أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محيى الدين غريب - مبارك له ماله وعليه ما عليه !!














المزيد.....

مبارك له ماله وعليه ما عليه !!


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6932 - 2021 / 6 / 18 - 11:01
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


(من كتاب ثورات الربيع العربى بين النجاح والفشل، يونيو 2020)

عندما توفى الرئيس المخلوع مبارك منذ أكثر من عام، أصر المجلس العسكري بمساندة أنصار الثورة المضادة أن تقام له جنازة عسكرية رسمية محترمة تليق به، بحجة تقاليدنا وأصولنا، وعفى الله عما سلف، وآسفين ياريس وما إلى ذلك. بالطبع كان العزاء والترحم واجب.

ولكن على مستوى العالم وإحتراما لثورة 25 يناير، لم يحضر اى رئيس لدولة اجنبية، ولا حتى من افريقيا جنازة مبارك.

من بين العبارات التى ترددت، بعد وفاة مبارك "أن له ماله وعليه ما عليه"، وهى عبارة يمكن أن تردد على باب جامع أو على القهوة، يراد بها التخفيف عن المتوفى. أما أن تردد على رئيس دولة فهذا عبث سقيم.

عبث لأن ماله، كونه قائد عظيم للقوات الجوية وبطل فى الحرب، هى واجبات وطنية نظير أجر معنوى هائل، لا يعفيه من المحاسبة ولا يبرر أخطاءه.

عبث لأن ما عليه كان مسؤولية التدهور الاقتصادى والاجتماعى وزيادة معدلات الفقر وتغلغل الفساد والمحسوبية وتفاقم الديون، ومستقبل الملايين من الشعب المصرى. أخطاء لا تغتفر ولا تسقط من التاريخ.

عبث لأن المتوفى أستبد بالحكم ثلاثين عام حتى ثار عليه معظم الشعب فى 25 يناير واجبره على التنحى، وكان السبب فى موت الآلاف من أجل طلب العدالة والكرامة.

ألا يدعى كل ذلك إلى بعض الاحترام والاعتبار لمشاعر عشرات الملايين من الشعب الذى ظلم كل هذه السنين.بالطبع لا، فهكذا لا تسير الأمور فى الأنظمة المستبدة، "ستيفن ليفتسكي".

جميع الدول التى اسقط رؤساءها بثورات لم تشيع لهم جنازة وجردوا من نياشينهم والقابهم. ففى الأرجنتين وأسبانيا وشيلى وغيرها، قامت المظاهرات احتفالا بوفاتهم. ولاتزال تلاحقهم قضايا الفساد وجرائم ضد الإنسانية، رغم مرور عشرات السنين، بل وأزيلت تماثيلهم وأسماؤهم.

الدكتاتور الأسبانى الجنرال فرانسيسكو فرانكوا، وبعد 45 عام من وفاته، أصر الشعب نقل رفاتة من مقبرة الشهداء إلى مقبرة عادية، لأن تاريخه لا يستحق أن يدفن مع الشهداء.

لكن المؤسسة العسكرية والتى تملك الإعلام وتوجهه، أرادت أن تؤكد مرة أخرى انتصارها،حتى لاتتكرر الثورة وحتى لا يتطاول الشعب مرة ثانية على إدانة المستبد ومحاسبة الفاسدين. لتؤكد كما أشاع أبواقهم أن من قام بثورة 25 يناير ليسوا إلا 15 مليون متظاهر خائن، غرر بهم المتآمرين من الخارج.

هكذا يشوه التاريخ حتى لا يلطخ تاريخ المؤسسة العسكرية وحتى لا يكون المستبد مبارك رمز المؤسسة العسكرية عبرة التاريخ.

النظام الحالى ونظام مبارك وجهين لعملة واحدة، المساومة لعودة المنتفعين فى سبيل بقاء المؤسسة العسكرية فى الحكم.

النظام الحالى، تعلم الدرس وسيتلافى كل أخطاء مبارك والسادات وعبدالناصر. فلن يسمح بقيام ثورة جديدة بأى حال من الأحوال، حتى لو أضطر للقمع والإعتقال بحجة الأمن والإرهاب، ولايهم حرية التعبير وحقوق الإنسان. ولن يسمح لخلع الرئيس العسكرى أو إهانته مرة ثانية. لن يتكرر ذلك لأن النظام أى المؤسسة العسكرية (المجلس العسكرى) سيعمل على تحقيق كل مطالب الشعب، سيكافح الفقر والفساد والغلاء، وسيوفر السكن والتأمينات الصحية للفقراء. ولكن سيحتكر الصناعات على حساب الصناعات الوطنية.وسيتغلغل فى مفاصل الدولة الهامة، وسيمتلك شركات الصناعة والإعلام والبترول والمقاولات. وسيقترض المزيد من القروض والشحاتة، ولا يهم تدمير مستقبل مصر الاقتصادى والصناعى.

المهم الحفاظ على عرش مصر والبقاء فى الحكم.

والسؤال لو أن محاسن مبارك وماله من إنجازات كانت أكبر من مساؤه ومن ما عليه، لماذا إذا خلع ولماذا حوكم؟ هل الشعب وقضاءه ومثقفيه وقعوا فى هذا الخطأ العظيم، أم أن الدولة العميقة عادت كاملة؟

(رابط كتاب ثورات الربيع العربى، بين النجاح والفشل، يونيو 2020)

https://egydan.files.wordpress.com/2020/09/d983d8aad8a7d8a8-d8a7d984d8b1d8a8d98ad8b9-d8a7d984d8b9d8b1d8a8d989-d988d8a7d984d8bad984d8a7d9810-6.pdf



#محيى_الدين_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأموت غدا أو بعد غد !! (قصة قصيرة)
- خدش المبادئ !!
- مراجعة نقدية لكتاب د. علاء الأسوانى -ها أنا أركض نحو النيل- ...
- الوطن وضرورة الوفاق
- لذلك نرفض الوساطة الأمريكية
- ثقافة (الطظ)
- هل ظلمنا السيسى عندما اخترناه رئيسا !!
- 7 يناير ليس الحل
- عطلة 7 يناير ليس الحل
- مصريون أولا ثم عرب
- ذكرى ثورة 23 يوليو 1952
- أن تكون مصريا!
- وتاهت القضية
- ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا
- الأديبين ع. & ع.
- مين يشهد لأم الديكتاتورية
- فرنسوا نويل بابيوف - آخر العاطسين فى الزكائب-
- أنين الصمت
- ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!
- أوهام تقسيم الدول


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محيى الدين غريب - مبارك له ماله وعليه ما عليه !!