أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محيى الدين غريب - مراجعة نقدية لكتاب د. علاء الأسوانى -ها أنا أركض نحو النيل- (جمهورية كأن)














المزيد.....

مراجعة نقدية لكتاب د. علاء الأسوانى -ها أنا أركض نحو النيل- (جمهورية كأن)


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 20:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مرة رابعة وليست الأخيرة، تستضيف العاصمة كوبنهاجن فى 15 نوفمبر2019 الروائى الكبير د. علاء الأسوانى لتوقيع روايته "Jeg lø---b mod Nilen" أو " أنا اركض نحو النيل" عن الرواية الأصلية له بعنوان "جمهورية كأن".
لاأعرف السبب وراء اختيار هذا العنوان، الذى هو بالقطع جاذب ومختلف. ربما أراد الأسوانى أن يستثير منه بعض الإيحاءات، مثل الركوض واللهث وجريان المياة، ورمزالنيل الخالد والأمل......، للتنويه عن محتوى الرواية.

أعتقد أن الأسوانى بهذه الرواية قد أحسن إختياره للتوقيت الزمنى لكى يستعرض هذا العرض الوثائقى لاحداث ثورة 25 يناير، فبعد مرور ثمانية أعوام تأكد الجميع أن المؤسسة العسكرية والنظام القديم، عازمان ولاشك على طمس هذه الثورة الشعبية أمام حجج واهية، بإعتبارها مؤامرة حبكها المخربيين الخونة ضد مصر.
وكان الاسوانى قد أضاع فرصة تاريخية فى 2014 للتواصل مع قراءه، عندما فضل نشر روايته "نادى السيارات" والتى تدور احداثها فى حقبة الأربعينات والخمسينات من القرن الفائت، بدلا من الكتابة عن ثورة 25 يناير وعن أحداث الفترة الراهنة حينذاك.

مرة أخرى ساهمت سلاسة لغة الرواية وربما عدم تسلسلها التقليدى وحرفية الإنتقال بين الموضوعات فى الوقت المناسب، ساهمت فى المزيد من التشويق، وإلى ترجمة ناجحة إلى اللغة الدنماركية التى تعد لغة صعبة وليست غنية بالمفردات كاللغة العربية، إضافة إلى أختلاف الثقافة.
ومرة أخرى استطاع الأسوانى كسر حاجز الخوف بالخوض فى الكتابة عن الموضوعات المحرمة الخاصة، واستطاع أن يتناول موضوع الجنس بنفس البساطة التى يتناول بها المواضيع الاجتماعية الأخرى، واستطاع أن يستدرج القارئ ليسمح له طواعية تعريته أمام نفسه وأمام المجتمع بدون حرج.

ولا تزال المقارنة قائمة بين علاء الأسوانى والروائى الدنماركى لايف باندورو Panduro Leif ، فى تناوله موضوع الجنس وفى قدرته على أن يحصل القارئ على نفس الدقة والقيمة الفنية فى متابعة شخصيات رواياته، والتغلغل بحرية داخل القارئ. ويتصادف أن باندورو كان أيضا طبيب أسنان، ولكن قبل الاسوانى بأكثر من ثلاثين عاما.

وعلى خلاف روايتاه ا"نادى السيارات" 2014 و"شيكاغو ..... ليه" 2008، حيث كانت الاستفاضة في مواقف الجنس وفى التفاصيل الإباحية طاغية بكل المقاييس. إلا انه فى هذه الروايته استطاع من البداية أن يشد إنتباه القارئ نحوالتقاليد البالية وفساد الحكام والجمود والاستبداد السياسي والتدين الزائف وقمع الشعب، ثم تأتى فى خلفية المشهد بعض المواقف الجنسية والتفاصيل الإباحية دون أن تطغى على المضمون.

إستطاع الأسوانى أن يجند شخصيات الرواية نيابة عنه لتعبروتوصف تفاصيل كثيرة فى قضايا التحولات الاجتماعية والنفسية والسياسية التي طرأت على المجتمع المصري، وبتفاصيل دقيقة وصادمة عن الواقع الذى دفع إلى ثورة 25 يناير، فى مشاهد رأينها ولانزال نذكرها جميعا من تلك الفترة.

