أوراق عمل علي منضدة المجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 3 - 23:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

تنطلق بالعاصمة الأثيوبية - أديس أبابا أعمال القمة الوزارية العادية للمجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي، وذلك تمهيداً لإنعقاد القمة الـ(35)، وتشهد هذه القمة حضور كبير للسادة وزراء دول الإتحاد الافريقي بما فيها إرتريا العائدة بعد غيبة لأسباب متعددة، وذات صلة بمسألة الأمن والسلام وحقوق الإنسان، وستعقد هذه القمة المهمة بالتزامن مع إنعقاد القمة الإستثنائية لرؤساء دول المجموعة الإقتصادية بغرب افريقيا "الإيكواس"، بينما السودان يعيش عزلة غير مسبوقة بعد أن تم فرض إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر في العام المنصرم، ويجب إصلاح هذه المسألة بدعم مبادرة بعثة الأمم المتحدة لإجراء عملية سياسية جديدة للسودان، وتشهد اثيوبيا حضور كثيف لهيئات دولية صديقة، وأجهزة الإعلام الإقليمية والدولية سيما مع إحتدام صراع النفوذ السياسي والإقتصادي الداخلي والخارجي، وتزايد نسبة الفقر والبطالة وهجرة الشباب والنساء، وإنتشار واسع للمخدرات والإرهاب العابر للحدود داخل القارة، وقد تتابعت أحاديث القادة الافارقة للإعلام بشأن تصاعد الإضطرابات السياسية والأمنية بعموم افريقيا رغم محاولات فتح مسارات السلام، وهذا يضع مسؤليات ضخمة أمام القمة الافريقية المرتقب إنعقادها خلال الفترة القادمة وسط صعوبات جمة تكتنف المشهد الافريقي.

تحدث السيد/ موسى فقي رئيس مفوضية الإتحاد الافريقي في كلمته أمام المجلس التنفيذي مبدياً قلقه الشديد جراء إشتداد العنف علي طول وعرض البحيرات الكبرى والساحل والقرن وجنوب القارة الافريقية؛ محذراً من خطورة المتغيرات الجارية حالياً بعدد من الدول؛ نظراً لإستبدال حكوماتها عبر تدخلات عسكرية؛ مما يعيق مساعي تحقيق السلام وتمتين الأمن والإستقرار وإنتظام التنمية والتبادل الإقتصادي، وأيضاً أقر السيد فقي بضعف الإمكانيات الإقتصادية للقارة الافريقية لمواجهة متحورات فيروس كوفيد19 التي تهدد حياة شعوب افريقيا خاصةً في ظل الضغوط الإقتصادية المضافة لإنهيار الحكومات علي وقع الإنقلابات العسكرية المتفشية وتداعياتها المثيرة للقلق علي مصائر تلك الشعوب ومستقبلها بشكل عام.

نشرت صحيفة "العين الإخبارية" تقريراً مفصلاً لمشاهد من دهاليز القمة التي يعقدها المجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي؛ متناولاً تصريح للسيدة/ ماري تومبا رئيسة المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي وزيرة خارجية دولة الكونغو، والتي وصفت الأوضاع في القارة الأفريقية بالقاتمة وشديدة الخطورة علي الأمن والسلم الدوليين؛ معددة خلفيات مخاوفها كما هو حال العديد من القادة المشاركيين في هذه القمة المحاطة بالكثير من التحديات السياسية وأسئلة الشعوب المطهدة وتعقيداتها، وتحتاج أجوبتها تحلياً بالمسؤلية والشفافية وشجاعة كافية من أجل مواجهة الواقع الماثل؛ سعياً لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلات افريقيا السياسية والأمنية والإقتصادية.

أهمية القمة الافريقية المرتقبة للسودان تتمحور حول عدة أسباب: أهمها مناقشة المتغيرات السياسية الأخيرة، وإمكانية تنفيذ إتفاقية جوبا لسلام السودان، وهذا من صميم مسؤليات الإتحاد الافريقي الذي يعتبر الشريك والضامن لعملية السلام السودانية المحفوفة بمخاطر كثيرة يمكن تفصيلها لاحقاً؛ فيما نشير هنا لوجوب مناقشة تنفيذ الإتفاقية بدعم الجميع من أجل إستدامة السلام بافريقيا، ونحن ننظر للأمر من زاويتيين أساسيتيين هما: أولاً حفظ الأمن القومي الافريقي المرتبط بتأمين الحدود المشتركة لتقليل الهجرة الغير شرعية ومحاربة الإتجار بالبشر والمخدرات وخلايا الجماعات الإرهابية وتوفير الإستقرار الإجتماعي بضمان عودة النازحيين إلي مناطقهم الأصلية؛ ونشير لأهمية تنفيذ الإتفاقيات المبرمة بين حكومة إقليم النيل الأزرق وحكومة إقليم بني شنقول، ثم ثانياً ربط القارة من كيب تاون إلي القاهرة بشبكة تجارية ذات قنوات مؤمنة لتحقيق إستقرار الإقتصاد ونمو الدول وتمكينها من محاربة الفقر عبر برنامج تنموي شامل، ويمكن إتخاذ السودان كموقع إستراتيجي لفتح سوق قاري متعدد العروض، ويمثل السودان بوابة افريقيا شمالاً إضافةً لمحازاة حدوده للبحر الأحمر بموانيه الشرقية، والحدود الممتدة مع دول الجوار؛ إضافةً لإمتلاك السودان موارد كثيرة من الصمغ والمعادن والبترول والثروة الحيوانية والسمكية وفضاء واسع للسياحة والآثار وتنوع الثقافات وغيرها مما يؤسس لشراكة حقيقية بين السودان والمحيط الافريقي، ويمكن الإستفادة من هذه المقدرات الهائلة حال تطوير برنامج واضح لترسيخ السلام والديمقراطية وتثبيت أعمدة الشراكة الإقتصادية بين دول وشركات افريقيا.

3 فبراير - 2022م

#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل