أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - -آخر مرة- شريط سينمائي جديد: عندما تساهم الرياضة في تفجير الطاقة الإيجابية والقضاء على التحرش الجنسي؟














المزيد.....

-آخر مرة- شريط سينمائي جديد: عندما تساهم الرياضة في تفجير الطاقة الإيجابية والقضاء على التحرش الجنسي؟


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


"آخر مرة" شريط سينمائي جديد:
هل تساهم الرياضة في القضاء على التحرش الجنسي؟
ذ. الكبير الداديسي
إذا كان كل عصر قادرا على إنتاج أشكال تعبيرية تساير سرعته وتلتقط ذبذباته، فإن عصر السرعة وزمن تسريع التواصل والاتصال استطاع إنتاج ما يساير إيقاعه الزمني، فقدم لعصر السندويش والأكلات الخفيفة أجناس فنية مكثفة تناسبه من خلال القصة القصيرة، القصة القصيرة جدا، الهايكو والشريط السينمائي القصير... ويعد هذا الفن الأخير كبسولة سمعية بصرية مكثفة، ومزحة فنية متفق عليها بين عدد من التقنيين (كاتب النص، مخرج، ممثلين، مصورين...) من جهة والمتلقي من جهة أخرى حتى كاد يصير أحد أهم مميزات المشهد السمعي البصري تقام له المسابقات والمهرجانات وتنظم الحفلات فرحا بأي شريط قصير جديد، وقد ساعد قصره وكثافته على سرعة انتشاره عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تروجه، وتروج له حتى اضحى علامة مميزة لهذا العصر، وأحد أكثر "الرادارات" الفنية قدرة على التقاط وذبذبات العصر وتصوير ما يجول بخوالج النفس البشرية...
في هذا الصدد احتضنت قاعة مسرح مدينة الثقافة والفنون ليلة الجمعة 18 فبراير 2022 حفلا فنيا احتفالا بالعرض الأول للشريط السينمائي القصير "آخر مرة" للمخرجة مثال الزيادي وهو ثاني شريط للمخرجة بعد مولودها الأول " زهرة أمل" الذي قاربت فيه معاناة أسرة الأطفال مرضى التوحد.
تعود مثال الزيادي في شريطها الجديد لتلامس موضوعا أكثر حساسية، إنه موضوع التحرش الجنسي من خلال معاناة راضية بطلة الشريط: يبتدئ الفيلم القصير "آخر مرة" بمشهد خارجي نهاري في لقطة متناهية الطول Extreme Long Shot تقدم انطباعا عن موقع وجغرافية المكان وزمان التصوير بطريقة يفهم المشاهد ما يحيط بالمكان وتهيِّئُه ليرى الحدث كاملاً. وهي لقطة مأخوذة من أعلى تظهر فتاة تقف على شفة جرف عال مطل على البحر يثير الرهبة ليتم التركيز على فتاة محطمة تقطع سيرتها الذاتية المهنية متذمرة من حياتها في لقطة تعكس حرفية المصور، إذ استطاعت المخرجة من اللقطة الأولى شد انتباه المشاهدين ودمجهم مع الإحساس بضعف الشخصية تماهيا مع كل صورة مأخوذة من أعلى تستهدف تصغير المصوَّر، ليتدفق السرد السينيماتوغرافي عبر مونولوغ بطلة الشريط يسبح بالمشاهد في معاناة "راضية" وهي تدق أبواب البحث عن عمل دون أن يفتح في وجهها أي باب ، ولما لمعت أمامها بارقة أمل وحلم الظفر بشغل يحفظ كرامتها ويخلصها من براثن البطالة وجدت نفسها بين كماشة رب عمل لا يرى في كل مرأة تلج شركته سوى فرصة لإشباع نزواته، لتغوص الجمل السينمائية بالمشاهدين بتقطيع مونتاجي احترافي في مستنقع ظاهرة التحرش الجنسي بالمعامل والشركات الخاصة، وتستفيق راضية على كابوس مرعب أحال حياتها جحيما لم تستطع معه صبرا، فاطرت لتنفجر في وجه مشغلها وتقرر تويرط المشاهد معها في حياة تنبئ بانسداد الأفق... قبل أن تنتفض وتقرر صناعة سعادتها، متخذة من الرياضة وسيلة لتفجير طاقاتها الداخلية...
إلى جانب اختيار تيمة التحرش الجنسي كتيمة مستفزة ومحفزة انماز الشريط بجودة الحبكة وحسن حياكة القصة السينمائية وباختيار مسرح التصوير وتقديم مشاهد تسوق مدينة آسفي كفضاء سينمائي بإضاءته الطبيعية وشواطئه الممتدة وعمارته المتميزة حتى أن بعض المشاهدين اعتقدوا أن الشريط صور في مدينة غير مدينتهم... قبل أن يقتنعوا أن مدينتهم كما لو أنها فضاء مصمم خصيصا للتصوير الخارجي قد يغني عن أحسن الاستيديوهات والفضاءات المعدة للتصوير
وحتى وإن افتتح الشريط بلقطة متناهية الطول فسرعان ما اعتمد التدرج في الانتقال بين اللقطات، حسب تطور أحداث القصة التي بنيت على المونولوغ أكثر من الحوار وعلى اللعب بالماكياج حسب الحالات النفسية للبطلة...
استطاع التصوير ب"الدرون" تقديم صورة عالية الجودة من مختلف الزوايا باعتماد طريقة تتيح للمشاهد حق الاستمتاع بأبعاد لا تتيحها الكاميرا الثابتة بل قد تتجاوز التقنيات والوسائل المكلِّفة وتستعيض عن التراكين (Camera Tracking) و"الدولي" وما يتطلبه ذلك من تجهيزات (سكة وتثبيت الكاميرا وكرسي للمصور ومساعدين لتحريك الدولّي أو البحث عن محرك كهربائي ..) فكانت عدة لقطات تقوم على التصوير الدائري الذي يتناسب والدوامة التي وجدت البطلة نفسها فيها...
وعلى الرغم من حساسية الموضوع وخطورته التي تتطلب تعبيرا مباشرا، وتقنية مباشرة لتوصيل الرسالة عبر أقصر الطرق، فقد بني الشريط على إحالات رمزية كثيرة بدءا برمزية البحر الذي قُدم في أول لقطة مخيفا يوحي بالموت والانتحار لينتهى البحر في آخر جملة سينمائية بالشريط باعثا على المرح ومبشرا بحياة جديدة، كما كانت للرياضة رمزيتها سواء كمتنفس وطاقة موجبة متجددة، أو كفضاء للتذكر والتخلص من رواسب الماضي، أو كوسيلة للدفاع عن النفس وإثبات الذات...
ولأن فن التصوير هو أساس السينما فقد كان للصورة رمزيتها وكثيرة هي اللقطات التي قدمت دون حوار أو كلام، ففي لقطة تحرر المرأة من وطأة الصراع الداخلي الذي كان يكثم أنفاسها قَدم الشريط البطلة وهي تجري والكاميرا ترصد حركتها بحرفية قبل تحريك الكاميرا إلى الأعلى للتركيز على أشجار النخيل الباسقة مرصوفة على جنبات الشارع ...
وإلى جانب جمالية الصورة كانت لغة المونولوغ لغة محبوكة لشاعرة تعرف كيف تغزل الكلمات رهافة ولينا، مما أحال الشريط بَوْحاً لامرأة منكسرة استطاعت تكسير الأغلال التي تكبلها لتصنع سعادتها بالاعتماد على طاقتها الداخلية...
شريط " آخر مرة" لم يترك فيه شيء للصدفة فليس عبثا أن تتعرض البطلة للتحرش والعنف في شارع 8 مارس...
وفي ما يلي رابط لفيديو بأهم لحظات العرض
https://www.youtube.com/watch?v=n2MweLy_GWs



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حرك الطفل المغربي ريان الضمير الإنساني؟
- الثقافة في ظل النموذج التنموي الجديد بالمغرب(ندوة+ فيديو)
- حِكم المغاربة في منازل الشتاء
- توقيع كتاب - بلاغة الخطاب السياسي: الاستعارة وبناء المعنى-
- المهرجان الدولي : السينما والأدب + فيديو
- ندوة : الحكاية تأريخ للثقافة والهوية (تصويب)
- ندوة : الحكاية تأريخ للثقافة والهوية
- مجموعة قصصية جديدة لايمن قشوشي
- ترتيبب الدول العربية بحسب ظهور أول نص روائي نسائي في كل قطر ...
- من النوستالجيا إلى التوثيق
- لماذا تصبر المرأة العربية على ظلم الحماة وتعنيف الزوج (قراءة ...
- العلاقة بين الجنسين في صفوف الشباب السعودي من خلال رواية -بن ...
- بين التجريب وتبئير المشروع في روايات شعيب حليفي من -زمن الشا ...
- نعي إبراهيم الحجري وقراءة في روايته (العفاريت)
- توقيع كتاب : مدينة آسفي مجال للبحث التاريخي والحضاري...
- حفل توقيع المجموعة القصصية يد الحكاية
- تيمة الهجرة والرحيل في رواية قهوة بالحليب على شاطئ الأسود ال ...
- توقيع رواية جديدة للكاتب الكبير الداديسي
- تصالح الألوان في رواية - قهوة بالحليب على شاطئ الأسود المتوس ...
- المسألة الثقافية والمشروع التنموي بالمغرب


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الكبير الداديسي - -آخر مرة- شريط سينمائي جديد: عندما تساهم الرياضة في تفجير الطاقة الإيجابية والقضاء على التحرش الجنسي؟