أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الأستاذة إشراقة أحمد وزيرة للسلام والإنسانية














المزيد.....

الأستاذة إشراقة أحمد وزيرة للسلام والإنسانية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7157 - 2022 / 2 / 9 - 02:04
المحور: حقوق الانسان
    


●يُقال "تطويع القلم للكتابة عن الشخصيات التي نتعرف عليها في حياتنا القصيرة أمر يحتاج لتذود الكاتب بشجاعة كافية"، وما أصعب الكتابة عن حمامات السلام المحلقة في ظلام هذا العصر القاهر، ولكن هذه المرة أشعر أنني أكتب عن شخصية ذات شكل وطعم واحد فائق التوهج وفاقع اللون ولا يتبدل بعوامل الزمكان، إنها حقاً ذات الشخصية التي تعرفت عليها قبل سنوات لم تبدلها صروف الظروف؛ إنها كما كانت رغم هذا العالم المتحول الذي دائما ما يبتلع الصفات الجميلة والخصال الطيبة في الكثير ممن نلتقيهم، وفي هذا العالم العجيب سرني أن إلتقيت الأستاذة والرفيقة إشراقة أحمد خميس وزيرة التربية والتعليم باقليم النيل الأزرق؛ تلك الإنسانة الإنسانية التي تستمد سعادتها من إسعاد الآخريين، وتقدم الأعمال الإنسانية علي السياسية، وتحلم بعالم جديد يعيش فيه الإنسان بسلام، وهذه الروح الطواقة للسلام والمحبة الإنسانية تعتبر من روائع الكون الذي نعيش فيه في وقت الصراعات الكبيرة وتباري الناس في ميادين الدنيا لإكتناز المكاسب السياسية في وطن يشهد أشد أيام الصراع.

●لقد كتبت الأستاذة إشراقة في الثالث من فبراير الجارٍ كلمات إهتز لها شعور المتابعيين؛ قائلة "أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 -11 عاما، تبدو على ملامحهم البريئة الشحوب و الإعياء، بعضهم لا يذهبون إلى المدرسة و البعض الآخر يذهب صباحاً لحضور الحِصص الصباحية و بعد ذلك يتجهون إلى سوق الدمازين للبحث عن لقمة العيش، فتراهم يبيعون الأكياس والحلوى والأمواس، والبعض الآخر يقوم ببعض الأعمال الهامشية والمرهقة كالعمل بالدرداقات وغير ذلك من أعمال.
تعمل معهم الأستاذة إعتدال وتوطدت صلتها بهم وأصبحوا يثقون بها ولا تريد أن يطلق عليهم الأطفال المشردين.
أستأذنتهم كى أقابلهم، وإلتقيناهم نهاراً بالسوق.
حبست دموعى لسماعى قصصهم، فمنهم الأيتام وفاقدى السند ويشكون من رهق الحياة وإنعدام العائل ولا يملكون مستندات و لا هويات.
يحلمون بالعودة إلى الدراسة.
بعد اللقاء قال لى محدثهم الرسمى بتجينا تانى يا فورى!
حتما سوف آتيكم ثانية وثالثة".

●اليوم الثامن من ذات الشهر السارٍ أعادت الأستاذة إشراقة أحمد خميس كتابة منشوراتها المصحوبة بصور توضح تحركها لإنتشال جيل شردته ويلات الحروب والتفقير المتعمد طوال السنوات الماضية؛ وقد خطت منشورها اليوم تحت عنوان "ظاهرة التشرد التعليمى"، قائلة "اليوم إجتمعنا فى الوزارة، الإدارات التعليمية المختلفة، وزير الرعاية الإجتماعية أستاذ عمر الشيمى، السجل المدنى، الزكاة، مجلس الطفولة، وحدة حماية الطفل، اليونيسيف، ادرا، ويرلد فيشن، منظمة الأمل والسلام، و صاحبة المبادرة أستاذة إعتدال، ومجموعة من الأطفال المشردين أو المتنحيين.
ناقشنا خطورة ظاهرة التشرد وأسبابها وآثارها على الطفل وتنميته وترقيته وتحجيم دوره في المجتمع.
تم تكوين لجنة من المجتمعين لعمل مناصرة ولتحريك كل المجتمع لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة.
شكرا للحضور وللتفاعل".

●إن ما تقوم به الأستاذة إشراقة لمساعدة أطفال النيل الأزرق، ودموعها التي أحرقتنا قبلها؛ كلها تعكس لمحات من شخصية إنسانة مرهفة ومحبة للإنسانية، والأطفال فوق كونهم بُناة المستقبل إذا أحسنا بناء قدراتهم هم ملائكة السلام والمحبة، والطفل يُولد وفي قلبه وعقله السلام ولا يعرف للكراهية درب إلا أنه يواجه مأساة إختارها له المستبديين ومن حُكام عصر الحروب وإنتهاك حقوق الطفل، وما تقوم به الرفيقة إشراقة عمل إنساني عظيم لإعادة دمج هؤلاء الأطفال الأبرياء في منظومة الحياة الكريمة التي يستحقونها، وقد شاهدت هذه المأسي خلال زيارتي لإقليم النيل الأزرق مؤخراً، ويتطلب ذلك إجتهاد كبير من المسؤليين والمهتميين بقضايا الطفل والتعليم حتى يتم حل هذه المشكلة الخطيرة، ولا نملك إلا أن نقول للرفيقة إشراقة خميس "قلوبنا وعقولنا معكم من أجل أطفالنا"، ويجب إطلاق حملات إنسانية واسعة النطاق للدفاع عن قضايا الأطفال خاصة المشرديين في الأقاليم المتأثرة بالحروب، وحتماً لن تنزل دموع الرفيقة إشراقة خميس علي الأرض دون أن تنبت زهرة جديدة تستمد من أعين الشمس رحيقها وبريقها وتصبح قيمة السلام والرحمة في قلوب الناس جميعاً، والسلام علي أطفالنا الأعزاء.

9 فبراير - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً الدكتور سيد القمني
- أوراق عمل علي منضدة المجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي
- القمةً الخامسة والثلاثون للإتحاد الافريقي
- الراهن السياسي السوداني
- تعليقاً علي عرض الحوار العلماني الإسلامي
- تعليقاً علي قضايا الثورة والتغيير ونظرةً علي مقال الرفيق بدر ...
- الشهيد محمد فيصل قمراً سيعود للأرض مجدداً
- إجتماع الرياض بين أصدقاء السودان
- مواكب 17 يناير
- بيان صحفي:
- بيان صحفي
- هل نحن أمام تحول جديد
- رسالة عزاء
- الراهن السياسي ومطلوبات الحل
- تعليق حول إستقالة رئيس الوزراء
- تجديد الحُلم مع مطلع العام الجديد
- حلم السلام والديمقراطية والحريات وشبح الإنقلابات والإنتهازية ...
- الثورة روح الحاضر والمستقبل
- تعليق حول الراهن السياسي
- لقاء مع والي ولاية سنار


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - الأستاذة إشراقة أحمد وزيرة للسلام والإنسانية