أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..














المزيد.....

الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 21:43
المحور: الادب والفن
    


القصيدة نص لغوي مغاير، اي مكتوب بلغة ذات طقوس خاصة، لهذا يحتاج الى تلقي من نوع خاص، وكي يقوم المتلقي بالامساك بالمعنى، لابد من قراءة النص اكثر من مرة، لهذا تجتمع تجربتان : تجربة الكتابة والبناء، وتجربة القراءة والتفكيك ومحاولة فهم المعنى، يعني تجربة الكتابة وتجربة القراءة .. وبما اننا امام قصيدة تعاملت مع ثيمة الجسد، فلابد لنا ان نفصل مابين انواع طرق تناول الجسد .. يقول الناقد رياض عبدالواحد : (الكتابة الأيروسية مأخوذة من الإله الإغريقي "أيروس"، وهو إله الرغبة والحب والخصوبة. أما اللفظة الانكليزية المشتقة من "أيروس" فهي إيروتك، وتعني المثير للشهوة. ثمة فارق بين كلمتي أيروسية وإيروتيكية؛ فالأيروسية هي التعمق في إظهار المشاعر من دون التطرق إلى العملية الجنسية، أما حين يتطرق الكاتب إلى العملية الجنسية فإنَّ كتابته تعد كتابة إيروتيكية. وحين يندفع الكاتب إلى أبعد من ذلك، أي إلى المستوى الإباحي فتعد كتابته كتابة بورنوغرافية. وكلمة "بورنوغرافيا" متكونة من شقين هما: بورن، ومعناها البغي، وغرافيا، ومعناها الكتابة. ولعل الأدباء العرب لم يخوضوا في هذا الميدان بسبب من العادات والتقاليد التي تحكمهم وتمنعهم من التصدي لهكذا موضوعات، إلا إن البعض قد خاض غمار التجربة دون الالتفات إلى حسابات الربح أو الخسارة )، ومن خلال قصيدة ناهدة الحلبي (طعمُ قبُلاتٍ تُراوِحُ مجرى الشِّفاه !!)، نلاحظ فيها الايروسية واضحة بدلالة الحب واظهار مشاعره، ورغم وجود حسيات خفيفة فيها، الا انها حملت ايحاءات روحية، متمثلة بقول الحلبي : (فأُطْعِمُ فاهَ الرُّوحِ زادَ سَماوةٍ/فَمِنْ عِشْقِيَ المَرْوِيِّ يُجْلى غَمامُها!!) .. اذن الشاعرة ناهدة الحلبي تبحث عن الجمال من خلال خلق حالة شفيفة مع الجسد ومناطقه التي تمتلك الاثارة، لخلق حالة توازن نفسي مع المحيط، وبما ان عالمنا العربي يحرم على الشاعرة الانثى طرق هذه الابواب، عمدت الشاعرة الى التماس مع الجسد والاقتراب من المحضور بطريقة خفيفة وشفافة، كي تلفت نظر المتلقي وتجتذبه لها اولا، وكون الحُبّ هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما ثانيا، وقد يُنظر للحبّ على أنّه كيمياء متبادلة بين اثنين، ومن المعروف أنّ الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون المحبّين أثناء اللقاء بينهم. وتمّ تعريف كلمة حبّ لغويّاً على أنّها تضمّ معاني الغرام، والعلّة، وبذور النّبات، ويوجد تشابه بين المعاني الثّلاث على الرّغم من تباعدها ظاهريّاً؛ فكثير ما يشبّهون الحبّ بالدّاء أو العِلّة، وكثيرا أيضاً ما يُشبّه المحبّون الحبّ ببذور النّباتات. أمّا مصطلح الغرام فهو يعني حرفيّاً، التَعلُّق بالشّيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه، ويعني أيضاً العذاب الدّائم الملازم. والمغرم هو المولع بالشّيء لا يصبر على مفارقته، وأُغرم بالشيء، أي أولع به، فهو مُغرم، والظاهران الحبّ عند الشاعرة الحلبي، هو نزوع دائم، يتجلّى في رغبات متتالية ومتناوبة، حتى تصل به الى الاشباع الروحي، فالقصيدة عندها بحث جمالي .. تقول : (فلا يَحْسَبُ العُشَّاقُ أنِّي قَصائدٌ/غَداةَ أُفولٍ لا يَهُبُّ نُوامُها!!!)، وهكذا تعيش الحلبي اجواء الجمال داخل القصيدة لا خارجها ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ناهدة الحلبي

طعمُ قبُلاتٍ تُراوِحُ مجرى الشِّفاه !!
--------------------------------

يَصومُ عنها والشِّفاهُ صِيامُها
وِشاحٌ مِنَ القُبْلاتِ عزَّ فِطامُها

تمنَّيتُها لكنَّ خدِّيَ ماحِلٌ
وما ذُقْتُها إذ قدْ يُشَبُّ ضِرامُها

وأفقَر خَصْري ما يَجودُ بِغَمرةٍ
وأقفَر قَدِّي ما تهادى قِوامُها



وكَمْ قالَ لي لا عيشَ دوني غَوايَةً
فَهَلْ لِذَبيحِ الوَجدِ يُهْدَى حُطامُها!

تُسامِرُهُ الأشْعارُ تُحْدِرُ دَمْعَتي
يُكَفكَفُ بالشِّعرِ الجميلِ هُيامُها

وتَهزَجُ أنثى الشِّعرِ فيَّ بِفِتْنَةٍ
وَيُخْبى بِحَرْفي عِطرُها ونِدامُها

أُهدْهِدُ رِمشي فالجفونُ نَوافِلٌ
كما الرُّوحُ مِنْ سُقمٍ تَزيدُ سِقامُها

وَأرْشُقُ جَفْنَيْهِ بِعِطْري، فَمُهْجَتي
بِسَيْفٍ جَسورٍ لا تُرَدُّ سِهامُها

فلا يَحْسَبُ العُشَّاقُ أنِّي قَصائدٌ
غَداةَ أُفولٍ لا يَهُبُّ نُوامُها!!!.



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!
- التشكيلية السورية جمانة الشجاع، ولوحة الايحاءات الانسانية .. ...
- رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!
- ثورة جسدية ضد العنف ..!! رواية (بوح النساء) أنموذجاً
- الشاعر حسن البصام.. رومانسي بوجع سومري!
- الكاتبة رامونا يحيى، وصراعات الزمن ..!
- الشاعر ناجح ناجي من حساء العافية الى طبق الحنين !!
- الشاعر احمد الشطري/الحب والشعر عنده تجربة والتزام ..
- الكاتبة ميرنا دقور وتأملاتها الوجودية في الكون والحياة !!
- الشاعرة ليلى غبرا، مختبر لانتاج طاقة الحب .. !!
- سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصيدته (عراق...... يا منار ...
- الكاتب أياد خضير وايحاءات الرمزية ، قصة (ثوب الثعبان) أنموذج ...
- الفواز والحقيقة البيضاء ، يكسران خاطر الحرب !! اهداء للزميلي ...
- الرقص الدرامي: الحركة لغة..!
- ديوان (جسر من طين) للشاعر المغفور له رحيم الغالبي لفتات احتج ...
- الكاتب حسن عبدالرزاق، والواقع المعقد في روايته (تل الذهب) .. ...
- الفنان -ابو عهد الشطري- شَكّلَ جَوادَ الحُسين كرمزٍ للشجاعة ...
- الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...


المزيد.....




- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..