أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجدان عبدالعزيز - ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً















المزيد.....

ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 12:45
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رواية (بوح النساء) للكاتبة هند زيتوني عالجت الكثير من قضايا الانسان، فهي عالم زاخر بالحيوات، والارهاصات الانسانية، وان الكاتبة بلغة شفافة رومانسية اكثر الاحيان عالجت قضايا المرأة العربية خاصة، باعتبار ان المجتمعات العربية بالاغلب الاعم ذكورية، أي هناك سلطة مهيمنة هي سلطة الذكر، وهناك انسان يعاني من هذه السلطة هو المرأة، لذا قامت الكثير من التصحيحات في هذا المسار، نتيجة لتطور المجتمعات العربية واتصالها بالمجتمعات الاكثر تطورا، كالمجتمع الغربي وماتوصل اليه هذا المجتمع من هوامش حرية لكل افراده ومنها المرأة، لذا كانت المرأة العربية الكاتبة من اكثر النساء توضيحا لحقوقها، كونها تمتلك القدرة على التعبير من خلال الكلمة، ورغم ان النقد العربي همش إبداعات المرأة وقلل من قيمتها وفي أحسن الأحول تعامل معها بدونية حين قارنها بإبداعات الرجل بوصفه مقياسا لكل إبداع، وقد كتبت نساء عربيات إبداعات تناولن فيها الجسد ضمن اشتغالات فنية وسردية إبداعية، وكان البوح والجسد فيها موظفا لخدمة الإبداع، الا ان الكاتبة العربية بقيت وفية لقضيتها، واتخذت الكاتبة زيتوني طريق الرواية للتعبير عن رفضها لظواهر اجتماعية وخاصة ختان الفتيات وقضية الخادمات الاجنبيات وقضية الدعارة، وباعتبار الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث، وهي حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذيه الأحداث، وتوغلت الكاتبة هند زيتوني في عالم روايتها هذه، حتى ركبت الكتابة الايروسية وآيروس في الميثولوجيا الإغريقيّةِ، هو إلهُ الحُبِّ والرّغبةِ الإباحيّةِ والجنس والخصوبة والسّعادة، وكانَ ملازمًا لأفروديت أمّه، وراصدًا لتجلّياتِ الجنسِ عبْرَ الحضاراتِ البشريّةِ، فصُوّرَ أعمى لا يرى عيوبَ المعشوق، أو بجناحيْنِ في زرقةِ السّماء، أو عازفًا على قيثارة، أو ممتطيًا ظهْرَ دولفين، كما ظهرَ في الفنِّ القبطيِّ والمصابيح.. والكلمةُ إيروتيك erotic مشتقّةٌ مِن الكلمة eros؛ أي جنسيّ وشهوانيّ، يُماثلُهُ في الميثولوجيا الرّومانيّة كيوبيد، والمحاورُ الّتي تدورُ في فلَكِها الآيروسيّةُ هي: الرّغبةُ الجنسيّةُ العارمةُ والجامحة، والجسدُ والانتشاءُ ما بينَ خمرٍ ومُجونٍ طائشٍ، وتجاربُ جنسيّةٌ عابثةٌ ظامئةٌ، تتلوّى على وترِ الشّرهِ والافتتان، الكاتبة في رواية (بوح النساء) حاولت التخفيف بالجنس لتصل الى هدفها في رفض ظاهرة ختان الفتيات المنتشرة في مصر والسودان على الاغلب، وايضا دفاعها عن حقوق المرأة الاخرى في الاختيار والتعبير عن آراءها، كي تعيش حالها حال الانسان الاخر وهو الرجل.. لذا عبرت زيتوني عن بشاعة الواقع وظواهره السلبية، وعن الجسدِ بما يختلجُهُ مِن مشاعرَ إنسانيّةٍ، بلغةٍ ساميةٍ راقيةٍ، وبلغةٍ متواريةٍ وبإشارةٍ عابرةٍ لا تخدُشُ الحياءَ، كما فعلَ ماركيز، وغسّان كنفاني، دونَ أن يخوضا في تفاصيلِ وصْفِ العلاقةِ والمضاجعة، إلاّ بأسلوبٍ مرهَفٍ دونما إسفافٍ، ودونما استعمالٍ لكلامٍ مؤذٍ للبصرِ والسّمع والذّوق والحواسّ؟