الشاويش ايليا كوكو يترجل الخدمة المدنية بشرف .

ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 08:32
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

الشاويش ايليا كوكو يترجل الخدمة المدنية بشرف . الخدمة المدنية السودانية في متاهتها الاخيرة و فقدانها لبوصلتها .
هذا الشهر تأخرت المواهي ( المرتبات ) و لم تصرف حتي يوم 8 فبراير 2022م حيث صرفت في اخر اليوم . لم اتمكن من صرف مرتبي في يوم 8 و في يوم 9 ذهبت مبكراً لأصرفه لأنني كنت بحاجة ماسة اليه . تقدمت الي الصرافة فناولتني بيشيت مرتبات البنوك فمرتبي مودع في مصرف المزارع التجاري الابيض. لم اجد أسمي في الكشف فسألت لكنني لم أجد الاجابة فظننت بأن أسمي سقط سهواً من كشف المرتبات . تذكرت أنني عند حضوري لصرف المرتب تقابلت مع زميلي محمد السيد كباشي اذي بادرته : انت صرفت مرتبك فقال لي لم اجد اسمي في كشف المرتبات انا ماشي أسأل ناس الحسابات . لذلك لحقت به في مكتب الحسابات لم اجده فسألتهم من سقوط أسمي في كشف المرتبات . طلبت مني المحاسبة الذهاب الي شئون الخدمة لمعرفة سبب سقوط أسمي .
علي فكره ماهيتي اكبر بقليل من 13000 جنيه سوداني أي و الله مرتبي اكتر من ثلاثة عشر الف جنيه سوداني عداً نقداً جنيه ينطح جنيه سوداني بكل بدلاته و علاوتاته من علاوات أطفال و غلاء وعيشه و غيرها من الترهات التي لا تغني و لا تشبع من جوع . انا أب لسته اولاد و بنات و أعول بالاضافة الي نفسي ثمانية افراد اخرين بماهية الحكومة السودانية . بعضهم في الجامعات و البعض في الثانوي و الاساس و الروضة قولوا ماشاء الله تبارك الله ربي انعم و زد . انا خريج معهد ود المقبلوم لعلوم الارض دبلوم ثلاث سنوات و اعمل في هذه الخدمة المدنية منذ العام 1988 م . تدرجت في وظيفتي يا الله يا الله و بقطع الانفاس وصلت الدرجة الخامسة . كل زملائي الذين زاملتهم اخذوا الدرجة الرابعة و الثالثة و ربما الثانية و الذين عينوا من بعدي تجاوزوني في الترقيات حتي الذين لا يحملون حتي شهادت الثانوي الاساس ترقوا و سبقوني كما لو كنا في سباق الهجن . و كل ما قابلني زميل و سألني انت في الدرجة كم قلت له في الخامسة فيقول لي يا ايليا أنت مظلوم ظلم كبير شديد .
نعود الي موضوع المرتب و من ثم نرجع الي الترقيات و ما ادراك بالترقيات .
ذهبت الي مكتب شئون الخدمة مستفسراً و هنا وجد الاخ محمد السيد الذي احضر ملفه و اخبر بأن مرتبه قد أوقف بسبب الاحالة الي المعاش . عليه بليت رأسي في انتظار خبر الاحالة الي المعاش أحضر ملفي الاخر ليتم أخطاري بأنك من مواليد 1957م حسب شهادة ميلاك المرفق او الموجود في الملف . عليه فأنت محال الي المعاش . قلت للموظف انا من مواليد 1963 م بحسب كل أوراقي الثبوتية المجودة في ملفي و كل شهادات و غيرها لكنه أكد لي بأن شهادة ميلادي الاخير هو بتاريخ 1957 م .
