أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !














المزيد.....

حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 23:16
المحور: حقوق الانسان
    


ــــــــــ لم اكن ارغب في الكتابة عن اجتياح روسيا لأوكرانيا ، لأني أكره الحرب وأمقت اندلاعها في أي بلد من بلدان العالم ، وأستهجن التصفيق لأي هيمنة مهما كانت دوافعها ، واحترم إرادة وصمود كل من يقف في وجه أي استعمار أو احتلال أو ظلم أو طغيان ، وأحاول قدر المستطاع تجنب المشاركة في أي مناقشة تحكمها الانفعالات ، وتتخللها تصفية الحسابات ، ويشغلها الإصرار على تحويل مصائب الغير إلى مواد إعلامية للإثارة أو التحريض ، رغم كل هذا وذاك وغيره كثير، وجدتني مجرورا هذه المرة للخوض في هذا الحدث الكوني الدامي المضحك المبكي الذي لم يحدث مثله منذ الحرب العالمية الثانية، والذي ذهب الكثيرون في تفسير أسبابه وحيتياته مذاهب شتى ، أرجعته بعضها لتعطش الغرب والغرب الشرقي ،على حد سواء، للهيمنة والسيطرة والتمدد الجيوسياسي ، ونهمهما للتوسع واظهار القوة والفكر الاستعماري الامبراطوري ، وأرجعته مذاهب أخر لهوس الرئيس الروسي ، ونواياه المتقاطعة مع مصالح النفوذ والهيمنة ولعب الأدوار الوظيفية المتأثرة بالمشترك التاريخي الشرقي الروسي السلافي والقومي والديني بين السُلافيات روسيا وبيلاروسيا وأكرانيا!
وغيرها كثير من التحليلات التي نظرت لهذه الحرب التي أصبحت واقعا يراه العالم ، ويعيش كوارته وارتداداته الاستراتيجية الهائلة ، المبنية على المصلحية الاقتصادية -أحد محركات الحروب عبر التاريخ- التي لا تشبع منها الطبقة الثرية والسياسية الحاكمة "في العالم ، والتي سأقف حيالها ، في هذه العجالة موقف الحياد ، ولا اتطرق إلا لحقوق الإنسان –البضاعة التي طالما تشدق الغرب وامريكا بصيانتها- التي أتلفتها هذه الحرب من خلال ما تعرض له بعض المغاربيين والعرب والأفارقة الفارين من أوكرانيا من عنصرية وتمييز بسبب العرق والجنسية ولون البشرة والعيون ، والتي باتت مشاهدها المخجلة متاحة للناظرين في كل بقاع العالم ،تفضح ما يضمره العقل الغربي الاستعماري من مشاعر العنصرية المتنامية ، وكل من يدور في فلكه، وعلى رأسهم الإعلام المتحيز الذي يكيل بمكيالين في كل قضايا حقوق الإنسان– التي لا يستعملها الغرب وامريكا إلا للضغط على دول الشرق الأوسط للرضوخ لهيمنتهما – الأمر الذي شجبه تقارير بعض المراسلين والصحفيين الموضوعيين والمحايدين، في مقابل تعليقات الكثيرة من الإعلاميين والسياسيين الأوروبيين المتحيزين للتوجهات السياسية والعقائدية والقومية ، الذين لم يتورعوا في المقارنة العنصرية بين المهاجرين الأوكرانيين ومهاجري افريقيا والشرق الأوسط ، والمقارناتالتي لم تمرّ مرور الكرام عند المعلّقين المغاربيين والعرب والأفارقة على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا فيها مقاربة "عنصرية" مقيتة ومسا بحقوق الإنسان، والتي لم تتوقف عند نشر بعض وسائل الإعلام لاعتذارات علنية لتهدئة الغضب على مواقع التواصل ، بل استمرت مع التصريحات المستفزة لعدد من المسؤولين السياسيين عبر القنوات الفرنسية والأمريكية والصحف البريطانية، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تحصى ومنها على سبيل