أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - اسيا رحاحليه، بين الرومانسية وفلسفة الحب الثابتة!!














المزيد.....

اسيا رحاحليه، بين الرومانسية وفلسفة الحب الثابتة!!


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


من خلال متابعتنا لحضور الكاتبة اسيا رحاحليه ثقافيا، تصدمنا دهشة التقاطاتها للمعاني بتوظيف قصدي فكري، يعكس فلسفتها الشخصية في تعاملها اليومي مع مجالات الحياة والوجود، نلاحظ انها تتابع ائتلاف الحرف مع الحرف وعناق الكلمة مع الكلمة لتوليد معنى، مثلما يولد الحب حين يكون اللقاء الحقيقي، وفي رؤيتها للحب المختلفة عن الاخرين، فهي تؤمن بانه ولادة يسبقها تخطيط .. لذا كان نصها المعنون (وجه آخر للحب)، قد عكس هذه الرؤية بنصاعة، وظهر لنا من خلال قراءة النص كيفية بلورة مفهوم الحب، فليس الصدفة هي الخالقة له، كون حقيقة الحب تتمثل في خطوات في كل واحدة منها لاتنتظر المقابل :

الاولى أن تزرع في طريق من تحبهم وردة حمراء.. وتزرع في خيالهم حكاية جميلة.. وتزرع في قلوبهم نبضات صادقة..

الثانية أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الغرق.. وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف.. وتمنحهم ثوبك في لحظات العري، كي تسترهم..

الثالثة أن تبيع دموعك، كي تشتري لهم الفرح.. وتتراقص بينهم ألماً، كي تمنحهم السعادة.. وتبكي بعيداً عنهم كي لا تفسد فرحهم..

الرابعة أن تتحول إلى عكاز، كي ترحم عجزهم.. وتتحول إلى مرآة، كي تقوم عيوبهم.. وتتحول إلى مطر، كي تبلل جفافهم..

الخامسة أن تخترع لهم الهواء عند اختناقهم.. وتنزف لهم دموعك عند عطشهم.. وتقتطع لهم من جسدك عند جوعهم..

السادسة أن تشعل أناملك، كي تضيء لهم الطريق.. وتحرق أيامك، كي تبث فيهم الدفء.. وتمنحهم عينيك بدون تردد كي تنير لهم الظلام..

السابعة أن تساعدهم على الوقوف عند التعثر.. وتساعدهم على الفرح عند الحزن.. وتسعدهم على الأمل عند اليأس..

الثامنة أن تحتفظ لهم في داخلك بمساحة جميلة من الأحلام.. ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة.. وأن تملك قدرة فائقة على الغفران لهم مهما أساؤوا اليك..

التاسعة أن ترد عنهم كلمات السوء في غيابهم.. وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء في أعين الآخرين.. وتحفظهم مهما غابوا عنك..

العاشرة أن تترجم إحساسهم إلى من يهمهم أمره.. وتحمل أحلامهم إلى من لايكتمل حلمهم إلّا به.. وتدعو لهم بالسعادة مع سواك إذا كانت سعادتهم مع سواك..

الحادي عشر أن تمتص حزنهم وتمتليء به.. وتنصت إلى همومهم وتتضخم بها.. وتحمل عنهم ما لا يستطيعون حمله من متاعب الحياة..

الثاني عشر هو أن تقدم لهم دعوة إلى الحياة، حين يفقدون شهية الحياة.. وتقدم لهم دعوة للحلم، حين يفقدون المعنى الجميل للحلم.. وتقدم لهم دعوة اللجوء إلى قلبك، حين تغلق القلوب في وجوههم..

الثالث عشر أن تتجرد من أنانيتك من أجلهم.. وأن لا تفرض عليهم مشاعرك وأحلامك.. وأن لا تصطاد قلوبهم في الماء العكر..

