أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - و عاد يناير ليجد الوضع علي حاله















المزيد.....

و عاد يناير ليجد الوضع علي حاله


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7126 - 2022 / 1 / 4 - 11:14
المحور: المجتمع المدني
    


قد تكون هناك مشكلة في إسلوب التفكير و المنطق الذى يحكمة عندما نتصور الحياة تسيرها معادلات بسيطة من الدرجة الأولي
(س+ 3 = 5 ).. ما أن ننقل (3) إلي الطرف الأخرحتي نصل للحل.
((إفتح يا سمسم )) فتفتح أبواب مغارة الكنز.. (( نحك المصباح )) فيخرج لنا الجني شبيك لبيك ..
(( نعمل مقرءة ليلة الماتش )) .. فندخل في الفريق المنافس جون بعد أخر.
ما(( سبب إرتفاع الأسعار في بلدنا )) ..وباء الكورونا سبب أزمة إقتصادية عالمية ..
((ما الحل لضيق ذات اليد )) تزوج بنت مليونيرفتعيش في تبات و نبات .. و تخلف صبيان و بنات ..
((ما حل مشكلة الريف و القرى الأكثر فقرا )) نجمع تبرعات لحياة كريمة...و ندهن البيوت بالجير
((لماذا ينقص حجم رغيف الدعم )) لأن الفرانين حرامية ..و الحكومة حتعمل إيه في الذمم الخربة .

و هكذا عندما نسأل ((ما سبب سوء حال المصريين قبل 2011)) يكون الرد دون تفكير بأنه حكم الرئيس حسني مبارك ..
فإذا ما سقط سيادته هل أصبح ((الجو بديع و الدنيا ربيع .. و قفلي علي كل المواضيع )) .

نحن ( اغلبنا ) لا نعرف أن الحياة تحكمها معادلات مركبة .. تحتاج لحل عشرات المجاهيل إن لم تكن مئات لنصل إلي جواب يحتمل الصواب و الخطأ .
إن ما يحركنا في حياتنا و يجعلنا نحتمل الكرب .. أن( نصيب كل منا قدر قبل ميلادة بالاف السنين) ..و أن (السماء عادلة .. و لن يصح إلا الصحيح في النهاية) .
هذا التفكير الإتكالي البسيط الذى يدعي الحكمة .. يمنعنا من فحص احداث التاريخ بصورة نقدية .. و التعلم .. من مأسي الماضي و كوارثه و تجنبها .

في يناير 2011منذ عقد كامل يزيد سنة .. كان المصريون المتجمعون في ميدان التحرير .. يرون أن حل مشاكلهم ..و تغير حالهم و سعادتهم تتلخص في رحيل الرئيس مبارك و عائلته و زبانيته المقربين ..و أن ((إرحل إرحل )).. ستفتح أبواب السعادة و التقدم للناس و التخلص من نير حكم دام لثلاثين سنة لا يتغير .
في الحق هؤلاء الذين كانوا يزعقون .. لم يضعوا في إعتبارهم مجاهيل أخرى .. مثل أطماع الإسلامجية .. تبعية السلفية للسعودية و إستعدادهم لإستخدام سلاح الإرهاب .. أحلام الرأسمالية الطفيلية في السيطرة علي السوق .. و تشبث البيروقراطية المتيبسة في كراسيها .. إرادة أمريكا .. مخاوف إسرائيل .. نتائج الإنشقاق الديني بين عناصر المجتمع .. كتائب البلطجة و الفتونه التي تم تربيتها بواسطة حبيب العادلي .. أحلام قادة القوات المسلحة .. ثم الجهل و التسطح الذى كان لأغلب المنتفضين .. و غياب القيادة التي تعرف أين تضع قدميها .. أو إنتهازية البعض منهم التي ستستسلم لرشاوى النظام .
لقد تصورا ببساطة .. أن الجيش الذى رأوه في 73 ينتصر .. هو نفسه الجيش الذى يقوده الفريق طنطاوى بعد 38 سنة تجهيل .. و أنه سينحاز للضعفاء و المهمشين .. و المظلومين .. و يعيد سيرة عبد الناصر ..أو سيدير البلد بكفاءة تنفيذ عبور القناة .
و لكن لان الواقع لا يجامل السذج.. تحركت عوامل أخرى مجهولة للذين لا يرون لهم عدوا إلا الداخلية و الأمن .. و أتت بحكم أكثر إستهانة بالناس و مصالحهم.. يتقن كيف يتلاعب بهم .
اليوم بعدما هدأت ضبابات الأتربة المثارة عن صراع الشعب ضد الحكومة في ميدان التحرير منذعقد يزيد عاما ( يناير 2011 ) ..و كشفت الكرة البلورية المجهول لنرى ما خبأته .
هل لازالت الإجابه أن حسني مبارك هو المتهم الرئيسي و أنه المتسبب في تعاسة المصريين
بعد أن عرفنا أن نتائج معارك المنتفضين كانت الهزيمة الكاملة لفكرة و إرادة ورغبة من كانوا ينادون بأعلي صوت (( الشعب يريد إسقاط النظام )).. (( عيش حرية عدالة إجتماعية )).
و بأن ( النظام ) إسترد سيطرته وأماكنه بما في ذلك الأمنية منها و أصبح أكثر إلحاحا في فرض الضرائب و توحشا في الجباية .. و عنفا مع المعارضين أو المخالفين ..وتهميشا لدور الناس .. مع تمكين مصاصي الدماء من المليرديرات و المليونيرات من رقاب المصريين .
وبعدما شاهدنا جنازة الريس (المزاح) عسكرية فاخرة تتحدى إرادة الناس.. و عاصرنا الحكم ببراءة إبنيه و أنصارة و شلته ..و الزج بالثوار في السجون و المعتقلات .
فإنه .. آن الأوان .. لنجلس بهدوء نسترجع ما جرى و نناقش ما أدت إليه أحداث يناير 2011.. دون الإحساس بالمرارة التى صاحبت حكم مبارك و نجله ..
و دون الأحلام و الأمال أن يكون إزاحة رأس النظام بداية لتغييرات راديكالية .. تخرج الناس من مستنقعات ..التخلف و الفقر و الحرمان . إلي البحار العالية للعمل و الإنتاج و العلم و الفلسفة .. و الحرية
أولا ..ما حدث في مصر .. منذ بداية زمن السادات حتي اليوم لم يكن غريبا علي أهلها .. لقد تكررت هزائم المنتفضين ضد الرومان و العرب و الأتراك و الفرنسيين و الإنجليز .. و عودة الأنظمة إلي ظلمها .. لمرات عديدة .
بل إن تحويل الهزائم لنصر بواسطة الكهنة كان عملا يوميا .
رغم أن الملك رمسيس الثانى كان اول ملك في التاريخ يوقع معاهدة سلام بعد محاصرة قواته وهزيمته فى (قادش) الا ان الكهنة وكتـّــاب السير قلبوا الحقائق وسجلوا على جدران الرامسيوم و الكرنك كيف ان الملك الجبار أسطورى السطوة تصدى منفردا – كإله - لقوات الحيثيين المعادية ، يقتل ويجرح ويثير الرعب بين الأفراد الفارين أمام عجلته الحربية ، حتى فك الحصار عن قواته وحول الهزيمة لنصر..
كهنة ( آمون ) عام 1258 ق.م مثل كهنة ( السادات ) عام 1979جعلوا من رمسيس الثانى بطلا للحرب والسلام رغم ان معركة قادش ومعاهدة الحيثيين ( المعلق صورة منها في الأمم المتحدة ) ، كانت البداية لنهاية الامبراطورية التى أسسها ملوك الأسرة الثامنة عشر تحتمس الثالث وخلفاءه ..كما كانت ( كامب دافيد ) بداية الإستسلام لأمريكا و حلفاءها و فقد حرية القرار .
نفس الكهنة مرتدين ملابس أخرى ، قلبوا الحقائق وجعلوا من القاتل الخائن (الظاهر بيبرس) لسلطانه الأمير (قطز) بطلا للحرب.. رغم تأكد قيامه باغتيال البطل الحقيقي عقب انتصاره مباشرة على التتار فى عين جالوت عام 1260 م وحل محله فى السلطنة ،
ثم أنهم اعتبروه ايضا بطلا دينيا عندما اعاد للعباسيين الخلافة الاسلامية ( الشكلية ) من القاهرة عام 1261 بعد أن دمر التتار بغداد و ذبحوا الخليفة
و هكذا نجد أن
نفس الكهنة مرتدين ملابس أخرى أداروا حملة دعائية واسعة تمجد فى صاحب الضربة الجوية الأولى ( والأخيرة ) بعد أن تمكن من كرسى الرئاسة إثر اغتيال السادات ..
أما القادة الذين اعدوا وخططوا وحركوا القوات ، فقد القوا فى الظل بعد أن قلب الكهنة الحقائق ، حتى ان السيد حسنى مبارك نفسه فوجئ بأنه بطل رغم محدودية دور الطيران فى المعركة عموما وفى عبور أكتوبر خصوصا .
السيد مبارك اقتنع مع ارتفاع إيقاعات الحملة ، ثم زاد اقتناعه حتى تخيل ـ كما حدث لمن سبقه أو تلاه ـ أنه هبة الله لأرض الكنانة وان المصريين بدونه وبدون قدراته وكفاءته ما كانوا بمنتصرين.
بكلمات أخرى ..المصريون منذ بداية التاريخ المعروف برعوا فى إتلاف حكامهم وتصوير الهزائم نصرا ونقائصهم مزايا حتى أن ما نقشه الكهنة على جدران المعبد لإنتصارات ومعاهدة رمسيس الثانى تكررت بعد الفين و خمسمائة سنة مع أجهزة إعلام السادات و بناوراما أكتوبر .
المصريون صنعوا أصنامهم ثم عبدوها ( محمد نجيب ، جمال عبد الناصر ، أنور السادات ) وعندما تسقط الأصنام يكتشفون كم كانت تماثيل من القش و أنظمة من الكرتون .. و أنه تم تضلليهم ..ومبارك و من جاء بعده ليسوا استثناءً.
الرئيس جمال عبد الناصر أوقف المد الديموقراطى الذى بدأ فى مصر مع حكم الخديوى اسماعيل باشا ( 1863 ـ 1879 ) وتطور بعد ثورة 1919 أثناء حكم الملكين فؤاد وفاروق ليحكم العسكر مصر علي الدوام من خلال حزب واحد وسلطة عسكرية أمنية باطشة ، تدير سجونا ومعتقلات لأعداء النظام تكسر فيها آدميتهم وانتماءهم. .. (مبارك كان طفلا عندما حدث هذا)
عبد الناصر أسس نظاما ديكتاتوريا فاشيستيا ، يختلف عن ذلك الذى كان قبل يوليو 52 ،.. (و لا دخل لمبارك به . لقد جاء فوجده فإستخدمه ).
عبد الناصر بعد أن أسقط الملكية والارستقراطية الحاكمة ومعها الأحزاب والديموقراطية البرلمانية ، حل محلها طبقات كثيفة من الموظفين يرأسهم ضباط سابقون تتصاعد قيمة كل منهم فى المجتمع مع مقدار تسلقه للسلم الادارى بالدولة
حكم أوليحاركية البيروقراطية العسكرية ، أصبح عاهة مستديمة تعانى منها كل الحكومات التالية ..ولم يتسبب فيه .. حسني مبارك .. بل حاول أن يوقف إستمرارة بما كان يعمل عليه من توريث لإبنه غير العسكرى .

الرئيس أنور السادات أوقف معظم ابتكارات عبد الناصر السياسية والاقتصادية ، واستبدلها بعاهات مستديمة أخرى أبرزها دستور 71 الذى يعطى سلطات مطلقة للرئيس من بداية حكمه حتى وفاته ..
