أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات














المزيد.....

القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 11:35
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا نحينا جانباً الشق التبشيري في محاضرات القمّص زكريا بطرس، سنجد أنه يُعتبر بحيادية تامة من أهم المفكرين الاسلاميين المتنورين في الربع الأول من هذا القرن!
وإذا قيمناه بمفكر إسلامي من عيار عباس محمود العقاد، سنجد أن ما كتبه العقاد في إسلامياته كان نفاقاً وتلبية لمن يحرضوه على التمادي في نفاقه، فكلاهما قرأ نفس المراجع لكن العقاد خرج بعبقرياته التي تبنتها حكومة مصر وفرضتها على طلاب الثانوية، بينما خرج القمص بأفكاره التنويرية التي تحدث الزلازل الفكرية وتحث العقل على التفكير وليس الترتيل، ويتابعها عشرات الألوف وعلى رأسهم المشايخ!
الأفكار التنويرية حسب الوقائع في دول الشرق الأوسط تُحارب حتى لو قالها مفكرون مسلمون مثل محمود محمد طه الذي أُعدم، والمتنورة العظيمة المنسية أبكار السقّاف التي حُددت اقامتها في البيت.
مرض إنكار الواقع مستفحل، لدرجة أن وثائقيات ومسكوكات ومخطوطات الاستاذ محمد المسيّح تجد من يعارضها بالكلمات والاتهامات وليس بالوثائق والمسكوكات والمراجع.
لم يظهر القمّص زكريا بطرس مرة واحدة على الشاشة بدون مراجع إسلامية وذِكر صفحات وأرقام أحاديث في أي مرجع، بعكس منتقديه الذين لم يظهروا مرة واحدة مع مرجع أو يستندوا إلى أي مرجع، وكالوا له اللعنات واتهموه بالزندقة على ما يقوله ومذكور في مراجع إسلامية! الامر يُصنّف مرض إنكار الواقع، وهو معروف في المصحات النفسانية.
أثار القمص زوابع كثيرة على مرويات مقدسة لا تُمس في المراجع الاسلامية، وشكك فيها مفكرون مسلمون أيضا، لكنه قوبل كل مرة بنفس العبارات المقولبة التي لا تنقض ما قاله ولا تعطي تفسيرا آخر.
مجرد لعنات .. سخافات.. بذاءات.. لا علم فيها أو إلهام بفكرة جديدة أو حتى اسلوب دفاع محاميي الشيطان.
الزوبعة الأخير في وجه القمّص زكريا بطرس التي بدأتها معلمّة قرآن على وسائل التواصل الاجتماعي، وأزكاها أحد مذيعي السلطة ربما بتحريض من مشايخ السلطة، كان سببها قول القمّص أن كاتب القرآن إما سكران أو مسطول لأنه كتب ما كتبه عن الجن.
كل اللعنات والمعارضات والانفعالات انصبت على أمر مختلف تماماً، هو كيف يهين القمص رسول المسلمين، ويحاول بث الفتنة الطائفية في مصر كما قالوا، وطلب بعضهم بوطنية يحتقرها ولا يؤمن بها بتجريد القمص من جنسيته المصرية.
حسب رسول المسلمين كلمات القرآن موحى بها من الله.
تهمة القمص واضحة تماماً حسب ما قاله حرفياً وهي "إهانة الذات الإلهية". وإذا سايرنا أصحاب اللعنات والشعارات الجوفاء الصاخبة مثل "إلا رسول الله"، فمعنى ذلك أن الرسول محمد هو كاتب القرآن وليس الله! وأصحاب هذه الزوبعة يعترفون بكلام صريح واضح أن الرسول كاتب القرآن، لأنهم قالوا أن القمص أهان الرسول! هل يقبلون بهذه التهمة؟
ردّ القمص على منتقديه، ومنهم صاحب جريدة في أميركا تفضح من لا يدفع، بنفس طريقته الهدوء والمراجع وأرقام الصفحات على الشاشة، وخرج بحلقة ثانية يؤكد فيها أن كاتب القرآن إما مسطول أو سكران نظراً لعدم معقولية ما جاء عن الجن وتناقضه مع الوحي الإلهي والعقل السليم، ويطلب من مشايخ الأزهر أن يجيبوه على تساؤلاته.
المطلوب هو الرد على القمّص بنفس طريقته وهي ظهور شيخ على شاشة يذكر المراجع عليها ورقم الصفحة، وليس صب اللعنات والقول بالفتن الطائفية أو التحريض على قتل القمّص أو سحب جنسية لا يحتاجها، لأن الجنسية التي ينتمي إليها القمّص هي الفرعونية المتأصلة في دمه، حسب ما قال عدة مرات.
أخيرا، قتل القمص في الولايات المتحدة، سيفتح أبواباً لا تستطيع الجمعيات الاسلامية/الاميركية تبنيه أو التحريض عليه، فأصحابها أخبث وأدهى من التحريض على اغتيال كاهن، سيزيد طنين اليمين المتطرف عالمياً عليهم وفي أميركا أيضا، باعتبارهم جماعات إرهابية تتخفى وراء أسماء كاذبة، ولا تؤمن بحرية الفكر أو الدمقراطية أو احترام حياة الآخرين حتى لو اختلفوا معهم في الرأي.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني (2)
- فشل أميركا في قيادة العالم
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني
- صحوة الموت الاسلامية
- حقوق الإنسان الجديدة
- إرهابي؟ إذن قدِّم طلب هجرة للغرب
- بايدن رئيس ولايات متعددة الجنسيات
- ما الذي يشغل الإمام الأكبر؟
- انتخابات مرسي وانتخابات حسين/جو
- الديمقراطية بعين واحدة
- احترام معتقدات الآخرين
- شيزوفرانيا التمسك بالشرع والتمحك بالديمقراطية
- عصر الربوتات الإنسانية
- لو ربح أوباما ولاية ثالثة
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟ (2)
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟
- الغرب يحتضر على مشنقة الحرية
- أين لجنة حوار الاديان؟
- تجارة الكبتاغون حلال والخمور حرام
- القيادة من الخلف تحاول اسقاط ترامب (2)


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الهوا - القمّص يُبحر واثقاً في مضيق اللعنات