اذن الحب فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمل وأرقى، فهو ليس عاطفة ووجداناً فقط، إنما هو طاقة وإنتاج، لانه يشكل أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لاتشبهها لغة أخرى، كونه تجربة وجودية عميقة، تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة، لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة، ثم تمنحه فضيلة العلو والسمو عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي... وهذه التجربة تنقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة... واحات الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى، لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفضيع، وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء .. هذه رؤية الكاتبة اسيا عن الحب، فهل حدوثه يكون صدفة هذا ما عاشت صراعه الكاتبة، فهي تقول : (لا أحب أن ألتقي بك صدفة، كأن أفاجأ بحضورك و أنا أعبر الشارع. الأكفّ المجنونة التي تقرع أبواب رغبتي على حين صدفة لا أطيقها. الحمى المباغتة التي تصعد من أسفل قدمي إلى أعلى رأسي تربكني. تفقد قلبي توازنه. الفرح المفاجئ لا يغريني. أحب أن نرتّب لموسم لقائنا كما يرتّب عاشقان لحفل الزفاف. أحب أن نلتقي عن سابق إصرار و تقصّد. أن نحدّد المكان و الزمان، في أيّ ركن من مدينتنا الفاتنة سوف نتقابل، في أيّ مقهى، تحت أيّة شجرة. آه..كم من السحائب سأجمع ثم أبدّد و أنا أترقّب تجلّيك! أسرق الثواني التي تمر . أحوّلها إلى حلوى من القُبَل، أدسّها في جيوب الانتظار و هو يجالسني على المقعد المقابل)، هكذا تكون في حالة رفض لصدفة الحب .. تريده حبا حقيقا يغزو الاعماق النقية ويستقر هناك، لاتمحوه مواقف الحياة الاخرى، مهما جادت له من مشاكلها ومنغصاتها، وبالتالي فموعد الحب حينما لايتحقق، تقول الكاتبة في نصها : (و يحدث ألا يتحقّق الموعد. .تخبرني بأنك لن تأتي . أتضايق .ترجوني أن أتفهّم و لكني لا أتفهّم. كيف لامرأة عاشقة أن تتفهّم ؟ تمتلئ عيناي بالدموع و لا أبكي. أضمّ صدري بذراعي كي أكتم نشيج نهداي .أحمل حريقي و أرحل. أقول تبا لك و أقصد حبا لك. أغسل وجهي من الحلم و عيناي من الكحل . أعبّ أربع فناجين من القهوة و حبتي ” دوليبران”.) لكن تقول : (أستعين على حزني و على غضبي منك بالحبر و بالموسيقى) .. اذن الحب جمال وابداع، لانه يولد الابداع، ويشحن الروح باكسير الامل، تقول الكاتبة : (ما أجمل أن أمارس طقس انتظارك أنا و خيالي و كأس العصير البارد، و حقيبة يدي، و ساعة يدي، و عطري، و أحمر شفاهي. أتفقده مرّة بعد مرّة .. متوهّج يحلم بانطفائه فوق شفتيك.)، فالكاتبة اسيا اثثت نصا ادبيا بلغة رومانسية شفيفة لاتخلو من جرأة انثى ادركت معنى الحب، وكذلك اثثته بفلفسة ثابتة عكست رفضها، بان الحب ليس وليد الصدفة ..


نص (وجه آخر للحب..) للكاتبة آسيا رحاحليه



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د . هويدا ناصيف تمتم : لتتجمّر اللهفة من لهفتي !!
- قصة (مسبحة أبي)، القصدية وتجربة المنحى ..
- الشاعر زين العزيز، والتطهر بالجواب ..! ديوان (خطأ في رأسي) أ ...
- تراتيل العكاز الأخير .. الحلم والألم
- الشاعرة ليان عمر، تُطاول شامخةً، غير عابئةٍ بالأفول ..!
- القصيدة الشعبية ..، بصورتها الساخرة ..!!
- القاصة فوز الكلابي تبث رسائلها للجسد وعبره وفوقه ..!
- ساناز داودزاده فر/قصائد قصيرة جدا
- تمرين قراءة لقصيدة الشاعرة ذكرى لعيبي (ظننتكَ لي وحدي)
- الشاعرة اديبة حسيكة، الحلم و ناسوت الجسد ..
- الشاعر كريم الزيدي في كندا، مصطحبا الحزن العراقي معه ..!
- الشعر وصراع الواقع !!!
- الشاعر صفاء ذياب، ودلالات المكوث، رغم اوجاعه التليدة !!
- الشاعر جواد الحطاب، نسق حضور ومضمراته بدرية نعمة ..!
- حنان يوسف، بين الشوق والاحساس بالاخر ..!!
- الشاعرة ريما محفوض، رافضة للواقع ومنفعلة بقبوله !
- قصيدة (مفاتيح صدئة الجهات)، ومشاكسة اللغة ..
- الشاعرة نيسان سليم رأفت : الشعر ومواقف الحياة ..
- الشاعرة ناهدة الحلبي، تعيش اجواء الجمال داخل القصيدة ..
- الشاعرة ناريمان ابراهيم تحت رداء الخيال!!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - اسيا رحاحليه، بين الرومانسية وفلسفة الحب الثابتة!!