أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وهيب أيوب - -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-














المزيد.....

-وداوني بالتي كانت هي الداءُ-


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 28 - 15:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كُّلما ازداد مستوى الانحطاط والتخلّف والتقهقر في المجتمعات العربية الإسلامية، تنطّع الشيوخ؛ حرّاس الشرف والشئمة والعفّة والطهارة والأخلاق الإسلامية المحافِظة النبيلة! ليقولوا لنا أن سبب كل هذا الانهيار والتراجع؛ هو في الابتعاد عن الله والإيمان والدين وسيرة النبيّ والسلف الصالح!
إن ما يعتبره هؤلاء الدُعاة وشيوخ التخلّف والرجعية؛ السبب، الذين ما زالوا يعيشون في منتصف القرن السابع، لا يُدركون أن ما يتحدّثون عنه في مسائل الشرف والعفّة والطهارة، ونظرتهم المُحقِّرة للمرأة وعلاقتها بالرجل؛ هو كل السبب، ُسبّب الكارثة الكبرى وكل هذا الكبت والقهر الجنسي الذي يجلدون به المجتمعات بخُطبهم الخرندعية يومياً في المساجد.
مُجتمعات تعيش حالة من العُصاب الجماعي والتناقض وانفصام الشخصية " الشيزوفرينيا"، فهُم في العلن ينادون بتلك الأخلاق التي تطحن عقولهم ونفوسهم، يُقابلها رغبة جامحة مهووسة في الأنثى والجنس، تنتاب العقل الباطن، الذي لا يستطيع مقاومة تلك الشهوة والرغبة الفطرية الغريزية الطبيعية في الإنسان.
وهنا يظهر هذا التناقض الرهيب، الذي يشلّ التفكير ويُشغل العقل عن باقي الشؤون الهامّة في الحياة ويمنعه من أي إبداع حقيقي فيها.
ولهذا سنرى؛ أنه في تلك المجتمعات الذي يطحنها الكبت الجنسي ويُحطّم نفوسها، جرّاء القيَم المفروضة عليهم من قِبل رجال الدين التي يلقّنونهم إياها على مدار الساعة، والمُفارق لرغباتهم الفطرية الغريزية الحقيقية الطبيعية، سنرى تلك المفارقات المُدهشة في سلوكيات هؤلاء القوم، فتلك المجتمعات رغم ادّعائها العفّة والطهارة والأخلاق الإسلامية الحميدة في العلن، هي أكثر المجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة التحرّش الجنسي بالنساء، فنسبة التحرّش في دول العربان 90% ، في مصر مثلاً 98%، على الرغم من اللباس المحتشم والحجاب والنقاب في الدول الأكثر تزمّتاً، فهي الأعلى نسبةً بالتحرّش، وفي السعودية يتمّ الاعتداء جنسياً على طفل من بين كل أربعة أطفال، فهذا الكبت المروّع للنفس البشرية، لا يعرف حدود أخلاقية إنسانية، كما أن كل مظاهر الشذوذ الجنسي والمثلية الذي يدينون بها الغرب ، تُمارس في تلك المجتمعات المقهورة بالسرّ، ويخاف أصحابها من الظهور العلني كما الغرب!
يُضاف إلى كل ذلك فإن ما يُدعى بـ "جرائم الشرف" أي قتل الفتيات والنساء على خلفية جنسية، تلك الظاهرة تحصد سنوياً آلاف مؤلّفة من النساء والفتيات في دول بني يعرب والمسلمين
يقول الشاعر النوّاس؛ وداوني بالتي كانت هي الداءُ، أي أن يا رعاكم الله والدين؛ الأزمة تكمن في هذي الأخلاق التي تتّبعونها وليس العكس، وما لم تُحلّ تلك المُعضلة الكأداء، وما لم تتغيّر هذي النظرة المُحتقرة للمرأة، وذلك المفهوم المتخلّف لمسألة الجنس، فلن يحدث أي تقدّم ولن تخرج تلك المجتمعات من كوارثها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمجتمعية، وستبقى عقولها مرتهنة بين فخذي امرأة!
يوضح مؤسّس علم النفس الحديث سيغموند فرويد، الذي اعتمد مسألة الجنس كمحور أساسي ومركزي في نظريته
ما يلي:
( أنّ الجنس هو السبب خلف كل ما يُصاب به الإنسان من اضطرابات نفسية، وذلك راجعٌ حسب نظره إلى أنّ النفس حينما تكون في بداية تطورها: أي حينما يكون الإنسان صغيراً، فإنّها تكون كالمادة الخام، سهلةٌ وسلسة، وأيّ شيء طرأ عليها في ذلك الوقت سيكون له نصيب في تنشئتها. وكلّما كانت المؤثرات سلبية، كانت النتيجة سلبية، بحيث إن هذا الشخص لن يكون صالحاً لنفسه ولا للمجتمع، وهو المريض!).
إذاً كيف لمجتمعات مريضة أن تنهض وتتقدّم، دون أن تتخلّص من تلك القيّم والمفاهيم التي مضى عليها 1400 عام، والتي دحضتها العلوم والاكتشافات الحديثة وعلم النفس والاجتماع والسلوك...
أقول؛ أنه لن تُفلح أي ثورة على الأنظمة السياسية الديكتاتورية، ولن يكون هناك لا ديموقراطية ولا حريّة ولا تنمية ولا صناعة، ولا تجارة إلا الإتجار بالدين والسياسة والوطنية والشعارات الكاذبة الخادعة، ما لم تقم ثورة عميقة حقيقية على كل تلك القيَم المهترئة البالية غير الإنسانية واللا أخلاقية، وعلى أولئك الدُعاة وشيوخ الدين النصّابين الأوباش، الممسكين بها ويقومون بتلقينها وترويجها يومياً للأجيال....
أنقذوا مستقبل أولادكم.



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!
- - ناقصات عقلٍ ودين - !
- عن الدين والتربية والأخلاق
- بين المعرّي والشريف المرتضى، وطه حسين وشيخ أزهري
- مهزلة ومأساة العقل المسلم !
- خدعوك فقالوا -الحضارة العربية الإسلامية-
- لا تزدني من الشعرِ بيتاً !
- حكاية إبريق الزيت!
- الخالق العبقري ...!!!
- عندَ الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان
- الحروب المتعدّدة للإلَه الواحد!
- جرائم بلا شرف !
- الثقافات الكارثية
- جذور الاستبداد وأزمة النُخب


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - وهيب أيوب - -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-