أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طارق الهوا - فشل أميركا في قيادة العالم














المزيد.....

فشل أميركا في قيادة العالم


طارق الهوا

الحوار المتمدن-العدد: 7007 - 2021 / 9 / 2 - 09:56
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


انجزت حكومة الولايات المتحدة أمرا غير مسبوق في التاريخ بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عندما قررت إعادة بناء خصومها المهزومين على صورة قيم حداثة الحضارة الغربية وليس إذلالهم، فكانت النتيجة ما نراه في اليابان بعد انهيار قوة الامبراطور الإله الدموي الذي أراد عسكرة كل مواطن و احتلال شرقي آسيا وبناء ترسانة صناعية سلمية تنافس منتجاتها منتجات العالم، وتحوّل ألمانيا إلى دولة صناعية كبرى مع إيطاليا.
يبدو أن الولايات المتحدة لم تزل تؤمن بما فعلته في هذه الدول التي هُزمت ودُمرت بشكل شامل، لكن ما حاولت الولايات المتحدة عمله في العقدين الأخيرين لم ينجح سواء في أفغانسان أو العراق أو ليبيا.
كل قيم حداثة الحضارة الغربية يستحيل أن تُنشر في كل مكان. ثم أن هذه القيم يجب نشرها برعاية حاكم قوي ذي عقلية استراتيجية تزرع شتول هذه القيم على فترات طويلة، مع حجب القيم التي لا تتماشي مع العصر خطوة بخطوة، حتى لا يُصاب الناس بلوثة عقلية وفراغ نفساني.
منذ الحرب العالمية الثانية كانت الولايات المتحدة ضامن وناشر القيم الحضارية الغربية، لكن العقد الماضي شهد توجهاً أميركياً لسحب قواتها من أماكن خطرة مثل سوريا والعراق وأفغانستان، بعدما ظهر واضحاً ان فكرة زراعة قيم الحداثة الغربية مستحيلة في بلاد تبنت بدعم أميركي واضح وصريح الاسلام الراديكالي المتحجر لصد المد الشيوعي، فكانت النتيجة الكارثة الدولية التي نشهدها وبدأت تهدد قيم الحضارة الغربية نفسها، بالتزامن مع صعود التيار الشيوعي الصيني كقوة تقنية وعسكرية يستحيل وقفها.
انكفاء الولايات المتحدة بعد عقدين وانفاق 2.4 ترليون دولار على حرب عبثية في أفغانستان واعادة اعمارها بشكل حديث سريع لا يناسب عقول تعيش في القرون الوسطى، يؤكد أن أميركا يجب أن تعترف بفشل سياساتها منذ سنة 2001، وانعكاس هذه الفشل سلباً على الحضارة وقيم الحداثة الغربية كلها.
جو بايدن مجرد دمية تنفّذ سياسة من يمثلهم حسين أوباما، وهذه السياسة تعني ببساطة تخلّي أميركا عن دورها كقوة ردع مؤثرة في سياسات العالم بعد الحرب العالمية الثانية، علاوة على تأكيد نظرية من يمثلهم أوباما بأن الولايات المتحدة امبراطورية تتلاشى، وإذا كتب روجر بويز في "التايمز" قبيل انتهاء فترة حسين أوباما الثانية "لم يقضم شيء من مكانة الولايات المتحدة مثل غرور هذا الرئيس"، أضيف"لم يهدم مكانة الولايات المتحدة مثل خباثة سياسات هذا الرئيس وزئبقيته، ولم ينشر أحد مثله الفوضى في العالم حتى في أميركا نفسها".
سياسات رؤساء أميركا منذ سبعين سنة في محاربة المد الشيوعي والحروب التي خاضوها بمساعدة شركائهم الأوروبيين خصوصاً توني بلير كانت خاطئة 100%، لأنهم ساهموا في خلق الصين الشيوعية القوية، ولم ينشروا ديمقراطية أو يزرعوا قيم حداثة الحضارة الغربية، بل ساهموا إلى حد عظيم في خروج الارهاب الإسلامي من العمل تحت الارض إلى العلن وتحوله إلى قوة اقتصادية وتدميرية مؤثرة، كما ساهموا بشكل أعظم في تسونامي الهجرة الذي سيدمر قيم الحضارة الغربية ودولها، لأن المهاجرين لُقنوا منذ خمسين سنة أن قيم حداثة الحضارة الغربية حرام، ثم هربوا من بلادهم بسبب حروب الغرب الغبية عليها، بعقول ترى أن الغرب كافر لكنها تستفيد وتنموا من موادره، ويرون في فتحه سلماً غاية سماوية هي ربح الجنة.



#طارق_الهوا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستعمار الإلهي والاستعمار الانساني
- صحوة الموت الاسلامية
- حقوق الإنسان الجديدة
- إرهابي؟ إذن قدِّم طلب هجرة للغرب
- بايدن رئيس ولايات متعددة الجنسيات
- ما الذي يشغل الإمام الأكبر؟
- انتخابات مرسي وانتخابات حسين/جو
- الديمقراطية بعين واحدة
- احترام معتقدات الآخرين
- شيزوفرانيا التمسك بالشرع والتمحك بالديمقراطية
- عصر الربوتات الإنسانية
- لو ربح أوباما ولاية ثالثة
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟ (2)
- ما البديل إذا ذهبت الحضارة الغربية؟
- الغرب يحتضر على مشنقة الحرية
- أين لجنة حوار الاديان؟
- تجارة الكبتاغون حلال والخمور حرام
- القيادة من الخلف تحاول اسقاط ترامب (2)
- القيادة من الخلف تحاول إسقاط ترامب
- محاميو الشيطان يقاضون الحضارة الغربية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - طارق الهوا - فشل أميركا في قيادة العالم