أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - العائدون من الثورة!















المزيد.....

العائدون من الثورة!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فقراء مصر الطيبين الذين لم يجدوا في سلطة يوليو من "يحنو عليهم" على مدى ستة عقود، وفشلت ان تخرجهم من قاع الزجاجة، خرجوا يطالبون بالعدل والحرية كما وعدتهم "ثورة" يوليو منذ ستة عقود، ولم تفي بالوعد، خرجوا في 25 يناير 2011، ليتمموا ما كانوا قد تدربوا عليه قبلها بـ33 عاماً - بدون قيادة قادرة - في بروفة 18 و 19 يناير 1977، وبعد ان خاب املهم مرة اخرى، من السلطة والقيادة، من نفس القيادة، عادوا من الثورة .. "أنهم يحنون للعودة من مخاطر الثورة إلى حلل اللحوم المصرية".


أثناء فرار اليهود من الأسر في مصر، كما تروي التوراة، شرع الجبناء بينهم، من جراء مصاعب الطريق وبسبب من الجوع، يتأسفون للأيام التي قضوها في الأسر، إذ كانوا آنذاك، على كل حال، شبعانين. ومن هنا جاء القول المأثور: "تأسف على حلل اللحوم المصرية".
"إن الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إنهم لا يصنعونه على هواهم . إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي . إن تقاليد جميع الأجيال الغابرة تجثم كالكابوس على أدمغة الأحياء. وعندما يبدو هؤلاء منشغلين فقط في تحويل أنفسهم والأشياء المحيطة بهم، في خلق شيء لم يكن له وجود من قبل، عند ذلك بالضبط، في فترات الأزمات الثورية كهذه على وجه التحديد، نراهم يلجئون في وجل وسحر إلى استحضار أرواح الماضي لتخدم مقاصدهم، ويستعيرون منها الأسماء والشعارات القتالية والأزياء لكي يمثلوا مسرحية جديدة على مسرح التاريخ العالمي في هذا الرداء التنكري الذي اكتسى بجلال القدم وفي هذ ه اللغة المستعارة."


"أن ثورة فبراير 1848/فرنسا، كانت هجوما مفاجئًا، كانت أخًذا مباغًتا للمجتمع القديم . وقد أشاد الشعب بهذه الضربة غير المتوقعة باعتبارها عملا ذا أهمية تاريخية عالمية يؤدي بحقبة جديدة. وفي اليوم الثاني من ديسمبر، تختفي ثورة فبراير، بين يدي نصاب ماكر ويبدو في النتيجة أن ما أطيح به ليس هو الملكية بل التنازلات الليبيرالية التي انتزعتها منها قرون من الكفاح. وبدلا من أن يظفر المجتمع نفسه لنفسه بمحتوى جديد، بدا أن الدولة قد عادت إلى أقدم أشكالها فحسب، إلى السيطرة البدائية العديمة الحياء، سيطرة السيف والقلنسوه الكهنوتية. والجواب على عمل طائش، عمل وقح. كان ديسمبر ١٨٥١ عمل حاسم. فبراير ١٨٤٨، وما تأتي به الزوابع تأخذه الرياح .


ولكن هذه الفترة من الزمن لم تضع سدى . فمن سنة ١٨٤٨ لغاية سنة ١٨٥١ هضم المجتمع الفرنسي – وتم هذا بطريقة مختصرة لأنها ثورية – العبر والتجارب التي كان ينبغي لها في تطور يسير بصورة صحيحة، أو، إذا جاز القول، بصورة منهاجيه، أن تسبق ثورة فبراير، لو كانت هذه الثورة أكثر من مجرد هزة على السطح . أن المجتمع يبدو الآن وكأنه أرتد إلى ما وراء نقطة انطلاقه . أما في الواقع فلا يترتب له سوى أن يوجد لنفسه نقطة الانطلاق لثورته والوضع والعلاقات والظروف التي لا تصبح الثورة الحديثة بدونها ثورة جدية.".(1)



"وداوها بالتي هي كانت الداء"!
ملايين من المصريين ضد الاخوان، سواء بسبب مواقفهم الشخصية المباشرة، او بسبب الشحن الاعلامى على مدى سنوات، وفى نفس الوقت هناك ملايين من المصريين مع الاخوان، سواء بأنتمائهم المباشر للجماعة، او بسبب قناعاتهم وتعاطفهم وارتباطاتهم مع الاخوان.

سلطة الحكم فى مصر، سلطة يوليو، تقف بكل قوتها امام التغيير، لذا فهى المدافع الاول عن استمرار وجود الاخوان، على مدى سبعة عقود الذى كان احد اهم عناصر استمرار سلطة يوليو، بخلاف اشياء اخرى، فهى تبنى شرعيتها على انها تحارب جماعة الاخوان المسلمين، الذين لولاها لاقاموا فى مصر دولة دينية، دولة الظلام، تعود بالمجتمع المصرى قرون الى الوراء.