المثال التصريح الذي جاء على لسان "كيريل بيتكوف" رئيس وزراء بلغاريا الذي قال: إن اللاجئين الأكرانيين ليسوا من اللاجئين الذين اعتادت عليهم أوروبا ، لأنهم أناس أذكياء ومتعلمون وبعضهم متخصص في تكنولوجيا المعلومات وهم مؤهلون تأهيلا عالي ، وتعليق "شارلي داغاتا" الموفد الخاص لقناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية إلى أوكرانيا، الذي قال :"مع خالص احترامي، فإن هذا ليس مكاناً مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقوداً من الحروب ، إنها مدينة متحضّرة نسبياً، أوروبية نسبياً ... حيث لا ننتظر حصول أمر مماثل".
ولم تسلم قناة الجزيرة الإنجليزية التي أرغمت هي الأخرى على الاعتذار عن تصريحات مديعيها "الخالية من الحساسية" كتلم التي أدلى أحد المذيعين حول اللاجئين الأوكرانيين ، في مقارنة غبية قال: "الثياب التي يلبسونها، تبين أنهم من طبقة وسطى ميسورة، هم حتماً ليسوا لاجئين فارين من مناطق تشهد حرباً في الشرق الأوسط" و"يشبهون أي عائلة أوروبية، قد تكون تقطن في حيكم".
وتعليق الصحفي "فيليب كوربيه" على قناة "بي أف أم تي في" الفرنسية بالقول "لا نتحدث هنا عن سوريين هاربين من قصف النظام السوري المدعوم من فلاديمير بوتين ، بل عن أوروبيين، يهربون بسياراتهم التي تشبه سياراتنا ويحاولون النجاة بحياتهم".
وحتى إذا كانت الإعتذارات عن التصريحات العنصرية تعبر عن صادق الندم المخلص ، فإنها لن تمحي ما لحق بالأفارق والمغاربيين والعرب من أضرار الاقصاء والاغتيال الأدبي والسياسي ، الذي يذكرنا بما الحقه الفكر الاستعماري التوسعي بالشعوب المستضعفة من اعتداءات وهجزمات وقتل وتشريد عبر السنوات ما بعد الحرب الأوربية المسماة العالمية الثانية والتي انتهت باقتلاع جناحي العالم العربي القويين (العراق وسوريا) وأهدرت ما كان لهما من نفوذ اقليمي وعالمي هائل ، وذلك بمبررات زائفة وملفقة مزقتهما الى كيانات متصارعة ، لم تنفع بعدها الاعتذرت المتأخرة ، التي تشبه القبلة على جبين الميت والذي يشخصه المثل الدارج "لبكا مور الميت خسارة ما بقا يعطيك وما تقولو أرى"..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا بعد عودة اليوم العالمي للمرأة؟ !!
- تعاظم دور الإعلام الاجتماعي وتمدد تأثيره
- وحتى لا تنتهي قصة ريان بموته!
- كائنات سياسية متطاولة متربصة على مقدسات الوطن !
- ريان مرسول الإنسانية!
- لماذا يكرهون الحب، وقد حث الإسلام عليه؟
- صحافة البوز والشير واللايك وراء إكتئاب جماهير كرة القدم!
- التضامن مع ريان لا يمنع النقد ولا المحاسبة !
- ريان أيقونة الطفولة ولامهنية القنوات المغربية !
- رسالة لكل -الوافويين-
- الحركة بركة ،والكسل شؤم وهلكة!!!
- -التعريب القسري- لمنتخبات شمال إفريقيا !
- من زمن مسرح الحلقة .
- أسوء شخصية العام!
- تخاطب العيون أبلغ من أي كلام.
- دوغمائية الإسلام السياسي.
- أَسْكْوَاسْ ذَامَايْنُو ذّامكَايْزْ.
- هيبة المنصب و المنتخبين الجدد !
- لا تأتي الإنتصارات على قدر الأحلام ، وإنما على قدر السعي الي ...
- لهذا إرتأيت أن يكون السيد بورطة رجل السنة بامتياز.


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حميد طولست - حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !