أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق














المزيد.....

تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7137 - 2022 / 1 / 16 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جعلت الحركة الصهيونيّة معركة إعادة تشكيل الوعي العربي والإسلامي في مُقدّمة اهتماماتها منذ مؤتمر الحركة الصهيونية الأول في بازل 1897، وفي هذا الإطار حرَصَ رؤساءُ الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بدءًا من أرئيل شارون حين ألقى خطابًا في مدينة العقبة الأردنية العام 2003 مطالبًا الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، وانتهاءً بنڤتالي بينيت على ترديد وتكرار المطالبة بيهودية الدولة، وجعلوا منها شرطًا على الفلسطينيين ليتسنٌى التقدم في إرساءِ السّلام المنشود، وهنا نقفُ متسائلين لماذا يُصرّ المحتل على الاستمرار بمخاطبة الفلسطينيين على صفة وطبيعة الدولة؟، فهل القصد من ذلك يقتصر على خلْق عقَبات أمام المفاوضات بغْيَة نسفِها، أو هروبًا من الاستحقاقات المترتّبة عنها؟، يتّضح من خلال الاستقراء في تصريحات نتنياهو ومقابلاته كأحدِ رموز الحركة الصهيونية، أنَّ ما يرمي إليه هو إضفاء الطّابع القومي ليس فقط على الدولة كتجسيدٍ لهذا المفهوم، وإنَّما على المشروع الصهيوني كفكرة، وما يترتّب على ذلك من حقوق وفق الرؤية الصهيونية الرّامية إلى حقّ شعب إسرائيل على أرض إسرائيل، ممّا يكشف بوضوح سعي المحتل إلى إرساء مفهوم أنَّ الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بيهودية الدولة لعدم اعترافهم بهذا الحق الذي أسماه نتنياهو " زخوت"، وقد يتساوق البعض مع هذا الطرح، ولكننا لو أمعنا النظر في إصرار نتنياهو على الاعتراف بيهودية الدولة نجده يتخطّى ذلك بكثير، فعلاوةً على المساس بحقوق الفلسطينيين بالداخل المحتل ومحاولة طردهم إما بالتهجير أو بالتبادل السكاني، وكذلك المساس بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها والذي كفلته القوانين الدولية، فإنَّه يرمي إلى الإقرار بالفكرة الصهيونية، والاعتراف بالرّواية الصهيونية للصّراع العربي الإسرائيلي، وقد أثمرت هذه السياسة في البعض من خلال حركة التطبيع غير المبررة مع دولة الاحتلال، وأيضًا ما صرّح به منصور عباس رئيس القائمة العربية المُوحّدة "راعم" بقوله "أنَّ اسرائيل ولدت يهودية ولا زالت يهودية وستبقى يهودية"، وتجسيدًا لهذه السياسات عمدت دولة الاحتلال إلى تهويد المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني، وأسْرلة الأحياء الفلسطينية في القدس، ولا زالت مستمرة في تهويد النقب المحتل إحياءً لمخطط برافر 2013 الذي دعا فيه إلى تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى ما يسمى بلديات التركيز، نهبًا لأراضيهم، وتحويلهم من فئة منتجة في القطاع الزراعي والحيواني على أراضيهم، إلى عمال يخدمون قطاع الصناعة والخدمات في دولة الاحتلال كخطوة تهدف إلى إضعاف وإنهاك اقتصاد العرب الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أراضيهم اختياريًا، ليتسنى للمحتل بسط نفوده دون ردودِ أفعال.
إنَّ ما يحدث في جنوب النقب تحت ستار التشجير والتحريش ما هو إلا امتداد للفكرة الصهيونية المجنونة بتحقيق حلم اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وما صاحَبها من حراكٍ شعبي كردّ فعل على سياسة التهجير يشِي بإمكانية أن تصبح هذه الحملة على النقب اليوم كشرارة دخول شارون للمسجد الأقصى، ونرى عاصفة سياسيّة تهز أركان مشروع الاحتلال التوسّعي، وتُعيد تشكيل الوعي لدى فلسطينيّي الداخل، وتؤسسُ لمرحلةٍ كفاحية نضالية جديدة تُربك حسابات المحتل، وكذلك تشي بإمكانية أن تفرض هذه الأحداث على حزب راعم وزعيمه منصور عباس التراجع عن النّهج الانهزامي الذي سار فيه بعد أن قدّمت له حكومته هدية بتهجير بدْوِ الجنوب الذين يشكّلون الدّاعم الرئيس له.
إن المناخ السائد في دولة الاحتلال وضعت حكومته بين مطرقة راعم إنْ رغب زعيمه عباس باتّخاذ خطوة إلى الخلف لتقييم الموقف وإعادة الحسابات لجهة القضية الوطنية، وسندان معارضة نتياهو المتربص بالحكومة، تمهيدًا لسقوط حكومة بينيت وعودة العراك السياسي الداخلي في محمية الاحتلال، وفي سياق هذه التطورات هل من الممكن أن تلتقط الفصائل الفلسطينية الإشارات من حراك أهل النقب ويحَسّنوا التعامل معها لجهة توسيع مناطق الاشتباك الساخنة، ولا يهدروها كما أهدروا الهبة الفلسطينية لفلسطيني الداخل تضامنا مع أهل الأحياء الفلسطينية في القدس في مايو 2021 الماضي لجهة الحسابات الحزبيّة والفكرية، أم أنَّنَا سنجد أنفسنا من جديد أمام أحزاب ونخب وقيادات قادها الوهم فأصابها الوهن فأضحت عبئًا على الشَّعب وقضيته العادلة.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرًا للشعب الجزائري
- الجزائر على خط النَّار
- ماذا لو امتلكت إيران السلاح النَّووي
- فازورة... حزورة... فصائلية
- يوم الاستقلال والثورة الصادقة
- محاكمة بريطانيا ضرورة إنسانية
- المُقاومةُ القداسةُ ودِلالةُ التطبيق
- بيروت في مرمى النيران
- العراق للعراقيين
- الرئيس عبَّاس وحماس في القاهرة
- من وعد مكّة إلى وعد الآخرة
- في ذكرى انتفاضة الأقصى ويوم العَلَم الفلسطينيون إلى أين؟
- خطاب الرئيس بطعم ورائحة الكوفية
- من آخِر السَّطر
- لقاء السيسي _ بينيت خط أحمر مصري جديد
- سقوط الحركات الإسلامية هواية وذرائع أم فشل سياسي
- غزة في معركة بين الحروب
- الفلسطينيون بين احتلالين
- الرئيس وإعلان حالة الطوارئ
- كابول 2021 والسقوط الجديد


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - تهويد النَّقب عاصفة سياسية تلوح في الأفق