أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الطائفية العلمانية و التأسيس الاستهلاكي














المزيد.....

الطائفية العلمانية و التأسيس الاستهلاكي


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن غياب التأسيس الفكري والأخلاقي للحداثة وتقليصها إلى مكتسب تواصلي وفق التكنولوجية الحديثة المحضة والحديث عن العلمانية المزيفة في الوقت الحالي، قد تم أفراغها من قيمها الإنسانية، وحولتها إلى قشرة تستر ركامات البالية والهزيلة والتقيد بالتقاليد الماضية وأنماط الحياة الاستهلاكية ، لذا يأتي التشويش إزاء الكثير من المسائل والمقولات، كالمجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها، التي لا تنفصل بالتأكيد عن قضية الحداثة ذاتها رغم كونها هي خلقت مع الانسان ودافعت عنها الرسالات السماوية ، والنخب تتبنى هذه المقولات الحديثة، لكن بمعانٍ ومدلولات تقليدية مسلفنة نمطية، ولم تقترب بعد من هضمها واستيعابها وتمثل هذه المقولات بمضمونها المنسلخ دون أن تصل إلى نتيجة منطقية.
من هنا يمكن القول إن هذه النخب، في الأساس والعمق، ترفض الحداثة ومبادئها وأفكارها وقيمها، وتهرب منها باتجاه مزاوجة التقنيات أو المفاهيم أو الأهداف الحديثة مع الموروث الثقافي التقليدي في مركب مستهلك واحد عاجز عن السير خطوة واحدة إلى الأمام، “مطابقة التعبير للمعبر عنه في زمن التعبير، أما أصحاب المناهج التقليدية القديمة، فعلى الرغم من حملات أصحابها البليغة على الاستعمار الفكري والغزو الثقافي، ودعوتهم المستمرة إلى الأصالة، ولكن كانوا يصلون في المآل إلى التصالح مع الغرب الإمبريالي .
العلمانية من جانب المجتمع الشعبي فلديه حساسيّةً خاصّةً تجاه مفرداتها وموضوعها و يعود ذلك إلى ارتباط هذه الكلمة بسياسات النظم الاستبدادية التي حاولت تقديمَ نفسها على أنها انظمة علمانيّ، وهو في الحقيقة أبعدُ ما يكون عن العلمانيّة لأنه يعود إلى ارتباط المفردة، مثلما عمل عليها البعض من الساسة و إيصالها وربطها بمعاداة الى للدين سلبياً، وهذا الفهم لا علاقة له بالفهم الفلسفيّ والفكريّ للعلمانيّة الصحيح والذي هو في حالة من الغياب في الوقت الحالي، وبتجسيداتها السياسيّة والتي سميت بـ “العلمانيّة الطائفيّة”، وهي توصيفٌ لتفكير سطحي ومختزل لدى قطاعٍ من المنافقين والفضوليين على السياسة الذين يتستّرون بقشرة علمانيّة شكليّة ولا تتجسَّد في بيئتهم الحريّة واحترام حقوق الإنسان، وقبول الآخر والقبولُ بوجوده وبحريّته وهما أساس كلّ رؤية علمانيّة حقيقيّة، وبالتالي ليس ما يحدِّد علمانيّةَ فردٍ أو طرفٍ ما هو الفكر الذي يحمله أو الأيديولوجيّة التي يتبنّاها أو الدين الذي يعتنقه أو الطائفة التي ينتمي إليها؛ وإنما هو ذلك الإيمان الراسخ بحريّة الآخر المختلف.ومن الأخطاء الشائعة لديهم هو “فصل الدين عن الدولة،” ثم تُختزل بعدها إلى موقف ضدّ حجاب المرأة ومع حريّة الابتذال العقلي والفكري، وإلى التخوّف على فقدان هذه الأنغام التي يتيحها نظامُ الحكم المستبد. وهذا الفهم الخاطئ والسطحيّ يتكشّف في المآل الأخير عن قاعٍ طائفيّ لدى هذه الشخوص المدّعية بهذه السياسة، وعن موقف متعالٍ ومتعجرفٍ إزاء الآخر المختلف معه.
المواطنة منظومة حقوق مدنية وسياسية وحريات شخصية وعامة وواجبات مدنية والتزامات قانونية متساوية، ومشاركة في حياة الدولة ومؤسساتها ويعني إعادة كل ما هو مجيد في الحضارة الإنسانية الحالية إلى أصول متنوعة يعني الإقرار بوجود تناسل وتلاقح بين الثقافات الحية ، ويعني ضمناً أن الثقافة الإنسانية الحالية أساس لإعادة بناء الثقافات الخاصة. والقول بنسبيتها أو قابليتها للتفكيك والتجزئة، بما ينتهي إلى الأخذ ببعض هذه الحقوق، وإنكار وحجب بعضها الآخر.
ولذا تعني المواطنة العضوية الكاملة في الدولة السياسية، أي في الدولة الوطنية أو القومية، ولا فرق. إذ تصير المواطنة هي العلاقة الأساسية التي تربط بين جميع مواطني الدولة المعنية، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والمذهبية والإثنية والطبقية وما إليها. ومن هنا تأتي أهمية مبدأ “حياد الدولة الإيجابي” إزاء جميع الأديان والمذاهب والأيديولوجيات والعقائد السياسية، وإزاء الانتماءات العرقية.
لا يمكن الحديث عن المواطنة إلا بالانطلاق من قاعدة إنسانية واعتماد معايير الأصالة في التعامل بها، لأن الإنسانية هي أساس الوطنية ورافعتها. فلا يمكن أن يعترف أحدنا بتساوي المواطنين في الحقوق والواجبات إذا لم يعترف أولاً بتساويهم في الكرامة الإنسانية.لكون الإنسانية والمواطنة صفتان لا تقبلان التفاوت والتفاضل؛ فليس من فرد هو أكثر أو أقل إنسانية من الآخر اذا كان يحمل صفاتها السليمة، وليس من عضو في دولة معينة هو مواطن أكثر أو أقل من الآخر إذا حمل هوية ذلك البلد بحكم القانون.



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكيم بين العقل والادراك
- الارادة السياسية مقياسها العمل
- الهوية الفيلية والحفاظ على المستقبل السياسي
- التسرب التعليمي الأسباب والعلاجات
- البروفيسور كامل حسن البصير اقحوانة البلاغة
- الإمارات وشواهد خلق الازمات
- أوقفوا المذابح قبل الذهاب للفواتح
- عراق التشتت والخلافات النفعية
- المثقف والمفكر بين الوعي والاداء
- طهران - رياض والخطوات الايجابية
- لا يمكن انكار الحقيقة
- الانتخابات العراقية بين التشكيك واليأس
- تبادل الثقة ...تعني انتصار القيم والمبادئ
- اللحظة الاخيرة وساعات الحسم
- الانتخابات العراقية بين القبول والرفض
- الثقافة والتراث جوهرى الأمم
- اغفال الحقوق يُفضي الى كوارث
- البرلمان العراقي وفقدان الانتماء الوطني
- الاسقاط والتسقيط في السياسة العراقية
- مؤتمر - السلام والاسترداد- العار


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - الطائفية العلمانية و التأسيس الاستهلاكي