أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الرقص الدرامي: الحركة لغة..!














المزيد.....

الرقص الدرامي: الحركة لغة..!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


الرقص فن يعبر عن عواطف الانسان بلغة الحركة، فهو من اللغات الاولى التي عرفها الانسان إلى جانب الصوت والدراما، ليشكل أساس وانطلاق باقي الفنون من بعده.. والرقص يجمع بين الرياضة والفن بحركات متناسقة تختلف في شكلها وإيقاعها باختلاف وقت ومكان ظهورها، لارتباطها بالعادات والتقاليد المجتمعية، فالفيلسوف الانجليزي هفلوك يختصر الحديث عن فن الرقص كفن راق بقوله: (إذا كنا لا مبالين في نظرتنا إلى فن الرقص، فإننا لا شك فاشلون ليس في تفهم الظاهرة السامية للحياة المادية فحسب، بل في تفهم الرمز السامي للحياة الروحية أيضا)، ويقول عنه دي ميل : (إنه تنظيم حركي في الفراغ وتنظيم حركي في الزمن، وإنه الفن الزماني المكاني الوحيد)، وكما اكدنا يعد الرقص من أقدم اللغات التعبيرية التي مارسها الإنسان عبر لغة الجسد، للإفصاح عن مشاعره من حب وفرح وحزن وألم، وعلى الرغم من تطور أدوات التعبير المختلفة من نطق وكتابة وغناء، فقد ظل الرقص، إضافة إلى الموسيقى، اللغة الفنية للشعوب تجسد فيه الموروث الشعبي لهذا الفن الأزلي. ومن الصعب الفصل، في النشأة، بين ثلاثة من أنواع التعبيرالجمالي لدى الإنسان مثل: الموسيقى والغناء والرقص، إذ إنها جميعاً مرتبطة عضوياً بعضها مع بعض.. وترجع نشأة الرقص إلى أقدم العصور، وقد بدأ الرقص يأخذ شكلا معينا في عصر الملهاة الإرتجالية الإيطالية، وقد كان على شكل "ألعاب الأكروبات" أما التكنيك بالصورة التي يتمثلها في عصرنا الحاضر، هو في الواقع تكنيك روسي نتج من امتزاج الأسلوب الإيطالي والأسلوب الفرنسي في القرن التاسع عشر، مثلما تشير الدراسات، ثم بدأ بعد ذلك يتشعب لأشكال عديدة وكل شكل له مدارسه واداءه الخاص، واستمر هذا الفن يترسخ، ولا اريد الخوض بانواعه كلها، انما اختصر الحديث عن الرقص الدرامي وفيه يشكل الجسد أحد أدوات الممثل المسرحي بوصفه العنصر الظاهر لديه، ويستطيع من خلاله إيجاد علاقات تواصلية بما يحيطه ، فضلاً عن ذلك يؤدي الجسد في المسرح دوراً مهماً في العرض المسرحي بشكل عام، ونرى في عروض الرقص الدرامي، التي باتت تشكل اسلوباً جديداً في المسرح الذي يعتمد على الجسد بصورة مباشرة من خلال ما يطرحه من لغة تواصلية وتفاعلية مع المتلقي، فضلاً عن إنتاجه لكثير من الصور التي تحيل المتلقي إلى مرجعيات فكرية وتاريخية وفنية عبر الحركة والتشكيل بوساطة الجسد، معتمداً على الطاقة التي يمتلكها والقدرة على تحريك أجزاءه بشكل يتوافق مع طبيعة الصورة المثارة وشكلها، حيث أغنى الجسد عـن اللغة المنطوقة في إيصاله لمعنى العرض المسرحي.. وعملت التشكـيلات الجسدية عـلى إعطاء صوراً إيحائية عن طبيعة الصراع الدرامي بـين الشر والخير، حاملة دلالات فـكرية وجـمالية ساعـد فيها الجسد / الراقص على بروز قدرته في التكور مع محيط وسينوغرافيا الفضاء المسرحي .. يقول الدكتور احمد محمد عبدالامير عن الرقص الدرامي : (نمط من الفن المسرحي يركن إلى انسجام التشكيل الحركي تماشياً والإيقاع الموسيقي ليرسم صورة جمالية في وعي المتلقي، يلبي ويعتمد في الوقت ذاته عن حاجات نفسية ويخدم أغراضاً فلسفية وجمالية وشعورية، ليقدمها في عمل أدائي تعبيري واحد. يعمل الرقص الدرامي على تفعيل الوعي وتعميق قراءته للواقع من خلال تقديمه بصورة جمالية، ذلك أن الأنشطة الاعتيادية تبدو ذات طابع غرائبي، حينما تقدم في إطار فني يدفعنا بالنتيجة إلى إعادة اكتشاف ماهيتها من خلال تشكلها الظاهراتي. كما أن للرقص الدرامي وظيفة الإضاءة الرمزية للحقائق الإنسانية التي لا يمكن التعبير عنها لغوياً، وذلك من خلال المزاوجة بين الوظيفة التعبيرية والحركة الدالة.).. اذن الرقص نوع من أنواع التعبير الذي يعد فنا من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان الأول للتعبير عن حاجاته، وهو الفن الأم لجميع الفنون، ومصطلح الرقص يطلق على جميع أنواع الأداء المتصل بالحركة مع الإيقاع..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!
- الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!
- الشاعر علي الشيال، يعزف الحان الحياة على سرير بارد !!
- الشاعرة اسماء القاسمي، عندها الشعر هو الجمال المدل على الخلو ...
- الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الرقص الدرامي: الحركة لغة..!