أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - ايليا أرومي كوكو - عرضحال رجل أسمه النور عبدالرحمن( المساحة )















المزيد.....


عرضحال رجل أسمه النور عبدالرحمن( المساحة )


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 03:52
المحور: الفساد الإداري والمالي
    


عرضحال رجل أسمه النور عبدالرحمن( المساحة )
أتسأل هنا كيف لا تسوء حال الخدمة المدنية و تهبط الي الجب الاسفل من الحضيض و التردي . ذلك اذ كان من يقودون دفتها زهاء الثلاثين عام الماضية من هم علي شاكلة و فهم النور عبدالرحمن جادالله خميس . فهو الذي الحق و افقد ادارة المساحة و العاميلن بها في ولاية شمال كردفان كل حقوقهم المادية و الادبية و المعنوية . فحاق بهم هذا الظلم و الضيم و الاضرار المادية و المعنوية النفسية الفادحة التي تنوء بحملها الجبال . فقد دأب هذا النور المظلم الظالم علي هضم كل حقوق العاملين تحت ادارته بعدم الاهتمام و المطالبه بها من جهة و من الجهة الاخري بالبخل الشح و التقطير في منحها و اعطائها فهو يستكثر عليهم القليل القليل و يحرمهم أدني الحقوق و الاستحقاقات . فالنور كان شحيحاً في اعطاء الحقوق اياً كانت بل كان شحيحاً مخلول اليد الي عنقه بأمتياز . لذك ظل يجسم منبطحاً علي كاهل ادارة المساحة طيلة حكم الانقاذ مديراً مثالياً في الاقصاء و الهضم و شل القدرات و تبثيط الهمم و تدميرها . فقد اقعد المساحة عن اداء و تنفيذ عملها و القيام بالدور المناط بها علي الوجه الاكمل . كان النور مساهماً مجتهداً في تخلف هذه و فشلها و عجزها عن التطور و التمكن من الأداء الجيدة بغية تقديم الخدمة المطلوبة منها للمواطن . فالزائر لهذه الادارة سيقف بنفسه علي حالة البؤس و اليأس و الاهمال و الخراب اليباب الذي يقف شاهداً عن نفسه للمكان و أهله. فالبرغم من أن هذا النور قد غادر هذه الادارة لفترة من الزمان الا ان التركة الثقيلة التي خلفها من الممارسات السلبية و التشوهات الادارية لا تزال تلقي بظلالها علي هذه الادارة و العاملين بها ستظل قائمة لأزمان و أمد قادمات .
النور عبدالرحمن مثال حي للمدير الفاشل و القائد السيئ السادي الاناني الذي يفكر بالعقلية الشخصانية المحضة . فهو لا يري في مرؤسيه الا قطيع من الخدم يتوجب عليهم العمل تحت أمرته بالطاعة العمياء لتحقيق رغباته الشخصية الذاتية . و لأنه هو المدير فهو وحده المستحق الكمتب المؤسس المكندش الجميل و الكرسي الدوار الكبير الوثير . و لانه محدود و ضيق الافق و الفهم لمعني و مفهوم الأدارة التي تتلخص معناها عنده ان المدير وحده هو الكل في الكل . انه الرجل الاول هو الشخص المهم الذي يستحق التبجيل و التوقير و الاحترام حد التملق . فهو الاول الامر الناهي الذي يقبل النقد و له وحد يسخر كل معينات العمل العربة الفارهة التي لا نخدش و لا تتعطل او تتوقف لهذا السبب او ذاك . و طالما كان عربة السيد المدير جيدة فلا يهمه عطل او توقف كل عربات ادرته بل و توقف و عطل دولاب العمل برمته . كل همه و فهمه في نفسه و عربيتي ني خاصته وقودها متوفر و سائقها رهن الاشارة فهذا عنده هو كل المطلوب و بها تكون الامور ظابطه ميه الميه . فهو يقدس عربته كما يقدس الهنود الابقار فأشتهر بتندر العاملين به كنية ( عربيتي ني ) . في الاستحقاقات همه الاول و الاخير هو ان يتربع اسمه كل كشوفات الحوافز و الاستحقاقات و ان يكون حافزه و استحقاقه من نصيب الاسد . و متي استلم حقه و قبض حافز فليسقط كل اسماء و حقوق الاخرين مش مهم ابداً .
