أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - أم الدنيا تحت الوصاية الإماراتية














المزيد.....

أم الدنيا تحت الوصاية الإماراتية


سعيد سويسي

الحوار المتمدن-العدد: 7207 - 2022 / 3 / 31 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن إقبال الإمارات على دعم النظام العسكري في مصر إلا حماية لعروش الإمارات من التمدد الإخواني الذي أصبح تمدداً شيطانياً. دعمت حركة تمرد ثم الانقلاب العسكري بتمويل سخي واستمر الدعم لاستخدام أم الدنيا ثوراً للمصارعة مع قطر تارة ومع تركيا تارة أخرى وثوراً للرهان مع الكيان المحتل تارات وتارات.

انقضى دور مصر المحوري في المنطقة ولَم يكن القضاء عليه إلا الطريقة الأمثل للسيطرة على الشعب المصري، ما يربو على المائة مليون نسمة أغلبهم متدينون بطبعهم ويعقلون المعادلة السياسية بحذافيرها ويعون تماما ما يجري.

بمعزلٍ عن الأنظمة السياسية، فإن الشعوب العربية رافضة حتى أصغر أطفالها للتطبيع وترى في الكيان الصهيوني الجسم الغريب الذي فتك بجسد الأمة العربية والإسلامية على حد سواء. لم تكن حرب العراق إلا بداية التدجين على فساد ممنهج يتقسّم فيه العراقيون حول كل مقسِّم فلا يكادون يرفعون رؤوسهم من دواماتهم البائسة وليس أبأسها زرع إربيل كياناً صهيونياً فيها ولا سطوة اليهود على نفط كركوك. قضي على الشعب العراقي ولن تعترض العراق على التطبيع أو هكذا يظنون.

جاءت حرب سوريا ليتفق الخليج العربي أو العبري فالحال سيان على الوقوف ضد المستبد الذي لا يستبد أكثر منهم ولا أقل، ولما شرّد الشعب السوري وأضحت سوريا الرافضة هي الأخرى للتطبيع خراباً، قضي على الشعب السوري الرافض للتطبيع أو هكذا يظنون.

جاء الآن دور مصر أم الدنيا، فشعبها كفرس أصيل لا يقبل الهوان ولو طال أمده. هناك مائة مليون مصري يؤمن تسعون بالمائة منهم بأن دمهم فلسطيني، وهؤلاء جيران لأرض محتلة ويمكن أن تصيبهم ثورة كما أصابتهم يوما وينقضوا على المحتل يأكلونه بأسنانهم. كان لا بد من تدجين الشعب المصري، بالخوف والفقر والقهر وهكذا لا يرفع رأسه ولا يعترض على التطبيع أو هكذا يظنون.

يظنون أن تأمين الحماية للكيان الصهيوني يأتي من جعل الشعوب العربية من حوله أدنى منهم فيدوسون عليها ليعضد الإسرائيلي الوضيع. كانت هذه وما زالت سياسة السلطة الفلسطينية ممثلة بعباس الداعم الأكبر لاحتلال الأرض.

الاقتراض من الصناديق الدولية أرهق كاهل الدولة المصرية بأعباء لا قبل لها بحملها، فحملتها للمواطن تعس الحظ. ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، جُعلت الطبقية ديناً جديداً كما جُعلت الطائفية. انقسم المصريون لإخوان وعسكر ومطحونين بينهما. انتشر الحقد بين أطيب الشعوب على وجه الأرض كما تفشى النفاق كسرطان. اختلفت المفاهيم وأصبح من يذود عن عرضه وأرضه إرهابياً وسألوا الشيوخ وقالوا أن الربا لم يعد قائماً بل هو منفعة لما أسموه تمويلاً وليس قرضاً، سألوا الشيخ وقال حلال. حلالٌ حَبّال بمصائب لن تبقي ولن تذر.

زادت قبضة العسكر إحكاماً بشهوة المال التي زادت اتقاداً ولما وصلت مصر لرمقٍ يبدو أنه الأخير قامت الإمارات تقدم الدعم المسموم من خلال شراء أصول تتحكم بالسوق المالي المصري، أي أن ارتفاع العملة أو تدنيها وتشرد الشعب المصري وموته جوعاً دون حرب أصبح قراراً إماراتياً صرفاً. أي أن السيادة المصرية "بح" وأن الخليجي المتأخر فكرياً بسبب استهلاكه البهيمي الذي طمس عقله يستغل المصريين عمالةً رخيصةً في أرضه وعقر داره.

كما لم يعد سراً، الإمارات هي وجه العملة الآخر للكيان المحتل وكما فعلت في الفلسطينيين عندما اشترت منهم بيوتاً مقدسية لتوفير حماية "عربية" لها من الاحتلال ثم سلمت مفاتيحها للإسرائيليين، سيفيق المصريون من غفلتهم وقد أصبحت مصر "الجائزة الكبرى" محتلةً طواعية بسبب جشع رئيسها وزمرته.

بيعت الجزيرتان وكانت عاصفة محدودة الأثر أما اليوم فتباع المفاصل الحيوية في الدولة المصرية للكيان المحتل دون أي تعكُّر في الأجواء. تهديد شح المياه وموّال الإرهاب والديانة الإبراهيمية الشاذّين والفقر والعوز والخوف لن تجعل المصري يخشى شيئًا بل ربما يفضل الموت شهيدًا للذود دون عرضه وأرضه وماله ونفسه وكرامته.

الإماراتي المتأخر فكرياً يظن المصري بهيمة تُعلَف ببعض مال أو أرز وحاشاه، لا يعلم الإماراتي لشدة حماقته أن المصريَّ حر واتقِ شرَّ الحُرِّ إن عاملته كعبد.

"أهلها في رباط إلى يوم الدين"، الرباط يعني الذود عن المحرمات يا حمقى الإمارات وليس أنهم مقيدون برباط.



#سعيد_سويسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة السلطة الفلسطينية
- لماذا تتعامل حماس بسذاجة مع المعادلة الماثلة أمامها
- قل لي ما عقيدتك أقل لك من أنت
- تركي آل الشيخ والأزمات النفسية الخليجية
- رسالة مفتوحة إلى الكويت
- صهيوني من الطراز الرفيع
- مقاطعة الكيان الإماراتي
- نزار بنات والاحتلال بالوكالة
- مقتل وسيم يوسف
- الكرم البدوي عندما يكون حكرا على الأجنبي
- ضاحي خلفان وحماس!
- شيوخ العربان، إسلام بريء من الإسلام
- الميت أبقى من الحي
- المجرم الضحية
- أيها الناس الكرام...مسبار الأمل!
- الإماراتيون والغلال الفلسطينية المسروقة
- أسامة يماني ومحمد الساعد...
- محمد بن زايد إمام الإخوان
- هل ينتهي السيسي وحرمه نهاية لويس وحرمه؟
- الفلسطينيون أعداء أنفسهم


المزيد.....




- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...
- مقتل 29 طالبا إثر تدافع في عاصمة أفريقيا الوسطى
- كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
- سرايا القدس تبث فيديو تفجير آلية إسرائيلية شرقي جباليا
- صحف عالمية: حرب إسرائيل وإيران تغير المنطقة وتعيد ترتيبها در ...
- أطباء بلا حدود تطالب بوقف نشاط -مصيدة الموت- باسم المساعدات ...
- دعم القضية الفلسطينية ساحة تنافس داخل الحكومة الإسبانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - أم الدنيا تحت الوصاية الإماراتية