كذلك الانفتاح الاقتصادى الذى كان التربة التى ترعرعت فيها الرأسمالية الطفيلية الشرهة ،
كذلك الخضوع المطلق للارادة الأمريكية الاسرائيلية بعد اتفاقية الاستسلام ...
و لم يبتكر هذا أيضا الرئيس مبارك لقد سار (فقط ) علي الدرب . . بل لم يكن يطمع في منصبه هذا لقد كانت مفاجئة من الريس بإختياره نائبا .. ثم رئيسا بعد الإغتيال ..
الرئيس السادات مع ردود فعل الدول العربية على اتفاقية كامب ديفيد ،غير موقف مصر من القومية العربية ، لتحل محلها علاقة غامضة باسلام الوهابية السعودية متيحا الفرصة للجماعات الدينية المصرية أن تنضم الى التيارات الارهابية بأفغانستان التى أنشاتها القاعدة وطالبان ، بتمويل سعودى وتأييد أمريكى .
الرئيس السادات عندما تم اغتياله بواسطة رجال القوات المسلحة كان قد أتم تجهيزاته لحكم مطلق ديكتاتورى فاشيستى وديموقراطية المخالب والأنياب ،و لم يكن لمبارك دخل في تحويل كلمة (مدة )إلي (مدد) في النص الدستورى التي سمحت له بأن يحكم لثلاثين سنة .
لقد كانت مراكز القوى الأمنية ، الاقتصادية ، الدينية ، السياسية قد دبت بجذورها عميقا فى التربة المصرية مكونة الأساس المادى لمجتمع البلطجة والفساد ..
وهكذا عندما اختارت مراكز القوى الساداتية نائب الرئيس محمد حسنى مبارك ، ليكون واجهتها المقبولة من المصريين فى الداخل وأمريكا واسرائيل فى الخارج ، لم تترك أمامه إلا دربا واحدا ليسلكه ، أن يسير على الطريق الذى مهده رئيسه ومعلمه ومدربه أنور السادات.. و أن يكون ولاؤة لها ( مراكز القوى ).. و ليس للشعب مصدر السلطات .
محمد حسنى مبارك شاب كفر مصيلحة الريفى القادم من المنوفية ، عندما تم قبوله بالكلية الحربية ( ثم الطيران ) كان طموحه فى أن يجتاز محنة موقعه الطبقى عن طريق البدلة الميرى يضاعف من حماسه ، ما يسرته له من إمتلاك لثروات و نفوذ لم يتخيلهما أبدا .
لذلك فلقد حرص على أن يكون مطيعا لرؤسائه ينفذ التعليمات بدقة ويحاول أن يكسب رضاء الجميع ، لقد كان يبتعد عن الخوض فى المواضيع السياسية أو الدينية ،وليس له وجهة نظر الا ما يتعلمه شفاهة من خلال دروس التوجيه المعنوى ،
وكانت الرفاهية التى يعيش فيها طيارى القوات المسلحة مصدر حسد من جميع المواطنين بما فى ذلك ضباط الجيش والشرطة ، و مصدر رضا عن النفس و تمسكا بها .
فأصبح هذا دافعا لأن يكون شديد الانضباط ، نموذجا للضابط المطيع كما أراده عبد الناصر ،( ذلك المـٌــؤمَن ضد الانقلابات العسكرية أو التمرد المسلح) ، والذى يدين بولاء شخصى لقائده الأعلى مصدر النعمة التى يرفل فيها.
عندما اختار السادات مبارك لقيادة القوات الجوية بعد هزيمة 67 عمل كضابط محترف حريص على تنفيذ ما تعلمه من تأمين طائراته وطياريه ، وبالغ فى هذا لدرجة أن أصبح دور الطيران فيما بعد أقرب للتوقف ،
لقد كان ينفذ التعليمات وإن افتقد بحكم تربيته وتدريبه لملكات الابتكار والخيال والقدرة على المغامرة ، وكان قادة الجيش بما فى ذلك الرئيس السادات يعلمون أنه ضابط منضبط ، كثير الشك حريص شديد التردد حتى لا يخطئ ، لقد كان هذا هو النموذج الذى أراده السياسيون لقادة الجيش..

