أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجسر المغاربي ومياه التغيير














المزيد.....

الجسر المغاربي ومياه التغيير


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 7087 - 2021 / 11 / 25 - 22:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


احتفل العالم بأربعة عشر يوما أمميا هذا الشهر، ضد إفلات أعداء الصحافة من العقاب، وحماية البيئة من الحروب والأنشطة العسكرية، وتكريس ثقافة التسامح بين الشعوب، وجعل العلوم في خدمة السلام والتنمية. وحتى التوعية بخطورة تسونامي مر يومها العالمي، فضلا عن يوم الطفل وآخر للتضامن مع مرضى السكري وضحايا حوادث المرور. وهناك من فكر حتى في يوم عالمي للمرحاض حتى يتذكّر سفهاء الناس أن المدينة المريحة لا تكتمل إلا إذا كان لأهلها وعي علمي وأخلاقي بأهمية المرحاض وتوفير الماء وشبكات الصرف الصحي.

في الأسبوع القادم، ستنطلق حملة القضاء على العنف ضد المرأة وإحياء ذكرى ضحايا الحرب الكيمياوية، وسيحيي أنصار فلسطين "اليوم الأممي للتضامن مع الشعب الفلسطيني". وإذ نُذكّر بهذه الأيام الأممية كل مرة، فلأن الذكرى تنفع المؤمنين بها وبقيمتها الإنسانية والجمالية، وحتى تصبح هذه الأيام من صميم الثقافة المغاربية في مقرراتنا المدرسية وبرامجنا الإعلامية وحياتنا اليومية.

منذ يومين مر علينا اليوم العالمي للتصنيع في أفريقيا، لم يحظ هذا اليوم في فضائنا المغاربي بما يليق به من الاهتمام كأغلب الأيام العالمية. غير أن اليوم العالمي للفلسفة كان محظوظا، هذا العام، في السوشل ميديا والأوساط الأكاديمية والمنابر الإعلامية. وازدان الفضاء الأزرق بمئات المدونات والتغريدات والمنشورات حول الفلسفة، مدحا وثناء واحتفاء بأهميتها.

وكما أصبح لنوفمبر أيامه العالمية في المحفل الأممي، فله، أيضا، مكانة مرموقة في ذاكرة الشعوب وفي شعرهم أيضا، غير أن نفوذه في الجزائر لم يسمح لأي شهر بمزاحمته حتى وإن كان يوليوز شهر الاستقلال.

وقد كان مفدي زكريا شاعر القومية الجزائرية، بلا منازع، منح لنوفمبر مقاما جليلا في أشعاره، ولاسيما في الإلياذة: (نوفمبر جل جلالك فينا *** ألست الذي بث فينا اليقينا)، وهو يقين لم ينل منه أكتوبر 1988، ولا يناير 2011، باستثناء فبراير 2019، الذي تمت دسْترتُه، وأصبح يوما قوميا تخليدا للحراك الشعبي المجيد. فهل يفلح الثاني والعشرين فبراير أن يكون بنفس بهاء نوفمبر وأبهته الثورية؟ وهل سيكون منعطفا في اتجاه جزائر الحرية والتنمية والمساواة؟ هل سيكون نقْلةً نوعية أم مجرد تكرار؟

لا علينا، على الصعيد المغاربي، تدفقت مياه كثيرة تحت جسر 2011، الجسر المغاربي الذي تعرّض إلى المزيد من التشقق الشهور الأخيرة، وبالرغم من أنه يبدو آيلا للسقوط، إلا أنه مازال صالحا للتواصل ولو بشكل بطيء وشديد الحذر.

أربعة أسابيع تفصلنا عن العام الجديد، الوضع المغاربي بالغ الهشاشة في نظر أغلب المحللين، لكنه لدى بعض منهم ينطوي على شروط قوية للإقلاع، فالطريق إلى رئاسيات ليبيا يبدو مشجعا، بعد أن دخلت شخصيات إشكالية بارزة ومثيرة للجدل مضمار السباق. منحنى الثقة في مستقبل ليبي واعد في تصاعد مضطرد، وهذا التحول سيصب في مصلحة تونس التي دخلت بطريقة غير تقليدية في سلسلة إصلاحات منذ أربعة أشهر. وحتى إذا وُصف ريجيم قيس سعيد بالاستبداد (despotisme) فهذا لا يقلل من حظوظ تونس في التغير الإيجابي من حيث أن قيس سعيد يشتغل في إطار توافقي مع عدد من الأحزاب والتنظيمات الكوربوراتية. فالاستبداد من صميم الممارسة السياسية على عكس الطغيان (Tyrannie). وما دام هناك توافق، إذن هناك سياسة، أما إذا غاب هذا الشرط خرج الوضع من السياسة إلى الطغيان؛ ولهذا نجد في التاريخ من يوصف بـ"المستبد المستنير".

ثمة ما يؤشر على أن الوضع الليبي-التونسي يسير في اتجاه الانفراج السياسي والأمني، وكتحصيل حاصل سينعكس ذلك إيجابا على الوضع الجزائري الذي يكون قد استكمل مؤسساته المنتخبة بعد الانتخابات المحلية التي ستجرى يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري، كما سينعطف الوضع الجزائري-المغربي في اتجاه مباغت قبيل القمة العربية شهر مارس وفي سياقها. قد لا تروق هذه القراءة لعدد من المحللين والمهتمين بالشأن المغاربي، ومن حق هؤلاء أن يروا ما يتناغم مع قناعاتهم، وتبقى مجرد قراءة متفائلة، لكنها قراءة لا تخلو من واقعية لا تدركها العين المجردة. ولأن نوفمبر/تشرين هو أفضل الشهور لرياح التغيير والمواعيد المبهجة، أردد مع نزار قباني:جاء تشرين يا حبيبة عمري *** أحْسنُ الوقت، للهوى، تشرينُ.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الإبداع والإفساد: مدن ذكية وأخرى غبية
- مُدن مغاربية: هل تنقذ الكتابة ما ضاع من جمال الأمكنة؟
- المؤرخ الجزائري: على من تقرأ زابورك يا...؟
- المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم ا ...
- على بعد شهرين من عام 2022
- قمة مونبيلييه: هل العلاقة الأفريقية الفرنسية نحو التطور أم ن ...
- الفساد في -الكون- المغاربي
- الأمم المتحدة: «الأمة المغاربية» ودولها
- اليوم العالمي للسلام
- أيام سبتمبر لو يتداولها الناس. .!
- لغز حالة الجفاء في العلاقة الجزائرية المغربية
- المغرب والجزائر: إلى أين سيتجه البلدان بعد القطيعة؟
- البلدان المغاربية في مفترق الطرق
- خطاب الكراهية: العنف والعدوانية
- التواصل حق وإبداع إنساني
- المغرب والجزائر: أسبوع على الخطاب الملكي
- تونس: أسبوع على قرارات 25 يوليو
- العقل المغاربي
- جدارية من أجل المستقبل
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجسر المغاربي ومياه التغيير