، فكانت تقود العلاقة التي نشأت بين نادية وكريم على ظهر الطائرة بحكمة وتروي وعلى لسان بطلتها تقول : (فأنا لا أنكر أن صوته الدافئ، المخملي، الملون بألوان قوس قزح، زلزل كل أعماقي، وأيقظ جنود صمتي دفعةً واحدة. أشعل فتيل رغبتي التي عزفت عن الحياة لبضع سنوات، حضوره كان آسراً، غريباً، جميلا، ومتوحش النظرات، كنت أشعر أنه كان يعريني بنظراته، وعينيْه تثقبانِ جسدي أحيانا. لقد ملأني بشيء أخجل أن أكتبه على الورق، بلّلَ كل مشاعري القاحلة وحقلي الجاف الذي لم يرْوِه المطر من فترة طويلة. كينونة الحب يصعب فهمها أحياناً، فقد تعشق شخصاً لا يناسبك في العمر والمبادئ والتفكير، ولكن ماذا نفعل بالقلب حين يعشق؟.. يكسر كلّ الموازين، ويلغي كل القوانين، ويجعل من العاطفة نهراً يجتاحنا ويغرقنا بأمواجه، على أية حال هو يبدو في الخامسة والعشرين من عمره...!)، وهنا بدأت تعري رغباتها الدفينة العطشى، ثم تضيف : (كل شيء فيه كان يشدني؛ سمرة وجهه، رائحته، كتفاه العريضتان، عضلاته المفتولة،الشعيرات المنثورة على صدره، ونظراته الثاقبة التي اخترقتني ورمتني على شواطئ عشقه، كل شيء كان يجذبني إليه بجنون، فتصحو أزهار أنوثتي التي ذبلت منذ زمن طويل، توغلت روحه تحت ثوبي الطويل الشفاف، لتصل إلى أبعد نقطةٍ، ليتلمس جسدي الدافئ، ثمّ وجدت نفسي مستسلمة له بكل حاسة من حواسي، التي تحولت إلى نهرٍ جارف من الرغبة النارية التي تحرق جسدي، فنسيت نفسي وقتها، وأحسست بخدرٍ، ثم بجوعٍ يلتهم جسدي المتلهف إلى الحنين والشوق والرغبة والحب، ومع أنني كنت أحترق شوقاً من الداخل ولكن يديّ كانتا باردتيْن كالصقيع...أوغل هو في حدائقي، وخشيت عليه من النيران التي تشتعل في غاباتي، أو أن يلسعه لهيبها الذي كان مضطرماً ومشتعلاً، كما تشتعل غابات أمريكا الجنوبية في الصيف، بسبب عودثقابٍ طائش. زرع كل ذرة من جسدي بقبلات محمومة، فاستيقظت في جسدي كلالأحاسيس... تخيلت لبرهة من الزمن أنه طفلي الجائع الذي لم يأكل منذ فترة طويلة، أحياناًحاولت أن أفلت من قبضته القوية فلم أستطع، قال:أرجوك لا تقولي لا...! فقط عيشي هذه اللحظة معي... أراك اليوم كنجمة معلقة بالسماء، والقمر شاحب يستمد نوره منك، أغلقي صفحات الماضي لساعة واحدة فقط)، وهذه الاقتباسات من الرواية تؤكد الثورة على الواقع الذي يعيشاه بطلا القصة، وسنحت الفرصة الان للتعبير عن الحرية من خلال الجسد.. (فجأة انهمر جدولي ليلتقي بنهره، ليغرق كل الحقول الجافة التي جففها الزمان. ثم دعاني بلطفٍ وإلحاح،لنعيد الكرَّة مرات ومرات، أو ما سميته وقتها اقتطاف نرجس الروح...نعم قطف كل نرجس روحي، وأهداني باقة فرح ستدوم طويلاً، وتعيش حتى بدون أن أسقيها. تخيلت في تلك اللحظة بأنني كنت في الفردوس، وفجأة بدأنا نضع ورق التوت على جسدينا لنغطي مركز الشهوة، ثم هوينا على الأرض لنواجه آلامنا وأقدارنا من جديد، وقد عرفنا أن العشق هو الاحتراق حتى النبض الأخير من اللهفة.)، وهنا كشفت الكاتبة عن الكبت الذي كانت البطلة نادية تعاني منه، وكذالك البطل كريم واقصد بطلا الرواية، باعتبارهما الشخصيات المحورية في الرواية، ومن ثم يلتقيان روحيا وجسديا (كنت وحيدة جداً وفجأة رأيتك تقترب من شاطئ أحلامي... صعدت إلى زورقك، فأصبحتَ أنت الحبيب، وأنت الربّان، وأنا سأحاول أن أقود سفينة حبنا إلى شاطئ السعادة، وإذا رفضت الصعود إليها سأقوم بخطفك لترافقيني مدى الحياة.)، والرواية تحدثت عن كثير من الظواهر الاجتماعية، مثل قضية الخادمات، وقضية الدعارة.. انها رواية تستحق القراءة ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر حسن البصام.. رومانسي بوجع سومري!
- الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!
- الشاعر احمد الشطري/الحب والشعر عنده تجربة والتزام ..
- الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجدان عبدالعزيز - ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً