أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الانفتاح والتعاطي وتحليل العلاقات














المزيد.....

الانفتاح والتعاطي وتحليل العلاقات


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 17:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنمية القدرات الفكرية والبحثية في التعاطي مع القضايا وانعكاساتها ودراسة مقررات التخصص في القضايا المنهجية والنظرية المحورية في مجالاته المعرفية المختلفة يمكن أن تكون نعمة كبرى ، إذا ما كان يؤخذ منها عن وعي ومعرفة وتخطيط . وهذا يقتضي أن يكون هناك مقاييس خاصة تقاس بها الأمور ، ويحكم بها على ما هو نافع وما هو ضار . فليس كل وافد من الخارج جيداً ينتفع به ، ويتلائم مع بيئتنا ومتطلبات حياتنا . وينبغي أن نتذكر أننا لسنا أمة دخيلة على التاريخ والحضارة تأخذ من الآخرين دونما تمييز . والامم العريقة أعطت الكثير للمجتمع البشري، ولا يكون الانفتاح بلبس لباس وأكل طعام ونطق لغة لسان، بل بفهم لغة عقله وتحليلها وتفكيكها وتطويرها و أساليب التحليل الكمي والإحصائي والقياس واستطلاعات الرأي من خلالها ومعها يتحقق ليس فقط تحليل العلاقات بصوره المختلفة – و يمكن التنبؤ أو الاستشراف أو الوقوف على طبيعتها من خلال المعطيات المتاحة في حالة تحقق شروط أو افتراضات التحليل دون حدوث أحداث قاهرة أو فوق مستوى التوقع، مع وضع وتحديد البدائل في حالة تغير الظروف والأحوال أو الافتراضات التي بنيت على أساسها تلك الدراسات و فضلًا عن تناول السياسة بجميع اللوانه والابتعاد عن العنف السياسي الذي يتصاعد يوماً بعد يوم لدوافع حقدية فردية وليست أيديولوجية وتقف ورائها سياسات دول ويجب ان لا يتوقف الشخص السياسي في نقطة انية معينة منها فقط ، انما عليهم الانتقال الى ما يخبئ ورائها و القراءة الأولية لخارطة التحول والانعطاف في السياسات للدول الإقليمية والتي اتسمت خلال السنوات الخمسين الماضية بالتوتر وعدم الاستقرار والتأزم تحرق اليابس والأخضر فيه . إن السلاح الأقوى بيد الانفتاح الحضاري هو العلم والحداثة التي لا تجعل من الدين تقليداً بالياً يفضحه العلم والتطور والتمدن والصياغة الجديدة للتركيبة المجتمعية المعولمة التي ستفضح السلبيات التي طرأت على الدين شيئاً فشيئاً وتمنح انصاره خصوصاً في المجتمعات الأكثر نمواً ومعرفة. الانفتاح هو الطبيعة البشرية التي تجمع بين القيمة الأدبية والقيمة الجمالية، الانفتاح يكرس الشفافية، ويشحذ إرادة الناس للصقل من خلال تزويدهم بحقائق جذابة، ومعلومات دقيقة تحفزهم على البحث والتفكير، للوصول إلى تقديراتهم وأحكامهم على الأحداث، مع القدرة على التحليل، فمن خلال الانفتاح يتحقق النجاح وهي سمة من سمات الثقافة والحضارة التي هي ذروة الإنسانية.ومن خلاله يستطيع الفرد الغوص في خبايا النفس ووصف تحولاتها والسمو نحو الفضيلة، ويقال إن الانفتاح يبدد الحواجز الدلالية أمام الكلمات التي نختارها ونستخدمها، وقد يتسبب المعنى الذي نعلقه بها في بعض الحواجز أمام التواصل مع الآخر، وقد تعني الكلمة نفسها أشياء مختلفة لأناسٍ مختلفين، بناءً على ذلك يجب العمل على تطوير عملية الاتصال؛ وهي مهمة عملية تتطلب جهداً ومهارة من جانب المنفتحين،إنّ الانفتاح الواسع والذي ينطوي تحت هذه المفردةِ من اختلاط النّوعين بشكلً كامل بلا مُحدداتٍ خاصةٍ بنا، أو مظاهرِ الصّخب والاحتفالِ العارمة وكل ما يشبِه هذا، ليس أداةً تليقُ باي مجتمع متحضر ومحاولات القفز عاليًا في الهواء بلا أيّ ضماناتٍ لا تعتبر سوى انتحار،ولا يمكننا تغيير هذا الحال بنسخ مظاهرِ تحمل الحضارات السطحية، بل بالاستفادة من جوهر تجارُبها ومناهجها التي تتناسب مع قيمنا ، ومن مناهجنا وتجاربنا التاريخيّة .