قطاعات واسعة من الشعب المصرى ترغب فى التغيير بشدة، خاصة بعد فشل سلطة يوليو فى تحقيق اياً من مهامها الاساسية فى التنمية او العدالة الاجتماعية او الديمقراطية على مدى سبعة عقود، ليس فقط ترغب فى التغيير، بل مستعدة ايضاً للمشاركة الايجابية فى التحرك من اجل التغيير، الا ان خوفها من ان تساعد بدون قصد فى انتصار الاخوان على سلطة يوليو الذين سيقيموا "الدولة الرجعية، دولة الظلام"، هذا الخوف هو المانع الرئيسى من تحرك هذه القطاعات نحو التغيير، وهو فى نفس الوقت احد اهم اسباب استمرار سلطة يوليو سبع عقود رغم الفشل المزمن.(2)



لا تغير فى موقف السلطة، الا بتغير "ميزان القوى" المحلى والاقليمى والدولى!
مفتاح تغير "ميزان القوى"، فى نضال القوى المحلية "الوطنية" الفاعلة.

ميزان القوى محلياً:
لقد حرصت سلطة يوليو على اضعاف القوى المدنية على مدى اكثر من سبعة عقود، وحرمتها من العمل، فى المقابل سمحت للقوى الدينية بالعمل فى فترات مختلفة، والتى قمعتها قمعاً عنيفاً فى فترات اخرى، وفقاً لمعادلة "الاستخدام / القمع"، وهو ما يفسر فى جانب منه النمو المضطرد لقوى الاسلام السياسى خلال نفس الفترة، حتى اصبح من شبه المؤكد ان "الانتفاضة/الثورة" القادمة فى مصر بقيادة اسلامية.

ميزان القوى اقليمياً:
تحالفت الانظمة الاستبدادية، "الملكيات والجمهوريات"، ضد التغيير، وهو ما ادى الى الانتصار المؤقت للـ"ثورة" المضادة.
فى نفس الوقت، غياب انظمة "تقدمية" اقليمية لمساندة قوى التغيير المدنية، فى حين تتوفر انظمة "دينية" اقليمية مساندة لقوى التغيير الدينية، والاهم ان القوى اليمينية الحاكمة للعالم لا تتناقض جذرياً مع القوى الدينية اليمينية المحلية، بعكس الموقف مع القوى اليسارية.

ميزان القوى عالمياً:
الحكومة العالمية، يتشكل مجلس ادارتها من الشركات عابرة القارات وشركات الاقراض المالية الدولية وتترأس حفنة من الآسر الثرية الامريكية الحكومة العالمية، وما حكومات الدول سوى موظفين لدى الحكومة العالمية، بما فيها الحكومة الامريكية، ولكن بـ"أجور" باهظة.
فى الشرق كما الغرب، ما يهم الانظمة الدولية هو ضمان استمرار تحقق مصالحهم مع اى سلطة مسيطرة، سواء فى مصر او فى اى مكان اخر فى العالم، الشرط الوحيد هو ان يضمن هذا النظام لهم استمرار تحقيق مصالحهم.(3)

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة سعيد علام،واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة سعيد علام قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824


المصادر:
1- كارل ماركس.
الثامن عشر من برومير "لويس بونابرت".
2- أحجية الثورة المصرية ؟!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734735
3-"الرباعية المصرية"، "خارطة انقاذ مصر".
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=579184



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نرفض الدولة العسكرية، كما الدولة الدينية، في مصر؟! -1- ...
- الانتهازية السياسية وثورة يناير!
- النخبة المدنية المصرية، الحلقة الاضعف!
- مباهج الديمقراطية الامريكية في السودان!
- اعلان هام: اذا كنت مجرم دولي وتبحث عن ملجأ، فأهلاً بك في الو ...
- السيسي يرد على دعوتنا، بالدفاع عن صندوق النقد؟! طالبنا برد م ...
- الديمقراطية الامريكية، وحركات حقوق الانسان!*
- ماذا تعني، حركات حقوق الانسان بدون سياسة ؟! لا احتلال اقتصاد ...
- رسلة مفتوحة للنخبة المصرية، الواعون منهم والغافلون!. العملاء ...
- لماذا يحرص السيسي على اشعار الشعب بالذنب؟!
- خطايا النظام يتحملها الشعب؟!
- ماذا يعنى نشر الديمقراطية فى الشرق الاوسط؟!
- وجدتها وجدتها .. هنا التمويل، فلنرقص هنا!
- هل نجيب ساويرس معارض وطنى، حقاً ؟!
- آل ساويرس كممثلين للنيوليبرالية الاقتصادية، فى مصر والشرق ال ...
- صراع الديناصورات: آل ساويرس ك-ممثلين- للنيوليبرالية الاقتصاد ...
- -صخرة يوليو-!
- سد النهضة مشروع سياسى، قبل ان يكون تجارى!
- كيف نوقع على وثيقة تزور تصنف النيل ك-نهر عابر للحدود-، ثم نط ...
- متى تنتهى الحرب العالمية الثالثة، الغير معلنة؟!


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - العائدون من الثورة!