أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - الجنون هو...(26): الإسقاط النفسي وتصيد الأخطاء!!















المزيد.....

الجنون هو...(26): الإسقاط النفسي وتصيد الأخطاء!!


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7192 - 2022 / 3 / 16 - 12:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


‫إنه الإسقاط النفسي projection - ولكن من النوع المرضي الحاد (الشاذ) المتطرف - الذي بات ظاهرة واضحة استشرت و انتشرت بيننا كمصريين وعرب كسريان النار في الهشيم!!علميا (ونفسيا) الاسقاط هو إحدى الحيل الدفاعية (أو آليات الدفاع النفسي) Defense Mechanisms التي يمارسها الفرد للتغلب على توتره النفسي و تحقيق نوع من التوازن في حياته...ومعناه - ببساطة - هو أن يسقط الشخص عيوبه و نقائصه و صفاته السلبية على الآخرين..فمثلا قد يتهم الزوج الخائن زوجته البريئة بالخيانه..ويشك في كل المحيطين به والمقربين منه ، متصورا أنهم لا شغل لهم في حياتهم إلا التآمر عليه لإيقاع الأذى به.. و ربما يتصور النرجسي المتمركز حول ذاته - والذي يود تسيير الكون كله وفقا لهواه ومشيئته ورغباته المريضة المنحرفة (الجانحة/الجامحة) - أن كل من حوله مرضى ونرجسيون مثله؛ لذا تجده دائم الخلاف والتشاحن مع كل من حوله...وأحيانا يتوهم الرجل المخنث معدوم الرجولة و الشخصية و فاقد كل معاني الحمية و الرجولة و الشهامة أن كل الناس مخنثون مثله (مع أن الزوجة هي الشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك)..
وهناك مثال آخر حي لمسته بنفسي (عندنا في البلد) لواحد (متخلف دراسيا) لم يحصل على أكثر من 45% في ثانوي، أفاجأ به - أثناء حضوري لإحدى المناسبات في البلد وكانت أسخف جلسة في حياتي - كلها سخرية وخبل وتلقيح كلام من ناس منفوخة عالفاضي، سقط من نظري بسببها واحد (كان) من أقرب وأعز الناس ليا (بسبب عبطه إللي عمره ما هيعرف يبطله مهما كبر..كانت كلمة وطعنة شديدة قوي منه هو بالذات خسرني بسببها للأبد)!! المهم فوجئت بالشاب الوسيم (الغليظ) ده قال إيه بيسخر من أساتذة الجامعة (والسلك الجامعي عموما) مدعيا أنه "منظومة فاشلة"!! قلت في نفسي: طب مش لما تفلح الأول وتدخل الجامعة أصلا تبقى تتكلم عنها وتنتقدها؟! النقد مش عيب ولا غلط، بس يكون الإنسان (الناقد) فاهم وواعي ومدرك ويبقى عارف حتي معنى كلمة "قسم أكاديمي" أو حتى يعني إيه "أستاذ مساعد" كدرجة علميه ما يحلمش أصلا إنه يبقى تلميذ عند صاحبها!! إنت إخترت طريقك، يبقى ما ليكش دعوة بغيرك..كلنا بنكمل بعض (كل في موقعه)..
بس هتقول الكلام ده لمين؟! لواحد كاره نفسه أصلا وعامل زي التور الهايج ما يعرفش يكسب إللي قدامه بدل ما يتريق (زي الكبير المبجل) ويسخر ويقيم في عينه ويبص من فوق لتحت كده (خفيف الدم إللي زيه انقرض من زمان والله)..خليك قافل على نفسك في عالم الأنا المتضخمة عندك وسيبنا في حالنا..يا سيدي إنت الأحسن (مع إن ما حدش فينا يعرف مين أحسن عند ربنا) وإنت أغنى وأشيك وأحلى!! هه؟! عاوز حاجة تاني يا قريبي؟؟ سيبنا إحنا الفاشلين (إللي منظومتنا فاشلة) ناكل عيش حتى لو معاشنا ضعيف (زي ما لقحت كلام زي الدبش واضح قوي إنت والعبيط بتاعنا إللي باعني في لحظة لمجرد إني كنت داخل متضايق يومها لسبب ما كاتمه في نفسي)..بدل ما تلقح كلام وتتسرع وتحكم عليا ظلم بإني تكبرت مثلا، كنت هتكبر في عيني 100 سنة لقدام في ليلتها لو سألتني مثلا لو فيه حاجة مضايقاني!! بس هنعمل إيه؟؟ إنت أصلا كارهني وواخد موقف من زمااااان ومستني بس أي حاجة تبررلك التجاوز في حقي والتجريح إللي عمري ما هأقدر أنساه!! حتى يا أخي لو كنت "متكبر" - زي ما فهمت - دي حاجة بتاعتي..مع إن البساطة والتلقائية مبدأ وأسلوب حياة عندي من زمان - وزاد بعد تجربتي في الغربة.. بس برضه عندي مبدأ تاني (التكبر على المتكبر صدقة).. لكن في النهاية أنا راجل "دكتور" ..ليا ظروفي وحياتي الخاصة ومش فاضي معظم الوقت.. بالتالي، مش مطالب في الكام دقيقة إللي ممكن نقعدهم سوا كل فين وحين إني أحظى بالرضا السامي من سعادتك..(شيل ده من ده يرتاح ده عند ده)..وصباح الخير يا جاري..إنت في حالك وأنا في حالي..ولا بينا زرعة ولا شركة ولا حابب أصلا أشوف وشك ولا يجمعنا مكان بعد الحقارة إللي شفتها (وقبلها من الأكبر منك كمان).وعموما، عمري ما هأدخل المكان ده تاني غير لما يعملوا ركن ولا حاجة كده للأسر (العائلات)..علشان الواحد يقعد براحته مع عياله ومراته...مش ناقصة تخلف وسفالة وقرف من ناس مخها صغير بتتلكك على الفاضية ومش عاجبها حد أبدا..
وفي هذه الحالة، قد يقترن الإسقاط بالتبرير (بتشويه الهدف الجيد/الحسن) - كما درسنا في علم النفس لأول مرة في الثانوية العامة (أدبي)، ثم في كلية التربية فيما بعد - عندما لا يتمكن الإنسان من تحقيق الهدف (أو الوصول إليه) لعدم قدرته على ذلك..وهذا متمثل في قصة (العنب المر): حيث لم يتمكن الثعلب في القصة من بلوغ العنب (لارتفاع الكربال مثلا) فادعى أنه "مر" حتى يخفف من توتره الناتج عن فشله..ولكنه عندما وجد الليمون ملقى على الأرض (في متناوله)، ادعى أن الليمون "حلو" (تحسين الهدف السيء) لأنه وصل إليه..تماما كالذي يحقر من شأن كلية من الكليات أو وظيفة ما (أو درجة علمية عالية) لمجرد عدم تمكنه من الحصول عليها..ولكن تظل المهنة أو الدرجة العلمية (محترمة) يقدرها المجتمع ويجتهد (المجد) ويبذل كل ما بوسعه حتى يصل إليها..وإن لم يصل، فيكفيه "شرف المحاولة"!!
وربما ظن الشخص المتعالي ذو الاحساس العالي (غير المبرر) بذاته أن كل أصدقائه كذلك؛ و قد يعميه الحقد والغرور والسفه أن يعترف بمكانة أقرانه وانجازاتهم...وكثيرا ما نجد في هذا الصدد بعض المتطرفين الذين يصل بهم الحال (خاصة عندما يشجعهم المناخ الفاسد على ذلك ـ فى ظل غياب الموضوعية والأمانة والأخلاق المهنية)) إلى نسب إنجازات الآخرين إلي أنفسهم (ظلما وجورا وعدوانا).. وبلا شك، هناك منا من هو بارع في الرياء والتصنع واظهار وجه جميل و جذاب يرتدي وراؤه آلاف الأقنعة...ويخفي خلفه الحقد والدهاء وحب السيطرة (غير المبرر)...مع أن تصرفاته وكلامه من ورائك لا ينم عن أي خير أو إصلاح أو تصالح مع الذات - كما يدعي..
وقد يتوهم "الفاسد" الزنديق أنه عبد الله الذي اجتباه وفوضه لإصلاح الكون وفضح الفاسدين وكشف المنحرفين..وقد يكون تاريخ الواحد منهم أسودا مليئا بالإنحرافات والمخالفات والتجاوزات التي تقشعر منها الأبدان! وأحيانا يظن الشخص المتكبر المصاب بجنون العظمة Paranoia أنه من طينة أخرى غير تلك التي خلق منها سائر البشر ..يتمتع بمواهب خارقة تستحق الإحترام والتقدير ..ولذا لا يجب أن يعارضه أحد..وأن كل من حوله أقل في الأهمية لا يتعدون كونهم "أدوات" (أو عرائس ماريونيت) يحركها كيف وأنى شاء! العجيب أن الكثير من هؤلاء يتهمون غيرهم بتهم يندى لها الجبين..
وقد يعتقد الجاهل الخامل الفارغ (المغرور أكاديميا) عديم الإنجازات - والذي لا يوجد معادل موضوعي ملموس (من كتب ومقالات وأبحاث ومؤلفات ...الخ) يبرر صلفه وغروره وتعاليه - أن كل من حوله جهلة فارغين (أنصاف متعلمين) لا قيمة لهم إلا هو!
من يراقب هؤلاء جيدا و يتأمل أحوالهم، سيدرك سريعا أنهم يعانون بشدة من معظم ما يتهمون غيرهم به (وهذا هو الجنون في أوضح صوره)..وأنهم ان التزموا الصمت و توقفوا عن تصيد عيوب غيرهم و الحديث المستمر (غير المبرر) عن نقائص أقرانهم، لكان أنفع و أجدى لهم في دينهم و دنياهم...ولكن ماذا نقول؟! إنه (الجنون) يا عزيزي!!