المدير وحده هو المستحق الترقيه دون سواه فهو المسئول الاول و سيظل كذلك و ليس لأحد غير ان يترقي او يقارب درجته الوظيفية . كان يخشي ان ينافسه أي شخص اخر و يزاحمة في دفة الادارة التي يحرص عليها بالمدارة و التحويط . لذلك ظل هو المدير المكنكش مديراً بدون نائب لأكثر من الربع قرن هو العضو الدئم الوحيد الممثل في كل لجان الترقيات الحريص علي ترأسها لضمان ترقية نفسه و تعطيل ترقيات باقي الحاشية و تأخير تقدمهم في السلم الوظيفي ما أمكن ذلك سبيلاً بالاساليب المشروعة و الغير مشروعة فهو يجيد خلق الاسباب الكافية للنيل من الاخرين فأن انعدمت فهو قادر علي التسبب فيها و اختلاقها فالريس يعرف كيف بيجيب الهوا من قرونه .
ان مكتب ادرة المساحة القابع او الملاصق لمتحف شيكان في الناحية الشمالية هو متحف لكن من نوع أخر . انه متحف لنوع اخر من الأثار التراكمية من الهوان و الاهمال و الفشل الاداري العارم الخلاق . فهذا المكتب المشيد منذ بداية ستينيات القرن الماضي ظل هو هو كما هو لم يتغير و لم يتطور الا قليلاً . ادخل مكتب المهندسين لتري بنفسك الجدران الأيل للسقوط و الترابيز القديمة المحشورة حشراً في الزوايا حيث لاتوجد كراسي لجلوسهم دعك من جلوس المواطنين الطالبين للخدمة . لذلك تجد كل المهندسين يقضون جل اوقاتتهم جلاسين خارج المكتب علي الكنبات القديمة تحت ظلال الاشجار . و كل من يدخل هذه المكاتب تستفزه الحالة المتردية المزرية و بالتالي تجد بعضهم يستفزون المهندسين و يسخرون منهم شتماً و سباب فتسمع من وقت لأخر قولة بالله دي مكاتب حكومه و لا دا مكتب مهندسين . فمن يهن تسهل الهوان به و ليس لجرحه ايلام . السور الخارجي الخرب لأدارة المساحة هو عنوان كبير و خير شاهد للخراب و الدمار والتردي الحادث بالداخل . و لان الشيئ بالشيئ يذكر فقد كان الاستاذ خالد مصطفي ادم الشهير بخالد تبيش و انتم تعرفون من يكون . هذا الخالد التبش و لا داعي لذكر صفته كان خالداً كثير الاتيان الي المساحة . لكنه للأسف الشديد كان لا يدخل المساحة من بابه بل يدخله بالقفز اليها ناطاً سورها الحديدي العتيق . دأب خالد و اخرين علي تكرار هذا المشهد من التصرف السلوك المشين الغير حضاري في دولتنا الحضارية . هذا ما استفز احد العاملين الزملاء و جعله يكب او يصب الزيت الراجع علي السور حتي لا ينط عليه خالدنا الشهير بالنطيط . فلا غرابة اذاً ان نطي المدعو خالد في ليل بهيم و يوم مشئوم علي بيت الحكومة في ولاية شمال كردفان والياً ، حدث ذلك في غفلة من الناس و الزمان !
لم يحظ العاملين بالمساحة علي وجه الخصوص دون سواهم من العاملين في وزارة التخطيط العمراني و البني التحتية بالترقيات لسنوات عددا . فأنا مهموم بالترقيات الخاصة بالعاملين بادارة المساحة لأنها مربط الفرس كما اشرت سلفاً . فالمترقي المستحق الوحيد دائماً هنا في كل الترقيات هو النور عبدالرحمن جادالله و في حالات نادرة المحسوبين او المقربين اليه . و الي عهد قريب قبيل اندلاع الثورة كان كل العاملين الكبار او القدامي في المساحة كلهم في الدرجة الخامسة و دونها ما عدا السيد المبجل النور عبدالرحمن جادالله خميس . فهو وحده الذي وصل بقدر قادر الي الدرجة الثانية او الاولي لست ادري و بأمتياز دون سواه . ذلك لأنه ظل مديراً لهذا الادارة لأكثر من الربع قرن علي التوالي كما قلنا ورددنا . ظل لا يبارحها و لا يغيب عنها علي الاطلاق لا في يوم عطله او مرض و لا اجازة او سفر . فقد سأله احد العاملين في وقت من الاوقات قائلاً انت ما تمشي الخرطوم عشان تشوف موضوع قطعتك هناك فرد مغاضباً بزعل : ( ني أروح الخرتوم و اخليكم لي منو ) . يجدر الاشارة هنا الي ان جل المساحين القدامي في شمال كردفان هم من الدفعات الذين تم تعينينهم مع النور عبدالرحمن في الاعوام بين 1980 م الي 1989 م أي قبيل ثورة الانقاذ الخاشم لا أعادها الله . اما عن شخصي الضعيف فقد أتيت المساحة منقولاً اليها من هيئة توفير المياه الريفية في منتصف العام 1995م . و كان ذلك في نهاية ادارة الباشمهندس الشهم الالباسل الراحل عبدالوهاب تبن . و لعبدالوهاب تبن أيادي بيضاء و تاريخ ناصع في لوح الشرف الخاص بمن تولوا ادارة المساحة . هؤلاء الرجال طيبي الذكر امثال محمد ابوضفير و ميرغني عمر و الامين عبدالقادر و غيرهم من من يضيق بهم هذا المجال هنا بذكرهم . فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله . هذا الاسماء الامعة ظلت و لاتزال تذكر و تجري علي الالسن بمأثرها و المواقف الشجاعة و الادوار الكبيرة التي قاموا بها . عصرت عبدالوهاب تبن في نهايات ايامه و كان رجلاً حاشاً باشاً كريماً طيب الخلق و المعاشرة . فهو الذي قام بأحتضان النور عبدالرحمن عندما نقل من الدلنج فحذره الزملاء العارفين للنوربأتخاذ الحيطة و الحذر من هذا النور عبدالرحمن قائلين له بأن من يربط الافعي في خصره لن يسلم من عضته . و هذا ما كان فقد التف النور و رحطه حول تبن بالمؤامرات و المكايدات و التدليس فأطاحوا به ظلماً . و بذلك تمكن هذا النور الذي كان يحسب نفسه كادر اسلامي تمكن من الاستيلاء علي ادارة المساحة بفقه الولاء المعروف لديكم جميعاً . و كانت الزميلة الباشمهندس فوزية تلك المرأة الحديدية واحدة من الضحايا الجندرية . و ظل الباشمندس عثمان محمد عثمان مقصياً لعقود في أم روابة مع انه الكادر الكفوءالجدير بالادارة .
تم تعييني في مصلحة المياه الريفيه في نهاية العام 1988م أي قبيل انقلاب الانقاذ بنحو سبعة اشهر .و كانت فترة تعييننا هي نهايات الازمنة و العهود الذهبية للخدمة المدنية في كل السودان. جاءت الانقاذ علي السودان كله و علي الخدمة المدنية وجه الخصوص بالساحق و الماحق و البلاء المتلاحق . و بدأت الانقاذ سياسات الخصخصة لكل السودان و لكل مؤسساته و ادارت الدولة الحية و الحيوية من ارث تاريخي جغرافي اقتصادي أمني و اجتماعي . حتي العلاقات الدولية و الاعراف التقليدية مع الدول الجارة و الصديقة و المجتمع الدولي برمته أتت عليها الانقاذ و شوهتا و دمرتها واستعدت الجميع علي السودان .
و كانت الاحالات الجماعية للصالح و التصفيات المهولة للكوادر و التكنقراط و العلماء و المفكرين . هذه الاحالات الغاشمة التي شمل كل القطاعات و كل العاملين من الموظفين و المهنيين و الاساتذة و الاطباء من الكفاءات و التخصصات النادرة . كل اؤلئك تم الاقتصاص منهم و ترشريدهم بين ليلة و ضحاها . هذا الصالح العامة هي السياسة التي اتبعت الجبهة الاسلامية لسحق الخصوم و المخالفين لأيدلوجيتها كانت بمباثة المجزرة الحقيقة للخبرات و لخيرة ابناء السودان المتعلمين و المثقفين المميزين من العلماء الغيورين الحادبين لمصلحة وطنهم . تم التنكل بالصفوة المنتقاة في مجزرة بشعة للقدرات البشرية النوعية التي كانت تصنف من الموارد الاستراتيجية العظمي للسودان . الاحالة الي الصالح العام هو المأساة الكبري لكل الوطن العزيز و لا يساويه في الخسارة و هدر الامكانيات الا مجزرة فصل جنوب السودان .
