إن التأخر في إنجاز الإيجابيات تؤدي إلى إفراز السلبيات

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إن الظاهرة العراقية لها امتداد طويل استمرت ثمانية عشر عاماً أفرزت السلبيات التي تجثم بكابوسها على صدور الشعب العراقي وأصبحت بسبب إهمال معالجتها إلى مرض عضال يصعب علاجه إلا بعملية استئصال المرض من جذوره وهذه المهمة تتحملها الحكومة المقبلة التي رفعت شعار الإصلاح وعلى المصلح قبل البدء بعمليته الإصلاحية يجب عليه تفكيك النظام القديم الذي كان يستند على نظام من السلبيات التي انعكست على حياة الشعب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أفرزت الحالة التي يعاني منها الآن. وهذا النظام من صنيعة الحكام السابقين.
إن الانتخابات العراقية أفرزت فوز أغلبية وطنية سياسية سوف تقود سلطة الحكم فيها شخصية تعتمد الاصلاح ويكون مصلح ويكون ثائراً في عمله يعتمد المنهجية وطريقته تكون وفق قاعدة (وعي الواقع المؤلم وتغييره) وهذا يعني يحمل المعول ويهدم به النظام القديم الذي يقوم حسب نظام التوافقية والمحاصصة والمحسوبية والمنسوبية الذي أفرز الفساد الإداري وانفلات السلاح وستة ملايين فقير وجائع ومحروم وتفشي ظاهرة المخدرات والبطالة والعنف الأسري والانتحار والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتكون عملية المصلح وتؤدي إلى شق وتقسيم المجتمع إلى قسمين قسم كبير ينحاز إلى المصلح وهم الفقراء والجياع والمحرومين والمعوزين الذين يتطلعون ويطمحون إلى بناء مستقبل ديمقراطي مشرق سعيد يخيم عليه الأمن والاستقرار والسعادة والاطمئنان والمستقبل المشرق السعيد والقسم الآخر محافظ يريد المحافظة على وضعها ومكاسبها ومصالحها على حساب أبناء الشعب وهذه العمليات التي تحدث في المجتمع تعتبر حركة من حركات التطور في التاريخ في التقدم والتطور تستبدل الشكل القديم الذي يعتبر المعرقل والمعيق للتقدم الذي يواكب ويسير مع حركة التاريخ في التقدم والتطور وتكون بانية وهادمة في وقت واحد فهي تهدم النظام القديم لكي تبني محله نظاماً جديداً أقرب إلى روح العدل والمساواة الاجتماعية ومن خلال هذا الصراع والتناقض بين القديم والجديد وبواسطة هذا التدافع تنمو الحضارة ويتطور المجتمع إلى أمام وصولاً إلى الهدف والغاية وفق خريطة منطق وحركة التاريخ وحتميته.
إن المصلح يختلف عن الصالح في عمله ودوره في تطور المجتمع حيث يأخذ كل واحد طريقه المغاير إلى طريق الآخر وقد يقتضي الصراع والتنازع بينهما لأن المصلح تكون أفكاره بناءة ومشيدة للمجتمع الجديد لأنها محرضة على الانفتاح للعقل والتفكير النقدي ومحفزة على الإبداع والابتكار أما الصالح فيدعو إلى الوعظ والنصائح وتهذيب النفس والإرشاد على الابتعاد عن الرذائل ولا يقوم بالإصلاح في العمل الحاسم وردع المعتدي ومن خلال موقفه يشجع الشر على الجريمة أما المصلح بالرغم من دعوته إلى الأعمال الحميدة واحترام الدستور وهيبة الدولة إلا أنه أيضاً يسعى ويعمل من أجل تقدم وتطور الشعب وردع من يتجاوز على القانون وهيبة الدولة .. يقول المفكر والفيلسوف أب العلاء المعري :
مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات