فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقول علماء النفس : (إن أي إنسان يعيش في بيئة معينة تنغرس في عقله الباطني طبائع وتقاليد وعادات وثقافة تلك البيئة) وهذا يعني أن الإطار التنسيقي عاش ثمانية عشر عاماً في بيئة من الحكم وفق القاعدة التوافقية والمحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية أفرزت السلبيات في نظام الحكم وأوصل العراق إلى ما نحن عليه الآن وهذا يعني أن طبيعة الحكم انفرزت في العقل الباطني لقوى الإطار التنسيقي التي تتناقض مع طبيعة الإصلاح وتغيير الواقع التي تقودها قوى التيار الصدري والقوى الأخرى المؤتلفة معها.
ومن خلال هذه القاعدة والرؤية إن دمج الإطار التنسيقي مع التيار الصدري الذي يدعو إلى التغيير والإصلاح تعتبر خلل وتعطيل وعرقلة لمسيرة التغيير والإصلاح لأن الإطار التنسيقي يدعو إلى التوافقية والمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية التي أفرزت سلبيات كثيرة لمدة ثمانية عشر عاماً وأوصلت العراق وطن وشعب إلى ما نحن عليه الآن ويعتبر تناقض ونكران وخيبة أمل لجماهير الشعب الواسعة وخذلان وفشل لنتائج الانتخابات التي حملت قوى التغيير والإصلاح إلى قبة البرلمان التي كانت تطمح بفوز هذه العناصر التي تحمل راية التغيير والإصلاح وتحقق رغباتها وطموحها عندما حققت لهم الأكثرية في البرلمان وفسحت المجال لهم لإقامة حكومة أغلبية وطنية تحقق للشعب طموحه وأمانيه في العراق وطن وشعب يعيش في خيرات شعبه بسعادة وأمان واستقرار واطمئنان ووطن ينعم بالسيادة والاستقلال.
إن العراق وطن وشعب ودولة تتمسك بدستور يعمل وفق النهج الديمقراطي والقوى السياسية فيه تحمل أفكار مختلفة ومتناقضة المصالح والرؤيا وهذا يعني أن القوى السياسية يحسم فوزها وخسارتها الشعب وهذه العملية طبيعية واعتيادية في النظام الديمقراطي باعتبار الفوز والخسارة بين القوى السياسية تتكرر بينهم الفائز يشكل حكومة أغلبية والخاسر يصطف في صفوف المعارضة يرصد ويراقب أعمال وتصرفات الحكومة. إن الشعب الذي يحمل بطاقة الفوز في الانتخابات يتكون من أجندة وطوائف مختلفة المذهب والقومية وفي الأنظمة الديمقراطية يجب أن تحتوي الحكومة عناصر من الطوائف والأجندة تمثلها في الحكومة الفائزة ولا تقتصر على الطائفة أو القومية بمفردها.
في العراق لا توجد أزمة سياسية ولا مشاكل بين الأحزاب والكتل والتيارات السياسية وإنما يوجد اختلاف رأي وأفكار واجتهادات بين جهة وأخرى جهة اختارت التغيير والإصلاح وجهة أخرى اختارت التوافقية والمحاصصة والاختلاف بين جميع الأحزاب والكتل والتيارات السياسية تحسم عن طريق جماهير الشعب ويكون ذلك من خلال الانصهار مع جماهير الشعب والدفاع عن مصالحهم ومشاركتهم ومحاورتهم في جميع العقبات والمشاكل التي تعرقل حياتهم الاعتيادية في العيش الكريم المادية والمعنوية والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ويظهر ذلك من خلال الشعب .. القوى السياسية الآن تتعرض إلى تجربة جديدة في الديمقراطية لم تمارس في السابق عملية المعارضة السياسية التي من خلالها تتبلور المعرفة والنقد الهادف والبناء وتؤدي من خلال الرصد والرقابة والنقد الحوار الفكري إلى التقدم والتطور والعمل الصائب الذي يصب في خدمة العراق وطن وشعب.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