و لشهادة ميلادي بتاريخ 1957 م قصة و رواية أخري مرتبطة بالخدمة الالزامية و التجنيد الاجباري و هلمجرا . فقد شهدنا معارك ضارية عقبان فترة حكم الانقاذ البائد الذي حاول كثيراً الزج بنا في حروبه ضد أهلنا في جنوب السودان و جبال النوبة . رفضت بقوة ضارية التجنيد في الخدمة الالزامية . و كنت اقول لهم لن اتجند قط و حتي الصفا و الانتباه ما ممكن أعملها و لوضع السيف علي عنقي . تلك كانت مواقفي و مبادئ الثابتة و لا زالت و ستبقي حتي الرمق الاخير . و عليها تمت محاربتي و أقصائي و تهميشي و محاولة دفعي الي ترك العمل عنوة لكنني كنت عنيد عصي شديد البأس و المراس لا يشق لي غبار . و لهذه يكمن السر في عدم ترقيتي فحتي هذه الدرجة الخامسة منحوني اياها لأستحالة عدم منحها بسبب التقادم الوظيفي و التدريجي. لم أطلب الترقية من احد و لم اتملق او أرشي او استجدي . و كانت الخدمة الالزامية سلاحهم و حربهم الباردة فكلما أردوا الايقاع بك اشهروها ضدك . و هذا هو الامر الذي حتم علي استجراج شهادة ميلاد بعمر متقدم خارج عمر الذي يتوجب عليه قضاء الخدمة الالزامية . و عندما حاولوا رفضها بحجة انها غير صحيحة قلت لهم دي رسميه و مستخرجة من جهة حكومية مسئولة فأذا عندكم رأي فيها أمشوا للجهة التي استخرجتها . قال لي من كان السبب الرئيسي في عدم ترقيتي في وقت من الاوقات بأنه قادر علي ترقيتي من الدرجة الخامسة الي الثالثة . لكنني استهزأت كلامه و استهجنت طريقته التي تعبر عن ان قادر علي دكي و قادر علي ترقتي . لكن هيهات هيهات فأننا نترفع بمبادئنا و ثوابتنا و نرتقي بأنفسنا و لا احد يستطيع ليي ايدينا كما لا يد توجعنا يمكن مسكها .
قانون الخدمة المدنية السودانية انتهي و هبط الي الدرك الاسفل من حضيض الفوضي الخلاقة او العارمة ان شئت . تلعب به الاهواء الشخصية البحتة من الفساد الاداري و الاخلاقي و التنظيمي الهيكلي و يتم فيه المحسوبيات الشخصانية الفجة من دفع او تنازل عن ! لم يتبقي أدني درجة من الانضباط و النظم الديوانية في الخدمة المدنية حتي أدني المعاملات الشكلية دعك من الامور الجوهرية .
فكيف لا يتم اخطار موظف او عامل بخطاب الاحالة الي المعاش و هذه من أدبيات العمل و الخدمة المدنية الاساسية . اذ يتم اخطار المحال الي المعاش قبل ثلاثة اشهر من التقاعد و من ثم منحه اجازة ثلاثة اشهر لترتيب و توفيق أوضاعه . لكن الواضح الفاضح هو ان كل زمام الامور في بلادنا قد انزلقت و تدفقت فلم يعد البكاء علي اللبن المسكوب يجدي فيا لها من حسرة كبيرة جداً . في تراجع و تخلف و تقهقر و الخدمة المدنية اليوم في السودان كان للأسف الشديد أضحت في خبر كان .


قانون الخدمة المدنية السودانية انتهي انالي الدرك الاسفل من حضيض الفوضي الخلاقة او العارمة ان شئت . تلعب به الاهواء الشخصية البحتة من الفساد الاداري و الاخلاقي و التنظيمي الهيكلي و يتم فيه المحسوبيات الشخصانية الفجة . لم يتبقي أدني درجة من الانضباط و النظم الديوانية في الخدمة المدنية حتي أدني المعاملات الشكلية دعك من الامور الجوهرية .
كيف لا يتم اخطار موظف او عامل بخطاب الاحالة الي المعاش و هذه من أدبيات العمل و الخدمة المدنية الاساسية . اذ يتم اخطار المحال الي المعاش قبل ثلاثة اشهر من التقاعد و من ثم منحه اجازة ثلاثة اشهر لترتيب و توفيق أوضاعه . لكن الواضح الفاضح هو ان كل زمام الامور في بلادنا قد انزلقت و تدفقت فلم يعد الكاء علي اللبن المسكوب يجدي فيا لها من حسرة كبيرة جداً .

#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل