أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - إذلال














المزيد.....

إذلال


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 19:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


اقتحمت مجموعة من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح دارنا وشرعوا بحملة تفتيش لكل شيء! ولم يكن هناك غير أمي وأنا فوالدي متوفي وشقيقتي متزوجتان وسكنهم بعيد عنا...سألتهم بصوت عال عما يريدونه ولكن أيا منهم لم يجب...! رحت أتساءل في نفسي عن السبب فلم أجد سببا لاقتحامهم لخصوصياتنا ونحن إناث...فتشوا بشكل دقيق ونبشوا كل شيء وفي النهاية لم يجدوا شيئا لكنهم قبل أن يخرجوا مسكوني بيدي فحاولت الإفلات لكنهم جروني معهم خارجا واقتادوني في سيارتهم إلى التحقيق...وهناك لم أسمع سؤالا واحدا أعرف الجواب عنه فكان واضحا لي أنهم يريدون معلومات عن النشاط في المنطقة...، معلومات يريدونها وأنا لا أمتلكها ولهذا لم يرق لهم أنني لم أقل شيئا يفيدهم فزُج بي في السجن...!
في الأيام الأولى كانوا يعيدون نفس الأسئلة وكنت أعيد نفس الأجوبة... ذات يوم غيروا النهج إذ أتى جندي منهم يتكلم العربية بطلاقة مثلنا وبدون أية لكنة واقتادني إلى مكتب وفيه راح يتبع معي أسلوب الترغيب والترهيب ولكنني لم أعطه شيئا لا أمتلكه فأسرتي لا نشاط لها ونحن بنات محافظات ولا نتدخل بشيء، فقط نريد أن نعيش بسلام. ولما لم يسمع مني ما يريد، قال: اشلحي ملابسك! صدمت بهذا الكلام ولم أمتثل بالطبع لهذا الطلب ولكنه راح وبكل عنف يكيل لي الضرب ونزع ملابسي بالقوة ولم يرأف بحالي ولم ينفع بكائي وتوسلي فقد أصبحت تحت وحش اغتصبني وأنا أبكي وهو فرح تغمره السعادة بإذلالي وبأني فقدتُ بكارتي....لم أعرف النوم الطبيعي لبضعة أيام وكنت طيلة الوقت أبكي...بعد حوالي أسبوعين جاء نفس الشخص واقتادني إلى نفس المكان واغتصبني من جديد وقال سأبقى هكذا إلى أن تتكلمين...إن بحتي بما تعرفين فسنخرجك وسندفع لك أجرة العملية كي تعودين عذراء وإن بقي الصمت والكذب والنكران جوابك فسأضاجعك برغبتي وبمزاجي في كل مرة أريد ذلك وستبقين هنا وأنت الآن بنظر جماعتك وعائلتك ومجتمعك ساقطة لأنهم يعرفون أنك فقدتي شرفك...لن تجدي من يتزوجك وستهرب الفتيات منك...كنت أبكي بشكل مستمر وأفكر مرة بالموت ومرات متمنية لو يكتب لي الخروج سالمة كيف يمكنني أن أنتقم من هذا الوحش ومن كل من يمثل هذا الوغد النذل..! لا أستطيع وصف مدى العذاب النفسي والألم الذي لحق بي ولا أعرف كيف أصف شعوري كمغتصبة ولا أعرف ماذا أقول عن عالم خلق لنا مشكلة وأطلق علينا الوحوش وبقينا هكذا لا نستطيع حتى الدفاع عن أجسادنا...!!
بعد عام وشهرين أفرجوا عني...خرجت ذليلة ووجدت أمي أكثر ذلا مني بسبب ما لحق بها من أذى نفسي ولا أعرف عما حصل لها بغيابي... بعد أيام قليلة تواصلت سرا مع من كانوا معروفين في المنطقة بنشاطهم ضد الاحتلال وسألتهم عن أية مهمة يستطيعون إسنادها لي ولكن أحدا لم يستطيع أن يفيدني بشيء...قلت: أنا مستعدة لتفجير نفسي ولعمل أي شيء ولكن من قابلتهم لم يكونوا بوضع يسمح لهم أن يساعدونني بالوصول إلى ما أبتغيه...وبقي هاجسي حاضرا في أنني أريد الانتقام...عندما كنت أسمع أن هناك إرادة في التظاهر كنت أخرج وأنضم إليهم وأفعل ما يفعلونه ومرات كانوا يطلقون علينا الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع...
أثناء إحدى المظاهرات التقيت شابا بنفس عمري وأصبحنا أصدقاء وأبدى رغبته بطلب يدي وعندما صارحته بما حصل لي ابتعد عني بحزن لا يقل عن حزني....
في مظاهرة لاحقة قبض عسكر الاحتلال عليّ من جديد واقتادوني إلى السجن وتم التحقيق معي وزجوني في السجن...وبعد أيام جاء نفس العسكري الذي اغتصبني ودفع بي إلى التحقيق....وهناك قال: أريد مضاجعتك رغما عنك...! عندما سمعت هذا الكلام فكرت بأنه ليس لدي ما أخسره أكثر مما خسرت ولهذا نظرت إليه وقلت له: أنا جاهزة...هيا...! قم...! ولكنه تفاجأ من موقفي...ولم يكن مرتاحا لردة فعلي! سألني: إن أفرجنا عنك وتقدمت للزواج منك هل توافقين؟ قلت: لن أجيبك...ولكن أفعلها أطلق سراحي وتقدم لي لترى ماذا سأفعل! كرر: سأضاجعك الآن: فكررت: هيا أنا جاهزة...فقال: لا...! من قبل كنت أريد إذلالك ولكن الآن أمامي إنسانة أخرى لا تخاف من العيب ولا أستطيع إذلالها وقهرها!
بعد أشهر قليلة أفرج عني...وها أنا خارج البلاد الآن.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة
- يحيى ويحيى
- حب أو حرمان
- القافلة
- الغرب لم يسرق أخلاقك
- غياب
- قد يكون الحب
- أنت موجود وغيرك موجود
- فرح وصدمة
- غش عابر للامتحانات
- -رخيصة-
- زواج
- عميل
- هبلة
- خيبات
- حقيبة
- كارل ولغز الورقة
- غيرة آدم
- ولكتبي الضائعة حكايات
- رشيد


المزيد.....




- رغم تهديد بايدن بالفيتو.. -النواب- الأمريكي يقر مشروع قانون ...
- احتجاجات في بيروت على قرار مصادرة الدراجات النارية غير المسج ...
- النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل ...
- وزارة الطاقة الأمريكية تعتزم بدء شراء اليورانيوم من المنتجين ...
- تقرير: تزايد عدد الأطفال الوافدين من دون ذويهم على مدينة تري ...
- شقيقة كيم جونغ أون تتهم -قوى معادية- بنشر -تقارير سخيفة- عن ...
- مراجعة علمية تكشف عن النظام الغذائي الأفضل لخفض خطر الإصابة ...
- مجلس النواب الأمريكي يمرر تشريعا يعارض وقف إرسال أسلحة إلى إ ...
- النواب الأميركي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إرسال أسلحة ل ...
- المجلس الدستوري في تشاد يقر فوز ديبي بالرئاسة


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم شلغين - إذلال