لم ينل و لم يتلق العاملين بالمساحة أي نوع التدريبات و الكورسات و الدورات التأهيليه التي تعينهم في النهوض و تطوير اداهم الفني و الاداري . فحتي الفرص القليلة النادرة التي كانت تأتي الي المساحة كان يتم دسها وأخفائها و التكتم عليها من قبل سيادة المدير و جهازه الاداري حتي تنتهي فتراتها و من ثم يعلم العاملين بوجود تلك الفرص الضايعة . هذا مع ان الجميع كان يطالب بالتأهل و التدريب لكنهم كانوا يفوتون الفرص المواتيه بسبق الاصرار و الترصد لأشياء معروفة في نفس يعقوب المساحة . فالجهل مصيبة و الجاهل عدو نفسه و أهله و هنا يصح القول ( جو يساعدوه في دفن ابوه قام بدس المحافير ) فيا للأسف الشديد هذا القول ينطبق بحذافيره علي الرجل المدعو النور عبدالرحمن .
هذا النور المتغطرس المتكبر علي الفاضي لم يتعلم من الايام الا الغل و الحقد و التأمر و احتقار الاخر . للغرابة فهو مع تكبره و خيلائه و جهله ، يدعي العلم و المعرفة و دائماً ما يردد متبجحاً قائلاً في الفارغة و المقدوة ( ني عارف أي حاجه ، ني عارف كل حاجه ) مع انه لا يعرف أي الحبة . فهو فاقد لبوصلة المساحة المساحة و اتجاهاتها الاربعة عاجز عن تمييز الشمال و الجنوب من الشرق و الغرب . لا اقول هذا الكلام جزافاً فقد قام بتنفذ مخطط الجلابية النموذجية اب سايت داون فاتجاه الشمال جنوب صار بقدرة الخالق و فهم و علم صاحبنا الخارق القاصر صار شرق غرب و الشرق غرب بقي جنوب شمال و لله في اتجاهاته و خلقه شئون .
علي الظالم تدور الدوائر و انتم تذكرون جيداً حادثة طائرة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه . تلك الطائرة التي حطت ذات صباح اسود بمطار الابيض شمال كردفان و منها كانت تقصد قرية الشوك القريبة الابيض . لكنها ضلت طريقها الي الشوك الاخري في الحدود الشرقية لولايات شمال دارفور . كان ذلك بسبب خطأ فني في الاحداثيات و لتشابه الاسماء بين شوك كردفان و الشوك في دارفور وقع علي عثمان في كمين نجي منها بأعجوبة .تم ذلك نسبة لعدم ثقة السيد المدير في كادره الفني بأدرته في المساحة فاستعان بأحداثيات أحضرت له من مصلحة الاحصاء تلك كانت المفارقة الغريبة . المساحة برمتها و المرجعية و الارشيف تستعين بالاحصاء في الاحداثيات . احدثيات الاحصاء تلك التي تم استخدمها في الاحصاء و التعداد السكاني . كانت دقيقة بس تقول شنو عن الخفة و الرجفة و الارتباك و الاستعجال و الهلع و الخوف التي تصيب مديرنا كل مرة عندما يتعلق الامر بالمسئولين الكبار و أوامرهم المنزلة . فأوامر المسئولين تصيبه في مقتل و تحيله الي حالة الهستيريا التوهان تفقده الصواب و تدخله في دوامة من التخبط و القلق و اهتزازات المشاعر و العواطف . هذا النوع من المرض او الخلل يسميه العلم الحديث عندنا بحاله نقصان انزيم انسيموفوبيا الشجاعة و المواجهة . و هذا الانزيم هو الانزيم المسئول الاول عن الثبات و القدرة الادبية علي كيفية تلقي الاوامر و تنفيذها بهدوء و طمئنينة . لكن في حالة نقصانه يدخل المصابين به دومات ز ازمات فقدان الثقة بالنفس فتطاير روح الثبات عند الملمات في لحظات المواجهة و تحمل المسئولية . المصابين بهذا الداء الغير مستعصي علي العلاج يفتقدون الثقة في انفسهم و هذا ما يجعلهم يلجأون الي العمل في الظلام كما الخفافيش حبكاً للدسائس و تصفية الخصوم في الدهاليز المظلمة و خلف الستائر .
خطأ جسيم أنتهي برحلة النائب الاول علي عثمان طه لتحط به علي مرمي حجر من تخوم حركات دارفور المسلحة . حينها كادت الاقدار ان تردي طه ردي المهلاك .
و لطول عمره عاد النائب الاول الي الابيض سالماً مخطوف القلب . و في مطار الابيض وجد نفسه في مأزق من نوع اخر . فقرر فوراً الاطاحة بمدير ادارة المساحة كضحية اولي و الثانية مدير مطار الابيض . و لقصة الاطاحة بمدير المطار رواية اخري لكن دعنا نزكر في ضحيتنا الذي اقتصت منه الاقدار لتسببه المباشر في سقوط الكثيرين من الضحايا افتراءاً و ظلماً . فيا ظالم ليك يوم .
أوقف السيد النائب الاول السيد مدير المساحة من العمل عقاباً له فقامت الدنيا ووقفت الكرة الارضية برمتها علي حيلها تضامناً مع النور عبدالرحمن الذي تم التأمر عليه . حشد قبلي غير مسبوق اجتماعات و مؤتمرات و سفراء . شيئ رسل للوالي و النائب الاولي استرجاءات و استرحامت . اخيراً شفاعة فقد وصل السيد فيصل محمد ابراهيم والي ولاية شمال كردفان رسالة مدوية مفادها أن السيد النور عبدالرحمن سقضي نهبه و يموت ان لم يتم تدارك الامر و النظر في ارجاعه الي العمل !!!!!
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك .
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً…فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ…يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
اما حكاية الاحداثيات الخطأ فلها علاقة مباشرة بعدم التدريب و التأهيل كما اشرنا و مفهوم دس المحافير يكمن هنا . لم تتاح للفنيين من المساحيين فرص التدريب الكافيئ علي استخدام اجهزة المساحة المتوفرة بالادارة و استخداماتها و التمكن من العمل بها . حتي جهاز الجي بي أس هذا الجهاز الحديث البسيط المتوفر في كل مكان و لكل الناس كان هذا المدير الذي يجهل استخدمة و يستحي من طلب تعلمه كان يرفض اعطائه للمساحين . هذا دعك من جهاز التوتل استيشن . فقد دخلت معه في معرك في غير معتركة عندما طلب مني الذهاب في مأمورية لتخطيط مدينة سوداري . طلبت منه وقتذاك ان اخذ معي جهازي ال جي بي أس و التوتل استيشن فرفض بشدة ان اخذها . و من جانبي رفضت تنفيذ المامورية . و لما كان امر تنفيذ المأمورية مستعجل و مهم و متابع من قبل الوالي و معتمد سودري توسط لي و ترجاني متراجعاً عن رفضه و تنازل عن قرار رفضه طالباً مني اخذ الجي بي أس و ترك التوتل استيشن بحجة انه جهاز حساس جداً و طريق سودري طريق وعره و هو يخشي عطل الجهاز جراه الدقاق !
نفذنا مامورية سودري مع الفرقة و قبل ان نكمل الاسبوع هاتف المحلية طالباً مني ارجاع ال جي بي أس فلم اذعن للأمر . فظل يهاتف يومياً دون ان اكترث لأمره . و في النهاية ارسل مندوباً بخطاب ملح و مستعجل طالباً فيه عودة الزميل سماني بسرعة و بصحبته الجهاز . و جاء في الذكر انه كان يخشي ان يعلم ايليا ، السماني التمرد و الي هنا تتضح الصورة القاتمة و تنداح كل الغشاوات و الرعونات . ولا تخفي عليكم محتوي القصة و الحكاية بجلاء . و بالطبع لم استجب لتعليماته و أخرت مندوبه المستعجل لأكثر من اسبوع في سودري لأرجعه اخيراً بخفي حنين لا جهاز و لا سماني فدعهم يحزنون .
