المسكوت عنه في إتفاقية السلام

محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7132 - 2022 / 1 / 10 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في بلدنا حيث الشفافية منعدمة ..و القيادات السياسية .. ترى أن الشعب قاصر غير قادر علي تمييز ما هو في صالحة .. من ما يضره .. تعتنق مثل ((دارى علي شمعتك تقيد )) .. نتعرف علي سياسات الحكومة بالتخمين .. و وضع قطع (البازل ) جنبا إلي جنب (كلما إفتتح الرئيس مشروع أو صدر قانون أو فرضت ضريبة ) .
عندما تكتمل الصورة ( أو تقترب من إظهار ملامحها ) أمامنا.. نجدها بشعة ..لا تبشر بأى خير ... لقد تحولنا إلي جمهورية من جمهوريات الموز تأتمر بواسطة قوى السيطرة العالمية ..وتتعثر من ثقل قيود إقتصادية و سياسية و دينية تبطيء الحركة .. و تؤدى للكساح الفكرى و العلمي .. و كسل الكمون .
إرهاب المعارضة .. و سد الأفواه ..و تمكين كورال المدح من أجهزة الإعلام .. فضلا عن طريقة إختيار أفراد الحكومة و البرلمان بشقية .. و إصدار الدستور ثم تعديلة ..توحي بأن أمرا جللا كان يدبر في الخفاء .. و كان هذا الأمر هو القيام بما يسمي (( الإصلاح الإقتصادى )) الذى لازالت أسبابه مجهولة .. بل أهدافه النهائية غير معلنة .. لم يصرح بها المسئول و الصنايعية الذين يقومون بتنفيذه ..و لا يعرفها المواطن الطبيعي .. الذى يعيش يكدح و لا يكفيه دخله بسبب الجباية المجحفة التي تتم بصور مختلفة .. و إنخفاض قيمة الجنية الشرائية .. و عدم تطور مداخيله كثيرا .
تحول المجتمع ليسيطر علية أبناء الرأسمالية الطفيلية الكومبرادورية .. جرى خطوة خلف أخرى .. دون أن يشهر هذا التحول أو يناقش بين الناس .. لقد صحونا في يوم لنجد بيننا طبقة من المترفين تنفق ببذخ .. و تحمل أحط صفات البشر لها مساكنها .. و مصايفها وملاهيها .. و أنواع طعامها ..و ترفيهها .. و ملابسها .. و هيئتها .. مما يعكس ثقافة منحطة إستغلالية قاسية .. مرتبطة بقوانين الراسمالية العالمية و خاضعة لها.
علي الجانب الأخر .. تبينا أنه لم يعد يخرج علينا قادة اسرائيل بتصريحات - تبدو كما لو كانت مذعورة - من احتمال أن تهاجمهم الجيوش المصرية ..
رغم أن القوات المسلحة ( بعد أن حكم الجيش مصر بشكل مباشر .. في يونيو 2014 )..حسنت نوعية معداتها العسكرية و أدواتها .. و زادت منها و كدست (( صواريخ و طائرات وغواصات و فرقاطتتين .وحاملتي طائرات )) .. رغم ما تسبب فيه هذا التكديس من ديون متلتلة .. تقصم ظهر الغلابة الذين يخضعون لنظم جباية قاسية ينفذها النظام.
مستر (نفتالي بينيت) رئيس حزب (يمينيا) الإسرائيلي الذى أصبح رئيسا لوزراء حكومة مؤتلفة ذات ميول يمينية خلفا لنتانياهو .. يبدو مطمئنا من جهة مصر .. فهو يعرف مثل باقي مواطنيه ..كم قامت كامب دافيد بتكسيح القدرة المصرية وجعلها غير مستعدة لاتخاذ قرار حرب ضد اسرائيل أو حتي التهديد بالكلام .
مستر (بينيت ) يعرف ايضا أن أى حكومة مصرية غير قادرة علي التراجع عن تنفيذ معاهدة السلام او الغاؤها أو تجاهلها علي المدى القريب والبعيد .
فعندما وقــّع الاسرائيليون إتفاق كامب دافيد وخرجوا بعدها من سيناء .. لم يفعلوا هذا الا بعد الحصول علي ضمانات ( امريكية – مصرية ) تكفل لهم عدم عودة الصراع .و هو أمر متحقق فعلا علي مدى نصف قرن .
يبدو أن الضمانات كانت عسكرية واقتصادية وتعاقدية سياسية واجتماعية ..حيكت بمهارة المحترفين وقبلتها القيادة المصرية العاجزة عن الفعل أو التخيل الايجابي لتطور الاحداث .
الخطة كما أصبحنا نراها ..تنقسم إلي شقين .. إبعاد القوات المسلحة عن منطقة العمليات التقليدية و إلهاءها في قضايا إقليمية أخرى .. مثل سد النهضة الإثيوبي .. أو الزحف السلفي من ليبيا .. أو مناطحة تركيا ..أو القلق من إحتلال الإرهابيين لسيناء .. مع مداومة الصراع من أجل نقطة المياة أو غاز و بترول البحر المتوسط أوالعمل علي فرض الإستقرار الداخلي
الشق الأخر هو خلق كثافة سكانية عالية في مسرح العمليات ( سيناء و القناة ) و تطويرالمنطقة إقتصاديا بحيث تقف حائلا أمام أى تطور عسكرى لو حدث خلاف بين الطرفين .
و هكذا كانت هناك بنود للعلن نعرفها جميعا .. و أخرى مسكوت عنها نتحسسها و نكتشفها من تطور سير الأحداث
بنود العلن ..سيناء منزوعة السلاح لا يحق لاى قوات نظامية دخولها إلا بإذن بحيث لا يسمح لها أن تشكل عائقا أمام الجيوش الاسرائيلية للوصول بكثافة الي حدود قناة السويس في مدى 24 ساعة ..بينما القوات المصرية المتمركزة في الوادى تحتاج لعبور مانع مائي ( تم توسيعه بعد ذلك ) وهذا يستلزم زمن اطول من 24 ساعة لاعداد الجسور ونقلها وتركيبها وحشد القوات والحركة للضفة الشرقية تحت ضغط العدو بحيث قد يستغرق هذا اسابيع .
نقل القوات عبر الأنفاق .. كما يتصور البعض ..عمل عسكري شبه مستحيل ..فمخارجها مرصودة جيدا بحيث إذا جرى إستخدامها لهذا الغرض تصبح مصيدة .. لمن بداخلها .
بمعنى أن القوات الاسرائيلية تستطيع على طرق برية ممهدة الحركة السريعة دون مقاومة، فى حين أن القوات المصرية ستقف عاجزة يمنعها مانع مائى يحتوى علي سفن من كل أنحاء العالم و إذا حاولت إستخدام الأنفاق فمن السهل قذف مخارجها بصواريخ تطلق من مسافات بعيدة .
من البنود العلنية أيضا أن يتجول الاسرائيليون بحرية ـ بواسطة بطاقات الهوية ـ في سيناء التي تعتبر شبه خالية إلا من عساكر الأمن المركزى ..وبعض قبائل العربان التى يربطها فى الغالب علاقات تجارية وتهريبية وسياحية مع الجانب الاسرائيلى .
البنود غير العلنية في الغالب هي العمل علي تكثيف تواجد السكان في المنطقة المؤدية إلي الحدود الإسرائيلية و هو ما يمكن تتبعه علي عدة خطوات ..
أحدهما محاولة إسرائيل فرض توطين سكان غزة الفلسطينين في جزء من سيناء الملاصق لحدودهم بحيث يكونوا منطقة عازلة بين القوات .
و الأخرى (التي فشل في تحقيقها السادات .. ومبارك .. و الإخوان المسلمين ..و يقوم علي تنفيذها بحماس حكام اليوم ) ..هي نقل سكان من الوادى لسيناء لعمل مجتمعات زراعية بها .
و الثالثة مشروع ( نيوم )السعودي لتنمية و تسكين خليج العقبة من علي ضفتيه..الذى سيتكلف نصف بليون دولار .. مع ما صاحب هذا المخطط من تمكين الجانب السعودى من جزيرتين تحكمان الحركة الملاحية بالخليج .. و بناء جسر فوقه .. يربط البلدين .
بدأ المخطط عام 2014 (بعد تمكنهم من كرسي السلطة مباشرة ).. بتوسيع قناة السويس و جارى تنمية المنطقة حولها .. و توصيل مياة النيل لسيناء لزراعة مليون فدان .
بكلمات أخرى حرص المخطط الأمريكى الاسرائيلى على تجميع الجزء المؤثر والهام من الاقتصاد المصرى حول منطقة العمليات التقليدية لضمان تعجيز أى قيادة مصرية عن التضحية بالريع القادم من قناة السويس والبترول والغاز والسياحة والصيد و الصناعة و الزراعة القائمة على ضفتى خليجي السويس و العقبة .
الاقتصاد المصرى فيما بعد كامب ديفيد ( مع كل حقبه من حقب الحكم ) ركزعلي مشارع الريال ستيت الريعية ( عكس الانتاجية ) بإنشاء مدن في الأقاليم وعاصمة مستجدة و أبراج بالعلمين و مثلث ماسبيرو و جزيرة الوراق ..الخ و بيعها بالملايين و التكسب منها.. حدث هذا في طول الوادى و عرضه فيما عدا منطقة خليج السويس .. حيث كانت المشاريع في الغالب إنتاجية
ففي زمن مبارك قامت عدة مشاريع هناك منها ميناء العين السخنة .. و القرى السياحية .. و في الزمن الحالي عشرات المشاريع .. التي سنناقشها فيما بعد .. بحيث حظت منطقة القناة ب51% من ميزانية التنمية .. في حين أن الصعيد و الدلتا قامت فيها مشاريع محدودة .
فلنقرا تصريحات الحكومة بهذا الصدد
((مشروعات خطة التنمية فى محور قناة السويس تتضمن ما يزيد عن 40 مشروعًا))، ((...تخصيص استثمارات حكومية بنحو 51 مليار جنيه لمشروعات تنمية محور ومنطقة قناة السويس وتنمية سيناء، لتستحوذ على نحو 51% من المشروعات)) في حين أن ((تنمية الصعيد بنحو 20.4 مليار جنيه، والقاهرة 19.7 مليار جنيه، ثم الإسكندرية 9 مليارات جنيه.))
هل هذا سلوك علمي للإستثمار يا عباقرة (بتركيزة في منطقة واحدة) .. أم هو تنفيذ لتعهد تقوم بتنفيذه الحكومة المصرية بنفس حماس تطبيق تعليمات البنك الدولي في التغيير الإقتصادى و تخفيض قيمة الجنيه ..و الإستدانة التي لا تتوقف أو تقل معدلاتها .
بكلمات أخرى أصبحت منطقة خليج السويس ( 461 كيلومتر ) المكان الأساسي للتنمية الاقتصادية المصرية بما في ذلك تكوين (( مناطق صناعية و لوجيستية و كيانات إقتصادية عملاقة ))...و تطوير وتنمية 6 موانئ (السخنة ، الأديبية ـشرق بورسعيد ، غرب بورسعيد و العريش ) وزيادة سعة الأرصفة بها ، و تشغيل خمسة أنفاق ( اثنين في الإسماعيلية بالإضافة لنفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس .. و إثنين في بورسعيد ).
الخطة نتبدأ تأخذ شكلها الملفت ..عام 2015 عندما تم اقامة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، وتهدف كما جاء بالنشرات الرسمية ((إلى تحقيق عائد يبلغ قيمته نحو 12 مليار دولار أمريكي سنوياً.))
((ووفقًا لأحكام القانون رقم 83 لسنة 2002، جرى وضع نظام خاص للهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإدارة الجمارك والضرائب، والهدف من ذلك هو تنمية محافظات بورسعيد، الإسماعيلية والسويس لخدمة المشروعات اللوجستية والصناعية )).

الإسماعيلية ((من المخطط لها أن تصبح المركز الإداري ، )) ..((..سيتم إنشاء منطقة سكنية في كل من القنطرة ومدينة الإسماعيلية الجديدة، ومن المقرر لهما استيعاب أكثر من 350000 نسمة)).
بورسعيد، ((تخطط الحكومة المصرية لإنشاء منطقة صناعية تركز على الصناعات الخفيفة والمتوسطة)) ..(( وسيتم إنشاء مناطق سكنية جديدة في شرق بورسعيد ومدينة البردويل، ومن المُقرر لهما استيعاب ما يقرب من 250000 نسمة)).
فإذا أضفنا لذلك ما تسرب من خطة إستصلاح و زراعة مليون فدان ..
((سحارة سرابيوم العملاقة بطول ٤٠٠ مترًا، تهدف إلي نقل المياه أسفل قناة السويس ، وتوفير مياه الري للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء،)) ... ((تقوم السحارة برى من ٧٠ إلى ١٠٠ ألف فدان، و المشروع يستهدف نقل مليون و٢٠٠ ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يوميًا إلى شرق القناة.))
