: قراءة في المصطلحات

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 7212 - 2022 / 4 / 7 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تشكل المصطلحات سواء كانت سياسية، اقتصادية، اجتماعية، اوغيرها، أداة للتحليل والتوضيح لهذه المشكلة او تلك، وهذا يتطلب ان يكون الباحث قد استوعب المصطلح بشكل سليم وعلمي، وبدون ذلك سوف يدخل الباحث في متاهات التحليل العلمي والموضوعي، ومن هنا تنبع اهمية فهم واستيعاب المصطلحات كأداة في التحليل العلمي.

يلاحظ بعض(( السياسيين)) وغيرهم من الدراويش، يقومون بخلط في استخدام المصطلحات سواء كان عن جهل او عن قصد ولاسباب عديدة بهدف تشويه متعمد للحقائق العلمية الموضوعية، وهذا يعني انهم لم يستطيعوا فهم واستيعاب علم الاقتصاد السياسي بالشكل المطلوب وهذا يؤدي بهم الى استخدام المصطلحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية والعسكرية في غير مكانها السليم وبالتالي يتم تشويش القارئ.

نورد بعض المصطلحات كدليل على ذلك وهي :؛السقوط،الانهيار، التفكك :

هناك فرق كبير بين هذه المصطلحات من حيث مفهومها ومعناها السياسي والاقتصادي والعسكري بدليل ::

**مصطلح السقوط:: ان هذا المصطلح يرتبط بالجانب العسكري،و هو ان الدولة مثلاً قد سقطت بفعل الحرب العسكرية مثل اليابان المانيا الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية انموذجا، العراق سقط على يد الغزاة الاميركان وحلفائهم عام 2003. هنا العراق لم بتفكك، والعراق لم ينهار.لو تم تقسيم العراق مثلاً الى 3 دويلات، دولة الشمال دولة الوسط،دولة الجنوب يمكن ان نقول ان العراق قد تفكك لا اسباب عديدة، وعليه فان مصطلح السقوط يرتبط مباشرة في الجانب العسكري بالدرجة الأولى.

** مصطلح الانهيار :: ان جوهر هذا المصطلح يرتبط بالعامل الاقتصادي والمالي بالدرجة الأولى، اي انهيار اقتصادي، انهيار مالي، وهذا ما حدث في الثلاثينات من القرن الماضي، ازمة 1929-1933، في الغرب الامبريالي ويمكن ان يكون الانهيار، كلي اوجزئي ولفترة زمنية محددة، من مثل الازمات الاقتصادية والمالية بين 8-12 سنة تتكرر وهي ازمات ترتبط بالدرجة الأولى في النظام الراسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية وعانى هذا النظام الطفيلي واللصوصي نحو 250 ازمة سياسية واقتصادية ومالية... وفشل هذا النظام في ايجاد الحلول الجذرية لهذه الازمات المتكررة وان السبب الرئيس يكمن في الاساس الاقتصادي والاجتماعي لهذا النظام الطبقي النظام البرجوازي اي المشكلة تكمن في الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج .اذن هذا المصطلح من حيث المبدأ يرتبط بالجانب الاقتصادي والمالي بالدرجة الأولى.

## مصطلح التفكك :: يعني هذا المصطلح، ان تقوم زمرة خائنة بتفكيك دولتها وفق خطة تم اعدادها من قبل قوي خارجية، دولية وبدعم اقليمي لهذه القوى الهدامة، ويتم عبر اختراق قيادة الحزب الحاكم والسلطة من خلال تخصيص اموال فلكية ومرعبة وتحت برنامج وشعارات براقة ووهمية وكاذبة وان يكون لدى هذه الزمرة الخائنة والمرتدة الاستعداد لتنفيذ البرنامج المعد لهم و بهذا تتحول هذه الزمرة الى اداة تخريب منظمة لتحقيق هدف القوى الدولية، البيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها خير دليل على ذلك والتي تمت خلال المدة 1985-1991، وانفقت الامبريالية الاميركية وحدها كما اشار بوش الأب نحو 5 ترليون دولار أمريكي لتفكيك الاتحاد السوفيتي. وعليه يمكن القول ان مصطلح التفكك يرتبط بالدرجة الأولى بالعامل السياسي. الاتحاد السوفيتي انموذجا في فترة حكم الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد. وعليه فالاتحاد السوفيتي لم يسقط، ولم ينهار، بل تم تفكيكه عبر ضخ الاموال ووجود الخيانة في قيادة الحزب الحاكم.

** يلاحظ ان دراويش السياسة والذين يدعون انهم (( شيوعيين...)) وخونة الشعب والفكر والحزب قد اتفقوا مع خصوم الفكر الاشتراكي ومع خصوم النظرية الثورية، النظرية الماركسية اللينينية في تشويه الحقائق الموضوعية والعلمية وهم يكتبون مثل ما يكتب البرجوازي المتخلف عن قصد او دونه بان الاتحاد السوفيتي قد (( سقط، انهار...)) وغيرها من الخزعبلات الاخرى على الدراويش ان يعيدوا تثقيف انفسهم من جديد في استخدام المصطلحات السياسية والاقتصادية والايديولوجية بشكل سليم وصحيح .
اما بالنسبة لخونة الشعب والفكر والحزب فهم يتطابقون في السلوك الانتهازي والتحريفي واللامبدئس مع البرجوازي الاصفر فلا عتب على هؤلاء الخونة والعملاء وخصوم الفكر الاشتراكي العلمي النير وهذا يدخل ضمن الصراع الطبقي والايدولوجي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي بين قوى التحرر من الشيوعيين واليساريين...وبين القوى الهدامة والتحريفية . هذا هو جوهر الصراع الطبقي والايدولوجي في المجتمعات الطبقية.

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل