أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها















المزيد.....

الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الازمة الاوكرانية أسبابها وتداعياتها.
مشهد الانسحاب الامريكي من افغانستان الذي اعاد للذاكرة انسحابهم من فيتنام اعتبره الكثيرين تكرارا هزليا للهزيمة الفيتنامية .
هذه الهزيمة التي تركت آثارا سلبية عميقة على حلفاء الولايات المتحدة وكشفها أمام خصومها وأعدائها.
المشهد الآخر كان التدخل الروسي الناعم في بيلاروسيا لحماية الدولة البيلاروسية ونظامها الرئاسي والتدخل العسكري في كازاخستان للقضاء على التمرد المسلح الذي كان يهدف إلى إسقاط الدولة ونظامها.
إذا ما دققنا في هذين المشهدين يتضح للمراقب أن هنالك تراجع في الدور الأمريكي وتقدم في الدور الروسي.
هذا التراجع ليس بالضرورة أن يمليه ضعفا امريكيا بل يمكن أن يفسر على انه اعادة تموضع لدورها واستبدال التدخل العسكري المباشر باستخدام أدوات محلية بألوان متعددة تبعا لظروف المكان والزمان.
أما تقدم الدور الروسي فهو يتحرك في إطار إعادة رسم خريطة المصالح الروسية بما يتلائم مع حجم نفوذه السياسي والعسكري.
ما جرى في كل من بيلاروسيا وكازاخستان كان رسالة فهمتها موسكو بوضوح على أنها تهدف إلى تضييق الخناق على موسكو في مشهد يشبه وصول القوات النازية كراسنا بوليانا على مشارف موسكو في الحرب العالمية الثانية.
التحرك الروسي سياسيا وعسكريا يهدف الى ارسال تحذير ان موسكو لن تعد تقبل السياسة الممنهجة لِحصارها عبر الحملة الإعلامية والسياسية والعسكرية التي تهدف إلى تضييق الخناق عليها لتهيئة ظروف داخلية لتقويض النظام الرئاسي فيها.
الإدارة الأمريكية تريد من التصعيد على الجبهة الأوكرانية إعادة التماسك السياسي والعسكري والاقتصادي بين حلفائها.
هذا التماسك الذي أضعفته سياسة الرئيس السابق ترامب خاصة بما يتعلق بالملف الأوكراني الذي اتهم فيه ترامب في حملته الانتخابية ٢٠١٦ و٢٠٢٠ الرئيس بايدن وابنه في عمليات فساد في قطاع النفط والغاز.
البيت الأبيض يتمنى أن يقع الكرملين في الفخ المنصوب له ويهاجم أوكرانيا ليتسنى له وضع الحبل على رقبة الرئيس الروسي ومحاصرة روسيا واتخاذ خطوات من الممكن ان تؤدي الى اخراجها من مجلس الأمن الدولي في ذات السيناريو الذي أخرجت فيها سورية من الجامعة العربية وبذلك تجردها من سلاح دبلوماسي هام طالما عرقل السياسيات الامريكية وجعلها تتصرف منفردة من خارج المؤسسات الدولية.
اعلان البيت الابيض موعد الهجوم الروسي في ال١٦ من شباط وسحب جنوده ودبلوماسِييه من أوكرانيا والتلويح بحزمة عقوبات غير مسبوقة ضد موسكو ودفع حلفائه لتحضير حزمة عقوبات اقتصادية بالرغم من ان موسكو تعلن ليل نهار انها لن تهاجم أوكرانيا.
كل هذه الحملة المفترضة في وسائل الإعلام التي تبث التقارير عن هجوم وشيك على أوكرانيا تعيد الى الاذهان التقارير الاستخباراتية التي حملها توني بلير حول أسلحة الدمار الشامل في العراق وعلاقة العراق باعتداء ١١ سبتمبر التي تبينت أنها ادعاءات كاذبة. البيت الأبيض يسعى لِتغيير صورته التي تمخضت عن الانسحاب الامريكي المهين من أفغانستان بصورة المنتصر بعد ١٦ شباط لِيخرج ويعلن أن تحذيراته والتلويح بالعقوبات هما السبب في تراجع موسكو والرئيس بوتين شخصيا عن اجتياح أوكرانيا.
السؤال الملح الذي يجب أن يسأل ما هو جوهر الخلاف الامريكي الروسي ؟
أولا: يجب التأكيد أن النظام السياسي والاقتصادي في روسيا ليس ذات النظام السياسي والاقتصادي الذي ساد في الاتحاد السوفييتي .
روسيا اليوم هي من الدول الرأسمالية الصاعدة التي ورثت عن الاتحاد السوفييتي فقط مقعده في مجلس الأمن.
روسيا أعادت بناء قِيَمِها السياسية والثقافية ونظامها الاقتصادي على أسس رأسمالية الدولة.
رأسمالية الدولة الروسية تسعى إلى إعادة رسم حدود مصالحها القومية في إطار رابطة اتحاد الدول المستقلة والتي تضم أوكرانيا كأحد المؤسسين لهذا الاتحاد.
الانقلاب الذي حدث في أوكرانيا عام ٢٠١٤ بدعم من الدول الغربية والذي نتج عنه ما يعرف بالأزمة الأوكرانية بعد إعلان استقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
سارعت روسيا إلى إعادة ضم شبه جزيرة القرم عبر استفتاء عام اعادها الى السيادة الروسية في أول رد على الانقلاب المدعوم غربيا .
الولايات المتحدة رأت في الخطوة الروسية مؤشرا على خروج الدور الروسي عن الإطار الذي سعت إلى احتواءه ضمن منظومة رأس المال التي تقودها الولايات المتحدة.
التعارض القائم بين شكلي دور رأس المال السائد في كل من الدول الصاعدة مثل الصين وروسيا التي توظف دور رأس المال لصالح الدولة وبين شكل دور رأس المال في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان الخ الذي يوظف إمكانيات الدولة لصالح الشركات التي تحتكر رأس المال المالي والصناعي.
