أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - ذكرى ثورة 23 يوليو 1952














المزيد.....

ذكرى ثورة 23 يوليو 1952


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 04:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحية في الذكري السادسة والستين لثورة 23 يوليو 1952 ، تحية لهذا الثورة التي غيرت مجري التاريخ والتي حققت لأول مرة أكبر تحول اجتماعي عرفته مصر في تاريخ الحكم وحققت دفعه حضارية مثالية إلي الأمام.

جاءت الثورة لترسي قواعد الحرية والعدالة والاطمئنان إلي المستقبل والاستقرار الداخلي ، ثم تطورت إلي ثورة اشتراكية تدعو إلي الكفاية والعدل في تجربة الخطأ والصواب.

إن إيجابيات الثورة حقائق ثابتة في التاريخ لابد من إحقاقها قبل أن ننقد أخطاءها ، ولابد من تقييم ايجابيات وسلبيات كل مرحلة بحيدة وموضوعية. ونحن هنا لسنا بصدد عرض أو حصر إيجابيات أو سلبيات الثورة ، ولسنا بصدد عقد المقارنات بين إدعاءات البعض للنيل من الثورة أو إدعاءات نجاحها. فإحقاق إنجازاتها ليس اعترافا بنجاحها الكامل ، وانتقاد أخطائها ليس انتقاصا للثورة أو إجحادا لدوافعها.

فنحن الذين دعونا لقيامها قبل أن تقوم وأيدناها في كل معاركها وأشدنا بأمجادها ، ونحن أيضا الذين قصرنا في تحديد موعد تنتهي عنده الإجراءات الثورية ليبدأ بعد ذلك حكما مدنيا غير ثوري ، ونحن الذين تجاوزنا الأخطاء في التطبيق ونحن الذين صفقنا لحكم الفرد وحكم الجيش.

نحن هنا في ذكري الثورة نحيي مبادئها وأهدافها ونحيى شعب مصر الذي أخرج رجالا أحرارا ضحوا بعقولهم وأرواحهم من أجل أهداف نبيلة ، ومن أجل تحرير الإنسان المصري في عهود كان الحكم بلا رقابة شعبية أو قيود دستورية ، في عهد سابق باع فيه الخديوى إسماعيل حصة مصر فى قناة السويس لينفق منها على رحلة صيد فى فرنسا ، وفي عهد لاحق كان فيه اعتذار السفير البريطاني عن عدم مقابلة رئيس وزراء مصر كفيلا باستقلال الوزارة بعد ساعة واحده ( كما حدث في وزارة علي ماهر). وكانت فيه جميع الأستثمارات والصناعات على الاطلاق فى أيد أجنبية (باستثناء بنك مصر فقط).

إنه ولاشك من الصعب أن نقيم إيجابيات وسلبيات تجربة الثورة التي حدثت منذ أثنين وستين عاما بمقاييس ومعايير تختلف عما كانت عليه في ذلك الوقت. فالديمقراطية السليمة وتعدد الأحزاب والحرية الشخصية وحرية التعبير كانت بالقطع أهداف لاحقة لتحرير البلاد من الاستعمار ومن الفساد وإعادة الكرامة للبلاد وتقريب الفوارق والقضاء علي الإقطاع وزيادة الإنتاج وما إلى ذلك ، وهو ما كان طبيعيا شاغل الثورة في مراحلها الأولي.
لقد ارتكبت الثورة في مراحلها التالية أخطاء بحكم بشريتها وتحت وطأة الحصار الخارجي وتفاعله.
كان الخطأ الاكبر هو التستر علي هذه الأخطاء ليحرم الشعب المصرى من دولة مدنية حديثة عندما ورث للمرة الأولى الحكم للجيش برئاسة السادات ، ثم مرة ثانية للجيش برئاسة مبارك.

ويصبح من واجبنا إنصافا للتاريخ وإحقاقا للحق وإخلااصا للأجيال القادمة أن نكون صادقين فى شهادتنا على تجربة حكم الجيش التى امتدت إلى ستين عام قادتها النخبة العسكرية وأن كانت خالعة للزى العسكرى. وفيما عدا العشرة أعوام الأولى من حكم عبد الناصر ،الذى استطاع فيها تحرير مصر من الأستعمار والقضاء على الأستعمار وتأميم قناة السويس وبناء السد العالى ، إلا أنها تخبطتت بين نجاح وفشل ، وكانت النتائج النهائية وبعد ستين عام إلى دولة مصرية تفشى فيها الفقر والأمية والمرض والفساد والعشوائيات وتدهور الأقتصاد وتضاعفت المديونيات ، كما نعلم جميعا ، ما أدى إلى ثورة 25 يناير2011.

لقد نجح الشعب المصرى العظيم مؤخرا من إنهاء حكم الجبش وخلع مبارك ونظامه الفاسد بثورة 25 يناير ، وتألق نجاحه عندما استطاع التخلص من الإسلام السياسى ومن أقحام الدين فى السياسة وعزل محمد مرسى بأنتفاضة 30 يونيو.

ولكن فى هذه المرة استطاع الجيش أن يعود للحياة السياسية ربما لضرورة ارساء الأمن والأمان ، وهو خطأ سيحاسبنا عليه التاريخ إذا لم نستطع فى أقرب فرصة وبعد أن يستقر الأمن تحقيق الهدف الأساسى للثورات ، ألا وهو دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

إن إيجابيات ثورة 23 يوليو مهما قل حجمها فإنها كانت بمثابة حجرا أساسيا لإرساء المراحل اللاحقة لقواعد الحرية والعدالة والديمقراطية وكانت الأساس فى ثورة 25 يناير وإنتفاضة 30/6 وفى أى ثورات لاحقة لتحقيق المزيد من الديمقراطية المنشودة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون مصريا!
- وتاهت القضية
- ديمقراطيتهم وديمقراطيتنا
- الأديبين ع. & ع.
- مين يشهد لأم الديكتاتورية
- فرنسوا نويل بابيوف - آخر العاطسين فى الزكائب-
- أنين الصمت
- ثورة 25 ينابر ليست للذكرى !!
- أوهام تقسيم الدول
- المؤامرة بين الحبكة الأدبية وإراداة الشعوب !
- الناقة والجمل
- من يضطهد من ...!!
- لو كنت الإله القادر !!
- محاكمة الأنبياء 5 (المرافعة)
- المحاكمة 5 (المرافعة)
- نحن لم نولد أحرارا
- محاكمة الأنبياء 4
- ملاحظات على رحلة
- مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى
- مصر على أهبة حلم الديمقراطية !!


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيى الدين غريب - ذكرى ثورة 23 يوليو 1952