أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - الكرم البدوي عندما يكون حكرا على الأجنبي














المزيد.....

الكرم البدوي عندما يكون حكرا على الأجنبي


سعيد سويسي

الحوار المتمدن-العدد: 6915 - 2021 / 6 / 1 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتباين المواقف العربية والأجنبية من القضايا الإنسانية تباينا يصب في النهاية إلى ارتزاق العربي على القضايا الساخنة للخروج بأكبر صرة من المال. لا تعميم هنا، ولكن وبما أن زمن الرويبضة هو سيد المشهد فمن يتم تلميعهم هم المرتزقة بالضرورة.

رفض الفيلسوف الألماني هابرماس جائزة زايد للكتاب لارتباطها بالنظام الحاكم للإمارات وفي نفس الوقت لم يسع العربي إلا الشعور بنشوة الانتصار عند الفوز بجائزة بوكر الممولة من النظام الإماراتي في أبوظبي تحديدا. ومع أن من المعلوم أن الأجنبي سيحصد أضعاف ما يحصده العربي من جائزة مالية إلا أن الحر الألماني يحسب موقفه بينما تصف مواقف الفائزين بالبوكر إلى جانب مرتزقة الدين والتمثيل والإعلام، يشترى الأخيرون بإقامة ذهبية أو جنسية إماراتية ويشترى الأولون من قطيع المثقفين بجائزة تجعلهم يظنون أنهم بمعزل عن الارتزاق، فهل نسي السوريون تحديدا ما دمرته الإمارات في أرض الياسمين؟

هب الخليجيون يدافعون عن البداوة التي أهانها وزير خارجية لبنان، ونظموا القصائد ونشروا المقاطع في مديح البدو وشتم اللبنانيين وهب اللبنانيون خوفا على الكفيل يشتمون وزير خارجيتهم ويبرؤون منه. استضاف الساسة الخليجيون وفودا رسمية في مجالس تتخذ من الخيمة شكلا للتأكيد على تفوق البدو على من بدوا وكأنهم لا يقبلون يد ولي النعمة كما ينبغي.
في المقابل الطريف، اختفت حمية بنفس الوهج عن المشهد عندما دنس الأقصى وقتل المدنيون وفقئت أعين المصلين. في المقابل لم يخاطب أي بدوي إيدي كوهين عندما وصف السعودية والإمارات والبحرين بكلاب تلهث للتطبيع وراء إسرائيل ولم تأخذ الحمية أي خليجي أو إعلامي طبال عندما وصف سيء الذكر ذاته الأنظمة الخليجية بالديكتاتوريات العربية ولم يتبرأ صهيوني واحد من كوهين وأمثاله.

سمير صفير تنادي حرمه أنه في أيد أمينة عند وقفه في السعودية في تذكر منها لتقطيع الصحفي والطريحة التي أكلها الحريري يوم هزّأت السعودية لبنان وهزئت به، ويستغرب اللبنانيون من حنق وزير خارجيتهم لأنه لم يكن مؤدبا! فهل كان بايدن أو السيدة هيلاري مؤدبين عندما صرحوا جهارا نهارا بتمويل الخليج العربي لداعش؟ أم عندما صورت الصحافة الأمريكية ولي العهد السعودي بعباءته البدوية في زي مارلين مونرو في سخرية من البدو وتقاليدهم وزيهم؟

صدت السعودية شاحنات نقل الخضار والفواكه من دخول أراضيها بحجة المخدرات التي وجدتها في شاحنة لبنانية، فلم صدت الشاحنات الأردنية لو كان الأمر حربا على المخدرات وأهلها، بل هي الحرب على المنتج العربي لترد من الإمارات غلال فلسطين المسروقة في تغطية للطلب المتزايد في ظل شح العرض بفضل منع صادرات دول عربية شقيقة والتضييق عليها للقبول بموجة التطبيع التي تنادي بها الإمارات أكثر من بني صهيون.

الإمارات ترسل برقية غضب لنتنياهو ليس لأنه انتهك حرمة المسجد الأقصى كلا، بل لأنه لم يقض على حماس فظهرت وكأنها وصية على المقدسات إبان غياب العرب والمسلمين عنها. يأتي ذلك تزامنا مع قراءة حاخام بعضا من آيات تلمود سفك دماء الأغيار على رأس بن خاجة سفير الإمارات في تل أبيب فينتعش ويرتعش كممسوس يغادره ما بقي من ضمير ثم تهدأ نفسه باستقرار شيطانها. تتبرع الإمارات بمليارات ثلاثة من الدولارات لإعادة إعمار تل أبيب، غزة لها الله أو خمسمائة مليون دولار مفخخة بقيادة السيسي.

السيسي يمن باسمه الشخصي بمساعدات للقطاع المنكوب دون أن يكون لمائة مليون مصري دور في مزارع حكامنا الخاصة المسماة مجازا بلادا.

بعد حوائط المبكى الإماراتية شيدت الإمارات معرضا دائما للهولوكوست، لكي لا ننسى شهداء ماجدوفنيك وأوشفيتز الذين نسيهم الألمان فأقاموا فوق رفاتهم الملاهي. هل يمكن من منطلق أضعف الإيمان أن يعتبر الفلسطيني يهوديا هو أيضا؟؟

غانتس بني صهيون يحذر لبنان من أن تصبح مثل غزة، وليت بلاد العرب كلها تصبح بعضا من غزة، وحدها عاملت الصهيوني ندا بند وفرضت احترامها عليه بخلاف الأنظمة العربية قاطبة.

هل يجب أن يتأجنب العربي ليغفر ذنبه ويمحى عيبه ويعتبر إنسانه إنسانا يمكنه أن يفكر ويعبر عن تفكيره؟



#سعيد_سويسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضاحي خلفان وحماس!
- شيوخ العربان، إسلام بريء من الإسلام
- الميت أبقى من الحي
- المجرم الضحية
- أيها الناس الكرام...مسبار الأمل!
- الإماراتيون والغلال الفلسطينية المسروقة
- أسامة يماني ومحمد الساعد...
- محمد بن زايد إمام الإخوان
- هل ينتهي السيسي وحرمه نهاية لويس وحرمه؟
- الفلسطينيون أعداء أنفسهم
- بطريق شبه الجزيرة العربية...


المزيد.....




- ضربة إيران.. أهم الأسئلة التي بقيت بلا إجابة بعد كشف البنتاغ ...
- ترحيل مصري من الولايات المتحدة بعد إدانته بركل كلب وإلزامه ب ...
- عودة مؤثرة لأسرى الحرب الأوكرانيين بعد الإفراج عنهم ضمن عملي ...
- صواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى ...
- روسيا تعلن التصدي لعشرات المسيّرات الأوكرانية وإصابة صحفي في ...
- سفيرة أميركا لدى روسيا تغادر منصبها في ظل نقاش عن ضبط العلاق ...
- خبراء أميركيون: ما الذي يدفع بعض الدول لامتلاك السلاح النووي ...
- الحكومة الكينية تعتبر المظاهرات محاولة انقلابية وسط انتقاد أ ...
- هكذا وصلت الملكة رانيا والأميرة رجوة إلى البندقية لحضور حفل ...
- شاهد لحظة إنقاذ طفلة علقت في مجاري الصرف الصحي في الصين لساع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - الكرم البدوي عندما يكون حكرا على الأجنبي