وما نراه من إنشاء الطرق و الكبارى و الأنفاق بكثافة غير مبررة (( نفقى الإسماعيلية تصل إلى سيناء ذهابا وإيايا ، ونفقى بورسعيد تربط غرب مدن القناة بشرقها ..هذا بجانب، نفق الشهيد أحمد حمدى بالسويس. و كوبرى الفردان و السلام و الكبارى العائمة.))
فإن هذا يجعلنا نتصور أن المخطط هو جعل سيناء كثيفة السكان بحيث يصعب تحويلها إلي ميدان معارك عسكرية مستقبلا .
و يستمر المخطط
منذ فترة وجيزة إفتتح الرئيس مشروع تنقية مياة الصرف الصحي بمحطة (بحر البقر)
((و المشروع الذى يقوم بمعالجة 5.6 مليون متر مكعب / يوم ..تكلف 18 مليار جنية .. لينقل المياة لرى 476 الف فدان في سيناء )) ..
- (( إقامة مدينة صناعية خاصة بتجميع السيارات والمعدات وجميع السلع الهندسية،))
- (( إقامة مدينة صناعية متخصصة فى صناعة الأمصال والدواء بهدف العمل على الملف الإفريقى والأمراض فى افريقيا))
- ((إنتاج - 1380حوضا للأسماك البحرية))
- (( .. تطوير 6 موانئ وحفر 4 أنفاق)).
- ((إنشاء مدينة سياحية تسويقية لأطقم السفن التى تمر من قناة السويس، بالإضافة إلى إنشاء ترسانة بحرية لإصلاح وصناعة السفن تعمل على صيانة وإصلاح السفن التى تمر بالقناة.)).
- ((إنشاء مدينة صناعية متخصصة فى الصناعات الغذائية.))
- ((توزيع 2500 فدان على شباب 3 محافظات ضمن مشروع قرية الأمل))..
من الواضح إنه مخطط عام مخفي غير معروض تفاصيله في العلن يتم تنفيذه خطوة خطوة لخلق كثافة سكانية زراعية في سيناء .تمنح الأمن لإسرائيل و تمنع الصراع المسلح معها . ..لذلك نتسقط أخبارة من المسموح بنشره في الجرائد من تصريحات وزارات الحكومةعن خططها في هذه المنطقة ..
وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى تشارك بمشروعين وهما:
((مشروع المليون فدان المسمى بقرية (الأمل) ومشروع (الاستزراع السمكى) ، وإنشاء مراكز لتجميع المحاصيل و4 مصانع ومحطات للتعبئة.))
- ((سيتم توزيع 2500 فدان ضمن مشروع قرية الأمل للخريجين ، منها 250 لأبناء الإسماعيلية و125 للغربية و125 للدقهلية، بواقع 5 أفدنة لكل مستفيد، بالإضافة إلى إنشاء 514 فداناً تستغل كصوب زراعية للإنتاج الزراعى المكثف والإنتاجية العالية لوحدة المياه،
- وإنشاء 68 بيت صوبة بمساحة 2500 متر لكل واحدة، فضلاً عن 530 منزلا تم الانتهاء منها، و المشروع، البالغ مساحته 4 آلاف فدان، يستهدف العودة إلى نمط ربط الفلاح بالأرض باعتبارها هدفا للتوسع الزراعى خارج الدلتا لزيادة معدلات التوطين))،
-
 نؤكد علي المكتوب (( ربط الفلاح بالأرض .. لزيادة معدلات التوطين ))

- ((تسليم 1380 حوضاً للاستزراع السمكى تعمل بالفعل ويعد مشروع الاستزراع السمكى الأكبر من نوعه على مستوى العالم والمشروع على مساحة 5000 فدان، ويشمل 3828 حوضاً، وتبلغ تكلفة البنية الأساسية الخاصة به 650 مليون جنيه ))
- ((مشروع الاستزراع السمكى بقناة السويس اعتمد على وجود مساحات مائية واعدة تستغل فى إنشاء مزارع سمكية، خاصة إن هذه المناطق تمتلك ميزة نسبية فى الإنتاج السمكى مقارنة بالأنشطة الزراعية أو الاقتصادية ويمكن استغلالها بشكل مميز فى الاستزراع البحرى لإنتاج أسماك (الدنيس والقاروص واللوت)، وهى من الأسماك التصديرية ذات القيمة الاقتصادية العالية،))

- أما وزارة الإسكان(( فتنفذ مشروعات كبرى بجميع المجالات من أعمال طرق وكهرباء وإسكان وبنية أساسية، لتدعيم المشروعات القومية العملاقة فى مدن القناة، بإجمالى استثمارات ٣,٦ مليار جنيه.))

- و(( تم إنهاء العديد من المشروعات التى تخدم المنطقة الصناعية بعتاقة بتكلفة نحو ١,١ مليار جنيه، منها تنفيذ محطة معالجة المخلفات الصناعية السائلة ، ومشروع البنية الأساسية لخدمة المنطقة الصناعية (مياه – صرف – كهرباء – طرق – مبانى خدمات) واستكمال أعمال البنية الأساسية لتوسعات المنطقة الصناعية، بتكلفة 218 مليون جنيه، ولخدمة المنطقة الحرة تم إنهاء شبكات الجهد المنخفض والمتوسط، بتكلفة 38 مليون جنيه، فضلا عن تنفيذ العديد من خطوط المياه ومحطات الرفع لتغذية المنطقة الصناعية بالمياه النقية منها خط مياه العاشر من رمضان/ العين السخنة، بطول 112 كم، وخط مياه الزعفرانة لتغذية المنطقة الصناعية الاقتصادية بالعين السخنة بتكلفة 700 مليون جنيه، )).


- وزارة النقل ((تنفيذ مخطط ميناء شرق بورسعيد، حيث سيتم طرح محطة حاويات جديدة بطول رصيف 1200 متر، كما سيتم استنئاف تنفيذ مشروع محطة تخزين وتداول وتموين السفن بالوقود الحاصلة عليه شركة مشرق للبترول، بجانب البدء فى حفر القناة الجانبية بالميناء بطول 9.5 كيلو متر.))
- الإتصالات ((وحول تكلفة المشروعات التكنولوجية بقناة السويس أوضح المصدر قائلا: (أن التكلفة المبدائية للمشروعات التكنولوجية بمحور التنمية كانت تصل ما بين 12 إلى 15 مليار جنيه، ولكن هذا الرقم قد يتغير عند اجراء دراسات أكبر للمشروعات وتنفيذها على أرض الواقع))

مشروع توليد الكهرباء من طاقة الرياح بخليج السويس ، حقول البترول المتعددة في سيناء و الخليج ,مصانع للرخام و الجرانيت بالعين السخنة و جبل الجلالة.. محطتي رفع مياة السلام و المحسمة بطاقة 5 مليون متر مكعب يوم ... إزدواج قناة السويس و الأنفاق تحتها ..و تحسين طرق الإقتراب .. صهاريج سولار و بنزين .. تحلية مياة جبل الجلالة ..الإستزراع السمكي..بالإضافة للقرى السياحية ..و بالطبع العاصمة الجديدة و خطوط الترام و المونوريل و القطار السريع .. و مشاريع خليج العقبة ..كلها في منطقة العمليات العسكرية .. ضمان لعدم الإلتجاء للحل العسكرى مهما كان الخلاف .
أخر خبر نشرته جريدة (اليوم السابع) الإلكترونية منذ دقائق (( إنجاز 90% من مشروعات حياة كريمة شرق القناة بتكلفة 2 مليار جنية )) ثم التفاصيل .. (( كشف المهندس محمد علي نائب رئيس مدينة القنطرة انه جار تنفيذ مشروعات (حياة كريمة) في 4 قرى شرق قناة السويس بتكلفة 2 مليار جنية .)) و هو رقم غريب أى ينفق لتطوير القرية الواحدة مبلغ 500 مليون جنية ..رغم أنهم في الوادى تدور التكلفة حول 100 مليون !!إلا إذا كانوا يعيدون بناءها .
كل هذا يدل علي أن الحكومة بجميع وزاراتها .. مهمومة بتنفيذ مخطط عام لجعل منطقة خليج السويس و سيناء و حول خليج العقبة مركزا إقتصاديا أساسيا مزدحما ..يمنع التهور بإندلاع حرب في منطقة تؤثر بالسلب علي الإقتصاد القومي في حالة خروجها من المنظومة الإقتصادية ..كما حدث بصورة أبسط بعد تهجير أهالي المنطقة مع حرب 67 و ما تلاها من مناوشات .
و هكذا فالذين أصبحوا لا يعملون الا فيما سمح به مخطط كامب دافيد.. باتوا عاجزين عن إتخاذ قرارا بالحرب ..و هو ما قصدت إليه أطراف المعاهدة بما في ذلك السادات .
فماذا يقلق مستر بينيت تجاه مصر!!
