أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعر عمر الدليمي، شعره يتناثر اسئلةً..!!














المزيد.....

الشاعر عمر الدليمي، شعره يتناثر اسئلةً..!!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 17:49
المحور: الادب والفن
    


الحقيقة من خلال متابعاتي للحركة الشعرية العراقية اتحفتني بالكثير من تجارب شعراء يستحقون ان تقرأ لهم بلذة المتعة اولا، وثانيا ستجد هناك ابداع يكشف لك تجربتهم والاثارة ذات النبرة التساؤلية عن الكون والوجود والبحث عن الجمال، فكانت تجربة الشاعر عمر الدليمي تمثلت امامي بمجموعة من القصائد حملت الكثير من الاسئلة، فمنذ تواريخ سحيقة بقيت الكتابة الشعرية تثير اسئلة لاتتوقف، اي انها متوالدة باستمرار، وقد تصل للذروة هذه الاسئلة، حينما تتطور الذائقة الشعرية، كون محيط الشاعر يمتلأ بالتحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية، حيث تتشكل لذات الشاعر هواجس الرفض وهواجس القبول، وحتما سيكون هناك صراع يقض مضجع الشاعر، لان هذه القضايا ترتبط بقضية وموقف في آنٍ واحد..مما يفتح رؤية الشاعر على خيال رافض للسكون، يقول الناقد عبدالعزيز بومسهولي: (الشعر في جوهره تيه، بقدر ما هو مشروع لا مكتمل لايتحدد بهدف غائي، تتوقف عنده حركة الشعرية، ومن ثم فهو ضد الحقيقة التي تظهر كموجود يمارس إكراهاته على الكائن الجوهراني الشعري، إن اللاحقيقة في الشعر هي الوجود الأصلاني المنفتح، أو التجلي الأكثر تميزا في تعدديته، فهو دليل الحيوية الناطقة التي تعري إمكانات العالم التخييلية، التي تحدس بالظن، بقدرات الكائن الشعري التنبؤية، والشعر في إحدى إمكاناته واختياراته الكبرى مساءلة حيوية للوجود، فكيف تتحدد هذه المساءلة؟ أو بالأحرى كيف يثير الشعر أسئلة الوجود التي يعيد من خلالها كشف التوتر الحيوي للوجود الناطق؟ وكيف يعبر نحو الاستنارة المبددة للعتمة؟)، ويبقى الناقد بومسهولي في واحة اسئلة الشعر والحيرة البشرية، ونبقى نحن نحاكي اشعار عمر الدليمي الحاملة لهذه الحيرة بين الرفض للقبيح في رؤيته وبين القبول للجمال، وهو يعري امكانات المحيط التخيلية، يقول في قصيدة (ما ينقص شاعرا):
(كان يجدر به إيقاظهم
الكثيرُ من الموتى
مخلوقاتٌ أخرى كذلك
وأوقات
يريد أن يفهم ما حوله
لم يسألِ المعلمَ عن القسوةِ ،
ولم يكن قد تعلّم النطقَ بعد ،
فيما كان المعلمُ يريد منه أن يصلي بلغاتٍ غريبةٍ ،
لذلك صارَ يخافُ اللغاتَ والصلاةَ معا ،
وبقي أخرسَ لا يستدلُ على الله)
اذن الشاعر الدليمي هنا كان رافضا لهذا المعلم، فالشاعر كائن يبحث عن الحقيقة ولن يصيبها، حيث (بقي أخرسَ لا يستدلُ على الله)، فالله يشكل جزء من الحقيقة التي يبحث عنها الدليمي، ثم يقول في موضع اخر من القصيدة: (كان يريد أن يدخلَ هذا العالمَ، وفق ما أوهمته المفاتيحُ التي أشرعت دواخله للعابرين، كما إنه كان يحتاج لأكثر من ساقين للمكوث أو الهرب، لكنه تخلى عن ساقيه لوهم ظن إنه بلاد، فلا غرابة إنه ما زال يشحذ من "البساطيل" وهما يدعي إنه وطن، فيما كان يجوب خرابه بعربة كساحه الصدئة ذات الصرير الموحش)، وهنا كشف الشاعر عن الحقيقة التي يبحث عنها وهي (وطن)، لكنه لم يكشف كل الحقيقة، كونه يعيش الوهم والتيه الشعري، بيد ان الهاجس الاكثر الحاحا له هو "الوطن"، لانه الدالة الوجودية الملحة، والاكثر التحاما بوجوده كذات تمارس الحياة، فكان الشاعر الدليمي يخترق البنية المرئية، وهي اللاوطن، ليكون في اللامرئي وهو