مبارك لم يسقط علينا بجميع مسالبه ببراشوت .. لقد خرج من بين قادة القوات المسلحة .. و علي الشاكله التي أرادها .. سلفية ... و الشعب لم يشارك في جريمة إختيارة بقدر ما إستسلم لقوة من إختاروه .
اغتيال السادات فى المنصة أمام ناظرى وعيون نائبه محمد حسنى مبارك ، كان يعنى بالنسبة له تهميش دور الجيش فى الحياة العامة والسياسية على الأخص .. فلغي الإستعراضات العسكرية
وأوكل قيادته الى قائد الحرس الجمهورى الذى يأمن له ..ثم ركز على الأجهزة الأمنية يزيد من دورها بعد أن أصبحت مسئولة عن تأمين سيناء بحكم معاهدة كامب ديفيد .
وهكذا انتهزت مراكز القوى الساداتية خوف القادم الجديد من الاغتيال لتنظم لنفسها دورا متعاظما ، استهلك الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة للأمن بعد أن تجاوز عدد قواتها المليونين ثم تفقد القيادة القدرة على السيطرة عليها فتتركها تنمو عشوائيا كالسرطانات فى الجسد المريض .
السيد الرئيس محمد حسنى مبارك عندما بدأ فترة رئاسته الأولى كان حريصا على النقاء والشفافية ومحاربة الانحراف والفساد أو هكذا صور لنا .
فأخرج قيادات الفكر من معتقل السادات وطارد بعض منحرفى الزمن السابق ، وقدم أوراق اعتماده لأمريكا واسرائيل باستكمال مسيرة سلفه ( ولم يكن بقادر على فعل عكس ذلك ) ، وبدأ يقترب من الدول العربية فى محاولة لرأب الصدع الذى أحدثته معاهدة السلام ،
وطارد الجماعات الارهابية داخل وخارج البلاد ، لقد كانت بداية جادة أكسبته تعاطف السذج من المصريين
ثم غلبه التيار فانجرف أمام التدفق غير المسبوق لعصابات السادات الانفتاحية ، ثم بدأ يقبل هداياهم ..
ثم حلت السيدة الفاضلة زوجته محل السيدة الفاضلة زوجة السادات فى العمل الاجتماعى والخيرى ، ثم تغاضى عن محاولات علاء وجمال لأن يجدا لنفسيهما قدما فى مجال البيزنس ،
ثم أصبح الواجهة الصلبة لعصابة واسعة النفوذ من الزملاء السابقين والأصدقاء ( حسين سالم مثال ) الذين صوروا له أن مصر عزبته الشخصية وأنه يمكنه أن يتصرف فيها تصرف المالك فى أملاكه ،
لقد اقتنع بهذا ونفذه لأن سابقيه من رؤساء مهدوا له الطريق بالقوانين والدساتير والجهاز الادارى المتضخم والعاهات السياسية التى خلفها كل من عبد الناصر والسادات
فهل يصبح ملاما ..لقد وجد نفسه يسبح مع التيار .. و كان التيار فاسدا .. فإذا ما أزيل السباح فهل تغيرت طبيعة التيار .
إن اليوم أبن أمس .. و باكر لن يتخلي عن الملامح الوراثية التي إكتسبها .
يقول مستر ديورانت ((و الحق أن تهم الرشوة و الفساد قد وجهت إلي كل حكومة ظهرت في التاريخ ..و إن في هذه التهم لشيئا من الحقيقة في جميع الأحوال ..غير أن فيها كذلك بعض المبالغة ..))
الفساد هذا هل تغير بعد عقد من الزمان .. و ثورة .. سؤال يجب أن نجيب عليه بهدوء
الرئيس حسنى مبارك رغم أن مدة حكمه هى الأطول فى تاريخ مصر ( عدا محمد على ) فانه لم يترك اى بصمة إيجابية وترك الجهاز الذى أسسه سلفه يعمل دون تعديل ،
إن طبيعة الرئيس كموظف مطيع لرؤسائه جعلت مسئول المخابرات المركزية الأمريكية عن مصر ، يقابلة عندما يزور أمريكا يعطيه التعليمات ويراجع معه الانجاز ات، قبل مقابلة الوزراء أو الرئيس الأمريكي ..
ولقد كان نعم الموظف فلماذا نندهش
ان التأهيل الذى لاقاه فى زمن عبد الناصر والسادات يمنعه من الابتكار والمغامرة والخروج عن النص
و لهذا تم إختياره ..فلماذا نندهش !!
ان المجتمع الذى حكمه تم تجهيزه وتدجينه بواسطة عبد الناصر والسادات فلماذا نندهش !!
ان الزحف الدينى السلفى الوهابى ، تم التمهيد له بواسطة الرئيس المسلم لدولة مسلمة ( السادات ) فلماذا ندين خلفه !!
هل ندينه لأنه كان مخلصا لرئيسه ومعلمه ومدربه فلم يغير شيئا من نظامه وتعليماته لمدة ثلاث عقود!!
أم ندينه بسبب استسلامه للنفوذ الأمريكى الاسرائيلى وهو لم يكن بيدة أى حلول بديلة!! و حتي الأن لا توجد حلول بديلة .
و هكذا إذا كانت محاكمة الرئيس السابق مدنية
فان كل اعماله كانت قانونية وتمت تحت نظر ومباركة رجال السلطات الثلاث ..و هو لم يدع أنه زعيم بل قال أن السادات أستاذه الذى يعلمة و يدربه .
اما اذا كانت المحاكمة سياسية
فهذه ايضا لا تدينه، لقد سار وفق دستور ونظم تم اقرارها قبل ولايته بسنين.. و لم يدر بخلده أن يغيرها و هي مانحة له وللمجتمع إستقرارا لم يعرف من قبل .
ان حكام امس عبد الناصر وعبد الحكيم والسادات وباقى ضباط يوليو ، هم الذين أرسوا هذه السياسات والقوانين والأنظمة ،
وهم الأجدر بالمحاكمة. و النظام الذى يضطهد المصريين ..بدأ منذ 54 19.. و إستمر حتي 22 20.و كان مبارك فيه إبنا مخلصا له
لذلك لم يضار و لم يقتل مثل القذافي و عندما ذهب .. كان هذا في جنازة عسكرية.
و هكذا نستطيع (بدون خطأ كبير) أن نقول أن هذا الرجل كان ضحية ..السياسات التي سبقته .. و أنه لم يكن يملك الإمكانيات التي تؤهله لتطوير و تغير شكل الحياة علي أرض مصر فهو لم يكن زعيما .. و أن هذا البلد التعس شهد عشرات الحكام عديمي الكفاءة قبله و سيشهد من بعدة العشرات من القادة محدودى الإمكانيات و الثقافة الذين سيحافظون علي عدم تغيير المجاهيل التي تحكم معادلة الحياة علي أرضنا ... خصوصا بعد قوانين الخال عبد العال .. و من تلاه .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة تحقق كابوس(الجد )
- الإبحار في ظلمات الماضي
- أسئلة ثمانيني لم تجد الإجابة
- ثم فقدوا الأمل ( رمز الأمل ).
- بلاش قنزحة سيبوا لعب الكرة للأغنياء
- مرت الأيام .. وتبخرت الأحلام (3 )
- مرت الأيام .. وتبخرت الأحلام (2 )
- مرت الأيام .. وتبخرت الأحلام (1 )
- ألازلنا نحرث في البحر
- هكذا تكلم ول ديورانت .
- السباحة عكس التيار أم حصاد الفاشيست
- تاريخ مذهل و حاضر تعس (2 )
- تاريخ مذهل و حاضر تعس
- إفساد أهل الدولة للدرهم (2 ).
- إفساد أهل الدولة للدرهم (1 ).
- تأملات في دفاتر مهجورة
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (5)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (4).
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (3)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (2) .


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - و عاد يناير ليجد الوضع علي حاله