هذا التعارض يجب ان يفهم انه تعارض في ضمن الرأسمالية الصاعدة و الرأسمالية في مرحلتها الامبريالية التي تريد ان تخضع كافة الدول ضمن شروط منظومة سيطرة أدواتها المالية والاقتصادية والعسكرية و مفهوم قيمها الاجتماعية التي في كثير من الأحيان تستخدم للتلاعب في مكونات المجتمعات تحت عناوين انتقائية لمفاهيم الحرية والعدالة والمشاركة هذه العناوين التي تضغط من خلالها في أماكن وتتغاضى عنها في اماكن اخرى.
الازمة الاوكرانية كشفت ضعف تماسك الاتحاد الأوروبي الذي اختلف أعضائه حول كيفية مواجهة الازمة الأوكرانية وتداعياتها على دول الاتحاد وتصاعدت مرة اخرى اهمية ايجاد طرق ووسائل للمحافظة على الأمن الأوروبي.
وطرح تساؤل في العديد من دول الاتحاد الغير منضوية في عضوية الناتو حول الانضمام للناتو وهل هو الإطار الأفضل للحماية الأوروبية؟
أين مصلحة أوكرانيا وشعبها ؟
هذا السؤال الذي يجب أن يتم الاجابة عليه من قبل السياسيين الأُوكران بعد أن تبين لهم سقف الموقف الاوروبي والامريكي وحالة الذعر التي نشرتها تصريحاتِهم السياسية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الأوكراني.
العلاقة التاريخية بين الشعوب السلافية الشرقية التي تتشارك في اللغة والدين والتاريخ والمصالح المشتركة هي الأساس الذي يجب أن يحكم المصالح المشتركة بين الدول والحوار الذي يستند على احترام هذه الروابط التاريخية يحقق الحلول الناجحة القائمة على احترام الخصوصية للمجتمعات.
ما هي خيارات كل من واشنطن وموسكو؟
الولايات المتحدة وحلفائها أعلنت عن سقف ردود فعلها الذي يقتصر على العقوبات التي ستصل الرئيس بوتين شخصيا وقامت بخطوات على الأرض من سحب جنودها ونقل سفارتها والطلب من مواطنيها المغادرة الفورية.
موسكو لديها خيارات عديدة للضغط من أجل تحقيق متطلباتها الأمنية التي تطالب بها واهمها الالتزام بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو وعدم تمدده شرقا.
هذه الخيارات تبدأ في الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك الجمهوريتين الشعبيتين التي يعيش فيها حوالي ٧٠٠ ألف مواطن يحملون الجنسية الروسية.
هذا الاعتراف سيكون مدخلا شرعيا لحمايتهما في حال تعرضوا لأي اعتداء خارجي .
تصعيد الخيار العسكري سيكون محدودا على الجبهة الاوكرانية الداخلية بين القوات الاوكرانية ومعارضيها ومن خلفهما حلفاء الفريقين اللذان يحرصان على عدم تمدد الحرب إلى خارج الحدود الاوكرانية.
هذه الحالة تذكر بأزمة إقليم كوسوفو الذي أعلن استقلالا من جانب واحد مدعوما من قبل واشنطن والاتحاد الأوروبي وواجه معارضة صربية مدعومة من موسكو.
نتيجة الصراع حول أوكرانيا سيحدد مستقبل العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي تريد من الأزمة سببا لِتُبقي حالة من التوتر والصراع والخوف الدائم لدى دول الاتحاد الأوروبي من النفوذ الروسي في جانبيه السياسي والاقتصادي ومدخلا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة اليسار الفلسطيني بين الرغبة والواقع والامكانية
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية ج2
- قراءة في قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تداعيات الترامبية على البايدينية
- دولة مواطنة ام دولة عشائر وقبائل وعائلات
- الخلاف مع المكرونية
- فلسطين بين العدالة الالهية والعدالة الانسانية
- ما هي سمات المرحلة الوطنية التحررية ؟
- بعض المجتمعات مشكلتها في تكون شخصيتها
- ازمة الحكومة الاسرائيلية ازمة فعلية ام مفتعلة؟
- فنزويلا واستحقاق 23 شباط
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة
- العدالة
- الخيارات الفلسطينية الممكنة
- الصراع بين مراكز راس المال الى اين ؟
- اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام


المزيد.....




- بأشكال مغرية للأطفال.. ضبط مستودع يستخدم كـ-مركز توزيع- للحش ...
- سامح شكري يطلق تحذيرًا بشأن عملية رفح وينتقد سيطرة إسرائيل ع ...
- إصابة 12 مسافرا نصفهم من طاقم الخطوط القطرية بسبب اضطرابات ج ...
- شاهد: لحظة دوي صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى إثر رشقة صار ...
- كاليدونيا الجديدة: الشرطة الفرنسية تستعيد تأمين الوصول إلى أ ...
- بدون نوير.. المنتخب الألماني يبدأ استعداداته ليورو 2024
- دونيتسك.. الذكرى العاشرة لمعركة المطار
- غزة.. مستشفى ناصر يستغيث
- -حزب الله- يعلن إطلاق عشرات الصواريخ نحو شمال إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يعتقل فلسطينيين بجنين


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - الازمة الاوكرانية اسبابها وتداعياتها