أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرحالي - محمد الفيتوري شاعر الزنجية الإفريقية














المزيد.....

محمد الفيتوري شاعر الزنجية الإفريقية


محمد الرحالي
باحث في الترجمة والأدب والسينما

(Mohammed Rahali)


الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 20:53
المحور: الادب والفن
    


رحل الشاعر تاركا بصمته ، فليس للأحياء في هذا الكون بقاء لكن العظماء من رجالات الكلمة والأدب يبقيهم أدبهم وكلماتهم الخالدة التي تركوها ، فالفيتوري يشهد له من عاش في فترته ومن قرأ شعره أنله بصمة ليست لشاعر آخر ، تألقت كلمته في وجه الجلاد والظالم ، وترافعت عن القضايا الإنسانية العادلة فكانت مزيجا من الإبداع والرسائل الإنسانية النبيلة التي لا ينكر قيمتها في نصرة قضايا عادلة كانت بدايتها في بزوغ النزعة الزنجة في شعره ترافعا عن قضايا القارة السمراء سواء في وجه المستعمر أو في وجه العنصرية والتي يسوق لها بعض المناهضين لإنسان إفريقيا أو حتى في وجه الجلاد الإفريقي الذي يضطهد أخاه ، زنجية تشكلت في مسرحه الشعري كما في شعره .
يقول الفيتوري :
بلاد العبيد أفريقيا
يا بلاد الزنوج الحفاة العراة
وكيف يعيشون خلف المياه
وأجسامهم ذلك الأبنوس العجيب
المفصّل مثل البشر.
هو يعرف أن إفريقيا في وسم المستعمر وكتابات البعض تبقى بلاد العبيد والزنوج ، نظرة ظلت ترى الإفريقي الزنجي الذي يعيش في حفيه وعريه ، ويراه شاعرنا التميز عينه أبنوسا عجيبا ، هو يقين بإنسانية الزنجي الكاملة ومناهضة لأي نظرة احتقارية ، فكانت الزنجية وسما مهما في الكتابات الفيتورية التي ظلت تناهض النظرة الاحتقارية للزنوج في إفريقيا مترافعا على القضايا العادلة للقرة السمراء ، فكانت قصيدته الموسومة أنا زنجي ترافعا إبداعيا ورسالة افتخار بالانتماء للرحم الإفريقي والجغرافيا والتاريخ والطن الزنجي بكل تجلياته، يقول الفيتوري :
قلها لا تجبن
قلها في وجه البشرية
أنا زنجي
وأبي زنجي الجد
وأمي زنجية
أنا أسود
أسود لكني حر أمتلك الحرية
فهي دعوة صريحة من شاعرنا لكل زنجي وإفريقي أن يقف منتصب القامة فخورا دون جبن ويصرخ بها أنا زنجي ، وأبي زنجي ، وهو افتخار بالأصل أما وأبا وجدا فالانتساب للزنجية مبعث للفخر فالزنجي إنسان كامل الإنسانية والحقوق ويمتلك الحرية ليس عبدا ولا قنا فمع الإسلام انتهى عهد الأقنان والعبيد ، وهي نزعة زنجية طبعت كتابات الفيتوري ، فهو يفتخر كونه زنجيا سودانيا أفريقي الأم والأب ، وهي قضية تتخذ طابع الكونية في كتاباته ذلك أن النزعة الزنجية تعد مميزة في الكتابة الشعرية في وجه الانتقاص الذي قد نلقاه في كتابات أخرى متنوعة من مسارات الأدب الزنجي الذي أسس له الفيتوري من خلال كتاباته المختلفة .
يقول أيضا :
أرضي إفريقية
عاشت أرضي
عاشت إفريقيا.
يمتد الافتخار بالانتماء للزنجية الإفريقية ليفخر الشاعر بالزنجية الجغرافية احتفاء بزنجية الأرض ، فيفتخر متمنيا العيش الرغيد الدائم للأرض التي يحبها ويعيش عليها ولكل القارة الزنجية الإفريقية ، فيتآلق الزمان والمكان والأرض التي هي جزء من القارة كاملة ، إنه الفخر بالزنجية دون جبن ، يقول :
أرضي والأبيض دنسها
دنسها المحتل العادي
فلأمض شهيدا
هي أرض الشاعر الزنجية الإفريقية التي دنسها الإنسان الأبيض ليس لأنه جاءها ، فلو جاءها ضيفا لمسه الكرم الزنجي ، لكنه جاء غازيا مستعمرا فكان ذلك اعتداء من الجلاد الأبيض على الأرض الزنجية ، لهذا بفضل شاعرنا أن يمضي شهيدا في سبيل كرامتها وتحريرها من ربقة الاستعمار فقد ألف الإنسان الزنجي الوقوف في وجه الاستعمار ولو مضى شهيدا فلا شك في فدائه الوطن والأرض التي يعيش فيها ولها ينتسب، يقول
وليمضوا مثلي شهداء أولادي
فوراء الموت .. وراء الأرض
تدوي صرخة أجدادي
لستم ببنينا إن لم تذر الأرض رماد الجلاد


