أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - الفلسطينيون أعداء أنفسهم














المزيد.....

الفلسطينيون أعداء أنفسهم


سعيد سويسي

الحوار المتمدن-العدد: 6603 - 2020 / 6 / 26 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا مفر من الجزم بالقول أن العرب هم أعدى الأعداء لأنفسهم، وأن فلسطين من أنفسهم فهم يعادونها كيفما تقلبت بهم الأحوال ولكن تحرير فلسطين لم يكن يوما بيد غير الفلسطينيين، إلا أن الفلسطينيين يقفون متفرقين وفق حسابات شخصية، فتجدهم هم أنفسهم وقد تداعت عليهم الأمم قد أضحوا السبب الأوحد في احتلالهم، الحل في أيديهم هم لا غيرهم.

لا مفر كذلك من القول بأن العرب تآمروا لاحتلال فلسطين على قرن منصرم، ولكن مشكلة الفلسطينيين تكمن أولا في اعتمادهم لتحرير أنفسهم على الآخرين، مع أنهم يعلمون علم اليقين أن ما حك جلدك إلا ظفرك. بينما يبيع العرب قضية العرب والإسلام علانية، تجد الفلسطيني بكل سذاجة لا يزال ينادي أين العرب وأين المسلمين مع أنه يرى أنهم موجودون ولكنهم لا يبالون بشأنه. حان الوقت إذن للتوقف عن الاعتماد على طرف بات خارجيا في تحرير الأرض، والاعتماد علي النفس والوقوف علي أسباب التخبط للتخلص من المشكلة.

إرضاء الكيان الغاصب غاية العالم الغربي، والتمحك في العالم الغربي ولعق حذائه لاسترضائه هو غاية كل حاكم عربي يخفي خلف ملامحه عقدة نقص دفينة إزاء المستعمر الذي احتل روحه قبل أن يحتل ما يزعم أنها بلاده، ولذلك كان إرضاء الإسرائيلي وسيلة الحاكم العربي في الوصول لتلك الغاية، ظنا من حاكم أحمق أن الغربي سيرضى وإن رضي عنه فسيحالفه ويكون له نصيرا. غفل عن أن بيده أن ينصر نفسه بنفسه.

فلسطين لا سيادة لها اليوم وهذا أمر لا يخفى على أحد. وفي سبيل الحصول على ذلك الكرسي المشؤوم، تجد الفساد يستشري مؤديا لتجذر الانقسام أكثر فأكثر، وتجد ملامح الفصام وقد بدت جلية في وجه الفلسطيني الذي فقد الثقة بنفسه فملّك أمره لكل من له غاية.

في لوحة عبثية للفساد المستشري في فلسطين، تجد السلطة الفلسطينية تصرح بأن التنسيق الأمني مع المحتل مقدس قبل حين، ثم اليوم تلغيه برمته علانية وتصرح بين أطرافها داخليا بأن إلغاء التنسيق الأمني المعلن ليس إلا خطابا للجمهور ولكن الواقع أن العلاقة بين السلطة الفلسطينية والإسرائيليين بلغت حميميتها القصوى حتى أن الملل بدأ يشوبها.

خلال جائحة الكورونا، تعلن الجهات الصحية الفلسطينية عن إصابات يبلغ تعدادها المئات ما يستدعي الحظر فرضا علما بأن أسماء كثر ممن أدرجوا في قائمة الإصابات تفاجؤوا بوجود أسمائهم فهم لا يعانون من شيء، فهل كان ذلك بسبب خوف السلطة الفلسطينية المنكلة بالفلسطينيين على حياتهم؟ بالطبع لا! فقد اشترط الإسرائيليون علي السلطة الفلسطينية للحصول على أموال الضرائب المحتجزة لديهم والتي تتجاوز الثمانمائة مليون شيقل أن تبقي الشعب الفلسطيني تحت السيطرة خلال مشروع ضم الأغوار للأراضي المحتلة، وليس أفضل من الكورونا حجة للإبقاء على الفلسطينيين في بيوتهم، وإلا، فالأغوار ليست بأهمية القدس، ولم تقم السلطة الفلسطينية باتخاذ أي موقف يذكر إزاء كافة الاعتداءات على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية المستمرة من قبل الكيان الغاصب على مدار الساعة ومنذ عقود.

يتنافس الفلسطينيون على الكرسي المشؤوم، وفي سبيله يستشري الفساد، فتجد اقتصاديا مثل عبدالمالك جابر يفاخر بعلاقته مع غانتس بينما ينشر دعمه للمشاريع الصغيرة بين الفلسطينيين كسبيل للدعم الاقتصادي. تجده يحاول في كل اتجاه أن يثبت أنه يملك الرؤية لحل مشكلة الاحتلال بما يرضي المحتل أولا وأخيرا. ليس منه ببعيد، تجد لامعا ملمعا لنفسه مثل عدنان مجلي الكوشنري -البليري الذي أنشأ الكونغرس الفلسطيني يحاول جهدا جهيدا ترشيح نفسه لتسلم الكرسي المشؤوم. هذا الأخير يعمل مع المتصهين علنا فادي السلامين ويقارع دحلان سرا على الكرسي الذي بات يذوب لاصقه عن مؤخرة عباس. محمد اشتية يدافع عن رئيسه علنا بينما تربطه علاقات ما تحت طاولية مع مجلي ليضمن كرسيا بعد التغييرات، منيب المصري وغيرهم، جميعها أذرع للاحتلال لا تقل ظلما بالفلسطينيين عنه، وجميعهم بالطبع يرفضون المقاومة، فالتحرر من الاحتلال -بالنسبة لهم- يكون فقط باستقبال المحتل بالأحضان.

أما الفلسطينيون، فمحتلون من كل ناحية، من المحتل ومن فساد سلطتهم ومن تصهين العرب ومن الانقسام ومن ضيق الحال والفصام في أجواء من قتل وتنكيل وهدم بيوت وغيرها، وفي ذلك، تجد من يقبض بدل معيشة من السلطة يجالس من يقبض بدل معيشة من حماس سرا بينما يقتتلون علنا ليستمر صرف بدل المعيشة فيحيون يوما آخر، كأس حياة أقرب إلى الموت وبذلة.

لن يكون تحرر ولن يكون انعتاق لجسد مبتلى بسرطان يقعده كلما هم بالنهوض، استئصال الخبث أولا!



#سعيد_سويسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطريق شبه الجزيرة العربية...


المزيد.....




- شاهد.. ترامب يتفاخر بصورة أرسلها له بوتين تجمعها معًا أمام ح ...
- أوكرانيا تصعد هجماتها على معاقل الطاقة الروسية.. وهي تنجح
- -فتيات سُربت فيديوهاتهن الحميمة- يتعرضن للاستغلال في الصين ب ...
- تصعيد في يوم الاستقلال الأوكراني: موسكو تتهم كييف بهجوم على ...
- غانتس يدعو لتشكيل حكومة مؤقتة من أجل إعادة الرهائن من غزة
- احتجاجات حاشدة في أستراليا لدعم الفلسطينيين
- سوريا: تأجيل انتخابات مجلس الشعب في ثلاث محافظات من بينها ال ...
- ألمانيا تتبنى -استراتيجية مزدوجة- لضمان السيادة الرقمية
- فرق موسيقية تقاطع مهرجانا في بريطانيا بعد إزالة علم فلسطين
- فلسطيني مبتور القدم يتصدى للمستوطنين دفاعا عن أرضه جنوب الخل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد سويسي - الفلسطينيون أعداء أنفسهم