ان الانفتاحات السياسية من الأمور المهمة و الاختلاف والتناقضات الفكرية التي يتحتم على أفرادها ومجموعاتها التفاعل مع وجود التناقضات الأخرى قد تجد حلولاً أخرى لحدوث علاقات سلمية متبادلة المنفعة فيما بينها، فعلى سبيل المثال يمكن الانفتاح في حوار حضاري يجمع بين الجماعات المتفاعلة للسعي لتشكيل منظومة فكرية تتخلى عن تناقضاتها وتجتمع على المشتركات فيما بينها وقد تكون حلاً لتوطيد علاقةٍ سلمية داخل المجتمعات ولكنها تظل كذلك أمراً من ضرب المحال بسبب تمسك بعض الجماعات بمعتقداته ورؤية سيادتها على البقية ما قد ينذر بحدوث انشقاقات كذلك داخل هذه الجماعات تمهد لصراعات أصغر وبشكل واسع.
العراق بحاجة الى نهضة ملحمية استثنائية ترسم اطر الدولة بفصولها ورؤية قيادة رشيدة رامية إلى إحداث قفزة في مسيرة بناء الإنسان والوطن وتوظيف القدرات والطاقات البشرية من أجل صناعة غد مشرق، واستهام افاق النجاح التي تنطلق منها اسس مسيرة بناء وطنية تسابق الزمن ويستمر زخمها إلى الأجيال القادمة لتحقيق ريادة الدولة في كل المجالات ،هذه الزيارات هي تفاعلية ثنائية الأوجه أو ذات نمطين الأول منها هو نمط تعاوني مؤقت لعبور مرحلة انية والنمط الثاني هو نمط صراعي إلا أن النمط الصراعي هو النمط الذي يغلب على هذا التقارب برغم من محاولة إخفاء أو التنكر لتلك الحقيقة ، بل أننا يمكننا القول أن النمط التعاوني الذي قد تبدو فيه موجهة لخدمة صراع معين أو نمط صراعي آخر قد تديره الحكومة الحالية ومجموعة هذه الدول للتغطية على مخطط جديد اوطبخة معدلة ، والنظرة الى إعادة التموضع في هذه السياسات تشير إلى ملامح متعارضة المصالح والأهداف والتفاعل المعقد بينها في احيان كثيرة ومن المستبعد أن تزدهر الصلات بينهما شعبياً قبل أن تتوقّف تلك الحكومات عن النظر إلى العراق من خلال عدسة تغلب عليه اعتباراته الأمنية الخاصة والطائفية وكيفت اختراق التجانس المتوطن بين مكوناته بالاعتماد على الحكومة الحالية التي تفتقرالى القاعدة الشعبية وثبات الارضية وقد تحمل في طياتها محاولات وتوجيهات سياسية بما لا تخدم مصالح الشعب او قد تكبدها بمجموعة من القيود التي تتراكم كنتائج للتأثير والنفوذ ومحاولة افشال العملية السياسية.
عبد الخالق الفلاح –باحث واعلامي



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحاتسوداء ... انقلاب شباط 1963..الأسباب والنتائج
- العمليةالسياسية العراقية واشكالية التفاهم
- ايران تجربة للصبر و الصمود
- صراع المواقع وغفلة بناء الدولة
- برامج العمل لتعزيز المهام والمسؤوليات
- ديناميكية التطوير للتنمية المستدامة
- الهوية الوطنية ومكملاتها الانسانية
- المشروع السياسي الوطني وقواعده
- الوطنية والإصلاح والهوية
- السلطة والدولة بين مفهومين
- الطائفية العلمانية و التأسيس الاستهلاكي
- الحكيم بين العقل والادراك
- الارادة السياسية مقياسها العمل
- الهوية الفيلية والحفاظ على المستقبل السياسي
- التسرب التعليمي الأسباب والعلاجات
- البروفيسور كامل حسن البصير اقحوانة البلاغة
- الإمارات وشواهد خلق الازمات
- أوقفوا المذابح قبل الذهاب للفواتح
- عراق التشتت والخلافات النفعية
- المثقف والمفكر بين الوعي والاداء


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الانفتاح والتعاطي وتحليل العلاقات