لستم ببنينا إن لم يجل الغاصب عنها مدحورا
إن لم تخلع أكفان الظلمة
إن لم تتفجر نورا
إن لم يرتفع العلم الأسود
فوق رباها منصورا
إن لم يحن التاريخ لكم جبهته فرحان فخورا
الفجر يدك جدار الظلمة
فهو لا يبالي إن مضى ل أبنائه شهداء في سبيل القضية الزنجية وتحرير أرضها من ربقة المحتل الأبيض الذي جاء يستل خيراتها ، وجاء مغيرا معتديا ، لأن أمجاد الأجداد تتحدث هنا عن بطولاتهم في رد المعتدي والجلاد وهو ما لا يمكن إلا أن يستمر مع الأجيال اللاحقة التي ستستمر في الدفاع عن إفريقيا الزنجية وعن كل شبر من أرضها ، ونفي انتماء الأبناء والجميع لهاته الأرض ولهذا المجد إن لم يذوي صوت ألأم المحتل ويندحر ظلامه ويبزغ فجر النور والحرية من جديد في سماء إفريقيا ، وتفل القوى الزنجية زحف المستعمر وتولي الأدبار منهزمة وتمزق أكفان الظلمة ، ويهتز اللواء الزنجي ويرفرف منتصرا في ربى إفريقيا وزينيجيا التي يمكن أن نطلقها على الأرض الزنجية التي ينتمي لها الفيتوري فاخرا ببطولاتها في التحرر من نير المستعمر ، يقول :
فاسمع ألحان النصر
هاهي ذي الظلمة تداعي
تساقط تهوي في ذعر
ها هو ذا شعبي ينهض من إغماءاته
عاري الصدر
ها هو ذا الطوفان الأسود
يعدو عبر السد الصخري
ها هي ذي إفريقيا الكبرى
تتألق في ضوء الفجر
وفي لحظة الوعي الزنجي وانبعاثه ومشهد إفريقيا الزنجية تنتفض من إغماءاتها بلفظ الشاعر لتثور في وجه الجلاد المعتدي يتشكل المشهد الزنجي المتكامل عاري الصدر يواجه ويجابه ويعدو عبر الصخر والمستحيل ليصنع انتصاره على المعتدي ويكتمل المشهد بأن يميط اللثام شاعرنا عن إفريقيا الزنجية منتصرة فرحة تصنع التاريخ متحررة من نير الظلم والانعتاق بزنجيتها من الرق إلى الحرية.



#محمد_الرحالي (هاشتاغ)       Mohammed_Rahali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الكوني محمد الفيتوري في ذكرى رحيله
- الثانوية الإعدادية ابن عاشر تؤرخ لمسمها الناجح بحفل باذخ للت ...
- تعزية للدكتور محمد القاسمي مدير مختبر الدراسات الأدبية واللس ...
- إلى لمياء ...
- زورق الحب
- أميرة المحيط
- طوقتني اللمياء..
- سألت مرآتي عن طيف فتاة الأزرق
- حنين إلى فتاة العرائش
- إلى صاحبة السعادة
- مَيَارُ
- اعبري روحي
- صدفة في قطار
- إلى خديجة الغياب
- إلى من طعن خلاسا وغدر
- احترم نفسك سيدي
- دربك وقربك
- إلى فتاتِي
- رسالة إلى فتاة العرائش
- فتاة العرائش


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الرحالي - محمد الفيتوري شاعر الزنجية الإفريقية