أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيى الدين غريب - مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى














المزيد.....

مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى


محيى الدين غريب

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 00:46
المحور: الادب والفن
    


مرة أخرى استضافت العاصمة كوبنهاجن فى أغسطس 2014 الروائى د. علاء الأسوانى للتوقيع على روايته الجديدة "نادى السيارات". تسابق على الحضور المثقفون والقراء من مختلف الاتجاهات بعد أن لاقت روايته نجاحا كبيرا وترجمت إلى عدد من اللغات الأجنبية مثلما حدث لروايته "شيكاغو" ومن قبلها "عمارة ياعقوبيان".

مرة أخرى أستطاع الأسوانى كسر حاجز الخوف ليتجرأ فى الكتابة عن الموضوعات المحرمة الخاصة ، وأستطاع أن يتناول موضوع الجنس بنفس البساطة التى يتناول بها المواضيع الاجتماعية الأخرى محاولا التغلغل بحرية داخل القارئ ، ومحاولا تعريته أمام نفسه وأمام المجتمع.

الشيئ الملفت هنا ، أن هذه النوعية من الكتابة التى تتناول المشاهد الجنسية على حياء والتى تعتمد إلى حد كبير على التشويق الجنسى قد لاقت ترحيبا واسعا فى أوروبا الشمالية ومن بينها الدنمارك ، بينما المفترض غير ذلك ، لأن هذا النوع من الكتابة يعتبر بدائي وساذج بالنسبة لهذه الشعوب المنفتحة على مصراعيها فى هذا المجال.

هذا يعنى بالضرورة أن هناك قيما أخرى سببا لهذا الترحيب والأقبال. ربما الرغبة فى الأنفتاح على الثقافة العربية بصفة عامة ، وربما الرغبة فى تشجيع حرية التعبير فى المجتمعات المنغلقة ، ولكن الأكثر ترجيحا بجانب ذلك هو الفضول لمعرفة الخبايا الجنسية ودوافعها فى المجتمعات الشرقية خاصة الإسلامية.
وربما أسباب أخرى قد تكون بسيطة ولكنها جاذبة. على سبيل المثال هنا فى الدنمارك كون علاء الاسوانى يحاكى مؤلفهم المحبوب الراحل لايف باندورو * فى محاولته التغلغل بحرية داخل قارئيه والتسلل إلى داخلهم بدون حرج ، أو كون أن بعض شخصيات الرواية تتبنى القيم والثقافة الجنسية الأوروبية ، أو كون بعض المشاهد تذكر البعض بتفوق الاحتلال والأستعمار ، أو كون أن أحد شخصيات الرواية اسمها "داجمار" على أسم ملكة الدنمارك فى القرن الثانى عشر ، وهكذا ...

قرأت أجزاء كثيرة من الرواية ، وبالرغم من سهولة اللغة والسرد الروائى وقوة التشويق فيه إلا أن التكرار والتفاصيل الزائدة جعلتنى اتنقل سريعا بين الفقرات ، ولم أستطع قراءتها من "الجلدة إلى الجلدة" كم يفعل الكثير من القراء. إلا أن التشوق للدراسة البحثية للنص هو ما جعلنى أخوض احيانا فى بعض التفاصيل.

اختزال حالة المجتمع المصري وما طرأ عليه من تغييرات في حقبة زمنية ضيقة بجانب أنه شكل عبئا وقيداعلى المؤلف جلب مثارا للنقد.

بعض الرتابة والتكرار كادت أحيانا تصيب القارئ بالملل لولا يقظة المؤلف والأنتقال المفاجئ فى المكان والزمان لشد تركيز وأنتباه القارئ بين الحين والآخر.

سلاسة لغة الرواية وتسلسلها ساهم فى ترجمة ناجحة إلى اللغة الدنماركية التى تعد لغة صعبة وليست غنية بالمفردات كاللغة العربية ، ورغم أختلاف الثقافات.

وعلى عكس رواية شيكاغو لم تطغى التفاصيل الإباحية والجنسية فى رواية "نادى السيارات" على الهدف الأساسى ، حيث نجح الأسوانى فى إيصال رسائل وإن كانت غير مباشرة عن النظام والجمود السياسي والعنصرية والطبقية والكبت الجنسى وموت الدكتاتور فى اربعينات مصر جملة واحدة.

المقابلة الخيالية للمؤلف فى البدابة مع بطلي الرواية "كامل وصالحة" ، فكرة رائعة أعطت للمؤلف عذرا مناسبا للتنصل من تصرفاتهما عندما بخرجا عن النص أوعن طوع المؤلف رغما عنه.

وجه التشابه بين "نادى السيارت للأسوانى و"حفلة التيس" للأديب "ماريو فاراجاس" (اللاتين أمريكى من بيرو) ، ليس غريبا بل منطقيا ، فكلاهما روائى وناشط سياسى ، وقصة الدكتاتور قصة تقليدية تكاد تكون متشابة مهما اختلف المكان والزمان. وفى رأيى أن المقارنة غيرعادلة حيث أن "نادى السيارات" عكست إسقاطات اجتماعية وسياسية على واقع كان حقيقى للأحداث فى مصر فى هذه الفترة الزمنية التى عاصرها المؤلف. بينما "حفلة التيس" عمل درامى تقليدى يتناول الاحتجاج الانساني على وحشية الانظمة وقسوتها ،وهو موضوع عام ومتكرر.

فى النهاية أعتقد أن الأسوانى قد أضاع فرصة تاريخية للتواصل مع قراءه عندما فضل الكتابة عن فترة ماضية يود الناس نسيانها ، بدلا من الكتابة عن أحداث الفترة الراهنة.

*يمكن مقارنة الروائى د.علاء الأسوانى بالروائى الدنماركى د. لايف باندورو فى تناوله موضوع الجنس وفى قدرته على أن يحصل القارئ على نفس الدقة والقيمة الفنية فى متابعة شخصيات رواياته. ويتصادف أيضا أنه طبيب أسنان ولكن بعد لايف باندورو بأكثر من ثلاثين عاما(.
http://egydan.files.wordpress.com/2011/10/d984d8a7d98ad981-d8a8d8a7d986d8afd988d8b1d8a7.pdf *

http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=13452







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر على أهبة حلم الديمقراطية !!
- غرائب فى الدنمارك !!
- محاكمة الأنبياء 3
- الفرصة الضائعة
- سيناء والقبائل العربية
- التجربة الدنماركية و 30/6
- ما بين رهان باسكال ورهان العقل
- الفيلسوف الدانماركي سورن كيركاجورد
- أنا لا استطيع احترامها
- ثقب فى العباءة السوداء
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى ) - الفصل الأخير
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى ) - الفصل الثالث
- التقاط ذاكرة الزمن (قصة قصيرة من الخيال العلمى)
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى - سبتمبر 2011) - الفصل ...
- أن تكون مصريا !
- محاكمة الانبياء (2)
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى - سبتمبر 2011) - الفصل ...
- الاتفاقية الكبرى
- محاكمة الأنبياء (1)
- الإسلام السياسى سيؤدى إلى خراب مصر!


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيى الدين غريب - مراجعة نقدية لكتاب -نادى السيارات- لعلاء الأسوانى