أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - لجنون هو... (٢٧): جنون العظمة (البارانويا)














المزيد.....

لجنون هو... (٢٧): جنون العظمة (البارانويا)


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7193 - 2022 / 3 / 17 - 17:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أحد أشكال الجنون السائدة هو جنون الإرتياب|الإضطهاد|العظمة Paranoia.. ويسمى أيضا "الظنان" وهو مرض نفسي-عقلي مزمن يتسم عادةً بالأوهام و سيطرة الأفكار اللاعقلانية الغريبة على الشخص؛ وهي أفكار يعتنقها المريض ويؤمن إيمانا وثيقا بتعرضه للاضطهاد أو المؤامرة (مثل أن يقول: "كل من حولي يكرهني لأني ناجح ومتميز ولدي قدرات عقلية وإجتماعية و.....خارقة تفوقهم بمراحل..ومتميز في أكثر من مجال..ولذلك فهم يتآمرون علي باستمرار لإيقاع الأذي بي - كالسعي لفصلي من عملي"... إلخ) ويفسر سلوك الآخرين تفسيرا يتسق مع هذا الاعتقاد.
وهو اضطراب عقلي ينمو بشكل تدريجي حتى يصير مزمناً ويتميز بنظام معقد يبدو داخليا منطقيا ويتضمن هذاءات الاضطهاد والشك والارتياب فيسئ المريض فهم أية ملاحظة أو إشارة أو عمل يصدر عن الآخرين ويفسره على أنة ازدراء به ويدفعه ذلك إلى البحث عن أسلوب لتعويض ذلك فيتخيل أنه عظيم وأنه عليم بكل شيء..ويتضح هذا السلوك الإرتيابي الشاذ عند المريض الذي يستخدم مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تجده "هجوميا" بشكل مبالغ فيه..حيث يدفعه "توتره" المستمر إلى الإتيان بسلوكيات "عدائية" شاذة ضد من يعادي - مثل نشر الإفتراءات والأكاذيب باستمرار عن كل من يعاديهم أو يختلف معهم..والسبب في ذلك أنه يتوهم أن إحتقارهم والتقليل من قدرهم في أعين الناس سيريحه ويقلل من توتره ويعوض جوانب النقص (الخلل) الشديدة الواضحة في شخصيته! لذا فهو دائم المراقبة والمتابعة لأعدائه بشكل مرضي واضح لأن شخصيته المهزوزة المختلة (الشكاكة) تجعله يعتقد أنهم يحيكون ضده المؤامرات طوال الوقت..
والمعنى العام أن البارانويا مرض عقلي يتمثل في هذاءات عقلية (delusions) قوامها الاضطهاد (persecution) من نوع معين يؤيده المريض ويدافع عنة بطريقة منظمة في حماس وإصرار. وتشغل هذه التوهمات جزءا صغيرا أو كبيرا من عقله محاولة أن تتوسع..ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبين السلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأ والغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين..
ومن أعراض البارانويا (الهذاء): المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم، ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية في انفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضب عليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاء اضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهي الخير..ويتهم غيره دائما "بالجهل" ونقص المعرفة ويكثر من وصف أقرانه بــــ"أنصاف المتعلمين" - بالرغم من أن معلوماته - وهذا بسبب مرضه - قد تكون عامة (شكلية) تتسم بالسطحية الشديدة (خالية من العمق المعرفي) يكررها في مناسبات عدة بغرض "الإستعراض" وتخفيف التوتر عنده أو لإسكات أنين "الأنا" (المتورمة) لديه!!
وهو يضخم الأمور ويبالغ في كل شيء..(فعند الكتابة الحرة مثلا تجده يبالغ مبالغة شديدة في استخدام علامات الترقيم!)، ويتصرف بشكل عداوني فج (خال من الذوق الإجتماعي) فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من أن يعلن كرهه يقول إن الآخر هو الذي يكرهه. وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك، ومن يتودد إليه خاسر، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه.
ويقسم بعض العلماء البارانويا إلى أنواع عديدة منها:
- هذاء الاضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليه ويريدون إلحاق الأذى عن عمد..
- هذاء العظمة: كأن يعتقد المريض أنه شخصية مرموقة بالغة الأهمية أو النفوذ.
- هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضال رغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك.
- هذاء التلميح: والهمس والغمز ممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى اعتزال الناس.
ومن أسبابه:
- تأثير العقاقير والكحول: تشكل المواد الكيماوية عاملاً أحياناً، فالمخدرات والعقاقير مثل الكوكائين والحشيش والكحول وحبوب الهلوسة قد تقود إلى ذلك..
- اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئة الاجتماعية.
- اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها.
- أساليب التنشئة الإجتماعية الخاطئة مثل التدليل الزائد (الحماية الزائدة) Over-protection
- الصراع النفسي بين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعايير الاجتماعية والمثل العليا.
- الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافق الاجتماعي والانفعالي في الحياة، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا.
(منقول بتصرف)



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنون هو...(26): الإسقاط النفسي وتصيد الأخطاء!!
- الجنون هو...(25): التفاهة والميوعة والسخافة والإستظراف والبو ...
- همسة اليوم: توتر العلاقات بين الناس!!
- تأملات فيسبوكية: السعادة!
- سبب النزعة الصوفية لدي..
- معلومة تهمك: استفزاز (بعض) الناس قد يقتلك!!
- خلوا بالكو!! نصيحة لوجه الله..
- عفوا لقد نفذ رصيدكم: للرجولة معان كثيرة!
- الجنون هو... (٢٢): الغباء المرضى!!
- همسة اليوم: لحظة من فضلك!!
- تأملات..في كلمات
- أجمل (وأنقى) وأطهر شعور في الدنيا..
- همسة اليوم: -الحق في الحياة-!
- الجنون هو... (٢٠): -رغاية هانم-!!
- الجنون هو... (١٨): الكائن (الإستعراضي) المستفز!!
- لماذا يكرهون حبظلم؟!
- همسة اليوم: دروس من الحياة!
- أفضل ترجمة للإسقاط (النفسي)..
- تأملات: الفرق بين القيادي الناجح والقيادي غير الناجح!
- الجنون هو... (٨): الفضول المرضى القاتل وتتبع أخبار الن ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - لجنون هو... (٢٧): جنون العظمة (البارانويا)