أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود عبد الله - همسة اليوم: المعنى الحقيقي -للكبارة-..














المزيد.....

همسة اليوم: المعنى الحقيقي -للكبارة-..


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 00:21
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


للأسف عندنا في المجتمعات العربية..
فيه خلط ما بين "الكبر" و"الكبارة"!!
"الكبارة" (الحقيقية) مش معناها طبع متكبر..
فيه فرق طبعا بين "الثقة بالنفس والإعتزار بها"..
إللي بتعتبر من الثوابت الأخلاقية للدين الإسلامي..
و"الكبر" والتعالي على الناس وإحتقارهم (طبع إبليس اللعين)..
الكبارة مش معناها البذاءة..و علو الصوت.. أو سلاطة (قذارة) اللسان..
مش معناها شتم الناس بالأب والأم ومعايرتهم (بما لا ذنب لهم فيه)..
مش معناها التسلط على الناس وفرض الرأي..
مش معناها الضغط على رقاب الخلق (وأقرب الأقربين) للصعود على جثثهم وأشلائهم..
مش معناها تهميش الآخر والتسفيه من قيمته..
مش معناها تضخم الأنا وإن الواحد يبقى ما شايفش حد قدامه وكأن الناس مجرد كلاب ولا تسوى (مع إن ما حدش في الدنيا دي كلها يعرف مين أحسن من مين عند ربنا)..
الكبارة مش معناها إن الواحد يبيع أخوه (إللي من لحمه ودمه) مع أول خلاف..
الكبارة مش معناها إن الواحد يبقى ذوق ومحترم وcute مع كل الناس إلا قرايبه وجيرانه..
مش معناها إن الواحد يخلق المشاكل ويشعل نار الفتنة بين الناس بدل ما يصلح الأحوال ويجبر الخواطر..
الكبارة مش معناها إن الواحد يغلط في الأكبر منه (أو حتى الأصغر منه)..
الكبارة معناها إن الواحد يتنازل شوية ويعتذر عن خطؤه..
علشان إصلاح ذات البين..
علشان التعايش السلمي الآمن مع الآخر..
علشان الأجيال الصغيرة إللي ما لهاش ذنب في أي خلافات قديمة تعيش صح!!
الله يرحم عمنا الكبير "علي حسين زهيري"..
ََويغفرله ويتجاوز عن سيئاته..
كان من أبرز أعيان البداري..
إللي ما جابتش منه إتنين..
أتاه الله المال والولد والأرض و"بسطة في العلم والجسم"..
وكل ما يمكن أن يحلم به المرء من متاع الدنيا الزائل..
كان ليه هيبة تضيع أمامها (وتنحني لها) أعلى الرتب في مركز شرطة البداري..
ولو حضر أي مناسبة (كعادته دائما مع كل الناس - صغيرهم قبل كبيرهم)..
الناس (زي ما لاحظت) كانت تجري جري علشان تسلم عليه..
ويستحيل أي حد كان يجرؤ يعقد حتى جنبه على نفس الكنبة أو الدكة إللي كان يقعد عليها..
مش خوف ولا خنوع أو ذل..
ولكن من شدة المحبة والإحترام لشخص في قامته ومركزه الإجتماعي!!
وبالرغم من كده.. كان شخص خلوق و"متواضع" جدا جدا لأبعد الحدود!!
كنت بأقول دايما لأَولاده (وهما أصدقاء أعزاء حتى الآن):
"أبوكم ده مدرسة.. بنتعلم منه الذوق والأدب والإحترام"..
كان يبقى راكب حماره أو فرسه ويسلم على أصغر عيل في الشارع وهو معدي..
كان رجل بمعنى الكلمة.. ولو تجسدت الرجولة في شخص، لكان هو ذاك!!
كان صاحب مبدأ.. وصاحب موقف.. لااااااااارج لأقصى درجة!!
كان بشوش إجتماعي محبوب..
لما يكلمك، مستحيل ما تبادلوش إبتسامة..
وأنا صغير في إبتدائي وإعدادي (يمكن علشان ولاده كانوا يحكوله عن تفوقي الدراسي) كان دايما يقولي: "يا أستاذ"..
وساعات يشجعني ويقولي: "أنا مراهن عليك تبقى دكتور"..
كان يفتخر بإللي ليه..
وكان مستقرب من الناس كلها.. وأي حد من ريحة الريحة..
كان لينا معزة خاصة في قلبه..
يمكن لإنه كان "صديق عمر" لأحد أعمامي..
ما كانش يحب المشاكل..
وبتاع معايش.. يجري على الزرع إللي عنده..
بمساعدة أولاده..
رحل عن دنيانا من فترة..
بس مستحيل حد يقدر ينساه..
كان ليه فضل على ناس كتييييير..
بس عمره ما من على حد أو عايره..
كان ليه مواقف بطولية (َولا في الأفلام العربي)..
بالرغم من إني ما التقيتش بيه كتير في حياته..
لكني اتعلمت منه كتير قوي..
تعبنا كلنا - الله يرحمه - بأدبه وذوقه ورقيه ودماثة خلقه..
الراجل ده مش ممكن يتكرر!!
تحياتي



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسة اليوم: أخطاء نقع فيها...
- الجنون هو... (٣٣): الزميل الرخم الناقص الذي ينفر و ...
- ذكريات..نفوس متعالية!
- همسة في كلمة: -السعادة نسبية-!
- همسة اليوم: تفاصيل صغيرة!
- الجنون هو... (٣٢): السفسطة: إللي ييجي في الفاضية ...
- الجنون هو... (٣١): ظاهرة الكائن الرخوي و-الست ال ...
- همسة اليوم: -جابر عثرات الكرام-!
- أصناف الناس الذين لا يمكن أن أسامحهم أو أصفى لهم يوما أو أتص ...
- همسة عتاب: حاجات صغيرة بس كانت هتفرق معايا!!
- همسة اليوم: لا يقدر العلم إلا أهله!!
- همسة اليوم: القراءة.. القراءة.. القراءة!!
- همسة اليوم: الصديق الوفي...
- تعليقا على منشور لأحد الزملاء يخص الشروط الجديدة (التعجيزية) ...
- شايفينكم..وفاهمينكم وحاسين بيكم!
- علامات حب أو كره الزوجة لزوجها
- الجنون هو... (٢٨): أخلاق البرص!!
- خواطر عن الجودة...
- همسية اليوم: خلفية الإنسان تؤثر عليه طوال حياته!!
- لجنون هو... (٢٧): جنون العظمة (البارانويا)


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمود عبد الله - همسة اليوم: المعنى الحقيقي -للكبارة-..