أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - العامريات














المزيد.....

العامريات


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


العامريات۱

قالت أمي بصوت جهوري:
-اسمع يا ولدي هذه المدينة لها نساؤها الشريفات العفيفات ،العامريات حمروات الرُّؤوس شاربات الحناء ،من دَخلها عليه أن يطلب "التَّسْليم "، وسَيَنالُ المراد ويحقق مبتغاه، إذا كان نقيَّ السريرة صافيّ القلب .
قلت لها مبتسما :
-أطلبي لهن الرحمة ، مثل جميع أموات المسلمين
قاطعتني:
-أروحهن الطاهرة تحلق فوق سماء المدينة ، هنَّ يخرجن في الليل متلفِّعَات بأرديّة بيضاء ، ،يقال أنهن سبع وربما كنّ عشرا ،لكن العلم لله وحده ،جدَّتك رأتهن ذات ليلة قرب سوق الخميس بطريق "الخطوات" ،ومنذ ذلك الحين صارت البَركة تُرافقها أينما حَلّت وارْتَحلت ، أنت تعلم أنها عاشت مائة عام ونيف ،وكانت تقول ، " العامريات ديما معايا"،كان الناس يأتون إليها من كل مكان لأخد البركة ولم تكن تبخل عليهم ، خلال طفولتك كنا نذهب جماعات إلى مثواهن الطّاهر ، نزور أيضا ضريح سيدي عبدالخالق ، نضع الشمع ونترحم على أهل تلك الدار ، ونقضي يومنا في رحاب الطبيعة نأكل ونشرب ، اليوم كل شيء تغير ، أصبح الناس مشغولين ، والحياة صارت معقدة، القَليلُ كان يُدخل البهجة لقلوبنا ، أتعلم أنّك كنتَ تَسعد وترقصُ من الفرح عندما أشْتَري لك قُلّة صغيرة ونحن هناك، كنت تسميها :"قَلّوش العامريات" ، فتملؤها ماءً وتمضي تلعب مع أتْرابك ،أَتعلم أن البركة الوحيدة الباقية في هذه المدينة هي بركتهن ،والدك كان دائما يقول : في الشرق الأنبياء وفي المغرب الأولياء ،وخريبكة أوليّاؤها هن "العامريات" .تذكر هذا ،ربما يبدو لك كلامي مجرد تخاريف تهذي بها عجوز تعيش خريف العمر ،تَذّكر أن الحياة نِيّة أَولاًّ والنّْية أبلغُ من العَمَلِ .
قاطعتُها ضاحكا:
-حراس هذه المدينة إذن نساء ، وأكثر من هذا تحت التراب.
تابعتْ بصوت تشوبه رنة تأكيد:
-بلى هذا ما فيه شك ،النساء أحيانا يكُنَّ أشرف من العديد من الرجال، ولو كانوا بشوارب طويلة .
أحسست ، بأن في كلامها كثيرا من الصحة ،فأكثر الجرائم يرتكبها رجال ،وأغلب الحروب ، يُعلنها رجال، النِّساء كنَّ دوما ضحايا ، أو سبايا، وفي أحسن الأحوال صوتًا غير مسموع، ولكنهن قد يستطعن حراسة مدينة بالبركة ، وهنَّ تحت التّراب .


يونيو 2016
...........

۱)لكل مدينة رجالاتها , وأولياؤها , ولمدينة خريبكة {عامريتها السبع}وتعود قصة
النساء العامريات السبع , المدفونات في قبر واحد مشترك ,
حسب ما يرويه الأجداد إلى سبعة فتيات قدمن من مدينة {العامرية} بالعراق وقد كن من المتصوفات ,العابدات , ولهن عدة كرامات وخوارق
, وكان شعر رأسهن أحمر قاني بفعل كثرة استعمال الحنة . وحول سبب وفاتهن , فيروى أن إحدى القبائل كانت لها عداوة
بالقبيلة التي انتمت إليها الفتيات السبع , قامت بهجوم مباغت , كان نتيجة ذلك مقتل العامريات السبع ,
رفقة العديد من سكان القبيلة , ودفن في قبر واحد , وتحول قبرهن إلي مزار للعذارى الراغبات في التبرك والزواج .
للإشارة أغلب سكان منطقة ورذيغة (خريبكة والنواحي) هم من بني هلال وبني سليم
.



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنفة المنكسرين
- سيدة الفجر المغتال
- ليل حزين
- زمن الدم
- قصة قصيرة : عبير الماضي
- نص شعري:تمرد
- قصة قصيرة :رحلة الصمت


المزيد.....




- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - العامريات