أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!














المزيد.....

القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


حين التحدث عن الاستاذ مسلم الطعان بوصفه مثقفا فاعلا يستوجب التمعن بمسيرته الثقافية الطويلة، ولكن ضيق المساحة في هذه المقالة، جعلني اتناوله في جانب الشعر الشعبي، فهو مارس ابداعات متعددة وبعاطفة فاضت وفاحت باريجها على المتلقي في جل كتاباته، وانه صقل هذه العلاقة بوعي قصدي، وعلاقته بالاخرين وابتعد قدر الامكان عن تشخيصات غرامشي حول المثقف، حيث يقول غرامشي : (أن خطأ المثقف يتكون من الإيمان بأنه من الممكن أن يعرف بدون فهم، وبشكل خاص دون مشاعر وأحاسيس ...ومن الإعتقاد من أن المثقف يمكن أن يكون مثقفا إذا تميز وابتعد عن الناس والأمة دون الشعور بالأحاسيس الأولية للناس، دون فهمها ومن ثم تفسيرها وإيجاد التبريرات لها في إطار وضع تاريخي محدد.)، ولكن الاستاذ الطعان مارس دوره، كناقد اجتماعي ومنتج للمعرفة، حيث حول المعرفة الى سلوك وموقف مع نفسه ومع الاخر، ولهذا عاش ويلات الغربة بعد ان عاش ظلم السلطة عليه، ثم رجع الى مدينته المعطاء ذي قار بعد سقوط الصنم، فكتب الشعر القريض والشعبي والقصة والرواية، وهي فنون قولية ابداعية لها عوالمها الرؤيوية الخاصة.. واليوم اتناول قصيدة له شعبية ساخرة، تناولت الكثير من السلوكيات المتلونة في وفاءها وعلاقاتها الاجتماعية .. وفيها عتب على الزمن والناس، اسماها (قاموس الشهامة ..!) واهداها الى صديقه، واجد من الضرورة اضع الاهداء ضمن جسد المقالة لضرورات مهمة .. الاهداء يقول : (اولا: الى أخي وصديقي الحبيب الزاير عبدالحسن يونس... شاهدي الأول الذي لم أعثر حتى هذه اللحظة على شاهدٍ ثانٍ يشاطره الشهادة لي بأني قد ظُلمت كثيرا وظَلمت أبي كثيرا حين غيرت اسمه من عباس الى عيّاش لكي أفرَّ بجلدي من الظلم الأسود في 11-11-1996 من أجل أن أعيش لحظة الجمال والحرية لي ولقصائدي التي تقاوم الظلم مهما كان لونه وجنسه...!
ثانيا: تعلمت من أبي الفلاح القروي البسيط حكمة حملتها في وجداني في حلّي وترحالي عندما قال لي ذات يوم قرويّ: اعلم يا ولدي أن الصديق الحقيقي عبارة عن كتاب شهامة متي ما قصدته لن يبخل عليك بمفردة تنقذك من ضيق او حرج تمر به ومتى ما أغلق هذا الكتاب بوجهك متشحا بوشاح عذر شاحب فاعلم بأن بضاعة الشهامة، قد نفدت ولا حاجة لك أن تنفخ الحياة في كلمات شاحبة قد مات بها بريق الشهامة...!) .. لذا يقول في قصيدته الساخرة :

(-1-
من شهرينْ أحشّمْ فزعة اخواني
عُصى وسفه يازايرْ شاهدي الثاني
-2-
أحشّمْ بالصديجْ او جنَّه ما يسمعْ
بسْ صوتي صداه مبحوحْ اليْ يرجعْ
راحْ الجانْ بسْ أنخاه اليْ يفزعْ
امسجِلْ بالنبضْ جلماتْ عنواني
عصى وسفه يا زايرْ شاهدي الثاني...!
-3-
اتعذرَّني صديجي او كًالْ ما أكًدرْ
واهو الما مرّه من أنخاه يتعذّرْ
خربتْ والنفوسْ شلونْ تتعمَّرْ
بجيتْ ومن سمعني ناحْ وجداني
عصى وسفه يا زايرْ شاهدي الثاني...!)

ونحن ندرك ان الشعر الشعبي، قد رصد القضايا الاجتماعية, فهو جزء من الظروف الاجتماعية العامة والسلوكيات الفردية، سجل يعكس وجه هذه العلاقات ويحاكمها, لذلك نرى فيه الصورة الساخرة, والصورة الجادة في إدانة الظاهرة المتخلفة, وليس في ذلك فحسب, إنمّا هوفي كثير من الأحيان, يضع الحلول,ويصف الدواء, فان الشاعر الشعبي يمثل الرائد, و الفنان, والمناضل, والحكيم, والمؤرخ ,والفيلسوف بنفس الوقت, ومن هنا تتوالد شعبيته باستمرار, ويحفظ شعره, وتلهج به الألسن, وفي الحياة الاجتماعية قد يكون الشعر الشعبي في الأغنية أداة لتعليم الطفل حب الوطن, وحب الخير, وممارسة القيم الأخلاقية, والسير في طريق الأفعال الحميدة , وفهمها, ولهذا نجد الشاعر الطعان يدل على الصفات الذميمة من خلال قصيدته، وكأنه يدل من طرف خفي على الصفات الحميدة المقابلة، المتمثلة بالشهامة والنخوة والوفاء التي تتعمر بها النفوس وتطيب, وكانت قصيدة الطعان تسرد قصة تخلي اصدقاءه عنه ..




ـ قصيدة: قاموس الشهامة...! للشاعرمسلم الطعان



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!
- ساناز داودزاده فر/قصائد قصيرة جدا
- تمرين قراءة لقصيدة الشاعرة ذكرى لعيبي (ظننتكَ لي وحدي)
- الشاعرة اديبة حسيكة، الحلم و ناسوت الجسد ..
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه ..!
- الشعر وصراع الواقع !!!
- الشاعر صفاء ذياب، ودلالات المكوث، رغم اوجاعه التليدة !!
- الشاعر جواد الحطاب، نسق حضور ومضمراته بدرية نعمة ..!
- حنان يوسف، بين الشوق والاحساس بالاخر ..!!
- الشاعرة ريما محفوض، رافضة للواقع ومنفعلة بقبوله !
- قصيدة (مفاتيح صدئة الجهات)، ومشاكسة اللغة ..
- الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..
- الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..
- الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!
- التشكيلية السورية جمانة الشجاع، ولوحة الايحاءات الانسانية .. ...
- رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!
- ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً
- الشاعر حسن البصام.. رومانسي بوجع سومري!
- الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!