أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..














المزيد.....

قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 19:28
المحور: الادب والفن
    


الفن القصصي هو فن قولي ، ونشاط انساني يلبي احساسات الفنان في التعبير عن حاجاته النفسية والاجتماعية والجمالية ، كما ان هذا الفن المتمثل في جنس القصة القصيرة له عتباته ، بدءا من العنوان والتمهيد والهيكل وبناء الحدث ، ومحاولة ايجاد دالة التشويق والاثارة ، وحالة التوقع التي تجعل من القاريء ، يشارك الكاتب في الوصول الى نهاية الحدث .. يقول هدسن ( إن الفن هو التكامل بين العاطفة التي يحسها الفنان وبين الصورة التي تعبر عن هذه العاطفة 000) ، من هنا قد تكون قصة (مسبحة ابي) للكاتب عبدالامير المجر ارتكزت على ثيمة الصدق والتمسك به ، وكذا على نية الاحتفاظ والوفاء بمضمون التسبيح ، رغم ان القاص سرد الحكاية بهدوء مشوب بانفعال البحث ، وحاول الابتعاد عن الافصاح ، لغرض رفع كمية التشويق وحالة التوقع كما اعتقد ، بل واخذ بعوالم المسبحة الى افاق غير متوقعة من ناحية التلقي ، وابعد عنها كل مسحة دينية ، كون المسبحة كما هو متعارف عليه ارتبطت بالتسبيح والتنزيه للخالق ، ونلاحظ قصدية الكاتب في التمويه وتحميل المسبحة رمزية مثقلة باشياء تريد ان تفصح ، الا انه كل مرة يجد نفسه امام صدق هذه المسبحة وتمسك الوالد بها الى حد ادماء انامله ، وهنا النص يوحي باسئلة عديدة .. هل تسبيح ابيه كان دينيا توحيديا ، وهذا المنحى ابعده الكاتب ، ام انه كان عشقا برائحة العطر الذي تبثه ، كلما حُركت خرزاتها والعطر له رمزيته الخاصة ، كل الظن كانت هناك وجهة قصدية ، عمد اليها الكاتب المجر ، وختم بها القصة وكانت بمثابة بيت القصيد .. (كان ابي ممددا على الاريكة، وحده، وقد تناثرت حبات مسبحته في المكان، واخذت تحاصر جلسته كائنات صغيرة على شكل عقارب وافاعي لاتكاد ترى، راحت تعض حبات المسبحة المتناثرة على الارض، وتمتص بعضها في مشهد مروع، فيما كان ابي المستلقي وحده على الاريكة ، غائبا تماما وسط احلام غريبة غزت راسه، وجعلته يبدو كالميت في المكان الذي راحت تعبث به ريح الاعصار المغبرة، وتهز المدينة التي غامت فيها وجوه الناس المذهولة من هول الاعصار، وقد نسوا حكاية مسبحة ابي بعد ان توزعت الشوارع وجوه بشر على شكل عقارب كبيرة وافاعي يمسك كل واحد منهم بمسبحة من لون مختلف يداعبونها باصابع كالمخالب، ويوزعون على المارة ابتسامات صفراء.) ، وبالتالي كسر حالة التوقع لدى المتلقي ، وافرغ المسبحة كما هي من محتواها ، وجعل دالتها بيد الوالد ، الذي صنع منها قضية ، استوعبت رؤية الكاتب المجر في معالجة الموضوع برمزية عالية التكثيف والتبئير ، اي بؤرة الخرزات وما تحمله من انتظامها في خيط واحد وما تحمله في حالة تشظيها ، مع شبه موت الاب ، تنتثر تلك الخرزات وتتشظى في صور مرعبة تحيط المكان ، ومع نشوب الاعصار على المدينة ، كحدث اضافي ، يتوزع في المدينة (وجوه بشر على شكل عقارب كبيرة وافاعي يمسك كل واحد منهم بمسبحة من لون مختلف يداعبونها باصابع كالمخالب، ويوزعون على المارة ابتسامات صفراء.) ، فـ(في ضوء تطور الفكر الانساني واتساع افاق المعرفة في البحث عن ماهية الذات والوجود وسبر اغوارها في مدى ارتباطها باحداث عصرها المتحرك وظواهر واقعها المتجدد ، برزت مفهومات في الثقافة الادبية تحاول الربط بين التجربة الادبية واثر المجتمع والاحداث فيها . فالثقافة الادبية ، على سبيل المثال ، هي جزء فعال من ثقافة بيئة انسانية او مجتمع بشري ، وهي في الواقع حصيلة اجتماعية للافكار الانسانية والحرف والمعتقدات والعادات ، مهما كانت تلك الثقافة بدائية او معقدة حضارية جامدة او متطورة . فالتراث الثقافي له القدرة على الحركة والتطور والانتقال من جيل الى جيل . ولابد في مثل هذه الحالة من وجود بعض المناهج والحركة في كل ثقافة .. لاننسى ان تطور المعرفة والقيم الاخلاقية ، هو جزء لايتجزأ من مفهوم الثقافة . فالخصائص الثابتة لأية ثقافة تنعكس عادة على التجربة الادبية التي تولد بين احضان الذات والروح الجماعية. لذا فان نسق العمل الادبي الذي هو في الواقع نسيج التجربة الادبية من الناحية الفنية ، يمثل الادب في مفهوم المعرفة الانسانية وفي حكم القيمة لأنه ، أي النسيج الادبي ، جزء من خبرة القاريء)2 ، فكل الظن ان التجربة الشخصية للكاتب المجر صنعت من فكرة بسيطة معنى كبيرا ، اعطى لقصته قيمة انسانية ، هيأت المشاركة بينه وبين المتلقي وجعلت الاخير ، يمنحها عدة تأويلات كلها تصب في مجرى التناغم الانساني من رفض وقبول ..


هوامش البحث :


1ـ قصة (مسبحة ابي) للقاص عبدالامير المجر /مجلة الاقلام العدد الثالث 2016م

2ـ كتاب (التحليل النقدي والجمالي للادب) الدكتور عناد غزوان / دار افاق عربية للصحافة والنشر بغداد 1985م ص73ـ74



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر زين العزيز، والتطهر بالجواب ..! ديوان (خطأ في رأسي) أ ...
- تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم
- الشاعرة ليان عمر، تُطاول شامخةً، غير عابئةٍ بالأفول ..!
- القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!
- القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!
- ساناز داودزاده فر/قصائد قصيرة جدا
- تمرين قراءة لقصيدة الشاعرة ذكرى لعيبي (ظننتكَ لي وحدي)
- الشاعرة اديبة حسيكة، الحلم و ناسوت الجسد ..
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه ..!
- الشعر وصراع الواقع !!!
- الشاعر صفاء ذياب، ودلالات المكوث، رغم اوجاعه التليدة !!
- الشاعر جواد الحطاب، نسق حضور ومضمراته بدرية نعمة ..!
- حنان يوسف، بين الشوق والاحساس بالاخر ..!!
- الشاعرة ريما محفوض، رافضة للواقع ومنفعلة بقبوله !
- قصيدة (مفاتيح صدئة الجهات)، ومشاكسة اللغة ..
- الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..
- الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..
- الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!
- التشكيلية السورية جمانة الشجاع، ولوحة الايحاءات الانسانية .. ...
- رندة عبدالعزيز، تعيش قلق الذات ..!


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..