أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - العودة للوراء














المزيد.....

العودة للوراء


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7195 - 2022 / 3 / 19 - 22:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما أشاهد الأخبار عن أوكرانيا هذه الأيام، أكاد أصدق ولو للحظة قصيرة أنها مشاهد من أفلام قديمة عن الحرب العالمية الثانية، تلك الأيام التعيسة عن ما فعله هتلر وحلفاؤه مع دول الجوار.
لم يكن فى الحسبان ونحن فى القرن الواحد والعشريين أن تقوم دولة أوروبية بإحتلال جارتها الأقرب بهذه الوحشية والضراوة وتشريد الملايين وقتل المئات والتهديد بحرب نووية، سلوكيات تتنافى مع قيم التحضر التى تدعيها الدول العظمى سواء كانت روسيا أو أمريكا.
الفكر الإستعمارى الروسى الذى يتحجج أن أوكرانيا ليست دولة وانها أرض روسية منذ انتزعها قيصر روسيا من بعض القبائل فى أواخر القرن 17 ، لا يزال يقبع عند السياسين فى روسيا ورئيسهم بوتين الذى يطمع فى أوكرايينا لأنها حدودية وشاسعة وغنية بثروات طبيعية هائلة، ولأنها تتحكم في بحر آزوف والبحر الأسود.
ومنذ رئاسة بوتين فى 2000 للبلاد بدأت الصراعات فى المنطقة، ففى 2003 أجتاحت ودمرت القوات الروسية شيشنيا، وفى 2008 أحتلت جورجيا وأبجازيا، وفى 2014 وبعد الإطاحة بالحكومة الأوكرانية الموالية للكرملين، احتلت جزء من أوكرانيا وضمت القرم، وفى 2015 حاربت مع دكتاتور سوريا ضد السوريين، ثم فى 2022 مرة أخرى العدوان على أوكرانيا بعد قرار بوتين بالاعتراف بدونيتسك ولوجانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وحجة بوتين هذه المرة، أن أوكراينا تحولت لبؤرة عداء لروسيا ومركز تجسس للناتو والغرب، كما أن الغرب يحرضها لتصبح عضو فى حلف الناتو، مما سيكون تهديدا مباشرا على روسيا وحلفاؤها فى المنطقة بسبب الحدود الملاصقة لهم.

إن فكرة أن كل دولة لها حدود مع دولة عظمى (مثل أوكرانيا أو فلندا او دول البلطيق أو المكسيك أو كندا وغيرها) عليها أن تخضع لنظام الدولة العظمى المجاورة وليس لها الحق فى إختيار النظام الذى يريده شعبها، هى فكرة خاطئة بكل المقاييس، لأن هذا يعنى إستعمارا وبلطجة تعيدنا إلى الوراء. وحجج وأوهام الدول العظمى الخوف على مصالحها من التجسس عليها والحدود الآمنة والتوازن الإستراتيجى وما إلى ذلك، هى حجج واهية، حيث الآن توفر التكنولوجيا حلولا متعددة لدحض هذه الأوهام ( كوريا الشمالية وهى على بعد آلاف الأميال يمكنها قصف صواريخ على أمريكا). وهو ليس حلا عمليا، إذ عندما تحتل روسيا أوكرانيا فستكرر المشكلة لاحقا مع الجار الجديد لأوكرانيا،
بمعنى انه سيكون الدور على بولندا أو وسلوفاكيا أوالمجر أو رومانيا، فأين تنتهى الحدود الآمنة المزعومة.

لذلك فأن المنطق يؤكد أن روسيا ستخسر المعركة السياسية وأيضا المعركة العسكرية وفى المستقبل القريب ستنفصل عنها عددا من جمهورياتها التى تطلع إلى ديمقراطية الغرب لتتحرر من الدكتاتورية، وفى المستقبل البعيد ستخسر أيضا المعركة الإقتصادية بسبب توجه أوروبا إلى مصادر أخرى للغاز والقمح حتى لا تكون تحت تهديد روسيا مثلما يحدث الآن.
بالطبع من يساند روسيا فى العدوان مباشرة، هى الأنظمة الدكتاورية العسكرية المتبقية (فقط اربعة دول)، ومن يتعاطف معها بطريقة غير مباشرة هى إما الأنظمة السلطوية أو من لها مصالح إقتصادية أهم من السلام العالمى واهم من القتل والتشريد، وبالطبع يساعد اعلامها الموجه تضليل شعوبها.

إن هزيمة العدوان غير المبرر والعودة للوراء لابد أن يكون تحصيلا حاصلا لصالح الإنسانية ونحن فى القرن الواحد والعشريين، وهو ما سنراه فى الأسابيع القليلة القادمة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك له ماله وعليه ما عليه !!
- سأموت غدا أو بعد غد !! (قصة قصيرة)
- خدش المبادئ !!
- مراجعة نقدية لكتاب د. علاء الأسوانى -ها أنا أركض نحو النيل- ...
- الوطن وضرورة الوفاق
- لذلك نرفض الوساطة الأمريكية
- ثقافة (الطظ)
- هل ظلمنا السيسى عندما اخترناه رئيسا !!
- 7 يناير ليس الحل
- عطلة 7 يناير ليس الحل
- مصريون أولا ثم عرب
- ذكرى ثورة 23 يوليو 1952
- أن تكون مصريا!
- وتاهت القضية
- ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا
- الأديبين ع. & ع.
- مين يشهد لأم الديكتاتورية
- فرنسوا نويل بابيوف - آخر العاطسين فى الزكائب-
- أنين الصمت
- ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!


المزيد.....




- زفاف -شيرين بيوتي-.. تفاصيل إطلالة العروس والمدعوّات
- وابل من الصواريخ البالستية الإيرانية يستهدف شمال ووسط إسرائي ...
- سوريا.. زفاف شاب من روبوت يتصدر منصات التواصل
- -قافلة الصمود- تواصل تقدمها نحو مصر
- لندن تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين
- سفيرة إسرائيل بموسكو تؤكد أن تل أبيب لا ترى أي إمكانية لحل ا ...
- -إسرائيل دمرت سمعتها في غزة، وهجومها على إيران محاولة متأخرة ...
- ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ اختبار حاسم لقدرة أوبك+ على ا ...
- كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات ...
- بيسكوف يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية بـ-الدرس ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - العودة للوراء