كان يتعقبني و متجسساً علي متابعاً حركاتي و سكناتي في العمل . في يوم من الايام قام بتتبعي بمسافة و انا ذاهب لتنفيذ عمل حقلي ما . عندما شعرنا به أوقفت العربة و نزلت منها فأمر هو الاخر سائقه بأيقاف عربته علي بعد ثلاثون فرسخاً . تأهبت و اشرت اليه بلغة الصم قائلاً : يا زول انت مجنون و لا شنو . و في صباح من اليوم التالي دخلت مكتبه منفعلاً لأقول له يا زول دا كلام شنو القاعد تعمل فيهو انت ما نصيح و لا شنو . حاول تهدئة مخاطري معتذراً انه لم يكن يقصدني بهذه المطاردة الساخنة بل كان قصده شخصاً اخر . فقلت له هذا ليس بتصرف زول مدير مسئول ابداً فأن كنت انا المقصود او اخر فالتجسس و التربص كانت شيمته و دا كل الحاصل .
لم يكن النور عبدالرحمن يحترم او يقدر و يعرف معني روح الزمالة و الاخوة و الملح و الملاح فمصالح ظلت تطغي فوق و علي كل اعتبار . كان يحقد علي زملائه و يحسدهم و يحتقرهم و يزدريهم و يتغيبهم . فعلي سبيل المثال لا الحصر كان النور يستخف بزميله التجاني اسماعيل و يستهزئ به شامتاً بمناسبة و دونها . فهو لا يتورع من قول التجاني شنو التجاني دا زول ايفه ساكت . و لعلمكم هذا التجاني الايفة هو المدير العام ( الوزير ) الحالي لوزارة التخطيط و البني التحتية . فهي ما دوامة و لو كنت تدوم ما وصلت الي النور عبدالرحمن . بس تقول شنو فالكرة و اللعبة أضحت في مرمي الايفه . و ما هذا النور الذي لا يستحي ابداً الا ان يغيير ملاحمه الحربائية و هذا ما حدث يحدث . ان السيد النور لا ينقطع او يتردد من التردد علي مكتب الايفه باستمرار . ذهب النور عبدالرحمن الي الحج و تلك كانت الفترة الوحيدة الطويلة التي غاب فيها عن المساحة . تولي التجاني الادارة في فترة حجه الذي عاد منها علي عجل من أمره فور انتهاء المناسك . بعد عودته مباشرة من الحج بدأ عمل مستفتحاً بمعاكسة زميله التجاني اسماعيل بالمعاكسة في تكملة اجراءات موقع التجاني استثماري الخاص . رفض النور و تسوف كثيراً في تمرير و تكملة اجراءات التجاني بحجج واهية تنم عن الحقد و الحسد و الانانية و عدم حب الخير للزميل . تدخل الزملاء لأثنائه عن هذا الامر الغير مبرر لكنه تمترسه في موقفه الرافض . عندما علمت مصادفة بالامر دخلت علي النور علي انفراد لأقول له بالحرف انما تعمله ضد زميلك و اخيك التجاني هو عيب و عار بحقك و بحق الزملاء و هو عار علي الزمالة و الاخوة معاً مترجياً اياه بمراجعة الامر و قد كان . عندما عاد الحاج النور عبدالرحمن من وجد كل الامور تسير ضده. فقد عاد ليجد بأن الاوضاع العامة تغييرت تجاهه تحسس انظار الزملاء تجاهه في المساحة و الوزارة لا تصب في مجري هواه كما لاحظ كثرة تردد التجاني اسماعيل بصحبة الاخ مبارك الحاج الدود علي الوزارة و تأخرهم بها /ن ناحية . و من ناحية اخري لاحظ ارتياح المسئولين بالوزارة للتجاني مفضلين في الاستمرار في التعامل معه . التجاني فاشتم رائحة امكانية ازاحته و تبديله بالتجاني . قلق و اضطرب و طار النوم من عينيه ذعر و ارتعبت فرائصه تحسس كرسي ادارة المساحة فوجدها تهتز تحته فحبس انفاسه . ظل يخرج من مكتبه الفينة و الاخري متسائلاً كمن لمسه جان : أنت ناس التجاني و مبارك قاعدين يمشوا الوزارة كل يوم و يقضوا كل الاوقات هناك بيعملوا في شنو . و كانت وتيرة اضطراباته تزداد مع اشراقة كل صباح جديد و كل يوم و القلق بيزيد حبتين و دقات القلب المفزوع تتسارع ترتفع و ما معروف الضغط و غيره من متلازمات الهواجس كانوا بيعملوا شنو مع الراجل . فأضطر صاحبنا الذي أضحي ضحية نبوبات هواجسه و توتراته . اضطر كلما غاب مبارك الدود و التجاني اسماعيل عن المساحة ان يهاتفهم طالباً منهم العودة و الرجوع فوراً الي المساحة . كان ذلك يحدث كل يوم بموضوع وفي اغلب الاحاين بدون موضوع .
