أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!














المزيد.....

الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5928 - 2018 / 7 / 9 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


ارتكزت نصوص الشاعرة ليلى غبرا على النبض وتكررت هذه الكلمة وهي تعبير عن انفعال عاطفة الحب وتفاعلاتها لتوفير وانتاج مشاعر الاطمئنان والاستقرار بجانب الاخر .. مثلما ان الكائنات الحية بجميع أشكالها تحتاج إلى الطّاقة لاستمرارية حياتها، والإنسان كذلك يحتاج لطاقة كبيرة لتنفيذ جميع عمليَّاته الحيويّة والحركيّة في جسمه. يستمدّ الإنسان طاقته من الغذاء، لكنّه لا يكون جاهزاً لاستهلاكه كطاقة داخل الجسم، فيجب تحويله إلى طاقة من خلال عمليَّة تُسمى الأيض أو التّمثيل الغذائي، ومن دون هذه العمليَّة لا يستطيع الإنسان الاستفادة من الغذاء الذي يأكله، والايض هي إحدى العمليَّات الحيويّة التي تحدث في داخل جسم الإنسان والكائنات الحيّة على وجه العموم، وهي المسؤولة عن إنتاج الطّاقة في داخل خلايا الجسم عن طريق هدم المواد الغذائيّة وبناءها، والتي يتم هضمها في داخل الجهاز الهضمي وتحويلها إلى أشكال الطّاقة المُختلفة عن طريق مرورها بسلسلة من التّفاعلات الكيميائيّة، كما أنّ عمليَّة الأيض تُعتبر العمليَّة التي يتم من خلالها بناء الخلايا المُختلفة والأنسجة، فالوظيفة الرئيسة للأيض هي توفير الطّاقة اللازمة أو السّعرات الحرارية المطلوبة لتغطية وظيفة الجسم أو الحفاظ على الوظائف الحيويّة. وهو مُنظّم ومدير الطّاقة في الجسم، فتفاعلات الحب داخل الانسان تحتاج الى طاقة من مشاعر الصدق والوفاء والتضحية، وانتاج هذه الطاقة تحدث من خلال الصبر وتحمل مشاق الوفاء والتضحية، لتتحول الى مشاعر حب متدفقة، اي نبض في القلب، تستمد استمرارها من الصبر والوفاء ... ولا اريد ان ادخل في جدلية التأويل بين الباحثين، انما اريد ان اصل الى فحوى المعنى، كي امسك العصا من الوسط، وابني عملية استرداد المعنى من النص باقل كلمات متيسرة، تجعلني قريبا من الشاطيء، فالتأويل هوالخروج من معنى النص القريب إلى مجازه بقرينة أو بدليل لولاه ما جاز هذا الخروج، أو هو الخروج من الحقيقة إلى المجاز بقرينة، لأن الألفاظ الدالة على المعاني لم تعد أن تكون إلا رموزاً تحتاج إلى الرقة البالغة في بيان ما وراءها .. فقول الشاعرة في قصيدتها (رواية) :
(بحثت عنك بداخلي
وجدتك الأيقاع الموسيقي
لنبض القلب ..
وجدتك العلامة التي
تراود ذهني..
وينطقها اللسان لانك
سيد النبض
جذورك تمتد في القلب
بكل الاتجاهات ..)
اذن لم تجد الشاعرة الحب كمعنى ظاهر، انما وجدته ايقاعا في النبض، اي تحصيل حاصل، انه عملية انفعالية غير مرئية، اي انه نبض استمراري، كما هو نبض القلب المستمر حتى الموت .. واضافت الشاعرة ليلى : (جذورك تمتد في القلب/بكل الاتجاهات ..)، فلو فرضنا انه حركة في جهة معينة، قد تكون هذه الحركة طارئة، لكن جذورها تمتد بكل الاتجاهات، اي انها كالطاقة تُنتج تلقائيا ودون توقف وطاقة لكل خلايا الجسم .. ثم تقول في قصيدة اخرى : (فنجان قهوتنا .إبحار على نبضاتٍ شقية/ قصيدة تتنفس دون رئة)، فقولها هذا تأكيد ان كل علاقتها بالاخر هي عبارة عن ايقاع في نبض القلب المستمر في نبضاته مادام حيا .. وتقول في قصيدة (عطر أنفاسك) :
(يا عشقي المسكون
بالروح والجسد
اتنفسك بخلايا عمري
بين أحضانك أحيا
حياة اخرى
حين أراك.. تصحو أنوثتي
التي غابت وهي فتية
أحتاج ان أضمك لو
ثواني
أشتم عطرك
أنفاسك تزهر بساتين في دمي
أزاهير عشق تمحو أحزان سنين
أحضني يا انت
فشهقة الحياة من دفئك)
فالآخر لدى الشاعرة ليلى عشق مسكون بالروح والجسد، ودمجت بين الروح والجسد، لانها لا تريد رغبة عابرة، كأن تكون لذة جنسية لحظات وتفيق منها، انما تريد لذة مستوطنة في داخلها مستمرة، كما هو نبض القلب .. صحيح انوثتها تصحو بقربه، لكن انفاسه تزهر بساتين في دمها، اي نبض قلبي دائم التدفق، وتختم القصيدة تأكيدا لما ذهبنا اليه من معنى بقولها : (ضمني باشواق الليل
الى أعماقك
تعال وعانقني
وبعثر عطرك ليتخلل في جسدي
فشافهك بلسم على شفاهي
خمر أسكرني
قلبك من لون القصائد
وعناقك أشهى من أشهى
القصائد)
فالقلب والقصائد من لون واحد، والشفاه هي نفسها .. صحيح هناك دعوة للعناق، لكن العناق هو ايضا مستمر كاستمرار القصائد وتزاحم احرفها في اللحاق بالكلمات ومن خلالها يتكون المعنى، ثم جعلت من الاخر بحر مخاطبة اياه : (سأرسم بموجك قصيدة/ حروفها ..عواطف وثورات ..) ومن هذا نصل الى المعنى، فان الشاعرة ليلى غبرا تجعل من انتاج الحب كما هي عملية الايض في انتاج الطاقة في الجسم ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!