الجيش المصرى الذى تمده أمريكا عبر ثلاثين سنة بمعدات عن طريق المعونات التى تصل الى مليار ونصف مليار دولار سنويا .
هل أصبح بذلك قادرا على خوض حرب قصيرة أو طويلة مع إسرائيل !!بغض النظر عن أن الطرف الآخر يمتلك قنابل ذرية يمكنها إفناء مصر من سجل الحياة بكل تاريخها الممتد لسبعة آلاف عام .
الأسلحة التقليدية الاسرائيلية تتفوق من حيث النوع والكم والاستيعاب عن الاسلحة المصرية ، رغم ان كل منهما أمريكى أوروبي .
حتي ما تم إستيراده من بلاد أخرى .. ( تنويع مصادر السلاح ) تم بعد أن أعطت إسرائيل الضوء الأخضر .
الجيش الاسرائيلى طور الاسلحة التى حصل عليها خصوصا الاليكترونية منها ، وكمثال للتوضيح فان الطائرات المقاتلة التى يتم توجيهها من القواعد الأرضية بواسطة شفرة خاصة بكل نوع من أنواع الطائرات.. إستطاعت إسرائيل تعديلها حتى لا تتمكن القوات المصرية ..التي تمتلك نفس النوع من الطائرات ..من التدخل فى توجيهها ، وبذلك أصبحت الطائرات الاسرائيلية قادرة على الحركة دون إزعاج من القوات المصرية بينما لا يحدث العكس .
الاسلحة الاليكترونية المركبة ( معقدة التركيب ) تحتاج الى صيانة وتدريب وقطع غيار وتطوير مستمر وكلها يفتقدها المصريون بالقدر المتوفر على الجانب الآخر
الأسلحة التقليدية من مدرعات ومدافع وبنادق ومضادات للطائرات تحتاج بشكل دائم الى قطع غيار وذخيرة وكلها يتحكم فيها المصنع مقدارا ونوعا.
الجيش المصرى بتسليحه الأمريكى ، معد بصورة لا تسمح له بالدخول فى حرب استباقية أو هجومية على اسرائيل
نظام الحكم المصرى منذ معاهدة كامب ديفيد ، أصبحت استراتيجيته هى الاستعداد لمعارك الداخل والسيطرة علي الشعب و ترويضه وهزيمته ، بعد أن أصبحت معارك الخارج ..غير مضمونة .
وبذلك نجد أن الأسلحة التى تم استيرادها من المعونة الأمريكية هى الدروع البلاستيكية والقنابل المسيلة للدموع والهروات الكهربائية والمدرعات البوليسية ورشاشات الماء ضد المتظاهرين
استراتيجية النظام كانت إخماد أى صوت يعلو على صوت الحكام وسياستهم ، فمما تخاف إسرائيل حتي بعد أن تغيرت القيادة عدة مرات !!
ان الديون التى تثقل كاهل الشعب ، والمعاناة والقهر وسيطرة الفساد والمفسدين ، عوامل عانى ويعانى منها المصرى ، وهو ما يشعر إسرائيل وحكامها بالأمان
فالشعب المقهور يستحيل أن ينشئ مجتمعا قويا متكاملا فى المنطقة يواجهها ،إنه الخطر الأعظم الذى يتوقاه قادة إسرائيل ، أن يقوم فى مصر نظام ديموقراطي يدفع بالمصريين تجاه الانتاج والرخاء والتقدم العلمى والتكنولوجى و المنافسة في السوق العالمي .
إن قيام مجتمع قوى على حدودهم الجنوبية ، بمثابة كابوس لا يريدون رؤيته ، إن قيام دولة قوية عصرية تقود المنطقة بدلا من الكيانات الهزلية الضعيفة ، إحتمال لابد من مقاومته وإجهاضه بواسطة الدولة الاسرائيلية التي تسعي بهدوء و ثقة لتصبح القائد و رجل أمن المكان
لقد أضاع النظام الفرصة ، كان بمقدور مصر خلال الأربعين عاما التى توقفت فيها المعارك وعدم استنزاف المجهود الحربى للإقتصاد .. أن تحسن من أدائها وتدعم قدراتها وتحول المليارات المسروقة الى مصانع ومزارع ومدارس وجامعات ومراكز بحوث ومفاعلات ذرية وجيش قادر على مواجهة الأعداء.. و لكن للأسف تلاعب بها من يعرف جيدا كيف يعوق تطورها . .

#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات