أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - خريبكة مدينة خارج السياق 3














المزيد.....

خريبكة مدينة خارج السياق 3


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 00:35
المحور: الادب والفن
    


خريبكة مدينة خارج السياق 3 ( سلسلة خواطر )
خريبكة1 دائما حاضرة بقوة في العقل الباطن ،تتزين بإيهاب الذكريات ، فيحتفي بها الشعور ، ويعلن الأنا الأعلى أنها مكون أساسي للشخصية الفردية والجماعية .
في كثير من الأحيان يصعب على من أطلق صرخته الأولى بين أحضانها ، وتدحرج بين أزقتها وشوارعها ، ومارس شغبه دون قيد أو شرط في ساحاتها المتفرقة و بين فضاءاتها المتعددة ،- كالغابة المخزنية ، محطة القطار ،و"كريانات لبريك "، ودرب بوعزة بن علي، دوار علال ، شارع محمد صدقي ، وحدائق "الفيلاج "، لبيوت ، دوار بن جلول ، "ضاية المري" ،الخوادرية لقدام ، السوق القديم ،وسوق الأحد ،وأماكن أخرى- من الصعب عليه أن يمر مرور الكرام ويطوي صفحة الماضي ، وكأن لا شيء كان ،تلك أعتبرها خيانة للذات ، وتنكرا لأحبة وأهل ووجوه أصيلة عشنا سنوات عمرنا بينهم نتنشق عبير المحبة وننعم بدفء الصدق ،عشنا البساطة معهم في أبلغ تجلياتها،والاحترام في أنصع صوره.
لا أحد اليوم يستطيع أن يمحو بجرة قلم ، أو كلمات نزقة ، تاريخ مدينة بُنيّ على التواصل النوعي الذي كان يضع كل واحد في مكانه ،ويفتح ابواب التوادد دون نفاق أو مَيْنٍ. .
خريبكة كانت بيتا كبيرا للجميع ،وكان ناسها متسامحون،ونادرا ما تصادف حالة تنافر أو إقصاء للأخر،قد يحدث بين الفينة والأخرى أن يتكلم نكرة ويحاول القَفز إلى السّطح ،لكنه سرعان ما يعود إلى جادة الصواب ويخبو وهج حماقاته بعد أن يكتشف أن للمدينة رجالها ونساؤها الذين يحمون إرثها الحضاري ،ويقفون سدا منيعا ضد عواصف الإقصاء ومحو أصالة جُبلت أجيال على احترامها وتبجيلها .
خريبكة قد تكون بالنسبة للبعض مجرد شوارع وعمارات متهالكة وجُنيناتٍ مَنْسية ،قد تكون مجرد عربات باعةٍ متجوّلين وأعمدة كهربائية بأضواء باهتة ، ولكنها بالنسبة للشّاعِر الذي فَتح عينيه على ما يعتبره هو سحرًا عَشْتروتيا1وجمالا فِينوسيا2،قِمّة البهاء، هي الحياة التي تَشَرّبَها على امتداد سنوات عمره.
سيتذكر خَطوه الوئيد وهو يحمل لوحه الخَشبي قاطعا شارع مولاي يوسف مخترقا زنقة الحمام ثم مُطِلا على دار المخزني ، حتى يصلَ كتاب سِّي لحسن المقابل للمسجد العتيق .وتُومض في ذاكرته بارقة أخرى من طفولته ،وهو يتأبط محفظة تُعيق حركته،قاطعا زنقة القائد إدريس الشرادي ،مُيَمّمًا وجهه نحو "الكراجات " وهي عبارة عن مرآبَ تم تخصيصها كملحقة لمدرسة المدينة "عمر بن عبد العزيز لاحقا" ،تجاور إقامة القائد الشرادي ،وتَحُفُّها بَرَارِيك مباركة تشهد على أن "البَرّاكَة" كانت في خريبكة هي الأصل ،ليجلس إلى الطاولة بدل الحصير أمام معلم أنيق يرتدي بدلة مكوية ويضع ربطة عنق ،لا يكاد اليوم يرتدي مثلها إلا الرَّسميون من موظفي الدولة السَّامين ،وبالتالي تغيب صورة الفقيه بجلبابه الدكن ولحيته الكَثّة .
فيما بعد سَتَتغيّر الوجهة لتصبح مدرسة المدينة أو المدرسة الصفراء،
وتبدأ رحلة جديدة مع عشتار/خريبكة وتتواصل دون توقف لتشكل نواة
لقصة حب جميلة يصعب على من يضع نظارات الواقع على عينيه فهمها.
1نسبة لعشتار إلهة الخصوبة عند البابليين
2 نسبة لفينوس ربة الجمال عند الرومان
محمد محضار شتنبر 2017
1خريبكة مدينة مغربية



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث عينيك
- خريبكة مدينة خارج السياق (2)
- خريبكة ١مدينة خارج السياق
- حديث الأمس: مقتطف من رواية -هلوسة-
- الفرصة الأخيرة
- للزمن حكايات أخرى
- العذراء والدم
- أناديك يا زمن الفرح!
- وجود الشيء واحتراقه!
- العجوز و الموت
- لقاء
- تذكرة سفر نحو المجهول
- زمن البرشمان
- العامريات
- أنفة المنكسرين
- سيدة الفجر المغتال
- ليل حزين
- زمن الدم
- قصة قصيرة : عبير الماضي
- نص شعري:تمرد


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - خريبكة مدينة خارج السياق 3