الوطن، اي عكس الحقيقة، فالشاعر يقود الصراع باتجاه الوجود، وبقي الشاعر الدليمي يعالج ماينقص شاعرا بقوله: (عقد كثيرة كان عليه فك شفراتها، لكنه وأثناء محاولة اصطياد حلم شبك يديْه الواحدة بالأخرى، فاستعصت عليه دلالات كثيرة، وانشطرت أصابعه ما بين الرعشة ورعبه، ولم يفهم العابرون ما كان يتحدث به من لغة عرجاء، كانوا يتعثرون بهمهماتها وهم ماضون كل لهجرته)، والحقيقة هذا وضع المثقف بصورة عامة في ظل اختلاف الموازين، بين الديمقراطية واللاديمقراطية، وهنا ضاع الشاعر والمثقف بين الوطن واللاوطن، وبقي الشاعر يردد: (ولطالما كان نهر أوهامه يأخذه بعيدا وهو يقود قطعان الأسئلة، لم يفقه شيئا من الأمر، عندما نبتت لأرصفة المدينة رؤوس آدمية، فلو كان قد تعرف للوزير والإمام لما بقي تحت مطر الدهشة كل تلك الليالي من الدموع متوحدا مع الطين)، فكان يعيش الوهم والامنيات وسط ضبابية المحيط ووسط فوضى المحيط..وتبقى دائرة الوهم تلف الشاعر الدليمي في قصيدته (حديقة الماعز...) بقوله: (آخرُ تذوق حليبًا لكنه إذ صحا من غيبوبة لذته وجد أنه إنما يلعق هواء مرّا)، فلن يصيب الحقيقة، وبقي يعيش التيه والوهم، لكنه يحمل اصرارا لمعايشة الحضور، بسبب الملل من الغياب والبحث المضني عن حقيقة الوجود، لذا يقول في قصيدة (حشرات): (ربما يحدث أن يطلّ ذلك الزائرُ/حتى لو أغلقتَ الأبوابَ والنوافذَ/ستكون مضطرًّا للمثولِ بين يديه)، فهل يستطيع الشاعر الدليمي ادراك حقيقة وجوده، لكن الحقيقة الوحيدة الأكيدة في الدنيا.. إننا نجهل كل الجهل، حتى ما يجري تحت أسماعنا و أبصارنا، والشاعر ونحن كمتلقين ندرك جهلنا، فمتى نعرف أنا لا نعرف؟!، وهذا الامر ادخلنا نحن كقراء لاشعار الدليمي في دوامة الاسئلة الوجودية، والحقيقة ان الشعر كلما كان عميقا، كلما اثار فينا حالة التساؤل، ليستقر في اذهاننا ان الشعر هو مشروع غير متكامل، انما هو يثير الاسئلة ومن خلالها نحاول الوصول الى الاجابات، وقد لانصل...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر احمد الحلاق، والهروب الى بستان الامل...!
- الهم الكبير وبساطة اللغة .. في رواية (ذاكرة الوجع) للكاتب صب ...
- اضواء الروح..، ديوان (موسيقى الصباح) أنموذجا
- أنا وسيجارتك/ فاطمة نعيم
- المرحوم التشكيلي حسين الهلالي، ووهج اللون بين الخط والحرف
- الكاتبة أطياف سنيدح تخلق عوالما من المقاربة الإنسانية، ومجمو ...
- الناقد امجد نجم الزيدي، يؤسس لتجربة نقدية مرنة .. كتاب (تمثل ...
- الشاعر محمد عبدالله البريكي، يتنفس الواقع بروح جمالية..!
- اسيا رحاحليه، بين الرومانسية وفلسفة الحب الثابتة!!
- د . هويدا ناصيف تمتم : لتتجمّر اللهفة من لهفتي !!
- قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..
- الشاعر زين العزيز، والتطهر بالجواب ..! ديوان (خطأ في رأسي) أ ...
- تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم
- الشاعرة ليان عمر، تُطاول شامخةً، غير عابئةٍ بالأفول ..!
- القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!
- القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!
- ساناز داودزاده فر/قصائد قصيرة جدا
- تمرين قراءة لقصيدة الشاعرة ذكرى لعيبي (ظننتكَ لي وحدي)
- الشاعرة اديبة حسيكة، الحلم و ناسوت الجسد ..
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه ..!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعر عمر الدليمي، شعره يتناثر اسئلةً..!!