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنون هو...(25): التفاهة والميوعة والسخافة والإستظراف والبو ...
- همسة اليوم: توتر العلاقات بين الناس!!
- تأملات فيسبوكية: السعادة!
- سبب النزعة الصوفية لدي..
- معلومة تهمك: استفزاز (بعض) الناس قد يقتلك!!
- خلوا بالكو!! نصيحة لوجه الله..
- عفوا لقد نفذ رصيدكم: للرجولة معان كثيرة!
- الجنون هو... (٢٢): الغباء المرضى!!
- همسة اليوم: لحظة من فضلك!!
- تأملات..في كلمات
- أجمل (وأنقى) وأطهر شعور في الدنيا..
- همسة اليوم: -الحق في الحياة-!
- الجنون هو... (٢٠): -رغاية هانم-!!
- الجنون هو... (١٨): الكائن (الإستعراضي) المستفز!!
- لماذا يكرهون حبظلم؟!
- همسة اليوم: دروس من الحياة!
- أفضل ترجمة للإسقاط (النفسي)..
- تأملات: الفرق بين القيادي الناجح والقيادي غير الناجح!
- الجنون هو... (٨): الفضول المرضى القاتل وتتبع أخبار الن ...
- الجنون هو... (٧): ريس العمال الرخم!!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمود عبد الله - الجنون هو...(26): الإسقاط النفسي وتصيد الأخطاء!!