس ولايات متعددة الجنسيات
- ما الذي يشغل الإمام الأكبر؟
- انتخابات مرسي وانتخابات حسين/جو
- الديمقراطية بعين واحدة
- احترام معتقدات الآخرين
- شيزوفرانيا التمسك بالشرع والتمحك بالديمقراطية
- عصر الربوتات الإنسانية
- لو ربح أوباما ولاية ثالثة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - أوقفوا القطار لإقامة الصلاة