أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - يناير وأشياء أخرى














المزيد.....

يناير وأشياء أخرى


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7126 - 2022 / 1 / 4 - 15:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في خارطة الأيام الأممية، لا يحظى شهر يناير/كانون الثاني بنفس المكانة التي يحظى بها في سلم ترتيب الشهور. وإن كان أول شهر في التقويم الشمسي الغريغوري المعتمد عالميا، فهو في ذيل الترتيب من حيث عدد الأيام الأممية (ثلاثة أيام أممية فقط: اليوم العالمي للغة برايل،اليوم العالمي للتعليم واليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست).

مع أن فاتح يناير هو أول يوم في السنة لكنه لا يصنف كيوم عالمي/أممي، وأول يوم أممي تحتفل به البشرية هو يوم لغة برايل؛ اليوم (الثلاثاء 4 يناير) سنحتفل باليوم العالمي للغة برايل (Braille). ولغة بريل هي أبجدية تتشكل من ست نقاط يتحسسها باللمس المعاقون بصريا بعد أن يتعلموا معانيها، بما في ذلك رموز الموسيقى والرياضيات والعلوم. ويستخدم المكفوفون وضعاف البصر لغة برايل، التي سُمّيت بهذا الاسم تيمنا باسم مخترعها في القرن الـ19 الفرنسي لويس برايل، بهدف قراءة نفس الكتب والنشرات الدورية المطبوعة بالخط المرئي، بما يكفل لهم الحصول على المعلومات المهمة، وهو ما يُعد مؤشرا على الكفاءة والاستقلال والمساواة.

ولشهر يناير قصة كما هو حال كل الشهور في ثقافة الأمم والجماعات، وتعود تسمية شهر يناير(january)إلى جانوس"Janus"إله "الأبواب والعبور" أو إله "التقاطعات"، وهو الإله الذي يحرس أبواب السماء أو "إله البدايات والنهايات"، وله وجهان أحدهما ينظر إلى الماضي والآخر إلى المستقبل، واحد مفتوح على زمن الحرب والثاني منغلق على زمن السلم وفقاً للميثولوجيا الرومانيّة. والكلمة من أصل لاتيني مشتقة من(ianua)التي تعني (الباب)، من هنا يمثل يناير باب الدخول إلى السنة (أو كما نسميه راس العام).

ويعود منشأ أسماء الشهور الميلادية إلى إمبراطوريّة روما القديمة، حيث تمَّ تسمية بعضها كنوع من التمجيد للآلهة الرومانيّة وفقاً للأساطير الخاصة بهم، كما تمَّ تسمية شهرين على إسم قائدين عظيمين من قادة الرومان تمجيداً لهما وهما يوليوس قيصر وأغسطس.

في البدايات كان التقويم الروماني يتألَّف من 10 أشهر فقط في السنة، حيث اعتمد الرومان في ذلك على التقويم اليوناني القديم، لكنَّهم فيما بعد، تأثروا بالحضارة القبطية، وقاموا بإضافة شهرين آخرين وهما يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). وتمثِّل السنة الميلاديّة دورة كاملة للشمس لذلك فهي سنة شمسيّة، ومدَّة هذه الدورة اثني عشر شهراً.

وشهر يناير من الشهرين اللّذين قام الرومان بإضافتهما إلى تقويمهم، ثمَّ فيما بعد بدأ الاعتقاد لديهم أنَّ هذا الشهر هو أوَّل شهور العام فاعتمدوه كأوَّل شهر في السنة.

وهناك من يخلط بين التقويم والتأريخ، وإذا كان التأريخ هو تدوين الأحداث وتسجيلها وفق معالم تاريخية ذات صلة بثقافة معينة، كما هو حال التأريخ الإسلامي المرتبط بالهجرة النبوية، والتأريخ المسيحي المرتبط بميلاد المسيح، والتأريخ العبري والصيني والهندوسي.... فإن التقويم له صلة بالفلك والطبيعة، وبتجربة الإنسان في علاقته بالأرض والشمس والقمر والنجوم، حيث انتهت التجربة البشرية إلى ضبط الزمن وتنظيمه وفق حركة القمر أو وفق حركة الشمس.

وللتقويم الشمسي في صيغته الغربية، كما أسلفنا، جذور قديمة متعددة الحضارات، تعود إلى الإغريق وبلاد القبط وقد تمتد إلى حضارات بلاد الرافدين. وتعود إلى التقويم الروماني أو اليولياني والذي قام يوليوس قيصر بإدخاله في عام 46 قبل الميلاد، حيث تأثر هذا التقويم ببلاد القبط التي كانت تعتمد تقويما شمسيا يقسم السنة إلى 12 شهراً مع أيام كبيسة. ويُعرف التقويم الميلادي أيضاً بإسم التقويم الغريغوري أو المسيحي وهو التقويم المُعتَمَد من قِبَل كل بلدان العالم.

منذ أعوام قرأت عدة دراسات حول التقويم القمري وتفاجأت حين وجدت أن عددا من الأمم تعتمد التقويم القمري جنبا إلى جنب مع التقويم الشمسي في الصين وإسرائيل والهند، وزادت مفاجأتي حين وجدت أن اعتماد المسلمين للتقويم القمري يختلف عن باقي الأمم، وما أثار دهشتي أيضا هو وجود تقويم مركّب يسمى (التقويم الهجري الشمسي) تعتمده المملكة السعودية وإيران. وهذا التقويم لا يختلف كثيرا عن التقويم الغريغوري، وتقول بعض الدراسات أن نسبة الخطأ فيه قليلة مقارنة بالتقويم الغريغوري. وقد وضع هذا التقويم العالم صاحب الرباعيات الشهيرة عمر الخيام بمعاونة سبعة من علماء الفلك.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقتنا المغاربية في مرآة التنجيم
- النسق البيئي الأدبي الجزائري معقد وغير مفهوم في ذات الوقت (ا ...
- البلدان المغاربية في أفق 2025
- هل ثمة ما قد يجمع البلدان المغاربية حول مكافحة الفساد؟
- القمة العربية بالجزائر.. هل ستكون فرصة لإصلاح البيت العربي؟
- المدينة وثقافة التغيير
- مجتمعات المعرفة والمدن المستدامة
- الجسر المغاربي ومياه التغيير
- بين الإبداع والإفساد: مدن ذكية وأخرى غبية
- مُدن مغاربية: هل تنقذ الكتابة ما ضاع من جمال الأمكنة؟
- المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟


المزيد.....




- شاب يجر السلطات إلى مطاردة امتدت عبر عدة بلدات.. فتنتهي باصط ...
- برلين تتحرك بحزم .. لا تسامح مع الفوضى في احتفالات رأس السنة ...
- هل تكرس الهدنة الإنسانية المحتملة واقعا جديدا في السودان؟
- كيف تؤثر الجسيمات البلاستيكية النانوية على صحة الجهاز الهضمي ...
- مصابون في الضفة والقدس و917 مستوطنا يقتحمون الأقصى
- مفاوضات ميامي بشأن أوكرانيا تواجه عقبة دونباس وزاباروجيا
- إسرائيل تعد ملفا استخباراتيا لإقناع ترامب بشن هجوم جديد على ...
- مصر: مستعدون لتعديل اتفاق مياه النيل ونرفض المساس بأمننا الم ...
- وزير خارجية إسرائيل يربط إعادة إعمار غزة بتخلي حماس عن سلاحه ...
- سجن للأسرى الفلسطينيين محاط بالتماسيح.. ما القصة؟


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد هادف - يناير وأشياء أخرى