أن شخصيات الرواية مثل اللواء علوانى والمهندس أشرف وأسماء وأكرام وخالد ونورهان وغيرهم، شخصيات موجودة فى المجتمع بكل تفاصيلها. أما شخصيات مثل مدنى السواق والاستاذ زناتى فهى تجسد قطاع عريض من المجتمع وليس فقط بين الفقراء، توصف بالتواكل والتذلل وقبول مايفرض عليه والتخازل والتملق من أجل لقمة العيش، وما إلى ذلك.
استطاع الأسوانى أن يعرض المشاكل الحقيقية لهؤلاء بكل قساواتها وخصوصيتها، وكان فى محاولة دائمة لإتاحة فسحة للقارئ بين سطور كتاباته أن يتحاور مع نفسه حتى يعيد صياغة المعنى بالمفهوم الذى يرضى عنه ويقبله.

كان هناك بعض المبالغة والتجنى على المرأة المصرية فى مقدمة الرواية، على أن هدفها فقط هو خداع الرجل. ولكن الحقيقة أن المرأة فى أى مكان ومنذ الخليقة الأولى تتوارث جيناتها الأنثوية التى تفرض عليها السعى إلى خداع الرجل من أجل ضمان بقاءها وحمايتها.
تنوع هذا الخداع واختلاف أشكاله من حضارة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، هو بسبب إختلاف الديانات والعادات والتقاليد.

الرواية ولا شك تعد توثيقا هاما وتفاصيل واقعية لأحداث ثورة 25 يناير 2011.

بالرغم من كثرة شخصيات الرواية وتشابك الأحداث، استطاع الأسوانى ببراعة السيطرة عليهم وربطهم بأحداث الرواية خلال أكثر من 500 صفحة للكتاب.

ربما يفتقد القارئ بعض التواريخ الحقيقية للربط بين أحداث الرواية، وبعض الرسوم الكاريكاتورية بين الفصول؟ ربما.

بالطبع فى الترجمات، خاصة للغات ذات الثقافة الغربية، يصعب نقل المعانى والمفاهيم ومابين السطور نقلا كاملا. فمثلا بعض الكلمات فى الثقافة الشرقية تعتبر سبا، وبعض السلوكيات يعتبر مهينا، ولكن لايعتبر ذلك فى الثقافات الغربية بنفس القدر.

الأقبال الكبير من الغرب ومن الدنمارك على قراءة هذا النوع من الرواية، ربما بسبب الرغبة فى الأنفتاح على الثقافة العربية بصفة عامة، أو ربما الرغبة فى تشجيع حرية التعبير، ولكن الأكثر ترجيحا بجانب ذلك هو الفضول لمعرفة الخبايا الجنسية ودوافعها فى المجتمعات الشرقية والإسلامية خاصة.
محيى الدين غريب
كوبنهاجن فى 22 اكتوبر2019
مراجعة تقدية لكتاب "نادى السيارات" للأسوانى 2014

مراجعة تقدية لكتاب "شيكاغو.. ليه" للأسوانى 2008

الكاتب الدنماركى لايف باندورو -Leif Panduro



#محيى_الدين_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن وضرورة الوفاق
- لذلك نرفض الوساطة الأمريكية
- ثقافة (الطظ)
- هل ظلمنا السيسى عندما اخترناه رئيسا !!
- 7 يناير ليس الحل
- عطلة 7 يناير ليس الحل
- مصريون أولا ثم عرب
- ذكرى ثورة 23 يوليو 1952
- أن تكون مصريا!
- وتاهت القضية
- ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا
- الأديبين ع. & ع.
- مين يشهد لأم الديكتاتورية
- فرنسوا نويل بابيوف - آخر العاطسين فى الزكائب-
- أنين الصمت
- ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!
- أوهام تقسيم الدول
- المؤامرة بين الحبكة الأدبية وإراداة الشعوب !
- الناقة والجمل
- من يضطهد من ...!!


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محيى الدين غريب - مراجعة نقدية لكتاب د. علاء الأسوانى -ها أنا أركض نحو النيل- (جمهورية كأن)