كسرة اخيرة : لا يزال الاخطبوط العنكبوتي الهلامي المتنفذ يعمل حتي بعد احالته للتقاعد في نسج خيوط المؤامرات في مثلث ادارات التخطيط العمراني الاراضي و التخطيط و المساحة . لا يزال ينفح فحيح سموم تعطيلاً لمصالح العباد علي حساب مصالحه و اجنداته الخاصة . فهو قادر علي تفعيل المكر السيئ عاجزاً كل عن العمل الصالح الايجابي للمصلحة العامة . و لهذا مساحة سنفردها في وقتها و لكل أمر تحت الشمس وقت .
اخيراً و ليس اخرأ أستلف ﻗﺼﻴﺪﺓ / ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺢ
ﺳﻨﻈﻞ ﻧﺤﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ
ﺍﻣﺎ ﻓﺘﺤﻨﺎ ﺛﻐﺮﺓ ﻟﻠﻨﻮﺭ
ﺍﻭ ﻣﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ
ﻻ ﻳﺄﺱ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﻣﻌﺎﻭﻟﻨﺎ
ﻭﻻ ﻣﻠﻞ ﺍﻧﻜﺴﺎﺭ
ﺍﻥ ﺍﺟﺪﺑﺖ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
ﻭﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ
ﺳﺤﺐ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺭﺑﻴﻌﻨﺎ
ﺣﺒﻠﻰ ﺑﺎﻣﻄﺎﺭ ﻛﺜﺎﺭ
ﻭﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﺪﺏ ﺍﻟﻌﻘﻴﻢ
ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ
ﻭﻏﺪﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ
ﻭﻏﺪﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺼﺎﺭ



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد الحب أهدي العاشقين أجمل وردة .
- كلنا أطفال المايقوما فلنهب لنجدتهم
- الشاويش ايليا كوكو يترجل الخدمة المدنية بشرف .
- أثيوبيا المارد الافريقي و بدء توليد كهرباء سد النهضة
- كل حكومات البرهان الانقلابية ستولد ميتةً لتقبر .
- الوحش يقتل ثائراً و حواء السودان تلد الف ثائر
- الي الشبيبة و الشباب في كل مكان
- الي الشباب و الشبيبة في كل مكان
- مدنيااااو .. هوالمطلب والبرهان هو الثمن
- يا البرهان ادوك كم عشان تقلبها دم
- كاكا هيبان ( فرحه صديق كالو ) لك التحية
- الشوارع لا تخون البرهان يسقط بس
- الشوارع لا تخون يسقط البرهان .. البرهان يسقط بس
- مضحكة جداً حلول البرهان و مجلسيه الصفرية
- الثوار الاماجد يعتلون اسوار القصر و قلب البرهان في خفقان
- ردة الثورة السودانية : اعياد الميلاد حرمان و بمبان
- باي باي المؤسس حمدوك فقد تأخرت كثيرأً .
- الكابلي ذمة الله : كم دمعة سالت فوق خدود الشمعة
- الانقلابي حمدوك قال : سنعبر قال .. !!!
- المشهد الاخير و نهاية فلم البطل حمدوك !


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- The Political Economy of Corruption in Iran / مجدى عبد الهادى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفساد الإداري والمالي - ايليا أرومي كوكو - عرضحال رجل أسمه النور عبدالرحمن( المساحة )